x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
سني التبجّح والتفاخر
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة: ص132ــ 136
2023-03-05
1138
يبدأ التفاخر والتبجح عند الطفل منذ السنة الرابعة. لأن الطفل يبدأ بالإحساس بشخصيته في سن الثالثة ويشعر بأنه منفصلاً عن أمه. وبالتدريج يتعرف على الحياة وظروفها وممكن أن يتكلم بعض الشيء ولكن بدون أساس وبدون أصل. في هذه الأثناء يمتلك قدرة تخيلية قوية. وممكن أن يتخيل بعض الأمور ويعرضها بعنوان واقعي.
وعلى هذا الأساس يعتبر هذا السن سن الافتخار بالنفس وسن بروز الجرأة، فيقول أحيانا لأحد الأشخاص: أنا أكبر منك أو أفهم منك. أنا أقدر أن أعمل هكذا وهكذا، ويكرر هذه المقولات لمرات عديدة. وتبقى هذه الحالة في سن الخامسة لكنها تضعف قوتها وجديتها ولكن تبرز حالة أخرى وهي الاحتيال والخدعة.
الأطفال في سن السادسة يحاولون الاعتماد على أنفسهم وفي هذه السن لا يحاولون التكلم جزافا أو التفاخر. وإذا ما قالوا فانهم يقولون أحاديثاً غريبة، وبشكل عام بسبب وعيهم وإدراكهم للمقررات والضوابط الأخلاقية ومعرفتهم بالصفات السيئة فانهم لا يميلون إلى التفاخر والتبجح ويستفيدون منه بندرة.
التبجح في سن الثامنة يكون بالنسبة للأطفال أمراً عادياً ويصرون عليه لكي تكون منزلتهم ورتبتهم أعلى من الآخرين، يتحدثون عن قصص خيالية موضوعة. وأحياناً يفكرون في مدى تقبل الآخرين لكلامهم. ويستمر هذ الأمر الى سن الـ12.
أصناف هؤلاء
السؤال المطروح هنا هو: إلى أي صنف أو سنخ ينتمي هؤلاء؟ وللجواب على هذا السؤال هناك أجوبة متعددة ونظرات مختلفة في هذا المضمار: منها:
1ـ العائلة. فهؤلاء ينتمون إلى عوائل تتصف باللااُبالية فاقدة للمحبة والحنان. كثيرة الأبناء. فلا يهتمون بأبنائهم. شغلهم الشاغل الدنيا والسعي لإرضاء ميولهم وغرورهم، وأحياناً يكون الفرد في عائلته ضعيف وغير قادر على عرض ما يجول في خاطره.
بعضهم يعيش في عائلة. لكنه في محيط هذه العائلة يعيش وحيداً ويحس بالحقارة والوهن. وأحياناً يعيشون في طبقات مرفهة.
وعلى الوادين أن يكونوا بالمستوى من الوعي بحيث يفسحون لهؤلاء المجال ولا يدعوهم ينحدرون في وادي الادعاء والتفاخر.
2ـ المكانة الاجتماعية: في الواقع هؤلاء أفراد منبوذون. حيث يسعون إلى الحصول على مقبولية عند الآخرين فلا يستطيعون الحصول على مكانة بأعمالهم. فلا يستطيعون الحصول على من يشاطرهم ويشاركهم بما هم فيه ليصلوا إلى شيء من الغبطة والفرح.
في بعض الأحيان يكونون من ضعاف البدن. ومن هذا الباب يتصورون بأنهم لا مكانة لهم في العائلة. ومن أجل ستر عُقد الحقارة والضعف الذي يعانون منه فإنهم يلجأون إلى التبجّح والجزاف في القول.
3ـ من النواحي النفسية: يملكون خيالاً قوياً. وبدلاً من قول الواقع يميلون إلى الأساطير، ولكل أمر لديهم بحث وتفسير خاص بهم، وعلى هذا الأساس فانهم اساتذة في قول الكذب حيث يظنون أن الكمال في هذا السلوك. وان التطور في المهارة والقدرة على اختلاق الأكاذيب. الكثير منهم يتصفون بالغرور الشديد الذي يمثل الأرضية لبروز صفة التفاخر التي تدفعهم إلى الاغراق في التبجح إلى حد يصبح أمرهم واضحاً وجلياً فيفتضحون ولكنهم لا يقلعون عن تصرفهم هذا، فحب الظهور والاستعلاء حال بينهم وبين الهداية فأصبحوا من النادمين.
4ـ حب الذات: الدلائل تشير إلى أن هؤلاء يحبّون ذاتهم حباً شديداً بحيث إن كل المكتسبات الاجتماعية والتحصيلية والمادية والاقتصادية لا تستطيع أن تملأ عينهم وتطفي جذوة غرورهم.
فالطفل المتبجح يحب نفسه إلى حد الافراط ويرغب ان يكون وردا لكل حديقة، وحياته مملوءة بالفخر والعلو. فإذا ما مدحه أحد أمام أقرانه فانه يرى ذلك من حقه ويسعى إلى الحصول على الكثير وذلك ليلتذ أكثر وأكثر فيرضى عن نفسه. وذلك لأنه يحب نفسه. ويرغب أن يكون معروفاً ومشهوراً. لأنه إذا لم يفعل ذلك فسوف يصاب بالضجر والكآبة والحزن والمرض.
5ـ ومن حيث المجموع: فهؤلاء يمثلون صنفاً يحبّون ذاتهم وفي نفس الوقت فإنهم مكروهون. من المتخلفين وذوي الوجوه الغير محبوبة. يتصفون بالبلاهة والمكر والعصبية والعجلة، يسعون إلى الحصول على قيمة معينه، ويرغبون في تحقق وضعاً خاصاً يفوق التصور. وكل ما يقولونه ويتصورونه لا أصل ولا جود ولا حقيقة له.
في حالة الاستفادة من قدراتهم واستعداداتهم لا يحصلون على الموفقية التي يبتغونها، ولا يشعرون بالمكانة والقدرة التي تؤهلهم لذلك. وهذه الحالة تبدو كثيراً لدى البنات أكثر منها عند البنين. ولكن في سن البلوغ فإن البنين يفوقون البنات حيث يسعون عن هذا الطريق إلى كسب الكثير من الأقران.
معاناة هؤلاء
هؤلاء لا يحسون بقيمة لأنفسهم. فهم يسعون إلى نيل أهمية في نفوس الآخرين بواسطة كذبهم فيمدحهم البعض لدقائق أو ساعات. لا يحسون بالعطف والمحبة فيلجأون إلى التبجح والتفاخر ليحصلوا على الشهرة والمحبوبية لدى الآخرين.
يرغبون التسلط على الآخرين وبسط النفوذ عليهم بصورة كلامية أو بدنية. يحسون بالحاجة إلى أن يكونوا ذا أهمية بالغة فيحسب لهم الآخرون الحساب. ولأن ما يرغبون به لا يمكن تحقيقه بالطرق العادية والطبيعية فانهم يلجأون إلى جلب الأنظار إليهم بالاحتيال والمكر. فهم يحسون باللذة عندما يستطيعون إغفال الآخرين وجلب انتباههم إليهم.
يستفيدون من ذهنياتهم وأفكارهم لغرض الحصول على الشأن والمكانة العالية فيتظاهرون بأنهم ذا مكانة وقيمة مرموقة لكي ينالوا منزلة وشأناً لدى الآخرين. وهذه الأمور تتضاعف في حالة الفشل وعدم الموفقية بشكل ملحوظ.