x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
عبثية الأطفال بالأغراض والمقتنيات المنزلية
المؤلف: د. محمد أيوب شحيمي
المصدر: مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة: ص149 ــ 151
26-1-2023
1324
خلال السنة الثانية من العمر، وفي مراحل المشي الأولى التي تعقب مرحلة الحبو، تنشط عند الطفل فضولية الاكتشاف وحب المعرفة، والتفاعل مع الأشياء المحيطة به، إلى حد بعيد فحبه للاستطلاع يجعله يتناول كل ما وصلت إليه يده، فيعبث بترتيب الأواني، ويكسر بعضها أو يتلفه، مع شعور شديد بالغبطة في المراحل الأولى، لكونه يرى حدثاً جديداً فكم من الأطفال يُسرون وهم يرون قطعة (بلاستيك)، آنية، أو صحن، تذوب على النار، أو صحناً زجاجياً ينقسم إلى عدة أقسام بعد أن ينكسر، ثم يعيدون الكرة لمزيد من الاكتشاف. أما في المراحل الطفولية اللاحقة، فيعقب هذه العبثية شعور بالندم ممزوجاً بالخوف من العقاب.
ذلك يسبب للأمهات - بطبيعة الحال - انفعالاً غضبياً شديداً، ولا سيما إذا كانت الأغراض المتلفة ثمينة، وذات قيمة كبيرة، فهن إما أن يسارعن إلى ضرب الطفل وتأديبه، حتى لا يكرر هذه الفعلة ثانية، أو تهرع الأم لانتزاع الأشياء من يده بسرعة قبل حدوث التلف، ولا تعلم مثل هذه الأم، (أن انتزاع الشيء من يده بسرعة يزيد من رغبة الطفل في الوصول إلى هدفه)(1)، والأكثر من ذلك أن هذا الطفل يجعل همه الأول التغلب على الأم وانتزاع الغرض قبل وصولها إليه. فيشعر بحلاوة الانتصار عليها، وغالباً ما ينفذ حكم التلف أو الكسر بسرعة قبل وصول أمه إليه.
والعلاج في مثل هذه الحالة، إبعاد الأشياء الثمينة عن متناول يده، أو إبعاده عن أماكن وجودها، ثم إذا صادف وأخذ شيئاً منها فليترك له ليلهو به قليلاً ثم يطلب إليه برفق أن يعيده إلى مكانه. وهذا الأسلوب من شأنه أن ينتزع الذرائع التي يقوم بها الطفل لتحطيم وإتلاف المقتنيات، ولا بد في بادئ الأمر من التضحية ببعض الخسائر المادية، فتربية الطفل بطريقة سليمة، وتنمية شخصيته السوية، أهم بكثير من جميع المقتنيات وأثمانها.
يحدث أحياناً أن يحطم الطفل لعبته، فتسارع الأم مستنكرة مهددة، وهي على درجة من الانفعال بسبب ما ارتكبه الطفل، فتلومه وتوبخه أو تضربه، بينما تذهب أم أخرى، تحت تأثير بكاء الطفل بعد فقد لعبته التي حطمها بنفسه لتستبدلها بغيرها وتصرف الأم في كلتا الحالتين، تصرف خاطئ، فالطفل الذي حطم لعبته يجب أن يدفع بنفسه ثمن الخطأ، فليترك وشأنه وليؤجل وإلى حد بعيد أمر شراء لعبة جديدة، ليكون ذلك درساً مفيدا له.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. مصطفى الديواني، حياة الطفل، ص134.