x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الدقة في شؤون الحياة
المؤلف: الشيخ محمد تقي فلسفي
المصدر: الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة: ج1 ص181 ــ 183
2023-04-17
1249
هناك فتيان أكفاء نجحوا خلال فترة قصيرة في اكتساب المئات من التجارب والتمييز بين المحاسن والمساوئ وذلك نتيجة الدقة في شؤون الحياة. فهم يفكرون بتعقل في الامور والقضايا التي تليق بهم ، وينطقون بما هو سليم. على عكس من هم أكبر منهم سناً ممن لم يستفيدوا من عمرهم ولم يكتسبوا من الحياة أي تجارب ولم يحاولوا تنوير عقولهم وتنميتها، وما زالوا ينظرون إلى الامور من منظار صبياني وينطقون بما ينطق به الأطفال.
«إن ما يحظى بأهمية بالغة في حياة الإنسان ليس عمره وسنوات حياته ، بل الأثر الذي تركته الحياة عليه والدروس والعبر التي اكتسبها من الحياة بما فيها من أحداث . ومن هذا المنطلق تكون أمامنا سبل جديدة لتحديد قيمة أنفسنا وقيمة من هم حولنا. فليس كل الأشخاص البالغين راشدون ، لأن هناك الكثير من الأشخاص البالغين سناً لا يزالون أطفالاً في تصرفاتهم وكلامهم، وهناك الكثير من الأشخاص غير البالغين سناً هم بالغون في تصرفاتهم وكلامهم»(1).
مع انقضاء مرحلة البلوغ وشروع الفرد بتحمل جزء من مسؤوليات الحياة ، يكون الفتيان قد تجاوزوا مرحلة الطفولة، وباتوا أعضاء مستقلين في المجتمع مسؤولين كل المسؤولية عن أعمالهم وأقوالهم، وينبغي على مثل هؤلاء أن يستغلوا فرصة مرحلة البلوغ ، ويسعوا إلى بناء شخصيتهم وإثبات كفاءتهم وجدارتهم لأن يكونوا أعضاء أكفاء في المجتمع قدر الإمكان .
وينبغي عليهم أن يستفيدوا من إرشادات المربين وتوجيهاتهم لتقوية عقولهم وتنمية أحاسيسهم ورغباتهم تنمية صحيحة وتطبيق أفكارهم وأخلاقهم مع الظروف المعيشية والاجتماعية ومسؤولياتهم الدينية والقانونية .
ويستطيع الفتيان تحريك قوة فهمهم وإدراكهم وتحقيق النمو المكتسب لعقولهم عن طريق عاملين ، أحدهما التعلم والآخر كتساب التجارب .
يجب على الفتيان تنمية عقولهم عن طريق تلقي العلم والمعرفة من جهة، وتحليل الأحداث الكبيرة والصغيرة وما يواجهونه في حياتهم اليومية بمساعدة مربيهم ، ليدركوا أسبابها ومسبباتها. ويجب عليهم أن يفكروا في حادثة بما يستوعبه فهمهم ، ويحاولوا إعطاء نتيجة كل منها والتي تشكل ذاتها تجربة حياتية إلى الحافظة (أي الذاكرة)، ويجعلوها أساساً لتصرفاتهم . وبديهي أن تساهم هذه الخطوة في تنمية عقول الفتيان كتلقي العلم ، وتؤدي إلى تعزيز قدراتهم الفكرية وتصونهم من الانزلاق في المتاهات والضياع والانحراف.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : من أحكم من التجارب سلم من العواطب(2).
«إن الطفل يكتشف خلال فترة البلوغ بيئة أكبر من بيئته ، ويشرع بنشاطات وفعاليات جديدة ، ويصبح في الواقع تلميذاً في مدرسة المجتمع حتى يستطيع إيجاد علاقات جديدة بينه وبين من هم أكبر منه من البالغين. ومن هنا يتكون لديه مفهوم جديد حول شخصيته، مفهوم أكثر عمقاً وإدراكاً من ذي قبل. وكلما عرف نفسه ووقف على حقيقة شخصيته، كلما بدأت شخصيته تتبلور شيئاً فشيئاً))(3).
______________________________
(1) العقل الكامل ، ص 18 .
(2) غرر الحكم، ص 630 .
(3) جه ميدانم ؟ (ماذا أعرف؟) ، البلوغ ،ص 72.