مصعد الفضاء (Space elevator)
المؤلف:
أ.د. محمود محمد سليم صالح
المصدر:
تقنية النانو وعصر علمي جديد
الجزء والصفحة:
ص128–129
2023-07-28
1430
إن إحدى المشكلات التي تمنع تطور مصعد الفضاء تكمن في كون الفولاذ المستخدم عادة في المصاعد ثقيلاً جدًّا، على الرّغم من عدم قوته بما يكفي. كما أن معظم الوزن الذي يحمله كيبل (cable) المصعد في بناء مرتفع هو وزن الكيبل نفسه. ولألياف الأنابيب الكربونية الرفيعة جدًّا تركيب يشبه الفوليرين، وهي تفوق الفولاذ في قوة تحملها بمئات المرات. ويتحمل خيط واحد من ألياف أنبوب رفيع جدا (وقطره يقل عن قطر قلم الرصاص) 20 سيارة بالحجم الطبيعي (أي حوالي 40000 كيلوغرام). وقد أصبحت ألياف الأنابيب الكربونية الرفيعة جدا القوة المحركة الأساسية في فكرة مصعد الفضاء. وما يزال إنتاج ألياف النانوتيوب الكربونية الرفيعة جدًّا بكميات كبيرة أمرًا ذا صعوبة عالية. وجدير بالذكر أن التقنيات الحالية (مثل تبخير قضبان الكربون، أو جلب غازات الكربون الساخنة، وربطها؛ لتشكيل هذه الأنابيب الجزيئية) تنتج كميات ضئيلة، قد تكفي متطلبات تجارب المختبرات، ولكنها لا تكفي متطلبات صنع شرائط طويلة. ومع هذا فإنّ التطورات الجديدة في تكنولوجيا الإنتاج تمر بتقدم سريع.
وهناك الكثير من تطبيقات أنابيب النانو الكربونية التي تعدنا بها تقنية النانو، ولعلّ من أبرزها استخدام هذه الأنابيب في تنقية المياه والهواء، وكذلك في تحسين الخواص الكيمائية والحرارية لمواد البلاستيك (البوليمر). إنّ فهم هذه الأنابيب فهما دقيقاً، والتحكم في تصنيعها، وتركيبها سيزيد – بإذن الله – مجالات تطبيقاتها، وهذا بالطبع سينعكس انعكاسًا إيجابيًا على تطوير جوانب حياتية كثيرة للإنسان في المستقبل القريب.
الاكثر قراءة في الفيزياء الجزيئية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة