1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الفضائل

الاخلاص والتوكل

الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة

الايمان واليقين والحب الالهي

التفكر والعلم والعمل

التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس

الحب والالفة والتاخي والمداراة

الحلم والرفق والعفو

الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن

الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل

الشجاعة و الغيرة

الشكر والصبر والفقر

الصدق

العفة والورع و التقوى

الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان

بر الوالدين وصلة الرحم

حسن الخلق و الكمال

السلام

العدل و المساواة

اداء الامانة

قضاء الحاجة

فضائل عامة

آداب

اداب النية وآثارها

آداب الصلاة

آداب الصوم و الزكاة و الصدقة

آداب الحج و العمرة و الزيارة

آداب العلم والعبادة

آداب الطعام والشراب

آداب الدعاء

اداب عامة

حقوق

الرذائل وعلاجاتها

الجهل و الذنوب والغفلة

الحسد والطمع والشره

البخل والحرص والخوف وطول الامل

الغيبة و النميمة والبهتان والسباب

الغضب و الحقد والعصبية والقسوة

العجب والتكبر والغرور

الكذب و الرياء واللسان

حب الدنيا والرئاسة والمال

العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين

سوء الخلق والظن

الظلم والبغي و الغدر

السخرية والمزاح والشماتة

رذائل عامة

علاج الرذائل

علاج البخل والحرص والغيبة والكذب

علاج التكبر والرياء وسوء الخلق

علاج العجب

علاج الغضب والحسد والشره

علاجات رذائل عامة

أخلاقيات عامة

أدعية وأذكار

صلوات و زيارات

قصص أخلاقية

قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)

قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم

قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)

قصص من حياة الصحابة والتابعين

قصص من حياة العلماء

قصص اخلاقية عامة

إضاءات أخلاقية

الاخلاق و الادعية : الرذائل وعلاجاتها : رذائل عامة :

مساوئ تحط من شخصية الإنسان.

المؤلف:  الشيخ علي حيدر المؤيّد.

المصدر:  الموعظة الحسنة

الجزء والصفحة:  ص 77 ـ 94.

2023-02-18

1204

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): "يا علي لا تمزح فيذهب بهاؤك، ولا تكذب فيذهب نورك، وإيّاك وخصلتين: الضجر والكسل، فإنّك إن ضجرت لم تصبر على حقّ وإن كسلت لم تؤدِّ حقّاً" (1).

الحديث الشريف يتناول بعض الأبعاد التي ينبغي تواجدها في شخصيّة الفرد المسلم لأجل بلوغ أهدافه السامية وسنأتي على بيان كلّ واحدة من الخصال المنهي عنها بعد مقدّمة.

المقدّمات الناجحة:

ممّا لا شكّ فيه أنّ كلّ عمل يتوقّف نجاحه أو فشله على مقدّماته فإذا كانت المقدّمات صحيحة وتامّة فالنتيجة النجاح. وإذا كانت المقدّمات فاشلة فالنتيجة هي كذلك، وحتّى عمل الجوارح في بدن الإنسان لها مقدّمات فكلّ عمل عضليّ أو حسيّ مسبوق بالإيعازات العضليّة أو الحسيّة، وهكذا في التكوينات أيضاً فإذا أردت أن تصنع كرسيّاً فلا بدّ لك من تهيئة مقدّماته

كالخشب وأدوات الصنع كالمطرقة والمسامير وما شابه حتّى تصل لإنجاز ما أردته وبدون ذلك لا يمكنك الوصول إلى غرضك أصلاً بل إن المناطقة في التكوينيات يقولون: «النتيجة تتبع أخس المقدّمات» وهذا يعني أنّ أضعف المقدّمات التي اعتمدت عليها تؤثّر على النتيجة وفي مثالنا السابق في صناعة الكرسيّ لو كانت مقدّماتك أغلبها تامّة والبعض الآخر ليس بتامّ فإنّ النتيجة تكون أيضاً ليست تامّة أو ضعيفة وإن كانت أغلب المقدّمات تامة.

وأمّا فى الاعتباريات فالنتيجة أيضاً تابعة للمقدّمات فالصلاة مثلاً لا تصحّ بدون طهارة فالطهارة مقدّمة لصحّة الصلاة والأعمال العباديّة الأخرى كالصيام والحج والزكاة، فإنّها أيضاً مسبوقة بالنيّة والإرادة وما شابه من المقدّمات العباديّة وغيرها، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

"مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم، ولا يقبل الله صلاة بغير طهور" (2).

وكذلك ذهابك إلى أيّ مكان فإنّه يتطلّب منك نية الذهاب والاستعداد والحركة حتّى تصل إلى ذلك المكان وخلاف ذلك لا يمكنك الذهاب إليه.

فتهيئة المقدمات شرط أساس للوصول إلى النتيجة والهدف كما أنّ الهدف يتوقّف نجاحه وفشله على نوعية المقدمات فإذا كانت المقدمات نبيلة وسليمة وضمن حدود الشرع والمعقول فإن الهدف ونتيجة عملك يقترنان بهذه الصفة أيضاً.

وإذا كانت الوسيلة أو المقدّمات بعكس ذلك فالهدف تابع لها وإن كان الهدف نبيلاً كمساعدة الفقراء أو بناء مؤسّسة علميّة أو خيريّة. فإذا سرق شخص مالاً أو ربحه من القمار لأجل مساعدة الفقراء فالهدف وإن كان نبيلاً ولكن مقدّماته ووسيلته سيئة ويرفضها الشرع والعقلاء. فتكون النتيجة أيضاً غير نبيلة وإن اصطبغت بصبغة خير وقد ورد في الحديث: "لا طاعةَ لأحدٍ في معصيةِ اللهِ إنّما الطاعةُ في المعروف" (3).

وجاء في المثل: «الغاية لا تبرر الوسيلة".

إذن كلّما كانت المقدّمات صالحة وشريفة فالغاية تكون تابعة لها أيضاً ولذا فإنّ النجاح سواء على مستوى الفرد أو الجماعة يتطلب تهيئة المقدّمات الصحيحة.

ولا شكّ أنّ كلّ فرد يريد بناء شخصيته وإعطاءها مكانة مرموقة في المجتمع يحتاج إلى تهيئة المستلزمات لذلك من مقدمات وأسباب.

ولذا يتوجّه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بوصيّته إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) بصيغة النهي عن خصال ومقدّمات تقود الإنسان المؤمن والمسؤول إلى نتائج وخيمة. وهذه الخصال التي نهى عنها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) هي:

1- المزاح.

2- الكذب.

3- الضجر.

4- الكسل.

وسنتناولها واحدة واحدة بالترتيب لنتعرّف إلى سبب النهي عنها ومجانبتها:

المزاح بين الذم والمدح:

إنّ المزاح من الظواهر المتفشية في أغلب المجتمعات سابقاً وحديثاً ويكون بإلقاء بعض الكلمات التي تؤدي إلى الضحك أو التبسم، أو بأداء فعل يقصد منه الضحك، وقيل: إنّه سمي مزاحاً لأنّه زاح عن الحق (4)، ومنه ما هو مذموم ومنه ما هو ممدوح.

أمّا المذموم منه فالذي خرج عن القواعد الشرعيّة وبلغ حدّ الإفراط والإكثار منه أي المزاح، مع كلّ أحد وبلا حدود وضوابط.

وينتج المزاح المذموم عادة إمّا عن خفّة في النفس فيكون من رذائل القوة الغضبيّة، أو ميل النفس وشهوتها إليه، أو تطييب خاطر بعض أهل الدنيا طمعاً في المال وما شابه فيكون من رذائل القوة الشهويّة.

وأمّا السبب في كون المزاح مذموماً فمنها ما جاء في الأخبار من النهي عنه لكونه يذهب بالعقل ويستدرجه إلى الهوى ويفقد الإنسان قيمته وبهاءه وبالتالي يفقد قيمته الاجتماعية.

ورد في الأخبار عن رسول الله (صلى الله عليه وآله):

«المزاح استدراج من الشيطان، واختلاج الهوى» (5).

