x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الانسجام في الحياة الزوجية
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة: ص211 ــ 216
31-1-2023
1120
يحقق الزواج - إذا ما بني على أسس صحيحة - أهدافا متعددة منها: أنه تنفيذ للسنة الإلهية، والشعور بالاستقرار أو السكن على حد تعبير القرآن، وتحقيق حالة من التكامل البدني والروحي، والوصول إلى نبع السعادة.
وتحقيق مثل هذه الأهداف لا يتم عن طريق الثورة أو استخدام القوة والعنف، وإنما من خلال التفاهم والمحبة وحسن النوايا.
إن تشكيل الأسرة يعني بناء مجتمع صغير، وبالتالي ينبغي الأخذ بنظر الإعتبار (الصالح العام) لهذا المجتمع؛ ومن الخطأ الفادح التصور بأن الزواج هو مجرد إشباع للغريزة الزوجية.
وما أكثر أولئك الذين يمكنهم تحقيق سعادتهم، غير أنهم يجهلون الوسائل اللازمة لذلك، وما أكثر الذين يعيشون حالة من السعادة ولكنهم في غفلة عنها.
إن الزواج لا يعني إلغاء الفوارق والاختلافات في المشارب بين الرجل والمرأة، بل يتطلب منهما السعي لخلق أرضية مشتركة بينهما يمكنهما من خلالها بناء أسرة سعيدة وعش هادئ يغمر أطفالهما بالدفء والحنان.
خطوات نحو الانسجام:
انسجام الفكر والرؤية المشتركة للحياة هما الأرضية الصلبة التي يمكن أن ينهض فوقها البناء العائلي، وهما المناخ الصحي الذي يمكن للأسرة أن تتنفس فيه وتعيش. وهذه المسألة لا تولد أو تنشأ اعتباطاً بل إن هناك خطوات لازمة ينبغي اتباعها لتحقيق حالة الانسجام بين الزوجين يمكن الإشارة إلى بعضها:
1ـ السعي لاكتشاف الاخر:
لا شك أن اختلاف البيئة والظروف التي نشأ فيها الزوجان له أثره الكبير في خلق أذواق مختلفة وسلوك ومواقف متفاوتة، ولذا فإن على الزوجين تفهم هذه الحالة والسعي إلى معرفة وإدراك الطرف الآخر الذي يشاركه حياته ومن ثم التقدم خطوة إلى الأمام من خلال تقديم التنازلات للوصول إلى حالة من التفاهم المشترك.
2ـ العاطفة:
الرجل والمرأة شريكا حياة ورفيقا سفر طويل، يتقاسمان السراء والضراء، يحزنان معاً ويفرحان معاً، ويتطلعان إلى أفق واحد، ومن خلال هذا التعايش يولد الحب وتنفجر ينابيع العاطفة، أن كل شيء لا ينشأ عبثاً، بل ينبغي السعي إلى تثبيت وتعزيز أواصر المحبة. الرجل يحتاج حب المرأة، والمرأة تحتاج إلى عطف الرجل وحنانه.
ولقد أثبتت التجارب أن الأسر السعيدة تلك التي يسودها الحب والحنان والعطف؛ ذلك أن العاطفة نهر متدفق بالحياة يغسل كل الهموم ويجرف في طريقه جميع الشوائب.
3ـ الاحترام المتبادل:
الحياة الزوجية حياة طبيعية بعيدة عن حالة المراسم والتقاليد. إنها حياة صميمية يتصرف فيها الزوجان عفوياً وعلى البداهة ومع كل هذا فإن الاحترام مطلوب من الزوجين تجاه بعضهما البعض؛ ذلك أنه يحفظ كرامة الزوجين ويرفع من شأنهما.
وفي هذا المضمار على الزوجين البحث عن النقاط الإيجابية في بعضهما لتكون ركيزة للإحترام المتبادل بينهما.
4ـ قيمة العمل:
من وجهة نظر إسلامية يعتبر العمل محترماً مهما كان نوعه، فالعمل شرف الإنسان، بل إنه يرتفع إلى مستوى الجهاد إذا حاز مرضاة الله سبحانه.
والمهم في العمل ليس نوعه ومستواه بل أداؤه كواجب إنساني وإلهي. المرأة في بيتها تدير شؤونه في سبيل مرضاة الله، والرجل يكون خارج المنزل من أجل توفير عيش كريم لأسرته، هو الآخر، في سبيل مرضاة الله.
المرأة تحول - من خلال عملها الدؤوب - المنزل إلى جنة وارفة الظلال يجد فيها الرجل مكاناً لاستراحته من عناء يوم حافل بالعمل من أجل توفير لقمة العيش له ولزوجته وأبنائه؛ ومن هنا نجد تكاملاً في العمل يدفع الطرفين إلى احترام بعضهما البعض وتقدير كل منهما لجهود الآخر.
5ـ السعي لاسترضاء الاخر:
في الحياة الأسرية، بل وفي الحياة الاجتماعية بشكل أوسع وأعم، إذا ما سعى المرء إلى ترجيح الآخرين وتقديمهم على نفسه، لما واجهته أية مشكلة في الطريق. لذا نوصي الزوجين أن يحاول كل منهما استرضاء الآخر في تقديمه على نفسه وإيثاره على ذاته. وهناك العديد من الأحاديث والروايات التي تؤكد - خاصة على المرأة - في إرضاء زوجها، من أجل توثيق عرى المحبة بينهما؛ ذلك أن الرجل عندما يرى امرأته تتفانى في إرضائه، فإنه لابد وأن يفعل ما يدخل السرور والرضا في قلبها كمحاولة في عرفان الجميل في أقل الاحتمالات.
6ـ السعي لحل المشاكل المشتركة:
الزواج يعني نوعاً من الشراكة.. الشراكة في كل شيء. شراكة تقوم على الاشتراك في الأهداف.. الاشتراك في المواقف، والتعاون والتضامن في حل المشاكل التي تعترض أحدهما باعتبارها هماً مشتركاً يستلزم موقفاً وموحداً يحاول الرجل أن يجهد نفسه في العمل من أجل توفير الغذاء والكساء لزوجته، وتحاول الزوجة - ومن خلال التدبير والتوفير - تسيير شؤون منزلها وفق ما هو موجود من ميزانية، وبذلك تكون قد تضامنت مع زوجها في حل المشكلة.
7ـ القناعات المتبادلة:
من علامات الانسجام والحب بين الزوجين ورغبتهم الأكيدة في استمرار حياتهما المشتركة، هو قناعتهما المتبادلة بما وفرته لهما الحياة من وسائل العيش.
8ـ التسامح:
من غير المنطقي أن نتوقع سلوكاً مثالياً من أزواجنا؛ ذلك أن الإنسان بطبعه يخطئ ويصيب، وقد ينسى فيكرر خطأه، وقد يرتكب الخطأ عن جهل ويكرره دون أن يدرك ذلك. وإذا أردنا أن نعاقب أو نحاسب أو ننتقم عن كل خطأ يصدر فإننا سوف نأتي على البناء من القواعد فينهد السقف.
إن الوقوع في الخطأ أمر طبيعي يستلزم التسديد والترشيد والتوجيه والهداية لا القمع والتقريع، خاصة إذا لم يتخذ الأمر شكلا مخالفاً لتعاليم الدين.
إن المرء لا يعدم الأساليب المناسبة في تصحيح الأخطاء والانحرافات، وأفضل الطرق في هذا المضمار هو النصح الهادئ وإشعار الطرف المقابل بأن ذلك يصب في مصلحته ومصلحة الأسرة بشكل عام.
إن أسلوب العنف والإهانة يولد آثاراً معاكسة لما هو مطلوب، وقد يدفع بالطرف المقابل إلى العناد والإصرار مما يترك نتائج سلبية على تربية الطفل.
9ـ الصراحة:
إن الصراحة والصدق والشجاعة هي مفاتيح السعادة في الحياة الزوجية التي لا يمكن تجنب الأخطاء خلالها. فإذا صدر عنك خطأ ما، فما عليك إلا المبادرة إلى الاعتذار، والاعتراف بشجاعة، والوعد بعدم تكرار ذلك في المستقبل؛ وهذا الموقف لا يعني حطاً من منزلتك بل إنه يدفع بالطرف المقابل إلى احترامك وحبك.
10ـ التضامن:
من أجمل صور الحياة الزوجية ذلك التضامن الذي نراه بين الرجل والمرأة في مواجهة الشدائد بروح عالية من الصبر والمقاومة.
عندما تقف المرأة إلى جوار زوجها فإنه يشعر بالقوة والثقة تملآن نفسه، وعندما ترى المرأة زوجها بقربها فإنها تشعر بالأمن والطمأنينة تغمران روحها. وهذا الجانب في الواقع يمثل جوهر الزواج والتكامل الروحي.
11ـ الإنصاف:
وأخيراً، فإن إنصاف الطرف المقابل حتى في أحلك الظروف عصبية، يساعد على إرساء قاعدة صلبة للانسجام، فقد يمتلك أحد الزوجين القدرة على إلحاق أكبر الأضرار بصاحبه، إلا أن الإنصاف يمنعه عن ذلك؛ وهذا ما يعزز روح التفاهم بينهما.
وقد يتوقع أحد الزوجين بأن له الحق في مسألة معينة، ولكنه وبعد أن يتمعن جيدا لا يرى له مثل ذلك الحق، وعندها يتراجع بدافع الإنصاف، فيقضي بذلك على روح النزاع والخلاف، ويسود جو من التفاهم والانسجام.