x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الام ولزوم التربية الأفضل للأولاد
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية أولاد الشهيد
الجزء والصفحة: ص35 ــ 40
2023-04-11
1459
الأولاد الذين شملوا، نظراً لقيمة الشهيد ومقامه، بعناية ورحمة الله. فلا تغفلي عن قيمة وأهمية هؤلاء إضافة لرتبتهم عند الله ومحبته لهم، فالله وليهم ومحبهم، لقد أضحت علاقتهم الآن مباشرة مع الله لهذا السبب فإن تأوهاتهم ودموعهم تكون محرقة ومدمرة.
هؤلاء الأطفال هم النسل الأفضل ومن خيرة المخلوقات الإلهية. إنهم ذكرى الشهداء. الشهداء الذين جمعوا رأسمالهم ومتاع حياتهم وأرواحهم العزيزة وقدموها بإخلاص في محضر العزة الإلهية لبقاء واستمرار الأهداف السامية.
إنهم نسل الأعزاء الذين قدموا أنفسهم لنصرة البشر وحفظ عزتهم، إنهم المصداق الحقيقي للأمانة الإلهية الغالية.
وعدم الإهتمام وعدم معرفة منزلتهم إنما يعبر عن عدم العناية بنهج وخط الشهداء.
ـ ولو استطعنا بإمكانياتنا أن نجعل من هؤلاء الأولاد المثل الأعلى للكمال الإنساني لوجب علينا فعل ذلك، إنهم بحاجة لهذا الأمر حتى يكونوا الأشخاص النموذجيين وبذلك يستطيعون حفظ ميراث آبائهم للشهادة والشهيد إضافة لكونهم يحفظون بذلك وبوجودهم النموذج الذي يحتذى.
وعن طريق التربية الأفضل يجب أن تجري في عروقهم دماء الشهيد، وأن يسيروا في الخط الذي مشى عليه أباؤهم. علينا إيجاد الأخلاق الفاضلة والملكات الحسنة فيهم ليكونوا نموذجاً يحتذى به.
إنهم وقبل أي فئة من الأولاد يحتاجون لإطلاق إستعداداتهم وبلورتها يجب أن يفهموا حقائق وأسرار الحياة قبل الآخرين. وأن يصبحوا الأشخاص الذين بمجرد رؤيتهم نقع في ذكرى الشهيد، ويحتاجون لتعلم طرق المقاومة للفساد والشرور حتى يتمكنوا من حمل نهج الشهيد بقطع دابر العوامل التي تهدد الحياة البشرية وسؤددها. إنهم لهذا كله بحاجة لعنايتك وعزمك.
ـ الرقابة اللازمة:
علينا حال تربية أولاد الشهداء أن نمارس رقابة متنوعة الجوانب والأبعاد لنصنع روحيتهم ونخرجهم من المصاب واللوم.
علينا أن نعطي فرصة لكافة استعداداتهم للرشد والتربية وفي هذا الطريق علينا بذل المساعي والجهود دونما إبطاء. أما الرقابة في مختلف الجوانب فهي كما يلي.
1ـ الجوانب الدينية: باعتقادنا أن قيمة الشهيد تنبع من الجانب العقائدي الديني، وعندما يلقى أولاده التعظيم نكون على نهجه وخطه. لهذا فالتربية الدينية وتعليم مبادئها تكون الأساس لنسل الشهيد.
علينا تربيته بشكل يكون قادراً على الدفاع عن الطرح والمبدأ الذي قضى أبيه من أجله، وهو بحاجة كذلك للتعلم حتى لا يقع في العزلة والغربة عند مواجهته للصعوبات، وأن يلتجئ إلى الله عند الضغوطات والصعوبات ويطلب منه المدد والعون.
وليستمر نسل الشهيد بالحياة ويصل إلى سن البلوغ والرشد، مع تحمله ألم فراق أبيه وما يترتب عنه، فإنه بحاجة لقاعدة ثابتة يتسلح بها، وتعتمد التربية من هذه الناحية على الأساس الديني وبث التعاليم الدينية والنهج والقيم وفلسفة الحياة المتوافقة مع الدين والوعي الضامن لحياته.
2ـ الجوانب الإجتماعية والأخلاقية: التربية على المستوى الإجتماعي لابن الشهيد يجب أن تتحلى بالعيش في الوسط الإجتماعي الحار والمتحرك، أن يندمج مع الناس، وأن يتعاطى مع الناس دون أي إحساس بالحقارة والذلة وكذلك دون الإحساس بالغرور والتكبر نظراً لاستشهاد أبيه.
يجب تنظيم غرائزه وميوله وهدايتها، علينا إيجاد ملكة الأخلاق الحسنة والصفات الحميدة فيه منذ البداية، وعليك السعي لغرس السجايا الحميدة في نفسه وأن يرتفع في نفسه علم التقوى والصفاء والقداسة.
منذ البداية في حياته يجب تحفيزه للعمل الصالح على أساس الأصول والضوابط الأخلاقية والإجتماعية، وأن يبتعد عن الإنحرافات والانزلاقات وأن تكون حياته مبنية على أساس العزة بالنفس، واحترام الآخرين، وأن يترفع عن الغرور والتفاخر لما حصل له وأن يتخذ هذا السبيل أساسا لحياته.
3ـ الجوانب السياسية: تربية الطفل وتوعيته على الأحداث والأمور السياسية الجارية في المجتمع وفي العالم مسألة مهمة بحد ذاتها وعلى المربي أن يلحظ لها حيزا في أهدافه.
علينا السعي لكي يوظف قواه الذاتية والكامنة في سبيل أهدافه السامية والعالية. وأن يصرف النظر عن الرغبات والملذات الناشئة عن العادات، ليصبح قادراً على تحمل المسؤولية وأن يتقدم على أساس القواعد السياسية للدين إلى الأهداف بخطى ثابتة.
يجب حثه على العمل التنظيمي والقيادة وإصدار الأوامر وجريان الأمور ليصبح ناضجاً متمرساً، يجب تعليمه القوانين وطرق وسبل الجهاد والتحرر وطريقة هداية المجتمع، ليصبح فردا حراً مستقلا، راشدا على المستوى النفسي يتحلى بالفضيلة والافتخار والحرية، وأن يبتعد ويدين كل ما يورث الذلة والعار.
4ـ الجوانب الاقتصادية: ليس من شأن نسل الشهيد أن يعيش على فتات الآخرين وأن يتقبل منتهم عليه، يجب أن يكون مستقلا اقتصادياً وأن يعتمد على نفسه بتأمين مستلزمات حياته الاقتصادية وذلك في حال قدرته على ذلك، وتتوفر له المعطيات من حيث الوقت سريعاً أم فيما بعد.
لذلك فالتربية يجب أن تلحظ توجيه الطفل لتعلم عمل أو حرفة، تكون له وللآخرين في المستقبل عوناً، ويستطيع من خلالها ان يعيش ويدير شؤونه بكرامة وعزة نفس.
وتعلم الحرفة أو العمل والنشاط الاقتصادي له فائدة أخرى، فعلى المستوى الجسدي والسعي البدني للطفل، تكون بذاتها موجبة لوقايته من الوقوع في الاختلالات. فقسم مهم من الإنحرافات والانزلاقات إنما يكون من نصيب العاطلين عن العمل ويقضون أوقاتهم بالبطالة.
وعلى هذا الأساس من الضروري أن نفهم ابن الشهيد قيمة المال وأنه وسيلة، وأن يعي مسألة الإسراف والبخل وحدود حيازة المال وكسبه المشروع، وكيفية التعاطي مع الأمور المالية و.. توعيته لكي لا يبيع شرفه وعزته بالمال.
5ـ الجوانب الثقافية: قسم من التربية يجب أن ينصرف لتعليم الطفل الأمور الأساسية، كتعليمه القراءة والكتابة، الحساب، فهم وإدراك القران والدين، تملك فلسفة قيّمة للحياة، إيقاظ الفن في نفسه، تذوقه للأدب، فهم العادات والآداب، معرفة التعامل مع الجديد.
من المسائل المهمة في هذا العالم تعليمه القيم، وأن يدرك أن الحياة الأفضل لا تتمظهر باللباس الجديد والأكل والشرب والمسكن الأفضل وأن لا يجري وراء بهارج الدنيا. كما وأنها لا تتبدى بأن يكون عبداً لها بل لذة الحياة في أن يحسن إدارتها ويتمكن من السيطرة على نفسه ومن الضروري له أن يدرك الأبعاد والمقامات المعنوية التي تولدها الشهادة.
يجب أن يختلف تعليمه للآداب والفنون عن الآخرين، فبالنسبة له يجب التركيز على أدبيات الثورة، الإيثار، الفداء، والشهادة. الفن الذي يجب أن نعلمه إياه يستند إلى البطولة وخلق الإبداع وعدم الانقياد للتعاليم المرذولة.
يجب أن نقدم له التسهيلات لكسب العلم والفن والمهارة وتعلم الأمور النظامية وعادات الحياة الإنسانية، وأن لا نتعب فكره وذهنه بالتفكير بالأمور البسيطة والتافهة، بل علينا دائماً حفظه متحركاً صاحياً ليتقدم إلى الأمام ويبني شخصيته وينمّيها.
ـ وظائفك الأساسية:
وظيفتك هي طريق التربية الأفضل لطفلك، ولكننا نريد القول أن دورك بعنوان الأم من أهم الأمور المؤثرة في حياته، أنت أم، أي أنت الشخص الذي يشكّل ويجمع جميع الطاقات، ويترجم للطفل عالمه ليفهمه، ويوضح له المسائل والإسرار.
تستطيعين قبل أي أنسان آخر، عن طريق التجربة والإكتشاف، أن تفتحي الأبواب أمام الطفل، وأن تربي لديه العواطف والدوافع وأن تلقنيه عزّة النفس وأن يكون الانسان اللائق، إنك تصوغين شخصيته وتغرسين فيه مفاهيم الشهادة والرشد.
وبنظرنا لو أن الأم انطلقت على أساس طريق ونهج الشهيد فإنها أجدر من أي كان في تربية الطفل على هذه المبادىء وهي القادرة على إعانته ليتقدم على هذا الأساس.
محبتك الخاصة ومراقبتك الدائمة هي المحفز لصلاحه كما أن رحمتك لا عن حسرة وفعلك للخير دونما شرط هي التي تؤدي لحفظ ورشد هذه الأمانة الإلهية.
كوني له في عين الحال أماً وأباً ان هذا الأمر متوقع منك.
ـ الامتناع عن الضغوطات:
من اللازم أن تكون التربية واهتمامك بها والدقة هي طريقك، وأن يكون جل همك وجهدك هو بناء حياة طفلك الممثل لذكرى زوجك الشهيد.
ونحن نصر على أن تكون تربية هؤلاء الأبناء أفضل من تربية الآخرين ولكن يجب ان لا يغيب عن بالنا أن لا يكون هذا الأمر سبباً للضغط على الطفل بما لا يتحمله وأن لا يسع الطفل تحت نير الأوامر والنواهي غير المحسوبة والتي تؤثر على روحيته.
لا يجب تصعيب الحياة على الطفل، فالأوامر والنواهي غير المدروسة تخرج طفلا عبداً من الصعب عليه في كبره أن يتحرر من هذه العبودية.
من جهة أخرى فالضغط الكبير على الطفل خاصة حينما لا يجد لنفسه ملجأ يلتجئ إليه يستتبع مشاكل نفسية، ويؤدي إلى الهروب والتفلّت من الضوابط اللذين يؤديان إلى عواقب وخيمة، لذلك فالواجب الإلتفات لهذه المسائل.