x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

جانب من حقوق المرأة

المؤلف:  د. رضا باك نجاد

المصدر:  الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام

الجزء والصفحة:  ص190 ــ 192

2023-03-09

974

أين ومتى أقرت تعاليم الإسلام الحنيف للرجل حق استخدام القوة أو سلب المرأة حقوقها المستقلة، حتى يتصور الرجل أن من الخطأ إظهار الرغبة في إدخال السرور على قلب الزوجة أو أنه لا ينبغي للزوجة أن تتوقع مساعدة زوجها لها في البيت؟!.

إن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يبيّن في الحديث الشريف (من صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله بكل مرّة يصبر عليها من الثواب ما أعطى أيوب ـ عليه السلام ـ)(1)، مدى الأجر الذي يصيب الرجل من جراء صبره على سوء خلق زوجته، وكذلك أجر الزوجة الصابرة على سوء خلق زوجها من خلال الحديث الشريف: (من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها مثل ثواب آسية بنت مزاحم)(2).

ولكي تعرف ما يجب أن نكون عليه، قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): (رحم الله امرءاً علم من أين وفي أين وإلى أين) و (رحم اله امرءاً عرف قدر نفسه)(3).

أي أن المرء بين حالات أو أوقات ثلاثة؛ بين الماضي والحاضر والمستقبل، ومن أجل أن يكون الإنسان في كل ذلك على مستوى واحد وفي مسيرة حياتية متوسطة لا بد له من امتطاء الصراط المستقيم الموصل مباشرة إلى الجنة، وحينها لا من المستقبل يخاف ولا من الماضي على حزن، وحاله اليوم تبيّنه الآية الكريمة: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30].

ما أعظمه من اعجاز، ففي آية واحدة جرت الإشارة إلى آلية الأداء ومعالم الطريق والمقصد في آن واحد.

إن الإنسان إذا لهج لسانه وقلبه وكافة أعضائه وخلاياه بذكر الله تعالى ثم سار على الصراط المستقيم فقد جسد الثبات من جهة وحول القول إلى فعل على صعيد الواقع من جهة ثانية ومعنى هذا أنه عمل من أجل رفاه وسعادة المجتمع ومثل هذا النموذج لا يمكن أن يخاف من المستقبل ولا يحزن على الماضي لأن الملائكة ستتولى تدبير أموره: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [النازعات: 5]، مما يعني انتفاء معنى الخوف والحزن لديه.

لقد امتطى هؤلاء الصراط المستقيم الموصل للجنة: {وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ} [فصلت: 30]، والمردد لذكر الله تعالى يكون ككنز زخر بالجواهر وأحاط به الحراس فاحتفظ بقيمته وصار في مأمن من السراق، فإنه لن يحزن على ما اختزنه من جواهر - ذكر الله تعالى - فهي له ولن يخاف من فقدانها في المستقبل مما يعني تمتعه بحياة متوازنة متزنة. الطب يؤيد من جانبه هذا المطلب حيث يؤكد علم النفس بأن الإنسان المتزن في جوانبه الحياتية يكون ممن لم يتعرض للضغوط النفسية في السابق ولا يأبه بما قد يواجهه منها في المستقبل واللحظة التي هو فيها تمثل نقطة الالتقاء بين أنه (كان) و(صار)، متحررا من حالة الاضطراب والازدواجية مستقراً في حياة واحدة متسقة المنهج وسليمة مما يستوجب منه الشكر لله تعالى قولاً وعملاً.

{يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر: 27 - 28].

يعد الحديث الشريف: (ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذلك الأجر أعطاه الله ثواب الشاكرين)(4) والالتزام به من الموارد التي يكون الشروع فيها بذكر الله تعالى وتساميها ومعاظمها بالشكر له وختامها في جنات عدن.

إن الشكر يعني إطلاق البشرى بعدم الانتقام مما سبق وعدم الغوص في وحل المذلة مستقبلاً ... لقد أطرى الدين الإسلامي الحنيف على العلاقات الطيبة في العائلة إلى الحد الذي يشعر الإنسان معه بالغرور والبطولة.

إن حياة ومستقبل الأجيال مرتبط بما احتوته ملفات العلاقات العائلية، ولو عثر الزوج في دفتر مذكراته على جمل تفصح عن أفعاله القبيحة لشاهد بالتأكيد سطورا تحكي تعديه على حقوق الزوجة وتصرفاته السبعية وما سببه من آلام لجسدها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ميزان الحكمة: ج4، باب الزواج، ص288.

2ـ المصدر السابق.

3ـ نهج البلاغة.

4ـ وسائل الشيعة: ج20، باب استحباب خدمة المرأة زوجها في البيت، ص174.