وورد عن أمير المؤمنين:

«ما مزح امرؤ مزحة إلاً ومجّ معها من عقله مجّة» (6)

وفي بعض الأخبار جاء: خرج أعرابي بالليل، فإذا بجارية جميلة فراودها، فقالت: أما لك زاجر من عقلك إذا لم يكن لك واعظ من دينك، فقال: والله ما يرانا إلا الكواكب، فقالت له: يا هذا وأين مكوكبها؟ فأخجله كلامها، فقال لها:

إنّما كنت مازحاً، فقالت:

فإيّاك وإيّاك المزاحَ فإنّه يجري ***عليك الطفل والرجل النذلا

ويُذهب ماءَ الوجهِ بعد بهائه ***ويورث بعد العزّ صاحبه ذلا (7)

والمزاح الممدوح هو المزاح الذي لا يخرج عن الحدود الشرعية بشرائطه الخاصة من أنّه لا يتضمّن إيذاء للآخرين ولا كذباً ولا باطلاً ونحو ذلك من شرائط وهذا يوجب انبساط الخاطر وطيبة القلب والخلاص من العبوسة التي تعد من الصفات السيئة جداً وإدخال السرور في قلوب المؤمنين الذي هو من الأعمال الفاضلة.

يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): «إني لا أمزح ولا أقول إلا حقاً» (8).

وجاء في الخبر أنّ يحيى (عليه السلام) لقي عيسى (عليه السلام) وعيسى مبتسم، فقال يحيى: ما لي أراك لاهياً كأنك آمن؟!

فقال (عليه السلام): ما لي أراك عابساً كأنّك آيس؟ فقال: لا تبرح حتّى ينزل علينا الوحي، فأوحى الله إليهما:

أحبّكما إليّ الطلق البسّام، أحسنكما ظنّاً بي (9).

 

مزاح النبي (صلى الله عليه وآله):

وقد ورد في الأخبار قصص عديدة عن مزاح النبي ومنها:

1 - إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاءته امرأة فقالت: يا رسول الله احملني على بعير، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): احملوها على ابن بعير، فقالت ما أصنع به وما يحملني يا رسول الله؟ فقال رسول الله: هل يجيء بعير إلا من ابن بعير (10).

2 - أتت عجوز من الأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فسألته أن يدعو الله تعالى لها بالجنّة فقال: إنّ الجنّة لا تدخلها العجز فصاحت، فتبسم الرسول الأكر (صلى الله عليه وآله)، فقال: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} [الواقعة: 35، 36].

أي أنّ أهل الجنّة هم من الأبكار وهي حينذاك ليست بعجوز (11).

3- أتى رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال له:

احملني يا رسول الله على بعير، فقال: إنّا حاملوك إن شاء الله تعالى على ولد الناقة، فجعل يقول: يا رسول الله، وما أصنع بولد الناقة؟ وهل يستطيع أن يحملني! وهو يتبسم ويقول: لا أحملك إلا عليه، حتّى قال له أخيراً: وهل يلد الإبل إلا النوق (12).

هذه بعض القصص التي وردت في الأخبار عن مزاح الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وكلّها تدلّل على انبساط رسول الله وأريحته مع الناس ولطافته (صلى الله عليه وآله).

فلماذا إذن ينهى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في وصيّته لأمير المؤمنين (عليه السلام) عن المزاح بقوله: "لا تمزح فيذهب بهاؤك"؟

لا يريد الرسول المزاح الممدوح وإنّما المزاح المذموم، المزاح الكثير ومع كلّ أحد وبلا حدود وضوابط؛ لأنّه يُصبح مقدّمة لفقدان شخصيّة الفرد وبالتالي فقدان قيمته في المجتمع فكيف يمكن أن نتصوّر ذلك؟ إنّ المزاح الكثير مقدّمة لأمور سيّئة عديدة منها:

1- يسقط مهابة الفرد ووقاره في نظر المجتمع.

وجاء في الشعر المنسوب للإمام الرضا (عليه السلام):

مَن مازح الناس استخفوا به *** وكان مذموماً على مزحته (13).

2 - التباغض والضغينة لدى المتأذّين من هذا المزاح.

3- ربّما يجرّ المزاح إلى الهزل والاستهزاء بالآخرين وهذا منهيّ عنه بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].

 4- يبعث على تفكّك المجتمع لظهور العداوات واللهو واللعب.

