الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
أنواع التلوث- أنواع التلوث بالنظر إلى نوع البيئة التي يحدث فيها- تلوث المياه- تحمض المحيط
المؤلف: ساجد احميد عبل الركابي
المصدر: التنمية المستدامة ومواجهة تلوث البيئة وتغير المناخ
الجزء والصفحة: ص 25- 27
18/12/2022
1140
- تحمض المحيطOcean Acidification:
تحمض المحيطات أو زيادة حموضة المحيطات هو اسم يطلق على التناقص الجاري للأس الهيدروجيني (PH) للمحيطات نتيجة زيادة امتصاص المحيطات للانبعاثات ذات المصدر البشري لثنائي أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي، لقد امتصت محيطات العالم حوالي ثلث كمية ثاني أوكسيد الكربون التي أطلقها البشر في الهواء فضلاً عن أكاسيد الكبريت والنتروجين، وهي نتاج الصناعات المختلفة القائمة على حرق الوقود الأحفوري ومحطات توليد الطاقة العاملة على الفحم الحجري والوقود الثقيل ووسائط النقل وغيرها، وهذه الغازات التي يتم إطلاقها في الغلاف الغازي تذوب في مياه الأمطار ومياه البحار والمحيطات، فغاز ثاني أوكسيد الكربون يذوب في الماء ويتشكل حامض الكربونيك الذي يتسبب في حموضة المياه, لأكثر من 200 عام، أو مذ بدأت الثورة الصناعية ازداد تركيز ثاني أوكسيد الكربون ((CO) في الغلاف الجوي فانخفض الرقم الهيدروجيني لمياه المحيطات السطحية بنسبة (0,1) وحدة حموضة، ومقياس الأس الهيدروجيني مثل مقياس ريختر، هو لوغاريتمي، لذا فإن هذا التغيير يمثل زيادة بنسبة (30%) تقريباً في الحموضة. ويحدث تحمض المحيطات الحالي بسرعة أكبر بعشر مرات من أي شيء حدث خلال آخر (300) مليون سنة، مما يهدد قدرة أنظمة المحيطات على التكيف مع التغييرات في كيمياء المحيطات بسبب ثاني أوكسيد الكربون.
إن زيادة حرارة المحيطات وفقدان الأوكسجين يتزامنان مع تحمض المحيطات ويشكلان الثلاثي القاتل) لضغوط تغير المناخ على البيئة البحرية. ويحمل تحمض المحيطات القدرة على تغيير النظم الأيكولوجية البحرية والتأثير على العديد من المنافع المتصلة بالمحيطات للمجتمع مثل الحماية الساحلية أو توفير الغذاء والدخل.
وتؤثر الحموضة على الشعب المرجانية التي فُقد خُمسها في العالم، وأن نحو (35%) منها معرض للزوال خلال السنوات القادمة، إذ تسببت ظاهرة تحمض المحيطات في ابيضاض الشعاب المرجانية نتيجة تفاعل حامض الكربونيك مع الكالسيوم المكون الرئيس الهياكلها، مما يؤدي إلى إصابتها بالضعف والموت، وهذه الظاهرة تصيب فضلاً عن هذه الشعاب المرجانية. كثيراً من الكائنات البحرية كـ(بلح البحر) و(نجوم البحر) التي يمكن أن تنقرض إذا بقي تركيز غاز ثاني أوكسيد الكربون مرتفعاً في الغلاف الجوي.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعات الشعاب المرجانية تتشكل من هياكل الحجر الجيري لآلاف الحيوانات الصغيرة: إنها البوليبات Polyps هذه اللافقاريات تقوم ببناء شعاب في مياه المحيطات الدافئة (لا تقل عن 20 درجة مئوية وقليلة العمق (أقل من 70 متر) تغطي الشعاب المرجانية مساحة إجمالية قدرها (617000) كم2. (40%) منها تقع في المحيط الهادئ والمسمى (حاجز الشعاب المرجانية الكبير)، وهو موقع يتميز بجماله الرائع ويقع قبالة الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا. يبلغ طوله 2100كم، ويمثل أكبر منظومة بيئية للشعاب المرجانية في العالم، ويغطي مساحة (344400) كيلو متر مربع، ويضم (2900) من الشعاب المرجانية المفردة و (400) نوع من المرجان و 1500 نوع من الأسماك وعدة آلاف من الرخويات، ويُعد أهم الموائل لأنواع مهددة بالانقراض مثل الألموم (بقرة البحر) والسلاحف الخضراء ضخمة الرأس، وأدرج الموقع على قائمة التراث العالمي الطبيعي عام 1981 تشترك البوليبات وهي آلاف من الحيوانات الصغيرة والدقيقة في تكوين مستعمرة واحدة يختلف شكلها باختلاف نوع المرجان الذي هو الحيوان المسؤول عن تكون الشعاب وتعيش هذه البوليبات في تكافل مع الطحالب الخضراء من نوع الروزانتلي، هذه الطحالب تزود البوليبات بالسكريات الناجمة عن عملية التمثيل الضوئي، والتي بدورها توفر ثاني أوكسيد الكربون الذي تحتاج إليه الطحالب.
والشعاب المرجانية فيه تظل في حالة نمو مستمر لا تتوقف، وهذا النمو يكون رأسياً وأفقياً إذ تبدأ في النمو الرأسي لتصل قرب سطح الماء، ثم بعدها تتجه في النمو الأفقي ليزداد عرضها وتحتل مساحة من قاع البحر. تعد البيئة المرجانية ملجاً للتنوع البيولوجي لـ (4000) نوع من الأسماك بصفة خاصة، ما يجعلها في المرتبة الثانية بعد الغابات الاستوائية في ما يخص التنوع البيولوجي، وتُعد مكاناً لتفقيس الصغار وحمايتها للعديد من الأسماك. ومنذ بداية الثمانينات ظهر خطر جديد يهدد الشعاب فعلى امتداد مساحات واسعة، أخذت الشعاب المرجانية تفقد ألوانها الزاهية لتصطبغ بشيء من الاصفرار أو الابيضاض، ففي الخليج العربي أو شمال منطقة البحر الكاريبي انقرضت المجموعات القديمة التي يصل عمرها إلى أكثر من (1000) سنة، بسبب الخلل الذي أصاب التعايش بين الطحالب ومضيفها وأدى إلى موت البوليبات كنتاج مهم من نتائج تحمض المحيطات.