1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

الأمانة وعزة النفس

المؤلف:  الشيخ محمد تقي فلسفي

المصدر:  الشاب بين العقل والمعرفة

الجزء والصفحة:  ج2 ص277ــ280

2023-09-11

929

للكرامة وعزة النفس دور كبير ومؤثر في رفع روح الأمانة والاخلاص والشعور بالمسؤولية في أعماق الشباب لدرجة أن الخونة والمجرمين يفشلون في استغلالهم لصالح نواياهم الشريرة والظالمة ، لذا فتراهم يبحثون عن أولئك الذين نشأوا منذ طفولتهم في أسر شعارها الرذيلة والانحطاط ، لا يعرفون معنى للعزة والكرامة، أما إذا كانوا مصرين على استغلال ذوي الكرامة فإنهم يلجأون كخطوة أولى إلى تحطيم شخصيتهم وكرامتهم بالترغيب أو الترهيب ومن ثم يحاولون أن يمحوا من أذهانهم كل ما هو مرتبط بالفضائل الأخلاقية والملكات الإنسانية ليتسنى لهم فيما بعد استغلالهم في أكثر الأعمال شراً ورذيلة.

الحرب العالمية الثانية والجرائم الأخلاقية:

«إن مما يؤسف له أن النازيين الألمان قد استغلوا اكتشافات علم النفس في إيذاء وتعذيب وتدمير نفسية الإنسان . فكلنا سمع أو قرأ عن معسكرات العمل الاجباري ، إلا ان الحقيقة كانت افظع من أن يتناولها قلم أو لسان .

فقد كتب «تابل هايم» وهو عالم نفس معروف قضى مدة عام كامل في سجون النازيين يقول: إن الشرطة السرية كانت ترمي من خلال معسكرات العمل الاجباري إلى تحقيق عدة أمور ، منها سلب الإنسان إرادته وشخصيته وتحويله إلى مجرد آلة صغيرة في جهاز ، وكذلك إرعاب الناس من خلال الممارسات الوحشية والقاسية التي كانت ترتكب ضد المعتقلين بهدف صرفهم عن المعارضة، والاعتماد على أفراد في الشرطة السرية لا تعرف قلوبهم الرحمة والشفقة، والسعي إلى تغيير طبيعة الإنسان وغرائزه بما يتناسب وتطلعات الحكومة النازية. بمعنى أنهم بدل أن يُقوّموا الغريزة المنحرفة في الإنسان كانوا يحاولون بالضغط والكراهية حرف الغريزة الطبيعية السالمة فيه. ومن نوايا النازيين أيضاً إضعاف معنويات السجين وتدمير نفسيته ليصبح كالطفل الصغير عاجزاً عن التفكير بأي شيء ، لا يتذكر شيئاً عن ماضيه ولا يستطيع أن يرسم صورة واضحة لمستقبله ، ولا يفكر سوى يسد احتياجاته المادية ، ولهذا كانت معاملة السجين بمنتهى القسوة والشدة ودون أي مبرر ، كما أن النازيين ليس فقط لم يحددوا وقتاً معيناً لقضاء الحاجة ، بل كانوا يمنعون السجين أحياناً من الخروج لقضاء حاجته حتى يتغوط في ملابسه.

وكان على السجناء أن يخاطبوا بعضهم البعض الآخر بعبارات صبيانية تافهة ، لكنهم كان يتوجب عليهم أن يحترموا السّجّانين ويذكروا جميع ألقابهم حين يخاطبونهم.

والعمل الشاق الآخر الذي كان مفروضاً على السجين بهدف تحطيم شخصيته وتدمير معنوياته هو حمل صخور كبيرة و ثقيلة من نقطة إلى أخرى ثم العودة بها إلى حيث كانت».

القساوة والظلم:

«ونتيجة لهذه الأساليب النفسية كان السجناء يفقدون الاهتمام بالماضي والمستقبل كالأطفال تماماً ، فيتناقلون القصص ويختلقون روايات عن أنفسهم كانت في الغالب من نسج الخيال ، وإن اكتشفت أكاذيبهم ضحكوا مع الآخرين دون خجل او وجل.  وعندما كان السجين يتطبع على قساوة السجن والتعذيب وتصبح ممارسات الشرطة المخيفة عادية وطبيعية بالنسبة لهم كانوا يُعيّنون سجّانين على غيرهم من السجناء ، فكانوا يبدون من الظلم والقسوة ما يرضي ويفرح الجلادين المضطلعين بعلم النفس»(1).

السعادة في صون الكرامة:

كثيرون هم الفتيان والفتيات الذين نشأوا في أسر أصيلة وشريفة وترعرعوا في ظل الفضائل الأخلاقية والصفات الإنسانية ، إلا أنهم حادوا عن مسيرهم الصحيح نتيجة وساوس الشيطان والفاسدين والخونة ، فاعتادوا حتى الادمان على المخدرات والكحول هادرين كرامتهم وعزتهم حتى انتهى بهم الأمر إلى السرقة والفسق والفجور والغرق في مستنقع الرذيلة.

والشاب الذي يريد أن يكون إنساناً بكل ما في الكلمة من معنى ، ويهنأ ويسعد في حياته ، ويكون شامخ الرأس عزيز النفس لا يشوه سمعته وكرامته ، عليه أن يسعى ويجد في الحفاظ على كرامته ويصون هذه الجوهرة الثمينة من عبث العابثين ، وعليه أيضاً أن يبتعد عن الخطيئة التي لن تجلب له سوى الذل والعار ، وأن لا يستسلم لأي عمل لا يتفق وعزة نفسه ومناعة طبعه.

تكتمل سعادة الإنسان بتنفيذ نوعين من البرامج سلبي وإيجابي.

فالبرنامج السلي هو في تجنب المعاصي، والإيجابي هو في أداء الفرائض والسنن. وثمة خطر كبير يتهدد سعادة الإنسان ويودي به إلى البؤس والشقاء ، وهذا الخطر يكمن في الخطيئة والمعصية. فإذا ما تمسك الشاب بعزته وكرامته ونجح بقوة وإرادة في تطبيق البرنامج السلبي وهو كما ذكرنا تجنب المعصية ، فإنه سيكون قادراً وبسهولة على تطبيق البرنامج الإيجابي وسيضمن بحسن السلوك والأخلاق سعادته الحقيقية وكماله الإنساني.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : غالبوا أنفسكم على ترك المعاصي تسهل عليكم مقادتها إلى الطاعات(2).

_________________________

(1) سلامة الروح، ص 58.

(2) مستدرك الوسائل 2، ص 313. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي