x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
فضائل الأندلس/ رسالة ابن حزم في فضل الأندلس
المؤلف: أحمد بن محمد المقري التلمساني
المصدر: نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة: مج3، ص:156-178
2023-05-18
2172
فضائل الأندلس/ رسالة ابن حزم في فضل الأندلس ](1)
قلت : وقد رأيت أن أذكر رسالة أبي محمد ابن حزم الحافظ التي ذكر فيها بعض فضائل علماء الأندلس ، لاشتمالها على ما نحن بصدده . وذلك أنه كتب أبو علي الحسن بن محمد بن أحمد بن الربيب التميمي القيرواني(2)، إلى أبي المغيرة عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن حزم يذكر تقصير أهل الأندلس في تخليد (3) أخبار علمائهم ومآثر فضائلهم وسير ملوكهم ، ما صورته:
كتبت يا سيدي ، وأجل عددي ، كتب الله تعالى لك السعادة ، وأدام لك العز والسيادة ، سائلا ً مسترشداً ، وباحثاً مستخبراً ، وذلك انني فكرت في بلادكم إذ كانت قرارة كل فضل ، ومنهل كل خير ، ومقصد كل طرفة ، ومورد كل تحفة ، وغاية آمال الراغبين ، ونهاية أماني الطالبين ، إن بارت تجارة فإليها
156
تجلب، وإن كسدت بضاعة ففيها تنفق ، مع كثرة علمائها ، ووفور ادبائها(4) ، وجلالة ملوكها ، ومحبتهم في العلم وأهله ، يعظمون من عظمه علمه ، ويرفعون من رفعه أدبه وكذلك سيرتهم في رجال الحرب يقدمون من قدمته شجاعته ، وعظمت في الحروب نكايته ، فشجع الجبان ، وأقدم الهيبان : ونبه الخامل ، وعلم الجاهل ، ونطق العتيبي ، وشعر البكي ، واستنسر البغاث ، وتتعبن الحفاث(5) ، فتنافس الناس في العلوم ، وكثر الحذاق في جميع(6) الفنون ، ثم هم مع ذلك على غاية التقصير ونهاية التفريط من أجل أن علماء الأمصار دونوا فضائل أمصارهم ، وخلدوا في الكتب مآثر بلدانهم ، وأخبار الملوك والأمراء ، والكتاب والوزراء ، والقضاة والعلماء ، فأبقوا لهم ذكراً في الغابرين يتجدد على مر الليالي والأيتام ولسان" صدق في الآخرين يتأكد مع تصرف الأعوام وعلماؤكم مع استظهارهم على العلوم كل امرىء منهم قائم" في ظله لا يبرح ، وراتب على كعبه لا يتزحزح ، يخاف إن صنف ، أن يعتنف ، وإن ألّف أن يخالف ، ولا يؤالف ، أو تخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق لم يتعب أحد منهم نفساً في جمع فضائل أهل بلده ، ولم يستعمل خاطره في مفاخر ملوكه ، ولا بل" قلماً بمناقب كتابه ووزرائه ، ولا سود قرطاساً بمحاسن قضاته وعلمائه على أنه لو أطلق ما عقل الإغفال من لسانه ، وبسط ما قبض الإهمال من بيانه ، لوجد للقول مساغاً ، ولم تضق عليه المسالك ، ولم تخرج به المذاهب ، ولا اشتبهت عليه المصادر والموارد ، ولكن" هم" أحدهم أن يطلب شأو من تقدمه من العلماء ليحوز قصبات السبق ، ويفوز بقدح ابن مقبل ، ويأخذ بكظم دغفل ويصير شجا في حلق أبي
157
العميثل، فإذا أدرك بغيته ، واخترمته منيته ، دفن معه أدبه وعلمه ، فمات ذكره ، وانقطع خبره ، ومن قدمنا ذكره من علماء الأمصار احتالوا لبقاء ذكرهم احتيال الأكياس ، فألفوا دواوين بقي لهم بها ذكر مجدد طول الأبد.
فإن قلت : إنه كان مثل ذلك من علمائنا ، وألفوا كتبا لكنها لم تصل إلينا ، فهذه دعوى لم يصحبها تحقيق؛ لأنه ليس بيننا وبينكم غير روحة راكب ، أو رحلة قارب ، لو نتفت من بلدكم مصدور ، لأسمع من" ببلدنا في القبور ، فضلا عمن في الدور والقصور ، وتلقوا قوله بالقبول كما تلقوا ديوان أحمد ابن عبد ربه الذي سماه بالعقد ، على أنه يلحقه فيه بعض اللوم ، لا سيما إذ لم يجعل فضائل بلده واسطة" عقده ، ومناقب ملوكه يتيمة سلكه ، أكثر الحز وأخطأ المفصل ، وأطال الهز لسيف غير مفصل ، وقعد به ما قعد بأصحابه من ترك ما يعنيهم ، وإغفال ما يهمهم . فأرشد أخاك أرشدك الله واهنده هداك الله إن كانت عندك في ذلك الحلية، وبيدك فصل القضية ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
فكتب الوزير الحافظ أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم ، عند وقوفه على هذه الرسالة، ما نصه:
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد عبده ورسوله ، وعلى أصحابه الأكرمين ، وأزواجه أمهات المؤمنين ، وذريته الفاضلين الطيبين.
أما بعد يا أخي يا أبا بكر(7)، سلام عليك سلام أخ مشوق طالت بينه وبينك الأميال والفراسخ، وكثرت الأيام والليالي، ثم لقيك(8) في حال سفر ونقلة ، ووادك في خلال جولة ورحلة ، فلم يقض من مجاورتك أربا ، ولا بلغ في
158
محاورتك مطلبا ، وإني لما احتللت بك ، وجالت يدي في مكنون كتبك ، ومضمون دواوينك ، لمحت عيني في تضاعيفها درجا ، فتأملته ، فإذا فيه خطاب لبعض الكتاب من مصاقبينا في الدار أهل إفريقية ، ثم ممن ضمته حاضرة قيروانهم ، إلى رجل أندلسي لم يعينه باسمه (9)، ولا ذكره بنسبه ، يذكر له فيها أن علماء بلدنا بالأندلس – وإن كانوا على الدروة العليا من التمكن بأفانين العلوم ، وفي الغاية القصوى من التحكم على وجوه المعارف ـ فإن هممهم قد قصرت عن تخليد مآثر بلدهم ، ومكارم ملوكهم ، ومحاسن فقهائهم ، ومناقب قضاتهم ومفاخر كتابهم ، وفضائل علمائهم ، ثم تعدى ذلك إلى أن أختلى أرباب العلوم منا من أن يكون لهم تأليف يحيي ذكرهم ، ويبقي علمهم، بل قطع على أن كل واحد منهم قد مات فدفن علمه معه ، وحقق ظنه في ذلك، واستدل على صحته عند نفسه بأن شيئاً من هذه التاليف لو كان منا موجوداً لكان إليهم منقولا ، وعندهم ظاهراً ، لقرب المزار ، وكثرة السفار(10)، وترددهم إليهم ، وتكررهم علينا. ثم لما ضمنا المجلس الحافل بأصناف الآداب والمشهد الأهل بأنواع العلوم ، والقصر المعمور بأنواع الفضائل ، والمنزل المحفوف بكل لطيفة وسيعة من دقيق المعاني وجليل المعالي ، قرارة المجد ومحل السؤدد ، ومحط رحال الخائفين ، وملقى(11) عصا التسيار عند الرئيس الأجل الشريف قديمه وحسبتُه ، الرفيع حديثه ومكتسبه ، الذي أجله عن كل خطة يشركه فيها من لا توازي قومته نومته ، ولا ينال حضره هويناه ، وأربأ به عن كل مرتبة يلحقه فيها من لا يسمو إلى المكارم سموه ، ولا يدنو من المعالي دنوه ، ولا يعلو في حميد
159
الخلال علوه ، بل أكتفي من مدحه باسمه المشهور ، وأجتري من الإطالة في تقريظه بمنتماه المذكور ، فحسبي بذينك العلمين دليلا على سعيه المشكور ، وفضله المشهور ، أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن قاسم صاحب البونت(12) أطال الله بقاءه وأدام اعتلاءه ، ولا عطل الحامدين من تحليهم بخلاه ، ولا أخلى الأيام من تزينها بعلاه ، فرأيته أعزه الله تعالى حريصاً على أن يجاوب هذا المخاطب ، وراغبا في أن يبين له ما لعله قد رآه فنسي أو بعد عنه فخفي ، فتناولت الجواب المذكور بعد أن بلغني أن ذلك المخاطب قد مات ، رحمنا الله تعالى وإياه ، فلم يكن لقصده بالجواب معنى ، وقد صارت المقابر له مغنى ، فلسنا بمسمعين من في القبور ، فصرفت عنان" الخطاب إليك ، إذ من قبلك صرت إلى الكتاب المجاوب عنه ، ومن لدنك وصلت إلى الرسالة المعارضة ، وفي وصول كتابي على هذه الهيئة حيثما وصل كفاية لمن غاب عنه من أخبار تأليف أهل بلدنا مثل ما غاب عن هذا الباحث الأول والله الأمر من قبل ومن بعد ، وإن كنت في إخباري إياك بما أرسمه في كتابي هذا كمهد إلى البركان نار الحباحب ، وباني صوى في مهيع القصد اللاحب ، فإنك وإن كنت المقصود والمواجه ، فإنما المراد من أهل تلك الناحية من نأى عنه علم ما استجلبه السائل الماضي ، وما توفيقي إلا بالله سبحانه.
فأما مآثر بلدنا فقد ألف في ذلك أحمد بن محمد الرازي التاريخي(13) كتباً جمة : منها كتاب ضخم ذكر فيه مسالك الأندلس ومراسيها ، وأمتهات مدنها وأجنادها الستة ، وخواص كل بلد منها ، وما فيه مما ليس في غيره ، وهو
160
كتاب مريح مليح ، وأنا أقول : لو لم يكن لأندلسنا إلا ما رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر به(14) ووصف أسلافنا المجاهدين فيه بصفات الملوك على الأسرة في الحديث الذي رويناه من طريق أبي حمزة أنس بن مالك أن خالته أم حرام بنت ملحان زوج أبي الوليد عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه وعنهم أجمعين حدثته به عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها بذلك(15)، لكفي شرفا بذلك يسر عاجله ويغبط أجله . فإن قال قائل : فلعله صلوات الله تعالى عليه إنما عنى بذلك الحديث أهل صقلية وإقريطش ، وما الدليل على ما ادعيته من أنه صلى الله عليه وسلم عنى الأندلس حتما ؟ ومثل هذا من التأويل لا يتساهل فيه ذو ورع دون برهان واضح ، وبيان لائح ، لا يحتمل التوجيه ، ولا يقبل التجريح ، فالجواب - وبالله التوفيق – أنه صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم وفصل الخطاب ، وأمر بالبيان لما أوحي إليه ، وقد أخبر في ذلك الحديث المتصل سنده بالعدول عن العدول بطائفتين من أمته يركبون نبج هذا البحر غزاة واحدة بعد واحدة ، فسألته أم حرام أن يدعو ربه تعالى أن يجعلها منهم ، فأخبرها صلى الله عليه وسلم وخبره الحق بأنها من الأولين ، وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ، وهو إخباره بالشيء قبل كونه ، وصح البرهان على رسالته بذلك ، وكانت من الغزاة إلى قبرس ، وخرت عن بغلتها هناك ، فتوفيت ، رحمها الله تعالى وهي أول غزاة ركب فيها المسلمون البحر ، فثبت يقيناً أن الغزاة إلى قبرس هم الأولون الذين بشر بهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانت أم حرام منهم كما أخبر صلوات الله تعالى وسلامه عليه ، ولا سبيل أن يظن به
161
وقد أوتي ما أوتي من البلاغة والبيان أنه يذكر طائفتين قد سمى إحداهما أولى إلا والتالية لها ثانية ، فهذا من باب الإضافة وتركيب العدد ، وهذا يقتضي طبيعة صناعة المنطق، إذ لا تكون الأولى أولى إلا لثانية ، ولا الثانية ثانية إلا لأولى ، فلا سبيل إلى ذكر ثالث إلا بعد ثان ضرورة ، وهو صلى الله عليه وسلم إنما ذكر طائفتين ، وبشر بفئتين ، وسمى إحداهما الأولين ، فاقتضى ذلك بالقضاء الصدق آخرين ، والآخر من الأول هو الثاني الذي أخبر صلى الله عليه وسلم أنه خير القرون بعد قرنه ، وأولى القرون بكل فضل بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه خير من كل قرن بعده ، ثم ركب البحر بعد ذلك أيام سليمان بن عبد الملك إلى القسطنطينية ، وكان الأمير بها في تلك السفن هبيرة الفزاري ، وأما صقلية فإنها فتحت صدر أيام الأغالبة سنة 212 ، أيام قاد إليها السفن غازيا أسد بن الفرات القاضي صاحب أبي يوسف رحمه الله تعالى ، وبها مات ، وأما إقريطش فإنها فتحت بعد الثلاث والمائتين(16)، افتتحها أبو حفص عمر بن شعيب المعروف بابن الغليظ(17) ، من أهل قرية بطروج من عمل فحص البلوط المجاور لقرطبة من بلاد الأندلس ، وكان من فل الربضيين ، وتداولها بنوه بعده إلى أن كان آخرهم عبد العزيز بن شعيب الذي غنمها في أيامه أرمانوس بن قسطنطين ملك الروم سنة 3350(18)، وكان أكثر المفتتحين لها أهل الأندلس
162
وأما في قسم الأقاليم فإن قرطبة مسقط رؤوسنا ، ومعق(19) تمائمنا، مع سر من رأى في إقليم واحد ، فلنا من الفهم والذكاء ما اقتضاه إقليمنا ، وإن كانت الأنوار لا تأتينا إلا" مغربة عن مطالعها على الجزء المعمور ، وذلك عند المحسنين للأحكام التي تدل عليها الكواكب ناقص من قوى دلائلها ، فلتها من ذلك على كل حال حظ يفوق حظ أكثر البلاد ، بارتفاع أحد النيرين بها تسعين درجة ، وذلك من أدلة التمكن في العلوم والنفاذ فيها عند من ذكرنا ، وقد صدق ذلك الخبر ، وأبانته التجربة ، فكان أهلها من التمكن في علوم القراءات والروايات وحفظ كثير من الفقه والبصر بالنحو والشعر واللغة والخبر والطب والحساب والنجوم بمكان رحب الفناء واسع العطن متنائي الأقطار فسيح المجال ، والذي نعاه علينا الكاتب المذكور لو كان كما ذكر لكنا فيه شركاء لأكثر أمهات الحواضر وجلائل البلاد ومتسعات الأعمال ، فهذه القيروان بلد المخاطيب لنا ، ما أذكر أني رأيت في أخبارها تأليفاً غير " المعرب(20) عن أخبار المغرب "، وحاشا تواليف محمد بن يوسف الوراق(21)، فإنه ألف للمستنصر رحمه الله تعالى في مسالك إفريقية وممالكها ديواناً ضخماً ، وفي أخبار ملوكها وحروبهم والقائمين عليهم كتباً جمة ، وكذلك ألف أيضاً في أخبار تيهرت ووهران وتنس وسجلماسة ونكور والبصرة(22)، وغيرها تواليف حساناً ومحمد هذا أندلسي الأصل والفرع ، آباؤه من وادي الحجارة ، ومدفنه بقرطبة ، وهجرته إليها، وإن كانت نشأته بالقيروان.
ولا بد من إقامة الدليل على ما أشرت إليه هاهنا إذ مرادنا أن نأتي منه
163
بالمطلب ، فيما يستأنف إن شاء الله تعالى ، وذلك أن جميع المؤرخين من أئمتنا السالفين والباقين ، دون محاشاة أحد ، بل قد تيقنا إجماعهم على ذلك ، متفقون على أن ينسبوا الرجل إلى مكان هجرته التي استقر بها ولم يرحل عنها رحيل" ترك لسكناها إلى أن مات ، فإن ذكروا الكوفيين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم صدروا بعلي وابن مسعود وحذيفة رضي الله تعالى عنهم ، وإنما سكن علي الكوفة خمسة أعوام وأشهراً ، وقد بقي 58 عاما وأشهراً بمكة والمدينة شرفهما الله تعالى . وكذلك أيضاً أكثر أعمار من ذكرنا ، وإن ذكروا البصريين بدأوا بعمران بن حصين وأنس بن مالك وهشام بن عامر وأبي بكرة ، وهؤلاء مواليدهم وعامة زمن أكثرهم وأكثر مقامهم بالحجاز وتهامة والطائف ، وجمهرة أعمارهم خلت هنالك ، وإن ذكروا الشاميين نوهوا بعبادة بن الصامت وأبي الدرداء وأبي عبيدة بن الجراح ومعاذ ومعاوية ، والأمر في هؤلاء كالأمر فيمن قبلهم ، وكذلك في المصريين عمرو بن العاص وخارجة بن حذافة العدوي ، وفي المكيين عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير ، والحكم في هؤلاء كالحكم فيمن قصصنا ، فمن هاجر إلينا من سائر البلاد ، فنحن أحق به ، وهو منا بحكم جميع أولي الأمر منا الذين إجماعهم فرض اتباعه ، وخلافه محرم اقترافه(23)، ومن هاجر منا إلى غيرنا فلا حظ لنا فيه ، والمكان الذي اختاره أسعد به ، فكما لا ندع إسماعيل بن القاسم(24) فكذلك لا ننازع في محمد بن هانئ سوانا(25)، والعدل أولى ما حرص عليه ، والنصف أفضل ما دعي إليه ، بعد التفصيل الذي ليس هذا موضعه ، وعلى ما ذكرنا من الأنصاف تراضى الكل
164
وهذه بغداد حاضرة الدنيا ومعدن كل فضيلة، والمحلة التي سبق أهلها إلى حمل ألوية المعارف، والتدقيق في تصريف العلوم، ورقة الاخلاق والنباهة والذكاء وحدة الأفكار ونفاد الخواطر، وهذه البصرة وهي عين المعمور في كل ما ذكرنا، وما أعلم في أخبار بغداد تأليفا غير كتاب احمد بن ابي طاهر(26)، وأما سائر التواريخ التي ألفها أهلها فلم يخصوا بلدتهم بها دون سائر البلاد، ولا اعلم في اخبار البصرة غير كتاب عمر بن شية (27)، وكتاب لرجل من ولد الربيع ابن زياد المنسوب إلى أبي سفيان في خطط البصرة وقطائها، وكتابين لرجلين من أهلها يسمى احدهما عبد القاهر كريزي النسب [في] صفاتها (28) وذكر أسواقها ومحالها وشوارعها، ولا أعلم في اخبار الكوفة غير كتاب عمر (29) بن شبة، وأما الجبال وخراسان وطبرستان وجرجان وكرمان وسجستان والري(30) والسند وأرمينية وأذربيجان وتلك الممالك الكثيرة الضخمة فلا أعلم في شيء منها تأليفاً قصد به اخبار ملوك تلك النواحي، وعلمائها وشعرائها وأطبائها (31)، ولقد تاقت النفوس إلى ان يتصل بها تأليف في أخبار فقهاء بغداد، وما علمناه علم، على انهم العلية الرؤساء، والاكابر العظماء، ولو كان في شيء من ذلك تأليف لكان الحكم في الاغلب ان يبلغنا كما بلغ سائر تاليفهم ، وكما بلغنا كتاب حمزة بن الحسن الاصبهاني في أخبار أصبهان (32)،
165
وكتاب الموصلي(33) وغيره في أخبار مصر ، وكما بلغنا سائر تواليفهم في أنحاء العلوم وقد بلغنا تأليف القاضي أبي العباس محمد بن عبدون القيرواني في الشروط(34) ، واعتراضه على الشافعي رحمه الله تعالى ، وكذلك بلغنا رد القاضي أحمد بن طالب التميمي على أبي حنيفة(35) وتشيعه عـلى الشافعي ، وكتب ابن عبدوس(36) ، ومحمد بن سحنون(37) وغير ذلك من خوامل(38) تأليفهم دون مشهورها.
وأما جهتنا فالحكم في ذلك ما جرى به المثل السائر " أزهد الناس في عالم أهله" وقرأت في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال : " لا يفقد النبي حرمته إلا في بلده"، وقد تيقنا ذلك بما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من قريش - وهم أوفر الناس أحلاما وأصحهم عقولا وأشدهم تثبتاً ، مع ما خصوا به من سكناهم أفضل البقاع ، وتغذيتهم بأكرم المياه ـ حتى خص الله تعالى الأوس والخزرج بالفضيلة التي أبانهم بها عن جميع الناس ، والله يؤتي فضله من يشاء ، ولا سيما أندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها للعالم الظاهر فيهم الماهر منهم ، واستقلالهم
166
كثير ما يأتي به ، واستهجانهم حسناته ، وتتبعهم سقطاته وعثراته ، وأكثر ذلك مدة حياته ، بأضعاف ما في سائر البلاد ، إن أجاد قالوا : سارق مغير ومنتحل مدع ، وإن توسط قالوا : غث بارد وضعيف ساقط ، وإن باكر الحيازة لقصب السبق قالوا : متى كان هذا ؟ ومتى تعلم ؟ وفي أي زمان قرأ ؟ ولأمه الهبل ! وبعد ذلك إن ولحت به الأقدار أحد طريقين إما شفونا بالنا يعليه على نظرائه أو سلوكا في غير السبيل التي عهدوها فهنالك حمي الوطيس على البائس ، وصار غرضاً للأقوال وهدفا للمطالب ونصباً للتسبب إليه ونهبا للألسنة وعرضة للتطرق إلى عرضه ، وربما نحل ما لم يقل وطوق ما لم يتقلد وألحق به ما لم يتفه به ولا اعتقده قلبه ، وبالحرى وهو السابق المبرز إن لم يتعلق من السلطان بحظ أن يسلم من المتالف وينجو من المخالف ، فإن تعرض لتأليف غمز ولمز وتعرض" وهمز واشتط عليه ، وعظم يسير خطبه واستشنع هين سقطه وذهبت محاسنه وسترت فضائله وهتف ونودي بما أغفل ، فتنكس الذلك همته وتكل" نفسه وتبرد حميته ، وهكذا عندنا نصيب من ابتدأ بحوك شعراً ، أو يعمل رسالة ، فإنه لا يفلت من هذه الحبائل ، ولا يتخلص من هذه النصب إلا الناهض الفائت والمطفف المستولي على الأمد . وعلى ذلك فقد جمع ما ظنه الظان غير مجموع ، وألفت عندنا تأليف في غاية الحسن ، لنا خطر السبق في بعضها : فمنها كتاب " الهداية " لعيسى بن دينار(39)، وهي أرفع كتب جمعت في معناها على مذهب مالك وابن القاسم وأجمعها للمعاني الفقهية على المذهب ، فمنها كتاب الصلاة وكتاب البيوع وكتاب الجدار(40)في الأقضية وكتاب النكاح والطلاق ، ومن الكتب المالكية التي
167
ألفت بالأندلس كتاب القطني مالك بن علي(41)، وهو رجل قرشي من بني فهر لقي أصحاب مالك وأصحاب أصحابه ، وهو كتاب حسن فيه غرائب ومستحسنات من الرسائل المولدات ، ومنها كتاب أبي إسحاق [ يحيى بن](42) إبراهيم بن مزين في تفسير الموطأ والكتب(43) المستقصية لمعاني الموطأ وتوصيل مقطوعاته من تأليف ابن مزين أيضا ، وكتابه في رجال الموطأ وما لمالك عن كل واحد منهم من الآثار في موطأه.
وفي تفسير القرآن كتاب أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد فهو الكتاب الذي اقطع قطعاً لا أستثني فيه أنه لم يؤلف في الإسلام تفسير مثله ، ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره(44).
ومنها في الحديث مصنفه الكبير الذي رتبه(45) على أسماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، فروى فيه عن ألف وثلاثمائة صاحب ونيف ، ثم رتب حديث كل صاحب على أسماء الفقه وأبواب الأحكام ، فهو مصنف ومسند ، وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله ، مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث وجودة شيوخه ، فإنه روى عن مائتي رجل وأربعة وثمانين رجلا ليس فيهم عشرة ضعفاء ، وسائرهم أعلام مشاهير. ومنها مصنفه في فضل(46) الصحابة والتابعين ومن دونهم
168
الذي أربى فيه على مصنف أبي بكر ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق بن همام ومصنف سعيد بن منصور وغيرها وانتظم علما عظيما لم يقع في شيء من هذه ، فصارت تأليف هذا الإمام الفاضل قواعد للإسلام ، لا نظير لها ، وكان متخيراً لا يقلد أحداً ، وكان ذا خاصة من أحمد بن حنبل.
ومنها في أحكام القرآن كتاب ابن أمية(47) الحجاري ، وكان شافعي المذهب بصيراً بالكلام على اختياره ، وكتاب القاضي أبي الحكم منذر بن سعيد ، وكان داودي المذهب قويا على الانتصار له ، وكلاهما في أحكام القرآن غاية ، ولمنذر مصنفات منها كتاب " الإبانة عن حقائق أصول الديانة ".
ومنها في الحديث مصنف أبي محمد قاسم بن أصبغ بن يوسف بن ناصح ، ومصنف محمد بن عبد الملك بن أيمن(48)، وهما مصنفان رفيعان احتويا من صحيح الحديث وغريبه على ما ليس في كثير من المصنفات ، ولقاسم بن أصبغ هذا تأليف حسان جداً ، منها أحكام القرآن على أبواب كتاب إسماعيل(49) وكلامه، ومنها كتاب "المجتبى على أبواب كتاب ابن الجارود المنتقى" ، وهو خبر منه وأنقى حديثاً وأعلى سنداً وأكثر فائدة ، ومنها كتاب في فضائل قريش وكنانة(50)، وكتابه في الناسخ والمنسوخ ، وكتاب غرائب حديث مالك بن أنس مما ليس في الموطأ . ومنها كتاب "التمهيد" لصاحبنا أبي عمر يوسف بن عبد البر ، وهو الآن بعد في الحياة(51) لم يبلغ سن الشيخوخة ، وهو كتاب لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا فكيف أحسن منه ، ومنها كتاب " الاستذكار " وهو اختصار التمهيد(52) المذكور، ولصاحبنا أبي عمر ابن عبد البر
169
المذكور كتب لا مثيل لها : منها كتابه المسمى بالكافي في الفقه على مذهب مالك وأصحابه خمسة عشر كتاباً(53) اقتصر فيه على ما بالمفتي الحاجة إليه وبوبه وقربه فصار مغنياً عن التصنيفات الطوال في معناه ، ومنها كتابه في الصحابة ليس لأحد من المتقدمين مثله على كثرة ما صنفوا في ذلك(54)، ومنها كتاب و الاكتفاء في قراءة نافع وأبي عمرو ابن العلاء ، والحجة لكل واحد منهما، ومنها كتاب د بهجة المجالس وأنس المجالس، مما يجري في المذاكرات من غرر الأبيات ونوادر الحكايات، ومنها كتاب و جامع بيان العلم وفضله ، وما ينبغي في روايته (55).
ومنها كتاب شيخنا القاضي أبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرضي في المختلف والمؤتلف في أسماء الرجال ، ولم يبلغ عبد الغني الحافظ البصري في ذلك إلا كتابين ، وبلغ أبو الوليد رحمه الله تعالى نحو الثلاثين لا أعلم مثله في فته البتة ، ومنها تاريخ أحمد بن سعيد(56)، ما وضع في الرجال أحد مثله. إلا ما بلغنا من تاريخ محمد بن موسى العقيلي البغدادي ، ولم أره ، وأحمد بن سعيد هو المتقدم إلى التأليف القائم في ذلك ، ومنها كتب محمد بن [ أحمد بن ] يحيى بن مفرج القاضي ، وهي كثيرة منها أسفار سبعة جمع فيها فقه الحسن البصري ، وكتب كثيرة جمع فيها فقه الزهري.
ومما يتعلق بذلك شرح الحديث لقاسم بن ثابت (57)السرقسطي ، فما شاه
170
أبو عبيد إلا بتقدم العصر فقط.
ومنها في الفقه " الواضحة " والمالكيون لا تمانع بينهم في فضلها واستحسانهم إياها ، ومنها " المستخرجة من الأسمعة " وهي المعروفة بـ " العتبية "، ولها عند أهل إفريقية القدر العالي والطيران الحثيث(58) والكتاب الذي جمعه أبو عمر أحمد ابن عبد الملك بن هشام الإشبيلي المعروف بابن المكوي(59) والقرشي أبو مروان المعيطي(60)في جمع أقاويل مالك كلها على نحو الكتاب " الباهر " الذي جمع فيه القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد البصري أقاويل الشافعي كلها ، ومنها كتاب " المنتخب"(61) الذي ألفه القاضي محمد بن يحيى بن عمر بن لبابة ، وما رأيت لمالكي قط كتابا أنبل منه في جمع روايات المذهب وشرح مستغلقها وتفريع وجوهها ، وتأليف قاسم بن محمد المعروف بصاحب الوثائق ، وكلها حسن في معناه ، وكان شافعي المذهب نظارا جاريا في ميدان البغداديين(62).
ومنها في اللغة الكتاب البارع(63) الذي ألفه إسماعيل بن القاسم يحتوي على لغة العرب ، وكتابه في المقصور والممدود والمهموز لم يؤلف مثله في بابه ، وكتاب الأفعال لمحمد بن عمر بن عبد العزيز(64) المعروف بابن القوطية بزيادات ابن طريف مولى العبديين(65)فلم يوضع في فته مثله وكتاب جمعه أبو
171
غالب تمام بن غالب المعروف بابن التياني(66) في اللغة لم يؤلف مثله اختصاراً وإكثاراً وثقة نقل، وهو أظن(67) في الحياة بعد . وههنا قصة لا ينبغي أن تخلو رسالتنا منها ، وهي أن أبا الوليد عبد الله بن محمد بن عبد الله المعروف بابن الفرضي ، حدثني أن أبا الجيش مجاهداً صاحب الجزائر ودانية وجه إلى أبي غالب أيام غلبته على مرسية وأبو غالب ساكن بها ألف دينار أندلسية على أن يزيد في ترجمة الكتاب المذكور ممتا ألفه تمام بن غالب لأبي الجيش مجاهد فرد الدنانير وأبي من ذلك ، ولم يفتح في هذا بابا البتة ، وقال : والله لو بذل لي الدنيا على ذلك ما فعلت ولا استجزت الكذب، لأني لم أجمعه له خاصة بل لكل طالب ، فاعجب لهمة هذا الرئيس وعلوها، واعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها.
ومنها كتاب أحمد بن أبان بن سيد(68) في اللغة المعروف بكتاب " العالم " نحو مائة سفر على الأجناس في غاية الإيعاب ، بدأ بالفلك وختم بالذرة ؛ وكتاب " النوادر"(69) لأبي علي إسماعيل بن القاسم ، وهو مبار لكتاب " الكامل " لأبي العباس المبرد ، ولعمري لئن كان كتاب أبي العباس أكثر نحوا وخبراً فإن كتاب أبي علي أكثر لغة وشعراً ، وكتاب " الفصوص "(70) لصاعد بن الحسن الربعي ، وهو جار في مضمار الكتابين المذكورين.
ومن الأنحاء تفسير الجرفي (71) لكتاب الكسائي ، حسن في معناه ، وكتاب
172
ابن سيده في ذلك المنبوز بـ " العالم والمتعلم " وشرح له لكتاب الأخفش(72).
ومما ألف في الشعر كتاب عبادة بن ماء السماء في " أخبار شعراء الأندلس " كتاب حسن(73)، وكتاب " الحدائق " لأبي عمر أحمد بن فرج عارض به كتاب الزهرة لأبي محمد ابن داود رحمه الله تعالى ، إلا أن أبا بكر إنما أدخل مائة باب في كل باب مائة بيت ، وأبو عمر أورد مائتي باب في كل باب مائة بيت ليس منها باب تكرر اسمه لأبي بكر ، ولم يورد فيه لغير أندلسي شيئا ، وأحسن الاختيار ما شاء وأجاد ، فبلغ الغاية ، وأتى الكتاب فرداً في معناه(74)، ومنها كتاب و التشبيهات من أشعار أهل الأندلس ، جمعه أبو الحسن علي بن محمد بن أبي الحسن الكاتب ، وهو حي بعد(75)، ومما يتعلق بذلك شرح أبي القاسم إبراهيم ابن محمد بن الإفليلي لشعر المتنبي ، وهو حسن جدا (76).
ومن الأخبار تواريخ(77) أحمد بن محمد بن موسى الرازي في أخبار ملوك الأندلس وخدمتهم وغزواتهم ونكباتهم ، وذلك كثير جدا ، وكتاب له في صفة قرطبة وخططها ومنازل الأعيان بها ، على نحو ما بدأ به ابن أبي طاهر في أخبار بغداد وذكر منازل صحابة أبي جعفر المنصور بها ، وتواريخ متفرقة رأيت منها : أخبار عمر بن حفصون القائم برية ووقائعه وسيره وحروبه ، وتاريخ آخر في أخبار عبد الرحمن بن مروان الجليقي القائم بالجوف ، وفي أخبار بني
173
قسي والتجيبين وبني الطويل بالثغر(78) فقد رأيت من ذلك كتبا مصنفة في غاية الحسن ، وكتاب مجزأ في أجزاء كثيرة في أخبار رية وحصونها وحروبها وفقهائها وشعرائها تأليف إسحاق بن سلمة بن إسحاق القيني(79)، وكتاب محمد ابن الحارث الخشني في " أخبار القضاة بقرطبة(80) وسائر الأندلس"، وكتاب ر في أخبار الفقهاء بها ، وكتاب لأحمد بن محمد بن موسى في " أنساب مشاهير أهل الأندلس " في خمسة أسفار ضخمة من أحسن كتاب في الأنساب وأوسعها وكتاب قاسم بن أصبغ في " الأنساب " في غاية الحسن والإيعاب والإيجاز ، وكتابه في و فضائل بني أمية ، وكان من الثقة والجلالة بحيث اشتهر أمره وانتشر ذكره ومنها كتب مؤلفة في أصحاب المعاقل و الأجناد السنة بالأندلس ، ومنها كتب كثيرة جمعت فيها أخبار شعراء الأندلس للمستنصر رحمه الله تعالى ، رأيت منها - أخبار شعراء إلبيرة ، في نحو عشرة أجزاء ، ومنها كتاب و الطوالع ، في أنساب أهل الأندلس ، ومنها كتاب و التاريخ الكبير في أخبار أهل الأندلس ، تأليف أبي مروان ابن حيان نحو عشرة أسفار من أجل كتاب ألف في هذا المعنى(81)، وهو في الحياة بعد لم يتجاوز الاكتهال ، وكتاب و المآثر العامرية ، لحسين بن عاصم في سير ابن أبي عامر وأخباره (82)، وكتاب الأقشتين(83) محمد بن عاصم النحوي في
174
" طبقات الكتاب بالأندلس "، وكتاب سكن بن سعيد في ذلك(84)، وكتاب أحمد ابن فرج في " المنترين والقائمين بالأندلس وأخبارهم"، وكتاب " أخبار أطباء الأندلس" لسليمان بن جلجل (85).
وأما الطب فكتب الوزير يحيى بن إسحاق(86) وهي كتب رفيعة حسان ، وكتب محمد بن الحسن المذحجي أستاذنا رحمه الله تعالى، وهو المعروف بابن الكتاني(87)، وهي كتب رفيعة حسان، وكتب التصريف لأبي القاسم خلف بن عياش(88) الزهراوي، وقد أدركناه وشاهدناه، ولئن قلنا إنه لم يؤلف في الطب أجمع منه ولا أحسن للقول والعمل في الطبائع لتصدقن ، وكتب ابن الهيثم(89) في الخواص والسموم والعقاقير من أجل الكتب وأنفعها.
وأما الفلسفة فإني رأيت فيها رسائل مجموعة وعيونا مؤلفة لسعيد بن فتحون السرقسطي المعروف بالحمار دالة على تمكنه من هذه الصناعة(90)، وأما رسائل أستاذنا أبي عبد الله محمد بن الحسن المذحجي في ذلك فمشهورة متداولة وتامة الحسن فائقة الجودة عظيمة المنفعة.
سعيد بن فتحون السرقسطي : ترجمته في طبقات ساعد : 68 والحلوة : 216 وبغية الملتمس رقم : 813 وبغية الوعاة : 206 والذيل والتكملة 4 : 10 وانظر فهرست كتاب التشبيهات لابن الكتاني.
175
وأما العدد والهندسة فلم يقسم لنا في هذا العلم نفاذ ، ولا تحققنا به ، فلسنا نثق بأنفسنا في تمييز المحسن من المقصر في المؤلفين فيه من أهل بلدنا إلا أنتي سمعت من أثق بعقله ودينه من أهل العلم ممن اتفق على رسوخه فيه يقول إنه لم يؤلف في الأزياج مثل زيج مسلمة(91) وزيج ابن السمح(92)، وهما من أهل بلدنا ، وكذلك كتاب المساحة المجهولة لأحمد بن نصر فما تقدم إلى مثله في معناه .
وإنما ذكرنا التأليف المستحقة للذكر ، والتي تدخل تحت الأقسام السبعة(93) التي لا يؤلف عاقل عالم إلا في أحدها ، وهي إما شيء لم يسبق إليه يخترعه ، أو شيء ناقص يتمته ، أو شيء مستغلق يشرحه ، أو شيء طويل يختصره دون أن يخل بشيء من معانيه ، أو شيء متفرق يجمعه ، أو شيء مختلط يرتبه ، أو شيء أخطأ فيه مؤلفه يصلحه . وأما التواليف المقصرة عن مراتب غيرها فلم نلتفت إلى ذكرها ، وهي عندنا من تأليف أهل بلدنا أكثر من أن تحيط بعلمها.
وأما علم الكلام فإن بلادنا وإن كانت لم تتجاذب فيها الخصوم ، ولا اختلفت فيها النحل ، فقل لذلك تصرفهم في هذا الباب ، فهي على كل حال غير عرية - عنه ، وقد كان فيهم قوم يذهبون إلى الاعتزال ، نظار على أصوله ، ولهم فيه تواليف : منهم خليل بن إسحاق(94) ، ويحيى بن السمينة(95) ، والحاجب موسى بن حدير وأخوه الوزير صاحب المظالم أحمد(96)، وكان داعية إلى الاعتزال
176
لا يستتر بذلك . ولنا على مذهبنا الذي تخيرناه من مذاهب أصحاب الحديث كتاب في هذا المعنى(97) ، وهو وإن كان صغير الجرم قليل عدد الورق يزيد على المائتين زيادة يسيرة فعظيم الفائدة لأنا أسقطنا فيه المشاغب كلها ، وأضربنا عن التطويل جملة ، واقتصرنا على البراهين المنتخبة من المقدمات الصحاح الراجعة إلى شهادة الحس وبديهة العقل لها بالصحة . ولنا فيما تحققنا به تأليف جمة منها ما قد تم ، ومنها ما شارف التمام ، ومنها ما قد مضى منه صدر ويعين الله تعالى على باقيه ، لم نقصد به قصد مباهاة فنذكرها ، ولا أردنا السمعة فنسميها ، والمراد بها ربنا جل وجهه ، وهو ولي العون فيها ، والملي بالمجازاة عليها ، وما كان الله تعالى فسيبدو ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وبلدنا هذا ـ على بعده من ينبوع العلم ، ونأيه من محلة العلماء ـ فقد ذكرنا من تأليف أهله ما إن طلب مثلها بفارس والأهواز وديار مضر وديار ربيعة واليمن والشام أعوز وجود ذلك ، على قرب المسافة في هذه البلاد من العراق التي هي دار هجرة الفهم وذويه ومراد المعارف وأربابها.
ونحن إذا ذكرنا أبا الأجرب جعونة بن الصمة الكلابي(98) في الشعر لم نباه به إلا جريراً والفرزدق ، لكونه في عصرهما ، ولو أنصف لاستشهد بشعره ، فهو جار على مذهب الأوائل ، لا على طريقة المحدثين ، وإذا سمينا بقي بن مخلد لم نسابق به إلا محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري وسليمان ابن الأشعث السجستاني وأحمد بن شعيب النسائي ، وإذا ذكرنا قاسم بن محمد(99) لم تباه به إلا القفال ومحمد بن عقيل الفريابي، وهو شريكهما في صحبة المزني أبي(100) إبراهيم والتلمذة له ، وإذا نعتنا عبد الله بن قاسم بن هلال ومنذر بن سعيد لم نجار
177
بهما إلا أبا الحسن ابن المفلس والخلال والديباجي ورويم بن أحمد . وقد شاركهم عبد الله في أبي سليمان وصحبته ، وإذا أشرنا إلى محمد بن عمر بن لبابة وعمه محمد بن عيسى وفضل بن سلمة لم تناطح بهم إلا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ومحمد بن سحنون ومحمد بن عبدوس(101)، وإذا صرحنا بذكر محمد بن يحيى الرباحي(102) وأبي عبد الله محمد بن عاصم لم يقصرا عن أكابر أصحاب محمد بن يزيد المبرد.
ولو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن محمد بن دراج القسطلي لما تأخر عن شأو بشار بن برد(103) وحبيب والمتنبي ، فكيف ولنا معه جعفر بن عثمان الحاجب ، وأحمد بن عبد الملك بن مروان ، وأغلب بن شعيب ، ومحمد بن شخيص ، وأحمد بن فرج ، وعبد الملك بن سعيد المرادي(104) : وكل هؤلاء فحل يهاب جانبه ، وحصان ممسوح الغرة.
ولنا من البلغاء أحمد بن عبد الملك بن شهيد صديقنا وصاحبنا ، وهو حي بعد لم يبلغ سن الاكتهال ، وله من التصرف في وجوه البلاغة وشعابها مقدار يكاد ينطق فيه بلسان مركب من لساني عمرو وسهل(105) ومحمد بن عبد الله بن مسرة(106) في طريقه التي سلك فيها ، وإن كنا لا نرضى مذهبه ؛ في جماعة يكثر تعدادهم.
178
وقد انتهى ما اقتضاه خطاب الكاتب رحمه الله تعالى من البيان ، ولم نتزيد فيما رغب فيه إلا ما دعت الضرورة إلى ذكره لتعلقه بجوابه ، والحمد الله الموفق لعلمه ، والهادي إلى الشريعة المزلفة منه والموصلة ، وصلى الله على محمد عبده ورسوله وعلى اله وصحبه وسلم، وشرف وكرم. انتهت الرسالة.
وكتب الحافظ ابن حجر على هامش قوله فيها " وإنما سكن على الكوفة خمسة أعوام وأشهراً " ما نصه : صوابه أربعة أعوام ، انتهى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- سماها ابن غير ( الفهرسة : 226) رسالة في فضل الأندلس وذكر رجالها.
2- ترجم العمري في المسالك 11 : 319 لقلا عن أنموذج ابن رشيق لمن اسمه ابن الربيب القاضي الحسين بن محمد التميمي ، وقال إن أصله من تاهرت ، وكان عارفا بالأدب وعلم النسب قوي الكلام يتكلفه بعض تكلف ، وكان عبد الكريم النهشلي أستاذ ابن رشيق بعده شاعراً مقدما.
3- ب: تخليص.
4- ق ب: آدابها
5- تثعبن الحفاث: أخذ هيئة الثعبان ؛ والحفاث : حيران كالثعبان يفح قخيحة ويثب مثل وثبه ولكنه غير مؤذ ( انظر الماشية ص 146 من الجزء الأول ).
6- ب: لجميع؛ ق: بجميع.
7- هو أبو بكر محمد بن إسحاق المهلبي الإسحاقي الوزير ، من أهل الأدب والفضل ( الجذوة : 42) وقد كان صديقا لابن حزم ينتقلان معا في أرجاء الأندلس ، واعتقلهما عيران مما كذلك.
8- ق م: لقيتك.
9- لعل ابن حزم يعني أنه لم يجد في الرسالة التي بعثها ابن الربيب اسم المرسل إليه ونسبته ، وقد صرح ابن بسام - كما ذكر المقري في التفع لي أن ابن الرابيب حاسب أبا المديرة ابن حرم ، وان آبا المغيرة رد عليه برسالة أطال فيها القول وختم بذكر جملة من تواليف أهل الأندلس ( الذخيرة 1/1 : 111 – 116).
10- م : السفرة
11- م: ومحط ، ب : ومحطی .
12- ذكر ابن الآبار في التكملة : 388 أن ابن حزم كتب هذه الرسالة بطلب من أبي عبد الله محمد بن عبد الله القهري صاحب البونت ويلقب : " يمن الدولة "؛ والبونت (Alpuente) من أعمال بلنسية استقل فيها بنو قاسم الفهريون بعد الفتنة ، وأولهم عبد الله بن قاسم ( – 421 ) وخلفه يمن الدولة وبقي حاكماً حتى سنة 434 ( أعمال الأعلام : 208).
13- ترجمة الرازي في الجذوة : 96 وطبقات الزبيدي : 327 .
14- م : إلا ما بشر به رسول الله .. إلخ.
15- صحيح مسلم 2 : 104 ، وفيه أن رسول الله ( ص ) نام ثم استيقظ وهو يضحك ، فقالت له أم ملحان : ما يفكك يا رسول الله ؟ قال : ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون تيج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على
الأسرة . . إلخ ، واله نام مرة أخرى ، و فعل كفعله الأول، فلما قالت له أم ملحان : ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : أنت من الأولين.
16- في الجذوة : بعد الثلاثين والمائتين ؛ وفي ياقوت ( إقريطش ): بعد سنة 250، وذكر أبو سعيد ابن يونس أن شعيب بن عمر بن عيسى أبا عمر ، تولى فتح جزيرة إقريطش بعد سنة عشرين ومائتين ، وقال البلاذري ( فتوح : 279 ) إن أبا حفص عمر بن عيسى الأندلسي المعروف بالإقريطشي غزاها في خلافة المأمون وافتح حصناً واحداً و نز له ثم لم يزل يفتح منها شيئا بعد شيء؛ ولعل هذا هو سبب الاختلاف في تاريخ فتحها.
17- ترجمة عمر بن شيب في الجذوة: 282 نقلا عن ابن حزم.
18- افتتحها أرمانوس في منتصف المحرم 350 فقتل ونهب وأغذ صاحبها عبد العزيز بن شعيب و بي همه وأموالهم إلى القسطنطينية ( ياقوت : إقريطش)
19- ب ومعقد ؛ ومحق التمائم، أي موضع قطعها دلالة على تجاوز سن الطفولة.
20- ق: المغرب.
21- محمد بن يوسف أبو عبد الله التاريخي الوراق ( الجذوة : 90 وبنية الملتمس رقم: 304 وفيهما ما قاله ابن حزم).
22- يعني بعيرة المغرب ، وكانت قريبا من مدينة أصيلا.
23- م اقترابه ؛ ق : اقترانه.
24- يريد أبا علي القالي ، أي أنه يعده أندلسيا – حسب مقياسه - لأنه هاجر إلى الأندلس وأقام فيها حتى توني.
25- سوانا : سقطت من م .
26- أبو الفضل احمد بن ابي طاهر طيفور (-280) وكتابه المشار إليه " بغداد" بقيت منه قطعة نشرها هنسي كلر بالزنكوغراف (1908) وأعيد طيعها بمصر (1368 هـ)، انظر ترجمته في معجم الادباء 1 : 152 .
27- هو كتاب " أخبار أهل البصرة" ولمؤلفه ترجمة في معجم الادباء 6 : 481 والتهذيب 7 : 460 وبقية الوعاة: 361 ونور القبس : 231 .
28- ب ق : وصفاتها.
29- عمر: سقطت من ق.
30- والري: زيادة من ق ب.
31- كثرت المؤلفات في البلدان بعد ان حزم، انظر الإحاطة 1 : 90 والاعلان : 121 – 135.
32- انظر ترجمة حمزة الاصبهاني في تاريخ اصبهان 1: 300 وقد وصلنا من كتبه كتابه تواريخ سي ملوك الأرض والأنبياء ، والدرة الفاخرة ( مخطوط ) وشرح ديوان أبي نواس أما كتابه في تاريخ بلده فلم يصلنا .
33- في م: الوصل ، ولعلها أن تقرأ و المصري ، إذ لا أعلم ـ بعد البحث ـ أن موصليا ألف في تاريخ مصر وأخبارها ؛ ومن الكتب التي يرجع أن ابن حزم عرفها في تاريخ مصر كتاب ( أو كتب ) ابن عمر الكندي صاحب تاريخ الولاة والقضاة ، وتاريخ مصر المحمد بن عبد الحكم ( توفي 268 ).
34- أبو العباس محمد بن عبدون بن أبي ثور ، كان قاضيا على القيروان نحر ثلاثين شهرا ، وهزله عنها إبراهيم بن الأغلب وكان حافظاً للعب أبي حنيفة موثقا كاتبا للشروط والوثائق ( علماء إفريقية : 241 ، 307) .
35- صوابه : عبد الله بن أحمد بن طالب ، قال فيه الخشي : وكان له نظر ومناظرة وكتب يرد فيها على الشافعي لا بأس بها ( علماء إفريقية : 207 ، 297) .
36- هنالك اثنان هما محمد وإسحاق ابنا إبراهيم بن عبدوس والأول منهما كان حافظا لمذهب مالك ، وله على مذهبه كتاب اسمه و المجموعة ، ( توفي سنة 208 ) . انظر علماء إفريقية : 182
37- انظر علماء إفريقية : 206 ، 296.
38- في الأصول : سنواصل .
39-عيسى بن دينار بن واقد الغافقي (الجذوة : 279 وبغية الملتمس رقم : 1144 وابن الفرضي 1 : 373 ) ، صحب عبد الرحمن المتقي صاحب مالك وتفقه عليه وأصبح إماما في الفقه على ملعب ماك ( توفي سنة 212 ).
40- موضع كلمة " الجدار "، بياض في ب.
41- هو مالك بن علي بن مالك بن عبد الملك بن قطن القهري ( و لذلك يقال له القطني ؛ وفي دوزي والأصول القمي) أبو خالد الزاهد، له مختصر في الفقه على مذهب مالك ، وتوفي سنة 268؛ انظر الحذرة : 324 وبنية الملتمس رقم : 1350 وابن القرشي 2 : 3
42- زيادة لازمة أخلت بها الأصول ، وقد قال الحميدي ( الجذوة : 148 ) إن إبراهيم بن مزين لم تكن له رواية ؛ أما ابنه يحيى فهو الذي يقصده ابن حزم هنا ؛ توفي سنة 209 ( انظر الحلوة : 300 وبغية الملتمس رقم : 1457 واين الفرضي 2 : 178).
43- كذا بصيغة الجمع ولعله يعني الأجزاء؛ وذكر ابن الفرضي أن له كتابا استقصى فيه علل الموطأ سماه " المستقصية ".
44- انظر الحذوة : 167 ( وهو ينقل كلام ابن حزم ) والصلة : 118.
45- م : الله ورتبه .
46- الجذوة: فتاوى.
47- الجذوة : ابن آمنة ( ص : 380).
48- النظر الجذوة : 63 .
49- يعني إسماعيل بن إسحاق القاضي ( الجذوة : 311) وبقية النص عن قاسم بن أصبغ مثبت في الجذوة.
50- وكنانة: لم تذكر في الجذوة.
51- م : بقيد الحياة ، وقد توفي ابن عبد البر سنة 463 ( راجع الصلة : 640 والجذوة : 344).
52- م : التهذيب .
52- الجذوة : ستة عشر جزءا
53- يعني كتاب "الاستيعاب".
54- من كتب ابن عبد البر أيضا الدور في اختصار المغازي والسير ، والشواهد في إثبات خير الواحد، والبيان من تلاوة القرآن ، والعقل والعقلاء ، وأخبار أئمة الأنصار ، والقصد والأمم وغيرها.
55- أحمد بن سعيد الصدفي ألف في تاريخ الرجال كتابا كبيرا جمع فيه جميع ما حصل عليه من أقوال في التعديل والتجريح ، توفي سنة 350 ( الجذوة : 117 وابن الفرضي 1: 55).
56- زيادة من الجذو: 28 .
57- في الأصول ودوزي : لعامر بن خلف ، وهو خطأ واضح ؛ ولقاسم كتاب " غريب الحديث " وقول ابن حزم فيه مذكور في الحلوة : 312 .
58- الواضحة لعبد الملك بن حبيب والعتبية لتلميذه العنبي ( الجذوة : 264 ، 37 ).
59- في الأصول : الكوي ، والتصويب عن الحذرة : 123 والصلة : 28، ( توفي سنة 401 ).
60- المعيطي هو محمد بن عبيد الله القرشي وقد قال ابن بشكوال إنهما جمعا الكتاب المستنصر أما الحميدي فذكر أنهما جمعاء بأمر المنصور بن أبي عامر ، واسم الكتاب " الاستيعاب ".
61- انظر الجذوة : 91 وأورد قول ابن حزم.
62- قاسم بن محمد ( توفي سنة 278 ) وله كتاب و الإيضاح في الرد على المقلدين - الجذوة : 310 .
63- بقيت من هذا الكتاب قطعة أخرجها فلتون ( Fulton ) بالزنكوغراف ( لندن: 1933 ).
64- في الأصول لمحمد بن عامر النزي ؛ وكتابه - الأفعال - مطبوع مرتين ، إحداهما بمصر.
65- ترجمة ابن طريف الجذوة: 381 .
66- ترجم له الحميدي مرتين : 172 ، 380 وأورد في الأولى قصته مع أبي الجيش مجاهد بعدد كتابه في اللغة واسمه " تلقيح العين ".
67- م: أظلنه.
68- ق: سعيد ، م : سيدة؛ وترجمة ابن سيد في الجذوة: 110 و السلة : 14 وكان صاحب الشرطة بقرطبة وتتلمذ المقالي ، توفي سنة 382 ، وترجم له الحميدي مرة أخرى تحت " ابن سيد " (ص : 381).
69- هو المعروف بكتاب أمالي القالي .
70- من هذا الكتاب مخطوطة جيدة بخزانة القرويين بفاس .
71- في الأصول : الحرفي والتصويب من الحلوة : 384 إذ ضبطه بالجيم المضمومة.
72- ذكر الحميدي كتابي " العالم والمتعلم " و " شرح كتاب الأخفش " لأبان بن سيد المتقدم الذكر، لا لابن سيده صاحب المخصص والمسكم .
73- لم يعملنا هذا الكتاب ، ولكن ابن سعيد ينقل عنه في المغرب.
74- أورد الحميدي ( ص :97) نص كلام ابن حزم هذا في الحدائق ، وأكثر الحميدي وابن الآبار في الحلية وابن سعيد في المغرب النقل من هذا الكتاب.
75- ترجمة ابن أبي الحسن في الحذرة : 290 ، قال الحميدي : وعاش إلى أيام الفتنة.
76- هذا الشرح موجود ولكنه لم ينشر بعد.
77- م : تاريخ ، وهذا النص في الجذوة : 97 .
78- ورد طرف من أخبار هؤلاء الثائرين في المقتبس و ابن عذاري، وانظر في أنسابهم كتاب الجمهرة: 464 .
79- في الأصول : الليني ، والتصويب من الحلوة : 109 ، ومعجم البلدان ( رية ) .
80- کتاب " قضاة قرطبة " للخشي مطبوع مع " علماء إفريقية " له بمصر سنة 1372هـ. من نشرة ريبيرا (1914).
81- أبو مروان ابن سيان كبير مؤرخي الأندلس وصاحب المقتبس و المتين وغيرهما ( الصلة : 150 و الذخيرة 1 / 2 : 84 - 114) وقد نشر من مقتبسه ثلاث قطع ، ويعتمد ابن بسام عليه في الأجزاء التاريخية من كتاب الذخيرة.
82- انظر الجذوة: 181.
83- الأقشتين ( Augustine ) له ترجمة في الجذوة مرتين 74 ، 82 مرة باسم محمد بن عاصم ومرة باسم محمد بن موسى بن هائم ( وبنية الملتمس رقم : 243 ، 268) وطبقات الزبيدي: 305 (وكتب خطأ الأقشيق) وابن الفرضي 2:31 والقفطي 3: 216، وأكبر الفلن أن هناك خطأ وقع بين "عاصم" و "هاشم". ولم يذكر الزبيدي ومحمد بن عاصم، في النحويين وهو أعرف بهم.
85- انظر ترجمة سكن بن سعيد في الجذوة: 319 والبغية رقم: 834.
86- نشره الأستاذ فؤاد السيد (القاهرة:1950) مع مقدمة ضافية في التعريف بالكتاب ومؤلفه.
87- ترجمته في ابن جلجل: 100 وابن أبي أسيبعة 2 : 43 والجذوة: 301 والبنية رقم : 1490.
88- ترجمته في ابن أبي أصبيعة 2 : 40 والجذوة : 45 والبنية رقم: 81 وهو أيضا صاحب كتاب التشبيهات، وانظر هنالك تحقيقنا لاسه ومواضع ترجمته.
89- في النفح عياش ؛ وفي المصادر التي ترجمت له ( ابن أبي أصيبعة 3 : 52 والحلوة : 195 والبنية رقم : 710 ) ، عباس ، ومن كتابه التعريف نسخ في برلين وباريس وولي الدين وغيرها ( راجع بروكلمان ).
90- هو عبد الرحمن بن إسحاق ( ابن أبي أصيبعة 2 : 46 ).
91- يعني أبا القاسم مسلمة بن أحمد المجريطي ( توفي 298 )، وله تعديل زيج البتاني . انظر ابن أبي أصيبعة 2 : 39 وطبقات ساعد : 78 وتاريخ الحكماء : 326 وملحق بروكلمان.
92- هو أصبغ بن محمد بن السمح المهندس الغرناطي ، ألف زيبا على أحد مذاهب الهند ( وتوفي سنة 426 ) ، انظر ابن أبي أصيبعة 2 : 39 وطبقات صاعد : 79 وملحق بر وكلمان.
93- قارن هذا بما ذكره ابن حزم في كتاب " التقريب لحد المنطق " ص: 10.
94- لعل صوابه وخليل بن عبد الملك، وهو من أصحاب ابن سمرة ، وعليه درس ابن السمينة ( ابن الفرضي 1 : 160 والتكملة : 309).
95- يحيى بن السمينة توفي سنة 315 ( انظر الحلوة : 316 والبغية رقم : 1320).
96- راجع ترجمة موسى بن حدير في الجذوة : 316 والبنية رقم : 1320 ، وكان أخره أحمد بن محمد صاحب الوزارة أيام عبد الرحمن الناصر.
97- أغلب الظن أنه يعني كتاب " المجلى" وهو متن شرحه بالمحل.
98- ترجمة أبي الأجرب في الجذوة : 177 وبقية الملتمس رقم : 626 والمغرب 1 : 131.
99- قد مر ذكره ، وهذا النص عنه ثابت في الجذوة .
100- في الأصول: بن.
101- وإذا أشرنا ... عبدوس : ورد هذا النصر في الجذوة : 71 وبغية الملتمس رقم : 222 .
102- الرباحي ( نسبة إلى قلعة رباح ) من كبار تحربي الأندلس قبل دخول التالي إليها؛ انظر طبقات الزبيدي: 335 وابن الفرضي 2:71 والجذوة: 11 وبنية الملتمس رقم: 312 و القفطي 3 : 229 والوافي 2 : 372 وبقية الوعاة: 113.
103- بن برد : زيادة من ق .
104- أحمد بن عبد الملك بن مروان ( الجذوة : 123 ) وأغلب بن شعيب الجياني من شعراء عبد الرحمن الناصر ( ص : 165 ) ومحمد بن شخيص ( الجذوة : 84 واليتيمة 2 : 23 والمغرب 1 : 203 وصفحات متفرقة من المقتبس تحقيق حجي ) ، وعبد الملك بن سعيد المرادي الخازن ( الجذوة : 266).
105- يريد : عمرو بن بحر الجاحظ و سهل بن هارون.
106- في ابن مسرة ومذهبه كتاب مستوفي المستشرق آثين بلاسيوس وخلاصة عنه في تاريخ الفكر الأندلسي لبالثيا ، وانظر كتاب تاريخ الأدب الأندلسي – عصر سيادة قرطبة : 52 وما بعدها .