x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

عود إلى النقل عن المطمح

المؤلف:  أحمد بن محمد المقري التلمساني

المصدر:  نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب

الجزء والصفحة:  مج1، ص:420-422

29/11/2022

908

 

عود إلى النقل عن المطمح

وقال الفتح في المطمح (1) : وكان مما أعين به المنصور على المصحفي ميل الوزراء إليه، وإيثارهم له عليه، وسعيهم في ترقيه، وأخذهم بالعصبية فيه، فإنها وإن لم تكن حمية أعرابية، فقد كانت سلفية سلطانية، يقتفي القوم فيها سبيل سلفهم، ويمنعون بها ابتذال شرفهم، غادروها سيرة، وخلفوها عادة أثيرة، تشاح الخلف فيها تشاح أهل الديانة،وصانوا بها مراتبهم أعظم صيانة، ورأوا أن أحدا لا يلحق فيها غاية، ولا يتعاقد لها راية (2) ، فلما اصطفى الحكم المستنصر بالله جعفر بن عثمان واصطنعه، ووضعه من أثرته حيث وضعه، وهو نزيع بينهم ونابغ (3) فيهم، حسدوه وذموه، وخصوه بالمطالبة وعموه، وكان أسرع صنف الطائفة من أعالي الوزراء وأعاظم الدولة إلى مهاودة المنصور

(420)

عليه، والانحراف عنه إليه، آل أبي عبدة وآل شهيد وآل فطيس من الخلفاء وأصحاب الردافة (4) ، من أولي الشرف والإنافة (5) ، وكانوا في الوقت أزمة الملك وقوام الخدمة، ومصابيح الأمة، وأغير الخلق على جاه وحرمة، فأحظوا محمد بن أبي عامر مشايعة، ولبعض أسبابه الجامعة متابعة، وشادوا بناءه، وقادوا إلى عنصره سناءه، حتى بلغ الأمل، والتحف بمناه واكتحل (6) ، وعند التئام هذه الأمور لاين أبي عامر استكان جعفر بن عثمان للحادثة، وأيقن بالنكبة، وزوال الحال وانتقال الرتبة، وكف عن اعتراض محمد وشركته في التدبير، وانقبض الناس من الرواح إليه والتبكير، وانثالوا على ابن أبي عامر، فخف موكبه، وغار من سماء العز كوكبه، وتوالى عليه سعي ابن أبي عامر وطلبه، إلى أن صار يغدو إلى قرطبة ويروح وليس بيده من الحجابة إلا اسمها، وابن أبي عامر مشتمل على رسمها، حتى محاه، وهتك ظله (7) وأضحاه، قال [محمد] (8) بن إسماعيل: رأيته يساق إلى مجلس الوزارة للمحاسبة راجلا فأقبل يدرم، وجوارحه باللواعج تضطرم، وواثق الضاغط ينهره، والزمع يقهره، والبهر والسن قد هاضاه (9) ، وقصرا خطاه، فسمعته يقول: رفقا بي فستدرك ما تحبه وتشتهيه، وترى ما كنت ترتجيه، ويا ليت أن الموت يباع فأغلي (10) سومه، حتى يرده من أطال عليه حومه، ثم قال (11) :

لا تأمنن من الزمان تقلبا ... إن الزمان بأهله يتقلب

 (421)

ولقد أراني والليوث تخافني ... فأخافني من بعد ذاك الثعلب

حسب الكريم مذلة ومهانة ... أن لا يزال إلى لئيم يطلب فلما بلغ المجلس جلس في آخره دون أن يسلم على أحد، أو يومئ إليه بعين أو يد، فلما أخذ مجلسه تسرع إليه الوزير محمد بن حفص بن جار فعنفه واستجفاه (12) ، وأنكر عليه ترك السلام وجفاه، وجعفر معرض عنه، إلى أن كثر القول منه، فقال له: يا هذا، جهلت المرة فاستجهلت معلمها (13) ، وكفرت النعم (14) فقصدت بالأذى ولم ترهب مقدمها، ولو أتيت نكرا، لكان غيرك أدرى، وقد وقعت في أمر ما أظنك تخلص منه، ولا يسعك السكوت عنه، ونسيت الأيادي الجميلة، والمبرات الجليلة، فلما سمع محمد بن حفص ذلك من قوله قال: هذا البهت بعينه، وأي أياديك الغر التي مننت بها، وعينت أداء واجبها؟ أيد كذا أم يد كذا؟ وعدد أشياء أنكرها منه أيام إمارته، وتصرف الدهر طوع إشارته، فقال جعفر: هذا ما لا يعرف، والحق الذي لا يرد ولا يصرف، دفعي (15) القطع عن يمناك، وتبليغي لك إلى منالك، فأصر محمد بن حفص على الجحد، فقال جعفر: أنشد الله من له علم بما أذكره إلا اعترف به فلا ينكره، وأنا أحوج إلى السكوت، ولا تحجب دعوتي فيه عن الملكوت، فقال الوزير أحمد بن عباس (16) : قد كان بعض ما ذكرته يا أبا الحسن، وغير هذا أولى بك، وأنت فيما أنت فيه من محنتك وطلبك، فقال: أحرجني الرجل فتكلمت، وأحوجني إلى ما به أعلمت، فأقبل الوزير ابن جهور على محمد بن حفص وقال: أسأت إلى الحاجب، وأوجبت عليه غير

 (422)

الواجب،أوما علمت أن منكوب السلطان لا يسلم على أوليائه لأنه إن فعل ألزمهم الرد لقوله تعالى " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " فإن فعلوا لطاف بهم من إنكار السلطان ما يخشى ويخاف، لأنه تأنيس لمن أوحش وتأمين لمن أخاف، وإن تركوا الرد أسخطوا الله، فصار الإمساك أحسن، ومثل هذا لا يخفى على أبي الحسن، فانكسر ابن حفص، وخجل مما أتى به من النقص.

وبلغه أن قوما توجعوا له، وتفجعوا مما وصله، فكتب إليهم:

أحن إلى أنفاسكم فأظنها ... بواعث أنفاس الحياة إلى نفسي

وإن زمانا صرت فيه مقيدا (17) ... لأثقل من رضوى وأضيق من رمس انتهى ما ترجم به المنصور بن أبي عامر.

 

__________

 (1) بياض في ط؛ وفي ك: وفي الثامنة والأربعين؛ وفي ج ق: قال في المطمح؛ والنص في المطمح: 7 وفي البيان المغرب 2: 405 (2: 271 ط. ليدن).

(2) ان عذاري: لا يدرك... ولا يلحق. ق: ولا يناقد؛ ط: ولا يتاقد.

(3) دوزي: وتابع؛ ج: ونابع.

(4) ق ط ج: الردانة.

(5) ق ط ج: والأمانة.

(6) المطمح: والتحف يمينه بمناه واشتمل.

(7) المطمح: ظلاله.

(8) زيادة من المطمح.

(9) المطمح: والزمع والبهر قد هاضاه.

(10) دوزي: فأغلى الله.

(11) انظر أيضا الحلة 1: 267.

(12) ق ط ج: واستحفاه.

(13) المطمح والبيان: عالمها.

(14) المطح: وكفرت اليد.

(15) ق ط ج: رفعي.

(16) البيان المغرب: أحمد بن عياش.

(17) نسخة: مفندا.

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+