x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الشخصية والابداع
المؤلف: د. محمد أيوب شحيمي
المصدر: مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة: ص307 ــ 309
2023-03-01
1275
هناك شبه اتفاق بين العلماء على أهمية السمات المزاجية في عملية القدرة على الإبداع، (لكن السمات المزاجية التي تنسب إلى المبدعين متناقضة، تتراوح بين الصحة النفسية من جهة والمرض النفسي من جهة أخرى، مما يجعلنا في أي موقف يفترض علينا أن نتبين نوع العلاقة بين القدرة على الابداع والسمات المزاجية المختلفة)(1).
والعمليات الإبداعية تتجاوز كل ما هو مألوف لتعطينا نتائجها أموراً كثيرة من خارج عالم الوعي. حتى إن الموهوب ذاته يشعر بالدهشة والاعجاب إزاء عمله، مما يجعله يؤمن أن هذا العمل هو موهبة جاءته من لدن قوى خارجية، وهو أكبر من جهده الشخصي العادي، وأن هذا العمل ميزة يمكن فقدانها، ويجب استغلالها قبل فوات الأوان. حتى إن بعض الموهوبين يحدثنا بأن الموهبة تنزل عليهم كالحلم أو كالبرق متمثلة في قصيدة أو اكتشاف، ثم تمضي وقد لا تعود. من أجل ذلك ينهض العبقري المبدع من فراشه ليلاً ويسارع الخطى ليدون ما أتت إليه به هذه الموهبة.
(وظل الشعراء منذ القديم يستلهمون شياطينهم ويعتقدون أنها مصادر إبداعهم خارجة عن ذواتهم)(2)، لكن الفضل يعود إلى الحركة الرومنطيقية التي قلبت هذا المفهوم حيث جعلت الإلهام نابعاً من داخل الفنان وليس من الخارج.
والسيكولوجيون يسلمون اليوم بوجود صلة بين الإنتاج الإبداعي والخبرات والعمليات العقلية السابقة، كما يفرقون بين عمليات التفكير عند الموهوبين من جهة، وبقية الناس من جهة أخرى.
وللأسف فإن دراسة التفكير الابداعي لا تحظى بكثير من الاهتمام، فنحن ننتظر بروز مبدع لندرس من خلاله الابداع، وربما يعود السبب في ذلك الاهمال إلى صعوبة إقامة محك عملي للإبداع. والابداع يرجع للبيئة أكثر مما يرجع للفرد، وإذا تساوت فرص البيئة أمام الأفراد، فإنه تظهر فروق عظيمة في العمل الإبداعي بين هؤلاء الأفراد.
وربما يكون من أسباب إهمال دراسة الإبداع، اعتماد الكثيرين من العلماء بارتباط الإبداع بالذكاء، أو حتى الخلط بين المفهومين. والحقيقة أن روائز الذكاء، وهي روائز مقننة، لا يستطيع المبدع من خلالها أن يظهر إبداعه، لأنه متحرر من التقنين، ومن القوالب الموضوعة سلفاً، وإن كانت هذه الروائز تكشف في الغالب عن بعض سمات المبدعين. وقد أشار (ثيرمان)، في عام 1954 إلى (أن الروائز المطبقة على الأطفال في سن السادسة وما فوق يمكنها أن تنبىء عن قدرة هؤلاء الأطفال على الإنجاز مدى ثلاثين عاماً، لكنه لا يمكنها التنبؤ باتجاه هذا الإنجاز)(3).
فالشخص الذي بقيت قدراته مفككة وغير مترابطة لا يتوقع أن يكون مبدعاً، (فالسر ليس في ما تملك، بل في كيفية التصرف في ما تملك).
وأبرز العاملين في مجال الدراسات الابداعية الساعية إلى الكشف عن سر الإبداع والمبدعين، (جيلفورد في كاليفورنيا، وكالفن تايلور، في جامعة بوتاه، ودونالد ماكينون، وفرانك بارون، وبوفالو، وبول تورانس في جامعة مينسوتا وغيرهم).
وأفضل طريقة نسديها للآباء والمدرسين ألا يعوّدوا الطفل على تلقي الحلول الجاهزة لكل ما يواجهه من المشكلات، بل يجب أن تترك له مهمة البحث والتنقيب عن هذه الحلول.
ويرى بارون (إن المبدعين أكثر اضطراباً من الناحية النفسية، إلا أن لديهم وسائل وحيلاً أكثر كفاية يواجهون بها هذه الاضطرابات)(4).
ولا شك بأن المبدعين يتمتعون بقوة (الأنا)، وهم أقدر من غيرهم على تحقيق المركز الاجتماعي وقبول الذات، والأداء المستقل، وأكثر مبادأة، ودافعية إلى النشاط العقلي.
وقد توصل العلماء إلى اكتشاف الترابط بين الحالة العامة للشخصية والتفوق في المجالات اللفظية، فقد تبين لجيلفورد ومعاونيه، (أن درجة الميل العصابي التي تتسم بالانقباض والتشاؤم ترتبط إرتباطاً سالباً بالطلاقة الفكرية وأن كلاً من الثقة بالنفس والحساسية الانفعالية أو سهولة استشارة المشاعر ترتبط ارتباطاً موجباً بالطلاقة الفكرية)(5).
ويلاحظ أن المبدعين، أثناء الاختبارات، يفضلون الأشكال المعقدة، لمقدرتهم على مواجهة التعقيد بطرق مختلفة، بينما لا تثير الأشكال البسيطة اهتمامهم كثيراً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ عبد الحليم محمود السيد، الإبداع والشخصية، ص 38.
2ـ المصدر السابق، ص42.
3ـ المصدر السابق، ص54.
4ـ المصدر السابق، ص263.
5ـ المصدر السابق، ص282.