5- يستدرج الإنسان إلى الفساد الخلقيّ كالكذب والغيبة، وإيذاء الآخرين وهذه فضلاً عن حرمتها الشرعيّة تعدّ من رذائل الأخلاق.

ولا شكّ أنّ كلّ فرد يبغي الكمال والحصول على نتيجة مرضيّة في حياته أمام الله تعالى وبناء مجتمعه بواسطة بناء شخصيته والمزاح الكثير المذموم لا يبني شخصيّة الفرد ولا المجتمع ولا يوصله إلى كماله ويزيله عن الحق. ومن الواضح أنّ الكمال لا يمكن أن يبلغ بمقدمات باطلة كما عبرنا عن ذلك في بداية البحث بأن الغاية لا تبرر الوسيلة.

فالمزاح المطلوب فيه حدّ الاعتدال مع عدم الكذب ولعلّ من هنا أعقب رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهيه عن المزاح بالنهيّ أيضاً عن الكذب فقال لعلي (عليه السلام): «لا تكذب فيذهب نورك».

موقف الإسلام من الكذب:

الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه سواء طابق الاعتقاد أم لا على قولي مشهور عند المناطقة والأدباء.

والكذب من أعظم المعاصي وأعظم أشكاله وأشنعها الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الأئمة (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).

وقد نهت الشريعة الإسلاميّة عن الكذب؛ لأنّه مصدر الآثام والشرور وداعية إلى الفضيحة والسقوط وتوعدت الكاذب بالعقاب الأليم.

قال تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ} [النحل: 62].

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3].

 وقال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الجاثية: 7].

وفي الأخبار جاء عن الإمام لباقر (عليه السلام): «كان علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) يقول لولده:

اتّقوا الكذب، الصغير منه والكبير في كلّ جدّ وهزل، فإنّ الرجل إذا كذب في الصغير اجترئ على الكبير، أما علمتم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما يزال العبد يصدق حتّى يكتبه الله صِدّيقاً وما يزال العبد يكذب حتّى يكتبه الله كَذّاباً» (14).

وقال الإمام الباقر (عليه السلام) أيضاً:

«إنّ الكذب هو خراب الإيمان» (15).

والآيات التي جاءت في ذمّ الكذب أكثر من 188 آية.

والروايات في ذلك عديدة وكلّها تثبت أنّ الكذب حرام من أصله.

صور من الكذب:

كما أنّ للكذب صوراً عديدة نهت عنها الشريعة الإسلاميّة منها شهادة الزور واليمين الكاذبة، يقول تعالى: {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30].

وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله):

«إيّاكم واليمين الفاجرة، فإنّها تدعّ الديار من أهلها بلاقع» (16).

ومن العادات السيّئة التي يلحقها بعض الفقهاء بالكذب خلف الوعد، قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم: 54] لأنّ الذي يخلف وعده يعني أنّه كذب على صاحبه بعهده. ومن الصور أيضاً تلفيق الأكاذيب الساخرة والرواية على الناس والسخريّة منهم، ولذا قال الإمام الصادق (عليهم السلام): «مَن روى على مؤمن رواية، يريد بها شينه، وهدم مروته ليسقط في أعين الناس، أخرجه الله تعالى من ولايته إلى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان» (17).

وآثار هذه الصور على شخصيّة الفرد والمجتمع وخيمة جداً؛ لأنّها تذهب بالحقّ وتجعل مكانه الباطل وهو ممّا يعيق الإنسان عن الوصول إلى هدفه هذا فضلاً عن أثرها الوضعيّ المذكور فيما تقدّم من الأدلة كالبلاء وولاية الشيطان والفقر وما شابه من النتائج الوخيمة ولذا جاء في وصية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): «لا تكذب فيذهب نورك».

الكذب يذهب بنور المؤمن:

ما علاقة الكذب بالنور؟

إنّ الكذب من الرذائل التي لا يقربها المؤمن أبداً وإذا كذب الإنسان فهو ليس بمؤمن أو كامل الإيمان فبينهم تباعد دائماً. عن عبد الله بن جراد أنّه سأل النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا نبيّ الله (صلى الله عليك) هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون ذلك، فقال: يا نبي الله (صلى الله عليك) هل يكذب المؤمن قال: لا، ثم أتبعها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال هذه الكلمة: إنّما يفتري الكذب على الله الذين لا يؤمنون (18).

وفي رواية عن الأصبغ بن نباتة قال: «قال علي (عليه السلام) لا يجد عبد حقيقة الإيمان حتّى يدع الكذب جدّه وهزله» (19).

فالمؤمن إذن بعيد عن الكذب ولو كذب فقد إيمانه ومن هنا نعرف أنّ قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ربط الكذب بالنور فأيّ نور هذا؟ لعلّه أراد أحد احتمالين:

الأول: إنّ للمؤمن نوراً وإشراقاً وضوء معنويّاً باطنيّاً وصفاءً قلبياًّ فإذا كذب فقد هذا النور والإشراق وعاش في ظلام القلب وفقد صفاءه الباطنيّ فلم يعد باطنه أو قلبه يبصر الطريق هذا من الناحية الشخصيّة.

الثاني: لعلّ المراد أنّ للمؤمن نوراً اجتماعيّاً وبه يستدلّ الأفراد على الحقّ وأتباعه فإذا كذب أضل الناس وفقد نوره الاجتماعيّ ولم يكن قدوة للمؤمنين

إذن الواضح أنّ النّاس تتبع مَن هو صادق وحسن وجميل الباطن والظاهر ولذا ورد في الأحاديث الشريفة أنّ الكذب يذهب ببهاء المؤمن والبهاء هو الحسن والجمال لأنّ الناظر إليه يأنس (20).

ومنها عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: «قال عيسى بن مريم صلوات الله عليه: مَن كثر كذبه ذهب بهاؤه» (21).

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «كثرة المزاح تذهب بماء الوجه، وكثرة الضحك تمحو الإيمان، وكثرة الكذب تذهب بالبهاء» (22).

ولذا فإنّ الكذب مقدّمة لذهاب شخصيّة الفرد والحصول على نتائج سلبيّة تعيق الإنسان عن الوصول إلى أهدافه وغاياته وقد قيل:

لا يكذب المرء إلاً من مهانته أو عادة السوء أو من قلة الورع فعلى الإنسان اجتنابه لأنّه محرّم شرعاً أولا، وثانياً يفقد الإنسان نوره الباطني وصفاءه أو نوره الاجتماعي ولا يعود يرغب إليه أحد لفقدان حسنه وجماله الظاهري والباطني.

مُسوّغات الكذب:

ولا يخفى أنّ هناك صور من الكذب أجازته الشريعة أو الفقهاء وذلك لضرورة منها:

الإصلاح بين الناس، أو مخادعة الأعداء في الحروب، وقد ورد في ذلك نصوص عديدة شرعيّة أجازت الكذب في هذه الموارد.

عن عيسى بن حسّان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «كلّ كذب مسؤول عنه صاحبه يوماً إلاً كذباً في ثلاثة: رجلٌ كائد في حربه فهو موضوع عنه، أو رجل أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى به هذا، يريد بذلك الإصلاح ما بينهما، أو رجل وعد أهله شيئاً وهو لا يريد أن يتمّ لهم» (23).

أو لمصلحة هامّة لا تتحقّق إلّا بالكذب كإنقاذ المسلم وتخليصه من القتل أو الأسر من يد الكفّار أو لإنقاذ المسلم من السلطة الظالمة أو صيانة عرض أو حفظ مال محترم، والجواز هنا من باب تعارض المصلحة بالمفسدة، مصلحة إنقاذ المسلم ومفسدة الكذب، وقد قدّمت الأدلة هنا باب المصلحة وفق القيود السالفة على المفسدة فجوّزت الكذب في هذه الموارد وإلّا فإنّه غير جائز إلاً بالعرض لمصلحة أهمّ منه.

الضجر يؤدّي إلى الفشل:

الضجر لغة: يُقال ضجر من الشيء ضجراً من باب تعب فهو ضجر: اغتمّ وقلق منه (24).

