1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الطفولة :

أسباب وعوامل العجب

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال

الجزء والصفحة:  ص227 ــ 232

18-1-2023

1058

للعجب والغرور عند الاطفال عوامل وعلل متعددة. نذكر فيما يلي أهمها:

1ـ العوامل النفسية: إلى سنة 1943، يعتقد علماء النفس بان هذه الحالة ناتجة من ضعف نفسي يظهر لدى الاطفال أو عامل نفسي بطيء أو تخلف ذهني خفيف، لكن البحوث المعاصرة اثبتت خلاف ذلك حيث نرى هذه الحالة لدى افراد يتمتعون باستعدادات ذهنية جيدة نسبياً، وحتى أحياناً لديهم تقدماً في بعض المجالات.

- أحياناً يكون هذا الأمر بسبب الشعور بالقوة أو تخيل وفرض انه ذو قدرة عالية.

- وأحياناً يكون بسبب مرض نفسي معروف (بارانوئيد). حيث ان المصاب بهذا المرض يشعر بالغرور الطبيعي وحب الذات والاحساس بعدم الأمن بصورة كبيرة وكذلك لديهم منطق غلط وخاص بهم.

- احتمال أن يكون هؤلاء من الأشخاص الغير موزونين، لأنهم لا يشعرون بالحاجة ويتصورون بأنهم هم الأفضل والأعظم ويرغبون في التظاهر بشكل أفضل مما هم فيه ويتفاخرون على الآخرين.

- ضعف معلوماتهم وإراداتهم جعلهم يقبلون العفو ويتأثرون بالقاءات وايحاءات الآخرين.

- عقدهم النفسية أوصلتهم إلى وضع يتصورون أنفسهم من ذوي الاهمية القصوى.

2ـ العوامل التربوية: في الكثير من الأحيان فان للعجب جذوراً تربوية، وكما يلي:

- تنزيه الوالدين للطفل من العيوب واعتباره مهماً أكثر من الحد المطلوب والثناء عليه وتدليله يعتبر من العوامل التربوية المؤثرة في هذا المجال.

- تملّق وثناء الآخرين أوصله إلى هذا الحد بحيث ابتلى بهذه الصفة. وعلى القاعدة فان افراداً من هذا القبيل عندما يسمعون مدحاً وثناءاً عليهم فانهم لا يصدقون ابتداءاً ولكن بالتدريج تظهر عليهم علامات التسليم والقبول وبعدها يحسبون لكلام الآخرين الحساب. فمثلاً يقولون له انت ذو ذكاء خارق او انك لا تعرف قدر نفسك أو انّك من الصنف الفلاني أو كان أبوك هكذا و...

- الاهتمام الزائد بالطفل وتركيز الخدمات والاهتمام الفائق للعادة به يؤدي إلى بروز هذه الحالة. فعندما يكون الوالدين إلى اقصى حد في طاعة ابنائهم فانهم يصلون بصورة غير ارادية إلى نتيجة مفادها سلطة الآباء عليهم اصبحت باطلة فيلتبس عليهم الامر.

- الاشادة بأعمال الطفل أمر جيد. ولكن الافراط ممكن أن يجره إلى الغلو بشخصيته.

- الاصرار على ان الطفل تعلم كل مبادئ الآداب. بإمكانه أن يجر الطفل إلى السقوط أحياناً.

- أحيانا يسعى الطفل إلى أن يطبق مبادئ الآداب، ويوفق في هذا المجال حسب نظر الآخرين فيكون معجباً ومفتخراً بنفسه.

وأخيراً فان سلوك الوالدين والمربين أحياناً يكون غير مناسباً لأنهم لا يقدرون قابلية طفلهم، فيخاطبون طفلهم وهم يتصوّرون كمالات وهمية يتمتع بها الطفل، وعلى هذا الاساس يواصلون عملهم. فالأطفال في ظروف واوضاع لا يملكون القابلية على تقييم كل ما يسمعونه، فأحياناً يشتبه عليهم الأمر فيكون حكمهم خاطئاً.

3ـ العوامل العاطفية. ان المحبة حق من حقوق الطفل وعلى الأبوين أن يبذلوا قصارى جهدهم في هذا المجال، ولكن هنا بالإمكان بروز خطأين: الأول: النقص في المحبة والثاني: الافراط في المحبة.

- فالمحبّة الزائدة عن الحد من قبل الوالدين والمرين لطفلهم. أحيانا تكون خارجة عن الحد بحيث لا يستطيع الطفل هضم ذلك وهذا الأمر يكون بمثابة الأرضية لتسلط الطفل على والديه ويصبح كثير التوقع والانتظار. وأخيراً يصل الأمر إلى مرحلة العجب والغرور. فالمحبة الزائدة عن الحد تكون سبباً في بروز هذه العادة بعدها يتحول الطفل إلى انسان معقد، حيث يمثل هذا أحد عوامل العجب.

- أما المحبة القليلة والنقص في المحبة يوجب بروز هذه الصفة ولكن في هذه الحالة فإن الخلل يبرز عند الطفل أسرع من الحالة الأولى بقليل. وقد جلب هذا الأمر انتباه علماء النفس. فهم يذهبون إلى أن العجب والغرور ينشأ أحياناً من عقدة الحقارة والذي يمثل مصدراً للمخاطر الكبيرة للإنسان.

- الدقّة والحماسية تكون في موارد عديدة بمثابة علاقة بين العلة والمعلول والعكس صحيح.

- المحبّة الغير مبرمجة والغير محسوبة من قبل الآخرين في زمن الطفولة وايجاد السرور المفرط لدى الطفل والتملق الغير محسوب يؤثر تأثيراً بليغاً في هذا المجال. طبعاً في كل هذه الموارد يجب الاهتمام بالتربية الأولية. من باب كونها أمراً مصيرياً.

4ـ العوامل الثقافية: وفي هذا الجانب يمكننا ذكر مسائل متعددة منها:

- ان الجهل يمثل علة العلل. والجهل هنا أن يجهل الفرد مكانته، أو يجهل ظروفه وأوضاعه وأحواله ويجهل قدراته وامكاناته. الجهل يعمي ويصم الانسان ولا يجعله يفقه شيئاً عن واقع الحال ولا عن أحواله.

- ورد في الروايات الاسلامية ان ضعف العقل يسبب الجهل واعجاب المرء بنفسه جهل. عن الامام علي (عليه السلام) (اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله)، والنتيجة تكون كما يلي:

- العوارض والاضرار الفردية: يعبر الغرور والعجب عن هفوة وخطأ، يُلحق بالفرد مضاعفات واضرار كثيرة ومن بينها:

- يجعله يعتمد على نفسه أكثر من اللازم، وهذا الأمر يسبب اغفالاً وصدمات كثيرة له.

- يمنع الانسان من السعي والجد والعمل والنشاط ومن تحمل المسؤولية.

- يتخلف عن درسه لأنه لا يحاول السؤال من معلمه وكذلك يأنف من المذاكرة والمباحثة مع أقرانه من التلاميذ فيبقى لا يفهم ولا يفقه شيئاً.

- لا يستطيع اصلاح نفسه لأنه لا يدرك خطأه. وهذا أحد عوامل سقوطه.

- لا يعبأ بالقبيح من الأعمال لذلك فانه لا يستطيع اصلاح ما يفسد وبالنتيجة يكون فاسداً.

- لا يذعن ولا يسلم لرأي من يكبره بالسن وهذه الحالة ستتأصل عنده ويصر ولا يسلم عليها في المستقبل.

- يرى عيوبه حُسناً وفي بعض الأحيان يحسبها فضيلة.

- تظهر على عواطفه واحاسيسه وروحيته تغييرات سيئة ولا يظهر حبّه لشخص أبداً.

ينزوي في مخبأ كي يبتعد عن الواقع.

يرضى عن نفسه ويتفاخر بهذا الرضا، فيصاب بالعظمة، ويحسب الاعمال التي يقوم بها عظيمة وفي كل مكان يتكلم عن نفسه وتطورها ولا علم له بما يجري في الأمور الاخرى.

- لا يعتبر نفسه مسؤولاً عن اي تقصير وعن أي أمر وكل تصرفاته تجري طبق آرائه. ولا يحاول إعادة النظر في سلوكه وضعف عقله يجعله لا يستطيع تقييم أوضاعه فيستمر في عمله وفق برنامج وتفكير.

- احيانا يكون الفرد من الذين تعرضوا للتحقير والمذلّة. وفي المدرسة أو المسابقة حاز على درجات ضعيفة لكنه حصل على مكانة أصبح معها في نظر الآخرين مهماً واخذوا يثنون عليه ثناءاً منقطع النظير. فيسقط في أحابيل العجب لأنه لا يقدر على تحمل ذلك.

5ـ العوامل الاخرى: هناك موارد اخرى في هذا الباب تستحق الذكر:

- الجانب الوراثي. حيث يرى البعض ان هذا الأمر له ارتباط بالعامل الوراثي لكن هذا الادعاء لا يملك دعماً علمياً وشرعياً.

- والبعض من علماء النفس ذهبوا إلى أن هذا الأمر نابع من تفاعلات كيميائية داخل الطفل تبرز نتائجها على أعصاب الطفل. فتجعله يلجاً إلى الانتحار. وهذا الرأي ضعيف ولا يوجد ما يعززه.

- ذكرو أن الطفل إذا كان وحيداً لأبويه وأصبح الاهتمام به زائداً عن الحد فيكون ذلك عاملاً لسقوطه في العجب.

- المعاملات المبنية على الاحترام من قبل الآخرين للطفل بسبب حصول والده على مكانة سياسية مثلاً فيضعون تحت اختياره سائقاً ومراسلاً. وبالنتيجة فإن الطفل لا يملك القابلية النفسية على تحمّل وهضم ذلك فيتصور نفسه شخصاً ذو أهمية بالغة. وهذا ما نشاهد مظاهره في المدارس حيث يأتي الطفل بسيارة خاصة يقودها سائق خاص ويلبس الملابس الفخمة والثمينة حيث لا يتصور الآخرين بأن داخل هذه الملابس انساناً.!!

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي