x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
التواضع والرفق وخفض الجناح
المؤلف: د. صبحي العادلي
المصدر: الاخلاق القرآنية
الجزء والصفحة: ص165-174
2023-07-12
1312
التواضع لغة: هو التذلل والتخشع ([1]).
واصطلاحا: هو كراهية التعظيم، وان يتجنب الانسان المباهاة والمفاخرة بالجاه والمال وغيرهما، والتحرر من الاعجاب والكِبر ([2]).
وقيل: التواضع هو اظهار التّـنزل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه، بحيث لا يصل الى درجة التذلل، لأن التذلل اظهار العجز عن مقاومة المتذلل له([3]).
والرفق في اللغة: النفع، وهو ضد العنف، ولين الجانب، ويقال رَفق بالأمر وله وعليه يَرفُق رِفقا، فيقول العرب مثلا: فلان خافض الجناح أي: انه لطيف المعاملة والرعاية، ويظهر الرقة والتواضع والحلم،وقيل: هو المداراة مع الرفقاء، ولين الجانب، واللطف في الأمر بأحسن الوجوه وأيسرها ([4]).
ومما يبدو ان الالفاظ والكلمات المذكورة في معنى الرفق كلها تؤدي الى مفهوم التواضع الذي يُعد من اوضح اللفاظ الدالة على معناه.
واصطلاحا: هو لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل وهو ضد العنف كما جاء ذلك في تعريفه اللغوي ([5]).
وان صفة خفض الجناح للوالدين هي مرتبطة بصفة الرفق، وهي مفردة من مفردات منظومة مكارم الأخلاق،كما سيأتي الحديث عنها.
التواضع في القرآن الكريم والسُنّة الشريفة
قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}
والهون في اللغة: هو الرفق واللين والسكينة والوقار([6]) والمقصود بـ (هوْنًا) أي: يمشون على الارض بسكينة ووقار، ولا تتنافى الهيبة مع التواضع بشرط ان لا تكون
بقصد التكبر والتعالي، فلا يمنع من الجمع بين الرفق والوقار والهيبة مع التواضع، فقال تعالى: {وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا}([7]).
لذلك ينبغي ان يتصف المسلم بصفة الهون (الوقار) في مشيه، وإذا كانت صفة المسلم الوقار في مشيه على الأرض فهذا يتطلب منه ان يتصف بالصفة نفسها مع ساكنيها، وقد كان الرسول الأكرم (صل الله عليه واله وسلم ) هو الانموذج الاول بذلك، حيث قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام ): (كان رسول الله إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب)([8]).
وقيل ان السير على عشرة أنواع، أحسنه وأسكنه: مشية رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) ومعنى المنحط من الصبب أي: يرفع رجليه من الأرض رفعاً بائنا بقوة، والتكفؤ أي: التمايل إلى الامام، كما تتكفأ السفينة في جريها، وهو أعدل انواع المشي.
وعن ابن عباس (رضي الله عنه )أن رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) كان إذا مشى ليس في مشيه كسل، وأن مشيته (صل الله عليه واله وسلم ) كان بهيبة دون تكبر، وقال: معنى الصبب - بفتح الصاد المهملة والباء الموحدة الأولى هو الموضع المنحدر من الأرض، وذلك دليل على سرعة مشيه، لأن المنحدر لا يكاد يثبت في مشية، ومعنى التقلع: الانحدار من الصبب، والتقلع من الأرض قريب بعضه من بعض، يعني: أنه كان يتـثـبـت في خطواته، ولا يبين منه في هذه الحالة استعجال، ولعل أراد بهذا اللفظ قوة المشي، بحيث يرفع رجليه من الأرض رفعاً قوياً، لا كمن يمشي اختيالاً ويقارب خطواته، فإن ذلك من مشي النساء([9]).
ومن المشي السيء أن يمشي الإنسان بانزعاج واضطراب، مشي الجمل الأهوج، وهذه المشية مذمومة، وهي علامة من علامات خفة عقل صاحبها، وخصوصا عندما يكثر الانسان الالتفات يميناً وشمالاً، أما المشي هوناً ووقارا فهو مشي عباد الرحمن، وكانت هذه الصفة من صفات الرسول الأكرم (صل الله عليه واله وسلم ) انه كان يمشي بسكينة ووقار من غير تكبر ولا تماوت ([10]).
وما هي علاقة التواضع بقوله تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}؟.
ان العلاقة واضحة نشهدها في كل يوم، حيث اكثر ما يلتقي الانسان رغما عليه في الطرقات الجهلاء، فكأن الآية الكريمة تريد ان ترشد المسلم اثناء سيره في الطرقات فتقول له: عليك ان تتعامل مع الجهلاء بلين ورفق وعدم تكبر، وان لا تقابلهم بنفس جهلهم، لأن الكلام مع الجاهل كالكتابة فوق الماء، إذ إنَّ ميزت العالم عن الجاهل ان العالم مرّ بمرحلة الجهل ثم تجاوزها بالعلم والمعرفة، أما الجاهل فأنه لا يعرف العلم والمعرفة كونه لم يجتاز مرحلة الجهل وبقى فيها.