والضجر من الأمور التي توقف الإنسان في وسط العمل وتمنعه من الوصول إلى غايته وقد يترك العمل نهائياً أو لا يؤدّيه بالصورة المطلوبة لتكون النتيجة تامّة ومستحكمة لأنّ الغايات متوقّفة على مقدّماتها كما ذكرنا، ومن هنا كانت الأعمال الناجحة مقرونة بالصبر والنفس الطويل لأنّ الضجر يقتل الاستمراريّة إمّا ظاهراً بتوقّف العمل وإعلان الفشل أو باطناً وهو أداء الأعمال بتعب نفسيّ وتململ ممّا لا يساعد على أداء العمل بإتقان نتيجة لضيق الصدر أو الجزع أو الملل وهذه السمات من أكبر عوامل الفشل. ثم إنّ الجزع وهو من نتائج ضعف النفس وصغرها وإطلاق دواعي الهوى، يكون في الحقيقة إنكاراً لقضاء الله تعالى، وكرهاً لحكمه لذا قال الإمام الصادق (عليه السلام): «الصبر يظهر ما في بواطن العباد من النور والصفاء، والجزع يظهر ما في بواطنهم من الظلمة والوحشة» (25).

وضيق الصدر يلقي بالإنسان إلى أدون المراتب لتحكّم الغضب عليه وهو مفتاح الشر كما أنّه لا ينجح في أي عمل إنسانيّ أو اجتماعيّ.

 والحال أنّ العمل الدينيّ أو الدنيويّ يحتاج إلى صبر وسعة صدر لأداء الواجبات والحقوق الاجتماعيّة، فالصبر والاستمراريّة مطلوبان في كلّ عمل للوصول إلى الغاية وهما الأرضيّة الأشد تأثيراً على أداء الأعمال لذا يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153].

فبدأ بالصبر قبل الصلاة، ثم جعل نفسه مع الصابرين دون المصلين.

وعمل الأنبياء جميعهم في أداء رسالاتهم كان مقروناً بالصبر والاستمراريّة مع تحمّل الأذى الكبير فلم يجزعوا ولم يضق صدرهم. فوصلوا بذلك إلى نتيجة مرضيّة عند الله تعالى وعند البشر وكانوا مناراً وقدوة يُقتدى بهم،

وهكذا كان الأئمة المعصومون (عليهم السلام)، يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):

اصبر على مضض الأولاج في الروح *** وفي الروح إلى الطاعات في البكر

لا تضجرنَّ ولا يعجزك مطلبها *** فالنجح يتلف بين العجز والضجر

إنّي رأيت وفي الأيام تجربة *** للصبر عاقبة محمودة الأثر

وقلّ مَن جد في أمر يؤمّله *** واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

 

صاحب الجواهر وصاحب الحدائق:

وقد اتّسم علماؤنا الأعاظم بعدة مزايا وخصوصيّات تفوّقوا بها على غيرهم من أبرزها الجد والصبر وعدم الجزع فوصلوا إلى غاياتهم وأدوا ما عليهم بحق. أذكر منهم الشيخ محمد حسن النجفي (ره) الذي ألّف كتاب جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام وسُمّي بصاحب الجواهر، والشيخ يوسف بن أحمد البحرانيّ (ره) الذي ألف كتاب الحدائق الناظرة وسُمّي بصاحب الحدائق.

وقصة صاحب الجواهر كما ذكروا في أحواله أنه كان له ولد كبير يعوله فمات الولد في قصة طويلة وبرغم حزنه عليه كان يكتب الجواهر حتى قيل: إن النسخة المخطوطة بيد الشيخ كانت آثار الدموع عليها وهذا يعني أنه لم ينقطع عن الكتابة حتى في أحلك الظروف وأصعبها. فمع أنه فقد ولده أولاً بل وفقد مَن كان المعيل له ثانياً إلاً أنّه مع ذلك لم يجزع ولم يبدِ عليه فقدان الصبر بل صبر وتحمّل المصيبة واستمر في كتابته وهو يمشي خلف جنازة ولده ويحضر تجهيزه ودفنه.

أمّا الشيخ يوسف البحرانيّ فلم يجعل للظروف الصعبة والمخاطر آنذاك طريقاً للتغلّب عليه حيث خرج من بلاده هرباً من الخوارج الذين قتلوا وسلبوا ونهبوا بلاده وتوجّه إلى إيران ولكن الدهر أيضاً لم يمهله حتّى تعرّضت البلدة التي هو فيها إلى إغارة جيش طاغية شيراز - نعيم دان خان - سنة 1163 هـ وتعرّضت البلدة للقتل والسلب واضطر إلى الفرار بالبساتين وهناك أيضاً رغم ظروف الخوف والقلق ما ترك الكتابة وما تضجّر وجلس يكتب كتابه المشهور (الحدائق الناظرة) وقد ذكر في كتابه: إني أكتب هذه الأسطر وأنا لا أعلم بأنّي أبقى لحظات أخرى وأنا مهدّد بالقتل (26) .

وهذا هو ديدن العلماء الفطاحل الذين خلّدهم التاريخ من أمثال المحقّق الطوسي والعلاّمة الحلّي وفخر المحقّقين والمجدّد الشيرازيّ وغيرهم (رحمة الله عليهم) بنوا غاياتهم على أسس سليمة ومقدّمات ناجحة فكان أداءهم للحقّ مع الصبر ونشر المذهب الحق وحصيلة كبيرة من المؤلّفات والنور الاجتماعي والبهاء.

يقول الشاعر:

إذا كنت تهوى القوم فاسلك طريقهم *** فما وصلوا إلا بقطع العلائق

 وما حُمِلَ الهندي (27) وهو حديدة ***على الكتف إلاً بعد دق المطارق

الكسل يؤخّر المجتمع:

والكسل أيضاً من الصفات التي تقود الإنسان إلى الفشل في بناء شخصيّته ثم تقود إلى تأخّر المجتمع وابتعاده عن ركب الأمم المتقدّمة وذلك لأنّ الأهداف لا تنال إلاً بالجدّ والسعي والعمل بنشاط دائم ولذلك نرى الأمم المتقدمة وصلت إلى مبتغاها في التقدّم والحضارة ولم يأتِ ذلك من التواني أو عبطاً وإنّما ابتني على الجدّ والنشاط وهذه سنّة أقرّها الله سبحانه وتعالى بقوله: {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: 20]. فمَن سعى وجدَّ نال مراده وإن كان كافراً.

 يُذكَر أنّ المانيا الغربية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وفشلها وتدميرها سعى أبناؤها إلى إعادة ما دمّرته الحرب خلال مدة قصيرة إذ كان العامل الذي يفرض عليه ثماني ساعات من العمل يوميّاً يعمل اثنتي عشرة ساعة فيضيف أربع ساعات تبرّعاً منه لإعمار البلاد حتّى تمّ إعمارها وبناؤها.

تجربة اليابان:

ومن الأمثلة الواضحة والماثلة للعيان هي تجربة اليابان ومنافستها في الوقت الحاضر لأغلب الدول الأوروبيّة وأمريكا من الناحية الاقتصاديّة والتكنولوجيّة والعمرانيّة وما شابه لا بل تفوّقها عليها بعد أن تعرّضت اليابان لقنبلتين ذرّيتين من أمريكا قتلت وجرحت وشوهت العديد من أبنائها كالقنبلة الذرية التي رماها الأمريكيون على مدينة هيروشيما اليابانية في 6 آب 1945 م وخلّفت وراءها حوالي (80,000) قتيل و (75,000) جريح. والقنبلة الثانية رماها الأمريكيّون على مدينة ناكا زاكي اليابانية في 9 آب 1945 وخلّفت وراءها حوالي (40,000) قتيل. فمع أنّ اليابان خرجت من الحرب العالمية الثانية بخسائر بشريّة وماديّة لكنّها لم تتوقّف وبفضل نشاط أبنائها وهمّتهم استعادت عمرانها واكتسحت العالم لتقفز إلى الواجهة وصارت مضرباً للأمثال في الجدّ والعمل وتصل نسبة المتعلمين فيها إلى 99! ومن هنا يدعو الإسلام إلى الهمّة والنشاط في العمل.

قال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «مَن رقى درجات الهمم عظّمته الأمم» (28).

ولكنّنا نرى أنّ أغلب المسلمين اليوم كسالى فلذا قد تأخّروا عن ركب التقدّم لأنّ الكسل يجعل الإنسان ملولاً مرهقاً يخلد إلى الراحة دائماً. ومن الواضح أنّ الخلود إلى الراحة فضلاً عن تأخيره للإنسان فإنّه يقوده في بعض الأحيان إلى ارتكاب المحرّمات أو نكران الحقوق أو الهروب من الأدوار الشخصيّة والاجتماعيّة، فمثلاً إذا كان المطلوب من الإنسان طلب العلم فهو لا يطلبه أو خدمة المجتمع أو الأبوين أو أداء حقّ الزوجة والأولاد أو صلة الأرحام فهو لا يقوم بذلك كسلاً. وقد ذمّت الأحاديث الشريفة هذه الصفة الرديئة.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إيّاكم والكسل، فإنّه مَن كسل لم يؤدِّ حقّ الله (عزّ وجلّ)» (29).

وقوله (عليه السلام) أيضاً: «مَن دام كسله خاب أمله» (30).

وقوله (عليه السلام): "آفة النجح الكسل" (31).

فعلى الإنسان الذي يريد بلوغ هدفه وغايته سواء كان لبناء نفسه أو بناء مجتمعه أو الغاية الكبرى وهو الفوز بالآخرة أن يجعل سيره في عمله بنشاط دون كسل وتوان وإلا فإن الكسل مقدمة للفشل وليس للنجاح.

الخلاصة:

إنّ المزاح الكثير والكذب والضجر والكسل من الصفات الرديئة التي تحط من شخصيّة الإنسان وتسمه برذائل الأخلاق التي تعود نتائجها عليه بالتأخّر والفشل.

فعلى الإنسان المؤمن أن يبتعد عن هذه الصفات في طريق بناء شخصيّته وخدمة مجتمعه ليكون له نور يمشي به في الناس فيعيش السعادة ويقود الآخرين نحو السعادة.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كلمة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): ص 153.

(2) البحار: ج77، ص 236، باب 29، ح9، ط ـ بيروت.

(3) نهج الفصاحة: ح2502، ص 523.

(4) تنبيه الخواطر: ج1، ص 120، باب المزاح، ط 2.

(5) المستطرف في كلّ فنٍ مستظرف: ج2، ص 503.

(6) نهج البلاغة: حكمة 450.

(7) المستطرف في كلّ فنٍ مستظرف: ج2، ص 503.

(8) البحار: ج16، ص 298، باب 10، ح2.

(9) شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج6، ص 232، ط 2

(10) سبيل الهدى والرشاد.

(11) راجع في ذلك البحار: ج16، ص 294، باب ذكر مزاح الرسول الأعظم عن كتاب المناقب.

(12) حلية الأبرار: ج1، ص 321، ط ـ إيران.

(13) جواهر الأدب: ج2، ص 432.

(14) أصول الكافي: ج2، ص 338، باب الكذب، ح2.

(15) أصول الكافي: ج2، ص 339، باب الكذب، ح4.

(16) البحار: ج101، ص 209، باب 125، ح17.

(17) أصول الكافي: ج2، ص 358، باب الرواية على المؤمن، ح1.

(18) تنبيه الخواطر: ج1، ص 122، باب الكذب، ط 2.

(19) البحار: ج69، ص 262، باب 114، ح41، ط ـ بيروت.

(20) راجع معجم مقاييس اللغة: ج1، ص 307، باب الباء والهاء.

(21) البحار: ج69، ص 250، باب 114، ح16.

(22) المصدر نفسه: ص 259، ح22.

(23) أصول الكافي: ج2، ص 342، باب الكذب، ح18.

(24) مجمع البحرين: ج3، ص 371، باب ما أوّله الضاد.

(25) البحار: ج71، ح44.

(26) راجع في ذلك كتاب: أصحاب الإجماع، ص 219 (بتصرّف).

(27) الهنديّ: اسم من أسماء السيف.

(28) تصنيف غرر الحكم: ص 448، ط 1.

(29) البحار: ج70، ص 159، باب 127، ح4.

(30) تصنيف غرر الحكم: ص 463، ط 1.

(31) تصنيف غرر الحكم: ص 463، ط 1.

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي