x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
غريزة المحبة لدى الطفل
المؤلف: الأستاذ مظاهري
المصدر: تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة: ص117 ــ 125
2023-04-13
1500
... ان الطفل عندما يولد يبحث عن المحبة ويجب ان يشبع فقلب الأم ويدها الحنونة تؤثر على الطفل وعندما يكبر فإن حضن الأب وملاطفته يؤثران عليه ايضاً وهذا غذاء روحه. وعلى الوالدين ان يغذيا روحه كما يغذيان جسمه. فيلاطفاه ويعتنوا به ويتحببوا اليه دائماً وعليهم ان يحذروا الكلام الخشن والجاف خاصة مع الشاب المراهق وان ينصحوهم بالموعظة وبلطف وباستدلال ولذلك فقد أكد الاسلام كثيراً على اليتامى. نقراً في الروايات عن الباقر (عليه السلام): (ما من عبد يمسح يده على رأس يتيم ترحماً له الا أعطاه الله بكل شعرة نوراً يوم القيامة)(1).
ونقرأ في الروايات ايضاً ان من اجلس يتيماً في حضنه ولاطفه غفر الله له ذنوبه ولقد أكد ذلك القرآن الكريم.
يجب ان نحذر في المجتمع الاسلامي ان يظهر اليتم على وجوه اليتامى. وقد أكد القرآن الكريم والروايات ان على الرجال ان يكونوا بمنزلة والده والنساء بمنزلة أمه. حتى لا يشعر باليتم، يؤكد القرآن الكريم كثيراً في سورة الماعون فيقول: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} [الماعون: 1، 2]، اي ان المجتمع الذي يظهر فيه اليتم على وجوه الأيتام فانه ليس بمجتمع اسلامي.
اي بعبارة أخرى فان معنى الآية. كما انه من الواجب والضروري ان نؤمن اليتيم من حيث الطعام علينا ان نؤمن غذاءه الروحي. وكما ان على المجتمع الاسلامي ان لا يبقي اليتيم جائعاً عليه ايضاً ان يؤمن المحبة له. لأن فقدان المحبة يعقد الطفل وهذا أمر خطير جداً.
... علينا ان نحذر الافراط في محبة اطفالنا وكذلك في الأيتام لأن الافراط في المحبة امر سيء جداً. كالوردة التي يجب ان تسقيها مرة واحدة في اليوم فإن سقيتها كل ساعة فأنها ستتعفن وستموت. والشجر ايضاً فستعطل نموها وتقضي عليها. وهذا يصدق على المحبة ايضاً.
فالأفراط في المحبة. يجعل الطفل فاسداً معجباً بنفسه وخطر هذا لا يقل عن خطر العقد ان لم يكن أكثر منه... ان اكثرهم يصبحون مجرمين جناة ويطردهم المجتمع فان الأنانيين ايضاً لا استقلال لديهم وتكون توقعاتهم كثيرة وفي غير محلها. وسيكونون حملاً زائداً على المجتمع. إذا لم تخلق لهم عقد من هذا الأمر أيضاً...
لذا عليكم ان تبرزوا لهم المحبة لكن من دون افراط ولدينا في الروايات الا ترفهوا اولادكم كثيراً ولدينا ايضاً ان جوعوهم قليلاً حتى لو نصف يوم والصيام خير مصداق لهذه الرواية؛ وعندنا ايضاً في الروايات ان دعوا ابناءكم الذين ينامون على الأرض، ادخلوا اولادكم في بعض المخاطر من حيث يخشى؛ اي انه في بعض الاحيان لا تكترثوا كثيراً لأبنائكم فلماذا؟! سأنقل قصة عن معلم وعالم نفس. وليس المقصود انه يحمل شهادة في علم النفس، بل كان معلماً واعٍ ويبدو انه ابن سكيت معلم ابناء المتوكل ذات يوم قرر ابن سكيت ان يربي المنتصر مع انه بشكل عام كان جيدا. لكن المعلم فكر ان هذا ابن خليفة وقد تربى في الرفاهية والنعمة وسيصبح خليفة فيما بعد فيجب ان يتأدب. كان المنتصر يأتي في كل يوم ويجلس إلى جانب الأستاذ. في أحد الايام طلب منه ابن سكيت ان يجلس في اول المجلس إلى جانب الأحذية. فجلس المنتصر ولم يعلمه درس الحساب في ذلك اليوم وعند الظهر ذهب الجميع لتناول الغذاء ولكن لم يسمح له. وعند العصر بعد ان انتهى الدرس جمع الطلاب وضربه امامهم، فتألم الطفل البريء ولم يدري ما السبب وأخبر أباه فغضب والده الشقي غضباً شديداً وطلب المعلم.
وعندما سأله؟ أجاب ابن سكيت اردت ان أؤدب ابنك، فانه مترب في الرفاهية والنعمة ولم يرَ غير الاحترام ولا يدري ماذا تعني الاهانة. وتحقير الآخرين. ولا يعرف الجوع ولا الفقر. ولا يعرف ماذا يعني الظلم والمظلوم وما هو الألم الذي يعانيه المظلوم من الظالم؟! اردت ان اعلم ابنك اليوم هذه الأمور فأجلسته عند الأحذية ليعرف ما هو التحقير. لئلا يهين او يحقر أحداً. وتركته يجوع ليشعر بألم الجوع وليعلم ان هناك فقراء ومساكين وعليه ان يفكر بهم. كما ان لدينا في الروايات ان أحد فوائد الصيام اننا نشعر بجوع الآخرين. وأما الضرب فأردته ان يدرك معنى الظلم لكي لا يظلم أحداً. ولذا اورده حافظ الشيرازي في شعره وهو شعر قيم جداً:
لن يصل المتنعم والمترفه إلى المحبوب انما العشق هو للفقراء اصحاب البلاء
لذلك علينا فيما نحب ابناءنا ونشبع ارواحهم وننشطهم ونلاطفهم ان نحذر من ان نفسدهم بالافراط فيبتلوا بالعجب ويصبحون عضواً زائداً ومشلولاً في المجتمع. وهذا سيء بالنسبة اليه ولن يتمكن من حل عقد في المجتمع هذا ان لم يتعقد هو بدوره فيصبح غدة سرطانية للمجتمع. وأستطيع القول ان الجرائم والخيانات تنشئ من هذه العقد سأنقل لكم رواية تاريخية عن هذين الأمرين. وهي مؤثرة في بحثنا اليوم. كان لدى هارون الرشيد. ولدين هما الأمين والمأمون كان الأمين شخصاً عياشاً معجباً بنفسه. والسبب انه ابن الزبيدة. وكانت الزبيدة امرأة قوية جداً مع ان هارون الرشيد كان يملك في حرمه أكثر من مئة امرأة شابة وجميلة الا ان زبيدة كانت الملكة والمميزة فيهن. وكانت ذات نفوذ وغير عادية. وتسير بمحاذاة هارون. ولم تكن تهتم لتربية ابنها. وكان الأمين ما قدمته إلى المجتمع اما المأمون فكانت أمه جارية طباخة.... ونستطيع القول انه لم يكن لديه ام بل كان يملك عقدة من الاهانات من اهانة زبيدة والآخرين وحتى والده. فنشأ معقداً خاصة أن أمه كانت جارية. ونشأ الأمين عياشاً لا مبالٍ ومعجباً بنفسه.
كانت الزبيدة تعترض دائماً على هارون لأنه لا يعتني بابنه الأمين وكان هارون قد أدرك انه لا يليق بولاية العهد. وكان مضطراً لذلك اجتماعياً لأنه كان ابن زبيدة لكن عندما اقتنع بعدم اهلية الأمين قال لزبيدة سأثبت لك الليلة لماذا لا أعتني به وأعتني بالمأمون بينما كان يجلس هو والزبيدة دعا الأمين فنهض الأمين بوضعه الغير مرتب من النوم وقدم اليهما فقال له هارون لقد قررت ان اعطيك ثلاثة أشياء فانتخب ما شئت. فقال الأمين. أريد البستان الفلاني فسأله لماذا تريدها؟. قال: أريد ان اتجول فيها واريد حصانك الخاص لأركبه وانطلق إلى ذلك البستان لاقضي وقتاً ممتعاً واريد جاريتك الخاصة فسأله هارون لماذا تريدها. فأجاب انها جارية جميلة فأجابه، لقد اعطيتك ما طلبت.
ومن ثم طلب المأمون. فجاء مجهزاً بكامل اسلحته ومتغمداً سيفه وسأل بماذا تأمرني. وكان يظن ان هناك حرباً وسيوليه قيادة الجيش. فأجاب هارون. قررت أن أعطيك جائزة فانتخب ثلاثة اشياء. فأجاب: ان تخفض الضرائب باسمي من الممالك الاسلامية هذا العام وان تعفو عن المساجين باسمي او تخفف من حكمهم. ثالثاً ان تزيد حقوق الجيش باسمي. فلبى طلبه هارون. ثم قال لزبيدة أرأيت لقد ارضى جميع الناس عنه فان اكثرهم اما في الجيش او ممن يدفعون الضرائب وجميع البلاد الاسلامية قد رضيت عن المأمون فإني اهتم به لعقله وكياسته، وجلب الامام الرضا (عليه السلام) إلى خراسان لخنق الأصوات المعارضة كانت من حيله وعندما نطالع قضية الامام الرضا (عليه السلام) والتحاليل السياسية في ذلك العهد نجد انه استطاع ان يتقي الاضطرابات المعارضة في البلدان الاسلامية بشكل عجيب لكن هذا الانسان العاقل اللائق بالخلافة حسب رأي هارون كان انساناً معقداً.
ولقد حارب الأمين عند توليه السلطة بعد أبيه ولأنه كان عياشاً فاسداً لا يعرف القتال خسر الحرب. فأمر المأمون ان يقطعوا رأسه ويجلبوه اليه ثم امر ان يذهب إلى دار الامارة وان يأتي الناس ويحقروه. فان العقد التي كان يخفيها من تحقير أخاه والزبيدة له وفقدانه لمحبة والده جعلته يقتل أخاه ويعلق رأسه على دار الامارة وأمر الناس بتحقيره الى ان جاء شخص عربي وبصق في وجه الأمين وقال لعنك الله ولعن أباك وأخاك. وعندما سمع المأمون بذلك أمر ان يلحق الرأس بالجسد وأن يدفن.
فالمأمون كان معقداً وارتكب هذه الجرائم من بينها جريمة قتله أخيه. فاذا كان طفلكم انانياً فاسداً لن يستطيع العيش في المجتمع وان فقد محبة والديه فسيصبح معقدا ايضا ولن يتمكن من التعايش مع المجتمع ولقد انتهى البحث هنا.
هناك بحث مهم لنا جميعاً انه قد يصاب الكبار أحياناً وحتى الشباب والشيوخ بالعقد. ويعجبوا بأعمالهم ويصبحوا أنانيين. أي قد لا يكون هذا الشاب معقداً في طفولته وقد يكون مشبعاً بحنان الوالدين وعطفهما الا انه يتغير في شبابه وتتملكه الانانية والعجب. علينا ان ننتبه جميعاً لكي لا نتعقد على كبر. فالفتاة او الشاب الذين يتأخرون في الزواج قد يتعقدون....
فالفتاة والصبي بعد الرابعة عشر من عمرهم (هذا إذا لم يحصل بلوغ مبكر) فانهم يرغبون بالزواج وهذا الميل موجود شاؤوا أم أبوا ويجب ان يشبع هذا الميل فالإسلام يقول على الأهل ان يزوجوا شبابهم بسرعة وفتياتهم في سن مبكرة. ويجب ان تزول هذه القيود الوهمية والخرافية التي اوجدوها في المجتمع الاسلامي.
هذه القيود التي تعقد الشبان. وتقليد الهيبيين والوقاحة والثياب المبتذلة ناتجة عنها. الاسلام يأمر بتزويجهم ويأمرهم بالزواج والا ستورث له العقد. والتنافس والآمال والأمنيات تجلب العقد للأنسان ايضاً.
لذا فان مقامي النبوة والولاية (عليها السلام) اكدا على ان (ان اخوف ما أخاف عليكم اثنان، اتباع الهوى وطول الأمل واما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة)(2)، اي انه يخشى علينا من أمرين:
1ـ اتباع الهوى.
2ـ طول الأمل.
ونحن دائماً نفكر بآمالنا وأمانينا، آمالنا العشرين سنة او الخمسين عاماً هذه الأفكار والخيالات والوسواس الباطلة تودي بالإنسان إلى السقوط وهي خطيرة إذا كانت لدى الفتاة او الشاب فان التنافس بالآمال والأماني والافكار تجعل الانسان يمد رجليه أكثر من بساطه وهذا خطير للصبي والفتاة. ويورثهم العقد. وقد يودي بهم الى الجنون. او الجنايات او التطاول والوقاحة وفي النتيجة لا يمكن التعايش حتى مع زوجة او والدين.
يكتب أحد الكتاب أمراً مهماً خاصة بالنسبة للشباب ان امرأة جنت فنقلوها الى دار المجانين وعمل الأطباء كثيراً على معالجتها لكن لم ينتج عن ذلك الى فائدة وعادة ما يكون من الصعب جداً معالجة هؤلاء المجانين فالمجانين العاديين قد يعالجوا اعصابهم. الا أنه صعب لدى هؤلاء الذين قد تفجرت عقدهم بالتهيج والسبب ان ما سبب جنونهم يسبب استمراره.
وعندما راقبوها وجدوها تكرر كلاماً معيناً للمجانين كانت تقول انا زوجي جميل وعندي ولدين جميلين عندما يأتي زوجي عصراً من عمله نركب سيارتنا الفخمة نذهب من قصرنا الذي في شميران إلى الفيلا ومن ثم نعود في الليل وكانت تكرر ذلك في اليوم فأجمعوا على ان قد يكون السبب كامن وراء هذا الكلام فسألوا اهلها وأقاربها وأصدقائها في المدرسة. فأجابت صديقاتها انها كانت تملك آمال غريبة. كانت تريد زوجاً جميلا وان يكون لديها ولدين وان تملك سيارة وقصراً و... وشاءت الأقدار ان تتزوج هذه الفتاة رجلا بطالاً وليس بجميلاً وطبعاً لم يكن هناك شيئاً يسمى قصراً بل استأجروا بيتاً صغيراً في أحد المناطق الحقيرة. ولم تكن لتملك حماراً فما بال السيارة بل حتى لم تكن تملك اجرة الطريق إذا كانت تريد ان تزور اهلها ولقد اثرت هذه الأماني على هذه المرأة ويضيف الكاتب: ومن الصدف انها كانت عقيمة فلم تلد ولقد اثرت هذه الأمنيات وانفجرت عقدها بعد ان تهيجت وأدت بها إلى الجنون. اوصي النساء ان يوكلوا امورهم إلى الله (عز وجل) وليس إلى الآمال والأماني. احذروا أيها الشبان خاصة الفتيات ان تمدوا رجليكم أكثر من بساطكم وقد تؤدي بكم الآمال التي في غير محلها إلى التعقيد، قد لا تكونوا معقدين عند اهلكم لكن الهموم والغموم قد تموت روحكم وعندها تتعقدون وتصبحون جناة وخونة. وعلى الأقل لن تنجحوا في الحياة الزوجية وتربية الأطفال وإذا لم تقضوا على دنياكم فستقضون على آخرتكم.
من الخطأ الاحترام المفرط بين المرأة والزوج طبعاً يجب ان يحترموا بعضهما البعض فهما شركاء بعض وكل منهما لباس الآخر ويجب ان يسعدا بعضهما بعض. لكن الافراط في الاحترام قد يؤدي إلى انانية او عجب المرأة او الرجل.
يجب احترام الطفل في سن العاشرة لكن ماذا يعني الاحترام؟. ان تضع له صحناً خاصاً به عند الطعام او كما تصنع الكبار وان لا تغضب عليه إذا اوقع الشاي مثلا امام الضيف. هذا صحيح. لكن ان تنهض احتراماً له إذا دخل إلى المجلس وتقول له تفضل هذا خطأ. هذا إفراط وكذلك غيرها من الأمور. الافراط في كل الأمور خطاً. يقول القرآن الكريم عن المؤمن: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]، قد يفرط الانسان أحياناً فيقدم كل ما يملك.
او بالعكس فلا يبالي ان كان جاره او أخاه جائعاً لا يملك شيئاً حتى للإفطار بل: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67]، اي انه إذا كانت حقوقك الشهرية مائة تومان فعليك ان تصرفها بشكل معتدل وتنفق منها قدر امكانك: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا} [الفرقان: 67]، وهذا إذا كان معناه الانفاق والصدقة. وان كان معناها ان لا يكون الانسان مسرفاً في بيته فيجب ان ينفق قدر امكانه على عياله ولا يجوز التباخل عليهم. وقد يصل به البخل الى ان يتمنى اطفاله وزوجته موته. او بالعكس فيخدع الآخرين ويراكم الديون عليه لكي يغير أثاث بيته كل عام ليفرح زوجته طبعاً هذا خطأ ايضاً: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67].
ان هذه الآية الشريفة تعلمنا ان نحافظ على جو الاعتدال في حياتنا يقول علماء الأخلاق خاصة القدماء منهم يقولون ان حد الاعتدال هو الفضيلة. ويرجعون جميع الصفات الحسنة اليها. لو طالعتم معراج السعادة او كتاب جامع السعادات. او كتاب ابن مسكوية. او الغزالي او فيض (قدس سره). فان جميعهم يسعون على ان يرجعوا جميع الصفات الحسنة إلى الحد الوسط ولا علاقة لنا ان كان هذا الكلام صحيحاً ام لا. فانه يدخل في بحث آخر. فبرأيي ان هذا ليس صحيحاً. لكن مع اي حال فإن علماء الأخلاق جميعاً يقولون ذلك ان جميع الصفات جيدة في الحد الوسط افراطها رذيلة وتفريطها يعد رذيلة ايضا وهذا يفيد بحثنا كثيرا.
انتبهوا لأن تكون حياتكم معتدلة فالأفراط والتفريط مرفوضان.. ولا تفرطوا في حق ابنائكم لكي يصبحوا هم معتدلين بدورهم. وانتبهوا إلى ذلك في معاشراتكم لا تحترموا كثيراً من لا يستحق ذلك احترموه بقدر لياقته. والا فانه سيعجب بنفسه وينسى حاله والويل لمن يضيع نفسه؟
هل رأيتم الذين ينالون مقاماً او شهرة او يحصلون على مالاً فانهم ينسون أنفسهم وقد يقومون بأفعال غير لائقة او حتى يرتكبون جرائم. لذا فان المال والمقام والشهرة التي في غير محلها تجعل الانسان انانياً متكبراً معجباً بنفسه.
ان آخر بحثنا أصبح اهم من اوله، انتبه ايها الرجل لئلا تتعقد وانتبهي ايتها المرأة لئلا تتعقدين ولا يتملككم العجب والكبر فعندئذٍ لن تتمكنوا من تربية ابنائكم على الاعتدال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ البحار، ج75، ص4.
2ـ نهج البلاغة.