لذلك فان الجاهل إذا خطأ لا يعرف جسامة خطئه، وبسبب جهله يتوهم ان خطئه هو الصواب بعينه، لهذا اوجب الله تعالى التعامل مع هؤلاء بالطرقات باللين والتروي والتواضع، بغية اصلاحهم وارشادهم، وعدم المساجلة معهم بهدف الابتعاد عن شرهم.
وهذا ما كان يتبعه رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) معهم، فكان (صل الله عليه واله وسلم ) يخاطبهم بالسلام (قَالُوا سَلَامًا) فكان يصبر على جهلهم ثم يهجرهم ويتركهم بكل لين ولطف وحكمة، فقال تعالى مخاطبا رسوله الامين: {وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} ([11]).
ومن لوازم التواضع واللين بخصوص هجر الجهلاء ان نهجرهم بلطف ولين ودون اشمئزاز، لأن الجاهل لا رحمة عنده ولا تروي في ارتكاب المعاصي والجرائم، لذلك لا تجوز قطيعتهم واظهار احتقارهم وانما مواصلتهم بالحسنى على وفق ما تتحمل عقولهم، وهذا المقصود من قوله تعالى: {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} لهذا كان رسول الله (صل الله عليه واله وسلم ) يدفع بالتي هي أحسن على وفق ما أمره ربه، قال تعالى : {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ . ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }([12]).
اضافة الى ما ذكرناه فان التكبر عامل اساس في انبعاث البغض في نفوس الناس اتجاهه، ولهذا السبب لا ينجح المتكبر في حياته، لذلك نجد من بين أهم صفات الانبياء والاولياء في دعواتهم التواضع واللين، فقال تعالى في تواضع رسوله الأكرم(صل الله عليه واله وسلم ): {ولَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}([13]).
بل أمر الله تعالى نبيه بأكثر من ذلك حيث أمره بصفة اكثر من التواضع وهي خفض الجناح، فقال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}([14]).
كما امر سبحانه المؤمنين ان يتواضع بعضهم لبعض، فقال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}([15]).
ومما يبدو من خلال ما ذكره القرآن الكريم ان صفة التواضع هي الصفة التي تحافظ على ديمومة تواصل الانسان مع الاخرين على اختلاف طبقاتهم، كما انها تصنع المودة في علاقات الناس مع بعضهم، بين الغني والفقير، والعالم والمتعلم، والرئيس والمرؤوس وهكذا ...([16]).
كما كان (صل الله عليه واله وسلم ) يستجيب لدعوة أي داع من اصحابه فقيرا كان أم غنيا، ويأتي لدعوته حتى لو كانت وليمته بسيطة، بل كان يطلب من اصحابه ان لا يتكلفوا في طعام الوليمة ويقبل منهم اليسير([17]).
ويريد الرسول الأكرم (صل الله عليه واله وسلم ) من تصرفه هذا مع اصحابه ان يعلمهم حرمة الاسراف والتبذير في الاسلام امتثالا لأمر الله تعالى حيث قال: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا}([18]).
وكان (صل الله عليه واله وسلم ) لا يملك اجود ناقة، بل كانت ناقته بسيطة وعادية، وقد تسبقها في الكثير من الاحيان النوق الاخرى ([19]).
بل كان (صل الله عليه واله وسلم ) يعد التكبر صنف من اصناف خنوع واذلال الانسان لغرائزه المريضة
التي تجعله ينظر الى الناس بانهم ادنى منه واقل منه شأنا، فقال (صل الله عليه واله وسلم ): (إذا رأيتم المتواضعين من امتي فتواضعوا لهم، وإذا رأيتم المتكبرين فتكبروا عليهم، فان ذلك لهم مذلة وصغار) ([20]).
فكان الرسول الأكرم (صل الله عليه واله وسلم ) يربي اصحابه على التواضع بشتى الوسائل والطرق حيث قال يوما لبعض أصحابه (ما لي لا أرى عليكم حلاوة العبادة ؟ ) فقالوا له: وما حلاوة العبادة ؟ قال: (التواضع) ([21]).
بل كان يدعو اصحابه الى التواضع ويقول لهم: (ان احبكم اليّ وأقربكم مني يوم القيامة مجلسا أحسنكم خلقا واشدكم تواضعا) وقال ايضا: (ان الرفق لم يوضع على شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه) ([22]).
وقال (صل الله عليه واله وسلم ): (من اعطى حظّه من الرفق حظّه الله تعالى من خير الدنيا والآخرة) ([23]).
وقال (صل الله عليه واله وسلم ): (الرفق رأس الحكمة، اللهم من ولى شيئا من امور امتي فرفق بهم، ومن شقق عليهم فاشقق عليه) ([24]).
فكانت تلك شخصية الرسول الأكرم (صل الله عليه واله وسلم ) كذلك اهل بيته الأطهار(عليهم السلام)فهم الذي ساروا على نهجه بغاية من الدقة والتدبر، فكان مثلا الامام علي بن الحسين زين العابدين(عليهم السلام)عندما يمر بمساكين وهم يأكلون الخبز اليابس، يأتي الى جانبهم ويسلم عليهم، فيدعونه الى طعامهم، وفعلا يستجيب لدعوتهم ويجلس معهم، وهكذا كان أهل البيت(عليهم السلام)مثال الخلق الرفيع والادب الجم من خلال تمسكهم الحقيقي بالإسلام وطاعتهم لأحكامه.
خفض الجناح للوالدين:
خفض الجناح: هو لين الكلام وترك الإغلاظ في القول، وهو صفة من صفات التواضع ([25]).
ومن معاني الجناح التي جاءت في القرآن الكريم اليد كما في قوله تعالى: {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ} ([26]).
وكثيرا ما يكون خفض الجناح للوالدين كما جاء في قوله تعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَاتَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِير}([27]).
سمات خفض الجناح للوالدين
ومن تلك السمات هي:
طاعتهما بالمعروف والاحسان اليهما .
مقابلة اوامرهما بالفرح والترحاب .
مبادأتهما بالسلام وتقبيلهما .
التوسعة لهما بالمجلس عند دخولهما اليه والجلوس امامهما بكل أدب، وعدم فعل أي فعل ينافي الكمال معهما .
مساعدتهما في اعمالهما وبكل اخلاص ومثابرة .
تلبية ندائهما بسرعة وبدون تأخير.
تجنب الجدل المزعج معهما .
عدم جواز مد اليد قبلهما اثناء الطعام .
استئذانهما عند الدخول والخروج .
تذكيرهما بالله تعالى وامرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر مع مراعاة احترامهما تجنب الشدة والتكرار في لومهما .
كثرة الدعاء لهما في حياتهما وبعدها.
قبول عذرهما مع اللطف بهما.
الصفح عنهما ونسيان معاتبتهما ولو لم يعتذرا.
بذل المستطاع لهما من الخدمة والجاه والمال.
ترك المنة عليهما، والابتعاد عن مطالبتهما بالمثل.
تحمل عتابهما إذا عاتبا وحمله على أحسن المحامل.
تجنب الاعتداء عليهما في كل الاحوال.
خفض اللسان وعدم ارتفاع الصوت او الحدة معهما.
ومن الاحكام التي اكد عليها القرآن الكريم خفض الجناح للام التي جاهدت بنفسها وروحها في الانجاب والرعاية، قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}([28]).
وهكذا أقر القرآن الكريم خفض الجناح وطاعة الوالدين ومعاملتهما بالحسنى حتى لو كانا مشركين، ولكن في حالة إذا كانا مشركين فلا تجوز طاعتها بالشرك، وذلك لقوله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَاَ ليْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} ([29]).
ومعنى ذلك إذا طلبا منك الشرك بالله تعالى فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن عليك ان تصاحبهما في الدنيا بالمعروف، وتدعوهما الى نبذ الشرك والايمان باللين والحُسنى.
ومن خلال ما سبق ذكره يجب طاعتهما في الواجبات والمندوبات وحتى المباحات، ولكن لا يجوز طاعتهما في كل ما هو محرم، كالعداء للناس الابرياء والصالحين، قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم}([30]).
علامة حب الله تعالى كثرة ذكره
[1] انظر: العين: الفراهيدي 2/196 . تاج العروس: الزبيدي 22/343.
[2] انظر: تهذيب الأخلاق: الجاحظ ص25 .
[3] انظر: الفروق اللغوية: ابو هلال العسكري 216 .
[4] انظر: العين: الفراهيدي 2/196 . تاج العروس: الزبيدي 22/343.
[5] انظر: تهذيب الأخلاق: الجاحظ ص25.
[6] انظر: مدارك السالكين: 3/108.
[7] سورة المزمل: الآية 10.
8] انظر: تاريخ الطبري 2/221.
[9] انظر: المصدر نفسه 2/221 وما بعدها.
[10] انظر: المصدر نفسه 2/221 .
[11] سورة المزمل : الآية 10 . انظر: تفسير الكاشف 7/449.
[12] سورة فصلت: الآية 34.
[13] سورة آل عمران: الآية 159.
[16] انظر: رياض الصالحين: ص116و117.
[17] انظر: المصدر نفسه ص117.
[18] سورة الاسراء: الآية 27.
[19] انظر: رياض الصالحين ص116و117.
[20] تنبيه الخواطر 1/ 201والمقصود بالتكبر هنا الابتعاد عنهم بلين ولطف وعدم مداهنتهم.
[21] المصدر نفسه 1/201 .
[22] المصدر نفسه1/201.
[23] المصدر نفسه 1/202 .
[24] المصدر نفسه 1/202 وما بعدها.
[25] انظر: مجمع البيان: الشيخ الطبرسي 6/447. التفسير الكبير: الرازي 9/211.
[26] سورة القصص: الآية 32 .
[27] سورة الاسراء: الآيتان 23 و24.
[28] سورة الأحقاف: الآية 15
[29] سورة لقمان: الآية 15.
[30] سورة المجادلة: الآية 22.