x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
مروءة أبي جعفر الوقشي
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة: مج4، ص: 139
2024-02-25
684
مروءة أبي جعفر الوقشي
وكان الفاضل أبو الحسين ابن الوزير أبي جعفر الوقشي آية الله في الظروف وكيف لا ووالده الوزير أبو جعفر وصهره أبو الحسين ابن جبير
وشيخه في علم الموسيقى والتهذيب والظرف والتدريب أبو الحسن ابن الحسن
ابن الحاسب شيخ هذه الطريقة وقد رزق ابو الحسين المذكور فيها ذوقا مع صوت بديع أشهى من الكأس للخليج قال عمران ابن سعيد : ما سمعته
إلا تذكرت قول الرصافي :
ومطارح مما تجس بنانه لحنا أفاض عليه ماء وقاره
يثني الحمام فلا يروح لوكره طربا ورزق بنيه في منقاره
وكنت أرتاح إلى لقائه ارتياح العليل إلى شفائه ولم أزل أقرع بابا فبابا
وأخرق للاتصال حجابا حتى هجمت مع شفيع لا يرد عليه وجلست
بين يديه فحينئذ حرضه حسبه على الأكرام وتلقى بما أوسع من البشر
والسلام وقال: ليعلم سيدي أني كنت أود الناس في لقائه وأحبهم في
إخائه والحمد الله جعلني أنشد :
وليس الذي يتبع الوبل رائدا كمن جاءه في داره رائد الوبل
ثم قام إلى خزانة فأخرج منها عود غناء يطرب دون أن تجس أوتاره
وتلحن أشعاره واندفع يغني دون أن أسأله ذلك ولا أتجشم تكليفه الدخول في تلك المسالك :
وما زلت أرجو في الزمان لقاءكم فقد يسر الرحمن ما كنت أرتجي
فذكركم ما زلت أتلوه دائبا إذا ذكروا ما بين سلمى ومنعج
فلما فرغ من استهلاله و عمله قبلت رأسه وقلت له : لا أدري علام أشكرك قبل هل على تعجيلك بما لم تدعني أسألك في شأنه أم على ما تفردت بإحسانه ؟ فما هذا الصوت ؟قال : هذا نشيد خسرواني من تلحيي قال: وأنشدني لنفسه :
حننت إلى صوت النواعير سحرة فأضحى فؤادي لا يقر ولا يهدا
وفاضت دموعي مثل فيض دموعها أطارحها تلك الصبابة والوجدا
وزاد غرامي حين أكثر عاذلي فقلت له أقصر ولا تقدح الزندا
أهيم بهم في كل واد صبابة وأزداد مع طول البعاد لهم ودا
وانشدني لنفسه :
ولقد مررت على المنازل بعدهم أبكي وأسأل عنهم وأنوح
قال : وكتب إلي :
يا حسرة ما قضت من لذة وطرا أين الزمان الذي يرجى به الخلف ؟
أبكيك ملء جفوني ثم يرجعني إلى التصبر أني سوف أنصرف
قال أبو عمران : وكنت في أيام الفتنة إذا ركنت إلى الآمال هونت على نفسي ما أ لقى من أهوالها بقولي مع خاطري قوله:
أين الزمان الذي يرجى به الخلف