الحصن الحصين للسالكين في طريق القرآن
المؤلف:
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
المصدر:
تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة:
ج2 ص 175-176.
2023-11-10
2416
الحصن الحصين للسالكين في طريق القرآن
مضى في البحث التفسيري أن التقوى الفطرية والعملية شرطان أساسيان للإفادة من هداية القرآن الكريم. إن اشتراط التقوى يأتي من باب أن للإنسان عدوا لدوداً هو الشيطان: {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 168]. والشيطان عدو يرى بني آدم ويتربص لهم ويباغتهم بالهجوم من حيث لا يحتسبون، في حين أن من هم عرضة لوساوس الشياطين وشرورهم لا يرون إبليس وجنوده: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ } [الأعراف: 27]. في مثل هذه الحالة لا يكون هناك ملجأ ولا مأوى إلا بالاستعاذة بالذات الإلهية المقدسة: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ } [الأعراف: 200] ، وقد عرف اله سبحان ه وتعالى سالكي طريق القرآن بهذا الحصن الحصين: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل: 98] ، فالله سبحانه هو وحده القادر على حفظ الإنسان من شر الشيطان وأذاه؛ لأن الله يرى الشيطان وجنوده، لكنهم لا يرونه جراء أنانيتهم: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً} [الأنعام: 61]. فالإنسان ينال هذه الحراسة الإلهية في كنف الإيمان والعمل الصالح، فيصان من الانحراف والاعوجاج واتباع وساوس الشيطان.
الاكثر قراءة في قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة