1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

الشكوك وسوء الظن في الحياة الزوجية

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  الشباب وقضايا الزواج

الجزء والصفحة:  ص53 ــ 57

2023-03-01

1375

الزواج في حقيقته نوع من الاتصال والاتحاد بين عالمين مختلفين وحياتين لهما خصائص مختلفة. والزواج لا يعني إلقاء خصائص الزوجين، بل يعني التمتع بالحياة سوية والشعور بالاستقرار والطمأنينة في ظلال من الحياة المشتركة.

ولذا فإن مثل هكذا حياة ينبغي أن تنهض على أساس من الحب المتبادل والصفاء والتفاؤل وإلا فلا يمكن لها الاستمرار بسلام.

من المشاكل التي تعترض الحياة المشتركة هو التشاؤم وسوء الظن الذي يهدد السلام العائلي بالخطر؛ ذلك أنه ينسف في بدايته عرى التفاهم، وبالتالي يفجر الصراع.

صور من سوء الظن:

ينجم عن سوء الظن بروز حالة النزاع الزوجي في الأسرة من خلال بعض العلل والأسباب؛ فمرة يظهر سوء الظن في الجانب الاقتصادي، حيث يشعر أحد الطرفين بأن الآخر يخفي هذا الجانب دونه، فقد تظن المرأة - مثلا - بأن زوجها يتقاضى مرتباً أكثر بكثير مما يعلن عنه وأنه ربما يدخره أو يصرفه في موارد لا علم لها بها.

ومرة يظهر الشك في جانب اخر يرتبط بالعفة وطهارة الثوب، في حين ليس هناك سوى الشك فقط الذي ينجم عادة عن الغيرة.

ومرة يبرز سوء الظن عن الإحساس بالتآمر حيث يشكك أحد الطرفين ويظن بأن الآخر يتآمر عليه، وأنه قد يستهدف القضاء عليه وعندما نتعمق في داخلها لا نجد سوى الحب الذي يضيع خلف ركام من عدم التفاهم وعدم إبراز هذه العواطف المتبادلة والود المشترك.

الاثار المدمرة:

للتشاؤم في جميع صوره آثاره المدمرة في الحياة الزوجية، وقد يجرّ في بعض الأحيان إلى الطلاق وانهيار الاسرة أو قد يعصف بسمعة أحد الطرفين الذي يجد نفسه في موقف صعب لا يمكنه فيه من رد الاعتبار إلى كرامته المهدورة.

إن سوء الظن ينسف أول ما ينسف أساس الاتحاد بين الزوجين ويفقدهما القابلية على الاستمرار، إذ يتجلى ذلك من خلال الأحاديث الخاملة والتعبير عن الاحتقار ورؤية الحياة من خلال منظار مظلم وأنها مليئة بالآلام التي لا يمكن علاجها.

من الأخطار الاخرى التي قد تنجم عن سوء الظن هو زوال الإحساس بالعزة والكرامة مما يجعل حياة الزوجين في معرض خطر داهم، إذ أن الحياة الزوجية تتطلب من كلا الطرفين حماية الطرف الآخر، وحالة سوء الظن تعني زوال هذا الجانب وانكشاف الواقع إذا صح التعبير.

بواعث الشك:

من الضروري الإشارة إلى الأسباب والبواعث التي تكمن وراء الشكوك وإساءة الظن؛ وعلى أساس البحث - من خلال رسائل الشباب وبعض وجهات النظر - يمكن الإشارة إلى ما يلي:

1ـ التسيب:

قد يبدو الزوجان من خلال المعاشرة مع الآخرين في حالة من التحلل وعدم الالتزام، خاصة لدى حضورهما معاً في المحافل العامة وخاصة في أحاديثهما أو إطلاق الضحكات التي تجعلهم محلاً للانتقاد، وقد يبدو أنهما متساهلان في ذلك، ولكن التراكمات تتجمع في الأعماق مما يولد الحقد الذي يظهر في أول فرصة مناسبة.

2ـ الغيرة:

وهي أحد عوامل سوء الظن والشك، إذ أنها تضخم الرؤية لدى أحد الطرفين وتجعله يرى الأشياء في غير ما هي عليه مما تدفعه إلى تعنيف الطرف الآخر بشدة متهما إياه بالعمل على تدمير الحياة الزوجية.

3ـ الأنانية والمغامرة:

يعاني بعض الشباب من استمرار حالة الطفولة، ولذا فإنهم يتصرفون كما لو كانوا أولاداً طائشين، فبمجرد ما تصور لهم أوهامهم شيئاً تتأجج في أعماقهم روح المغامرة، ومن ثم يبدأ النزاع الذي يحاول البعض - ومع الأسف - تصعيده إنطلاقاً من لؤم وانحطاط في نفوسهم.

4ـ السرية في العمل:

قد يشعر الرجل أو المرأة بوجود أعمال في الخفاء، الأمر الذي يثير الشكوك لديهما. وعندما تتجذر حالة الشك في النفس تتحول إلى سوء ظن مزمن يفسر الامور على غير حقيقتها، وبالتالي يفجر حالة الصراع.

5ـ الأمراض:

المراد من الأمراض هنا الأمراض النفسية بصورها المتعددة، فهناك حالة الوسوسة التي قد يعاني منها الرجل أو المرأة فيجر حياتهما المشتركة إلى الشقاء، وهناك الضعف العصبي، أو بعض العقد القديمة التي تعود إلى أيام الطفولة، وكل ما يجعل الروح تعيش في حالة من الضيق بالآخرين والتشكيك بهم.

6ـ الحرمان:

قد ينشأ سوء الظن كنتيجة لحرمان تعرض له أحد الزوجين في فترة سابقة وتولد لديه إحساس بالمرارة، وهز جميع الثوابت في أعماقه، فإذا به يشكك في كل شيء وإذا به يحاسب زوجه حاباً عسيراً من أجل شيء تافه.

7ـ وضع القيود:

يحاول البعض وضع القيود في أيادي أزواجهم، بحيث يشلهم عن الحركة، بل وحتى التنفس في جو صحي، مما يدفع بالطرف المقابل إلى الشعور باستحالة استمرار الحياة الزوجية بهذه الوتيرة، ومن ثم التمرد ومحاولة التخلص من الوضع المهين والمذلّ.

وأخيرا وليس آخرا ينشأ سوء الظن بسبب تدخل بعض العوامل الخارجية من قبيل تحريض بعض الأعداء المتلبسين بثوب الصداقة، ومع الأسف فإن مجتمعنا يعج ببعض الأفراد الذين لا يمكنهم تحمل رؤية سعادة واستقرار الآخرين، فيحاولون توجيه ضرباتهم المسمومة للإطاحة بالأسر السعيدة. ولو كان هناك أقل يقظة من جانب الزوجين لما أمكن لهؤلاء المنحطين أن ينجحوا في تآمرهم الدنيء هذا.

وهناك أسباب اخرى تنشأ عن رتابة الحياة، التدخل في الشؤون الخاصة، المراقبة المستمرة، الإهمال، الإهانة، والتعنيف الدائم، وغير ذلك. 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي