x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
المحبة لدى الطفل
المؤلف: الأستاذ مظاهري
المصدر: تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة: ص107 ــ 116
2023-03-30
1411
عندما يولد هذا الطفل تكون لديه غرائز وميول وهي على قسمين قسم منها بالقوة، كالنار تحت الرماد وتصبح بالفعل عندما يحين وقتها. كحب المال والغريزة الجنسية فميله إلى هذه الأمور وهو طفل تكون بالقوة لا بالفعل وتحتاج الى مرور الزمان لتصبح بالفعل. وكثيرا من ميوله ايضا كذلك.
وهناك قسم ايضاً من ميوله يكون بالفعل منذ ان يولد كميله الى الطعام نعلم جميعاً ان الطفل بفطرته يدرك انه جائع ويبحث عن صدر أمه ليرضع. وكذلك غريزة العلم والدين لذا فقد أمرنا بالآذان في اذنه اليمنى والاقامة في اليسرى ومن هنا ندرك ان الاسلام يعتقد بأن الطفل يدرك الأذان والإقامة وتؤثر عليه. كما اننا نقرأ في الروايات، ان يحذر الوالدين الجماع امام طفلهما إذا كان مستيقظاً وقد جاء في الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: (والذي نفسي بيده لو ان رجلا غشى امرأته وفي البيت صبي مستيقظ يراهما ويسمع كلامهما ونفسهما ما افلح ابداً ان كان غلاماً كان زانياً او جارية كانت زانية، عندها فلا يلومن الا نفسه)(1).
الروايات التي تؤكد على الآذان والاقامة في اذني الطفل. وهي من فتاوى فقهائنا العظام هذه الروايات تقول لنا ان غريزة العلم تكون لدى الطفل منذ تولده وسأنقل لكم قصة تؤكد هذا الأمر: احتاجت امرأة فرنسية الى عملية جراحية في دماغها ما ان كان المقص يصل إلى نقطة معينة في دماغها حتى تنشد الفتاة باللغة الألمانية وتكرر الأمر عدة مرات مما تعجب منه الجميع. وعندما انتهت العملية وتحسن وضع الفتاة سألوها ان كانت تعرف اللغة الألمانية فأجابت بالنفي. فاجتمع الأطباء وعلماء النفس ليعرفوا السبب فاكتشفوا انه عندما كانت الفتاة طفلة صغيرة احتلت المانيا فرنسا وكان الجنود الألمان ينشدون فوق سرير هذه الطفلة باللغة الألمانية مما ثبت في دماغها. وهذا دليل على ان تغير الخلايا كل سبع سنوات لا يتعلق بالعلم والتعليم والتعلم وهذه الأمور تتعلق بالروح لا بالجسم، وكذلك غيبة الناس والذنب امام الطفل يؤثر في اعماق روحه.
على كل حال فان غريزة العلم حية لديه منذ ان يولد. ومن غرائزه الموجودة بالفعل غريزة المحبة. والتي هي مدار بحثنا اليوم. كما ان الطفل يحتاج الى الطعام ويبحث عن صدر أمه فان فطرته تحتاج ايضاً إلى الرفق والحنان إلى نبض قلب أمه. ففطرته تقول له: أريد صدر أمي لأشبع. وفطرته تقول له ايضاً: اريد المحبة، اريد قلب أمي أن أضع رأسي في حضنها كي تمسح على رأسي برفق. فان هذه الأمور تؤثر في اعماق روح الطفل منذ اليوم الأول.
لذلك فاحذروا ان تأخذوا الأطفال إلى الحضانات فانه سيبقى جائعاً من حيث الروح وسيصبح معقداً منذ اليوم الأول والطفل منذ اليوم الأول يحتاج الى العطف والحنان كاحتياجه إلى الحليب والجميع يعرف ان الطفل منذ الشهر الأول إذا تبسمت في وجهه فانه يتبسم وإذا صرخت فيه فإنه يبكي فالطفل منذ اليوم يحتاج إلى محبة.
وكذلك في عامه الأول والثاني وحتى ابن العشرة سنين والخمسة عشر والعشرون سنة. مع ان طريقة اسلوب المحبة يختلف.
لكن بحثنا الآن عن بداية الطفولة. عندما يكون طفلاً او مراهقاً كيف يجب على الأهل ان يحبوه وان يعطفوا عليه؟! يجب أن تكون إحدى واجبات الأب ان يجلس طفله في حضنه وان يلاعبه ويلاطفه ويتحدث معه ويمسح على رأسه برفق.
فالآباء الذين يذهبون إلى العمل ولا يعودون الا وأطفالهم نائمين وتمضي اسابيع ولا يرون اطفالهم، فلينتبهوا انهم يقومون بشيء خطير. وهذا الأمر سيعقد أطفالهم. فان الطفل يحتاج إلى حنان أمه وحنان أبيه بشكل خاص.
على الأم ان تكون اولى واجباتها التربوية والمهمة جداً ان تلاطف طفلها وان تجلس معه وان تحادثه. وان تنتبه الى كلامه فان الطفل الذي يبلغ من العمر سنتين او ثلاث لديه كلام على الأم ان تستمع إليه وعلى الأب كذلك ايضاً. فان عدم الاكتراث وعدم الاهتمام بكلام الطفل أمر خطير جداً ويورث له العقد.
حذار من ان تعقدوا اطفالكم منذ اليوم الأول. ايها الآباء مهما كنتم ومهما كان عملكم ومقامكم. يجب ان تجعل أحد اهتماماتك الاهتمام بأمر اطفالك لمدة ساعة او ساعتين. وذلك في الصباح او في المساء ان كنت مشغولاً. إذا كنت طالب علم عليك ان تهتم بزوجتك وبأطفالك من ثم تنطلق الى شؤونك. وهذا عادة ما لا نفعله. اي عندما تدخل إلى البيت عليك ان تستمع إلى زوجتك إلى اطفالك.
وان تلاطف ابناءك وتبتسم في وجوههم. فهذا غذاء الروح وان افتقدوه سيورثهم عقد عديدة.
عادة الأطفال الذين يتربون في الحضانات يكون لديهم نقصاً روحياً وفي المواهب ومن حيث النمو ايضاً. وكذلك الأطفال الذين يكون آبائهم مشغولين جدا ولا يكترثون لهم. ولا يلتفتون إلى تغذية روح ابنائهم. ومن النعمة الا يتعقد هؤلاء الأطفال.
اذن فان الطفل يطلب المحبة منذ اليوم الأول كما يطلب الطعام. وكما ان خطر الموت من الجوع يتهدده ان لم يأكل فان روحه ايضاً تتطلب الطعام وطعامها الحب والحنان. وان لم تكن حاجته هذه فقد يتعقد.
ما معنى العقدة؟، العقدة شيء خطير كالغدة السرطانية أو ورم خبيث في الجسم وكما ان الغدة السرطانية تقتل الجسد فان غدة الروح هي العقدة. ومنشأ هذه الغدة في الروح انتقال الاشياء عن الذاكرة الى اللاشعور.
فالطفل يحتاج إلى المحبة وان أشبع من ذلك فان روحه تبتهج ويدب فيه النشاط وان أسأتم اليه فانه يتضايق ويحزن هذا الحزن ينتقل من ضميره إلى اللاشعور اي انه يحزن قليلاً في البداية أن أباه لم يلتفت اليه او لم يشتر له شيئاً ثم ينسى ذلك تدريجياً هذا النسيان معناه انه انتقل إلى اللاشعور.
وهذا يتكرر في المرة الأولى والثانية والثالثة وحتى العشرين عندها فجأة تتضخم هذه الأمور المكدسة في اللاشعور وتصبح غدة سرطانية للروح فمعنى العقدة ان الآلام والأحزان تنتقل من الضمير إلى اللاشعور وتصبح غدة سرطانية هناك.
وقد تنقسم هذه الغدة السرطانية لدى الطفل إلى اربعة اقسام. اي ان الاطفال المعقدين ينقسمون إلى اربعة اقسام. الذين تنفجر عقدهم بشكل تصعيدي بمعنى ان هذه الغدة تصبح سوطاً تحث على النشاط والاستقامة والصبر والعمل.
يقال ان نوابغ العالم عادة يكونون هكذا. اي معقدين امثال باستور. نيوتون واينشتين يروى عن اينشتين انه كان يذهب حافي القدمين إلى المدرسة وكان يرسب دائماً وكان يهان دائماً. لكن عندما كبرت هذه العقدة بداخله. اصبحت دافعا للصبر والعمل. وأصبح نابغاً. طبعا هذا النوع من النبوغ نادر قد يصل واحد في المليون وهذا ما يسمى بانفجار العقد بشكل تصعيدي اي ينتج عنها نوابغ.
وهناك قسم من العقد لا ينفجر بل يزول تلقائياً هذا إذا وجدت التربية الصحيحة والمعلم الصحيح والبيئة الحسنة. وعمل هؤلاء كالبنسيلين الذي يخفف الالتهابات ولا يدع مجالاً للتورم والغدد او لانفجارهم، فاذا استلم المعلم المتفهم طفلاً معقداً او استلم الأب الذي كان جاهلا فيما مضى وأدرك خطأه الآن وعمل على حل عقد طفله والأم التي كانت كذلك. إذا حاولوا ان يحلوا عقد طفلهم بالتربية الصحيحة. فان عقدته ستزول كليا من دون ان تنفجر وهذا القسم الثاني.
القسم الثالث وهو الخطر ان العقدة قد تنفجر احياناً مع تهيج. اي ان انفجارها يتلازم مع اضطرابات روحية. وهذا ما يؤدي إلى الجنون وصفات بالأعصاب لذلك فعادة ما يكون المجانين من المعقدين. والكثير من ضعف الأعصاب ينشىء من هذه العقد. وغالباً ما يكون منزوياً منطوياً على نفسه ومبهماً فجميع هذه الحالات عقد لكنها تنفجر بالتهيج فالذي يعيش في شقاء مستمر وفي الفقر واليتم والشرد ومن دون عطف وحنان الوالدين قد يؤدي ذلك الى جنونه.
وعادة القسم الثالث من العقد يؤدي إلى الجنون. وهذا القسم قليل ايضا فأكثر العقد تنفجر بالطريقة العادية حيث ينفجر منها بنسبة تسعين في المئة. اي ان يصبح الشاب مثلا وقحاً يتطاول حتى على والدته ولا يستطيع الانسجام مع المجتمع. او لا تتمكن الفتاة البائسة من ادارة حياتها الزوجية او التعايش مع الأقارب وحتى مع المجتمع. حتى انه إذا كان فاجراً فانه لا يستطيع ان يجذب الناس. وقد تنفجر احياناً العقد على شكل التباهي والتفاخر امام الآخرين. فقد يلبس ثياباً ليلفت الانظار فقد يطلق لحيته يوماً ويحلقها يوماً آخر. قد يرتدي لباساً ضيقاً من ثم يغيرها في اليوم الثاني او يتمثل بالهيبين وغيرهم فإن جميع هذا يدل على انفجار العقد. حيث يقوم بجميع هذه الأمور ليلفت الانظار اليه. وهذه موجودة لدى النساء والرجال.
لذا فان عقد الطفل خطيرة جداً. فالقليلين الذين تصبح عقدهم دافعاً للصبر والاستقامة، كي يصبح انساناً نابغاً نشيطاً.
قد تجدون بعض الأحيان طفلاً يتيماً لكنه أصبح مؤدباً نشيطاً مستقيماً هذا كان معقداً لكن عقدته حثته على العمل والكد والدرس. ليصبح انساناً ثرياً عالماً مهماً لكن هذا نادر جداً قد يصل إلى نسبة واحد في المليون.
ولا يصبح اطفالكم كذلك عادة الاشخاص المعقدين يحكمهم انهيار عصبي او يصبحون اشخاص مبتذلين وأعقب هؤلاء المعقدين على قسمين:
1ـ (التعساء الميتة قلوبهم) وغالباً ما يكونون انزوائيين انطوائيين لا يدخلون إلى المجتمع هذا إذا رحمهم الله ولم يجدوا رفقاء سوء. وإذا كان رجلا عادة ما يطرده المجتمع. وان كانت امرأة فإنها لا تنجح في زواجها. هذا منشأ أكثر قضايا الطلاق وقسم منهم الذي يدخل إلى المجتمع خاصة إذا وجد رفاق سوء. فإنه يصبح من المجرمين والجناة فانه يستمتع بالخروج بنصف الليالي والسهر ومعاشرة اللامبالين وحتى لو وصفه الآخرين بذلك. فهذه الأمور جميعها عقد.
فاذا لم تلاطف الأم ولدها ولم يلتفت إليه الأب. ولا قدر الله إذا أورد ضربة روحية عليه فمثلا يطرد ابن أربع او خمس سنوات من حضنه بقساوة فإن هذه ستصبح عقدة لديه وتجعل منه مجرماً متوحشاً؟. ومن السبب انها جملة اهان بها الأب الطفل معاذ الله أن تحقروا اطفالكم في عمر السنتين او الثلاث. لقد تحدثت كيف ان الرضيع يبكي منذ شهره الأول إذا صرختم في وجهه. فان ابن السنتين قد لا يبكي الا ان روحه تتأثر وتتعقد. فاذا طالبكم ابن ثلاث او أربع او سبع سنوات بالملاطفة ولم تلبوا طلبه بل ضربتموه فإن هذا الضرب خطير جداً وان كانت العياذ بالله أعصابك ضعيفة وأردت ان تعكس ذلك على الأطفال فاعلم ان طفلك سيصبح خطيراً.
والويل للطفل الذي يتعقد. وانتبهوا جيدا ان الطفل يتعقد سريعاً منذ طفولته ومراهقته - فلاطفوه منذ تولده وحتى حين ذهابه إلى المدرسة هناك رواية لا اعرف كيف هي من حيث السند. لكنها رواية عظيمة جداً عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) انه قال: (الولد سيد سبع سنين وغلام سبع سنين ووزير سبع سنين). اي انه عليكم اطاعة ولدكم حتى السبع سنين وان تلاطفوه. وتعطوه ما يطلبه من المحبة. ومن السابعة حتى الرابعة عشر فانه غلام وعليكم ان تشغلوه، اي عليكم ان تنتبهوا له وان تجعلوا منه انساناً فعالاً نشيطاً. وعندما يبلغ الشاب يصبح وزيركم اي انه يحتاج الى المحبة ايضاً لكن المحبة هي ان تشاوره في الأمور وان تحترم شخصيته وان تتكلم معه بالبرهان وبالاستدلال ولا يحق لك ان تتطاول عليه او ان تهينه. صبي كان ام بنت. ولا يمكنك التحدث اليه من دون استدلال ان كنت ترغب في اطاعته لك. عليك ان تتكلم بالاستدلال وبلطف وبالموعظة.
ما أريد ان أقوله ان ابنتكم وابنكم صغيرين كانا ام كبيرين يحتاجان إلى المحبة فعليكم كما تفكروا بطعامهم وجسمهم ان تفكروا بروحهم. عليكم ان تحبوهم ان تلاطفوهم وان تشبعوا روحهم بالمحبة. والا فسيتعقدون ويصبحون جناة وسيدخل هو من اجل فعله إلى جهنم وانت من اجل تدخلك في ذلك. حيث أنك سببت له العقد. حتى أني سأقول لكم هناك آية في القرآن لها معنى ظاهرياً ومعنى تأويلي وقد فسره الصادق (عليه السلام) تقول الآية الكريمة: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32]، المعنى الظاهري لهذه الآية انه لو قتلت شخصاً بغير حق فكأنك قد قتلت العالم كله. وان انقذت شخصا كطفل مثلا وقع في بركة ماء وانقذته او ان توصل جريح مثلا إلى المستشفى فان فعلك هذا كأنك انقذت الناس جميعاً.
هذا المعنى الظاهري للآية. اما عن تأويلها يقول الصادق (عليه السلام): (إذا حرفت شخصاً وأضللته فان اثمه كأنك قتلت الناس جميعاً وان هديت شخصاً واستطعت ان تربيه كأنك أنقذت الناس جميعاً). طبقاً لتفسير الامام الصادق (عليه السلام) فان بحثنا يحصل على اهمية كبيرة لأن هذه الآية الشريفة تقول: ايها الأب ان استطعت ان تربي ابناءك تربية صحيحة، أيتها الأم إذا تمكنتي من ان تربي ابناءك تربية صحيحة وقدمتم اطفالاً سالمين إلى المجتمع فكأنكم أحييتم الناس جميعاً. وتقول الآية الكريمة ايضاً: ايها الأب إذا انحرف الطفل من غضبك. أو تعقد وان لم تربِ ابنك ايتها الأم ولم تكترثي لذلك وأصبح فاسقاً منحرفاً فان إثر ذلك كأنكم قتلتم الناس جميعاً.
لذلك يجب ان لا نمر في هذا البحث مرور الكرام وإذا حذرتكم من تعقيد اطفالكم لا تكونوا لا مبالين. او تسمعون من اذن وتخرجوه من الأخرى. وهذا ليس ببحث خطابي لكي تتأثروا قليلاً وعندما تخرجون من المسجد كأنكم لم تسمعوا شيئاً. هذا بحث جدي.
بحثنا هو انه إذا أخبروك في وقت ما ان ابنك مع رفاق السوء. هذا معناه إذا تعقد ابنك فانه من الصعب ان ينجذب للمسجد. وان الجذب للجناة والمجرمين لذلك عليكم ان تهتموا ببحث اليوم.
لكن عليكم ان تلتفتوا ان الافراط في المحبة غلط ايضاً. ترون بعض الأحيان ان الأشخاص الذين يملكون صبياً واحداً بين أربع بنات مثلاً كيف ينشأ أبناً محباً لنفسه أنانياً وسيصبح هذا ايضاً انساناً انانياً حقيراً. عليكم ان تنتبهوا لهذا الأمر ايضاً. فكما ان قلة المحبة تعقد الطفل فان الافراط فيها يفسده.
هناك آية في القرآن الشريف تؤكد كثيرا: انه إذا افسدت طفلك بالمحبة فان له عذاب الدنيا والآخرة ولك ايضاً. يقول القرآن: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 188].
ان هذه الآية تقول لنا: إذا فسد الطفل وأصبح انانياً فانه كما يضغط عليك سيضغط على المجتمع عندما يكبر كما يضرب اخته اليوم وانت لا تقول شيئاً ولأنك لم تردعه عن ضربها سيضرب الناس غداً ويظن ان ذلك جيداً ويصبح ظالماً وهذا الولد لا يملك الاستقلال ويظل متعلقاً بوالديه وهو صغير. وعندما يكبر يبحث عن التعلق بآخرين نجد اليوم علماء واشخاصاً مهمين الا انهم مقلدين للغرب مغتربين بكل معنى الكلمة ومنشئ الدلع عند الطفل. وعندما يرد هذا الطفل الى المجتمع يكون لديه توقعات في غير محلها من الناس. ويطلب من الجميع ان يحترموه، طبعاً الناس لا يحترمونه لأنهم يحترمون من كانت لديه فضيلة. وهذا لا يملك شيئاً وكما يقول القرآن الكريم: {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران: 188]، وعندما لا يحترموه يتكدر مزاجه ويطرده المجتمع، ويصبح تعيسا لا يقدر على شيء حتى انه لا يخرج إلى السوق. نرى البعض يأتون الى السوق مخجولين وعندما ندقق في الجذور نجد انها تتعلق بطفولته. وكثير من اوامر ونواهي البعض. أعطني الماء؟ امسك الطفل وغيرها ناتجة عن الافراط في المحبة. وهو يأمر وينهى في المجتمع كما كان يأمر وينهي والديه. حينئذ يطرد من المجتمع. وحال هذا الشخص ان لم يكن أسوأ من حال المعقد فليس بأفضل منه.
عادة نرى ان هؤلاء الأشخاص المعجبين بأنفسهم خطيرين جداً وكثير منهم ما يصبحون مجرمين. يفشلون عادة في الحياة الزوجية. ولا يستطيعون الارتباط بالمجتمع. ولا يحلون شيئاً من عقده بل يسعى لحل الآخرين عقده. ويصبح انسانا انانيا بحت.
خلاصة البحث ان ابناءكم جميعاً الكبير والشاب والمراهق والطفل خاصة الطفل يجب الا تعقدوهم، أو تفسدوهم بالافراط في المحبة فيبتلوا بالعجب. واقول لكم ان الحد الوسط امر صعب جداً ولا تظنوا ان تربية الأطفال امر سهل بل صعب جداً بل واجب ومن اوجب الواجبات وضروري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ وسائل الشيعة، مجلد14، ص94.