x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أسباب المخاوف عند الاطفال
المؤلف: د. محمد أيوب شحيمي
المصدر: مشاكل الاطفال...! كيف نفهمها؟
الجزء والصفحة: ص108 ـ 111
14/9/2022
1168
ـ للخوف عند الأطفال أسباب كثيرة أبرزها:
1- الخوف الوهمي، من الظلام لارتباطه بالجن والأشباح واللصوص وإن 90 %، من الأطفال مصابون بهذا النوع من الخوف.
2- قد ينتقل الخوف بالعدوى والأحاديث عن الأمور المخيفة.
3- القصاصات الصارمة للأطفال. وبناءً على ذلك، (فالتربية المبنية على الخوف فاسدة وضارة - مضادة لكرامة الإنسان ونمو شخصيته)(1).
4- التهكم الزائد والسخرية والإفراط في اللوم، يفقد الطفل ثقته بنفسه، فيجعل ذلك منه طفلاً خوافاً، غير مقدام، يخشى الوقوع في الخطأ، نتيجة ارتباط هذا الخطأ بالسخرية اللاذعة والقاسية. وغالباً ما يترافق هذا النوع من الخوف بالغثيان أو الإسهال، أو الرغبة المتكررة في التبول والتبرز، أو الشعور بالقلق، وقلة النوم (الأرق).
5ـ المفاجأة: الطفل يخاف إذا جذبنا عنه الغطاء مثلاً بصورة مفاجئة، والذي يتسبب بالخوف هنا (فجائية وشدة المثير الذي يتعرض له)(2)، فإحداث أي صوت قوي - أو الإتيان بأمر جديد ومفاجئ يجعل الطفل يشعر بالخوف. ويمكن إعادة مثل هذا النوع من الخوف إلى عوامل فطرية، وهي عوامل لا دخل للتعلم في إعطائها، وعوامل مكتسبة، أي أن المثيرات اكتسبت القدرة على إثارة الانفعال.
6- قد يعود الخوف بأسبابه إلى الخبرات غير السارة، التي تلقاها الطفل في المدرسة وما تزال عالقة في ذهنه. فما تزال في ذاكرتنا مذ كنا أطفالاً صور (الفلقة)، التي كانت تستخدمها المدرسة التقليدية القديمة، وما تزال ترن في آذاننا أصوات التلامذة الكسالى الذين قادهم حظهم العاثر إليها، أو قادها إلى أرجلهم. وهذه الفلقة اللعينة - كما يصفها بعض الهاربين من المدرسة - كانت السبب في حرمانهم من ملكوت التعليم.
العلاج:
يختلف نوع العلاج باختلاف أسباب الخوف وأنواعه، لكن تبقى هناك بعض الإرشادات العلاجية العامة الصالحة لمعظم حالات الخوف المتنوعة.
1- يمكن أن تتم معالجة المخاوف، بواسطة المعالج النفسي، بواسطة التحليل واستحضار الخبرات المؤلمة التي تسببت بالخوف، حيث يقوم المحلل بمناقشتها مع الطفل، وقد يستخدم أحياناً التنويم المغناطيسي في العلاج إن استدعت الحالة ذلك.
2- في حالة الخوف من الحيوانات الأليفة، يمكن تقريب الأشياء المخيفة من الطفل تدريجياً لنزع الصورة الوهمية، واستبدالها بالصورة الحقيقية، فإن كان يخشى الكلب فما علينا إلا أن نقتني له كلباً فيلاطفه ويطعمه، وليرتبط الشيء المخيف في ذهن الطفل بصورة جميلة، وكذلك الخوف من العسكري، ويجب أن نفهمه أن العسكري بخدمة الشعب والوطن، وهو يطارد اللصوص، والمؤسف أن بعض الأمهات يخوفن أطفالهن بالعسكري فتضطرب صورته المعنوية في ذهن الطفل ويصبح رمزاً للقمع والقهر، مع أن الحقيقة لا يجب أن تكون كذلك، بل يجب أن ترتبط صورة العسكري في ذهن الطفل بالأمور السارة والمحببة فيزول الخوف.
3- يُنصح الآباء بعدم تخويف الأطفال، وإن كان هناك من ضرورة للتحذير فليكن مختصراً أو محدداً، وبطريقة هادئة ومتزنة، دون اعتماد التهديد والوعيد، وأسوأ هذه التهديدات، هي التهديدات المعممة وغير المحددة، فهي تؤثر على شعور الطفل بالأمان.
4- فليترك الأطفال يعبرون عن مخاوفهم صراحة، لا أن نطلب منهم أن يكفوا عن الحديث فيها، لأن ذلك لا يلغيها ولا يحل المشكلة، فالأفضل أن يتحدث الأطفال عنها، لتظهر جلبة إلى النور حتى يتمكن الأهل أو المربون من إزالتها عن طريق الشرح والاقناع أو الاستعانة بالطبيب النفسي إن احتاج الأمر إلى ذلك.
وعلى الآباء أن يتحلوا بالصبر، فهناك بعض المخاوف العابرة، لا يقتضي الأمر التوقف عندها فهي ستزول حتماً مع نمو الطفل وتطور قواه العقلية، شرط أن يحاط الطفل بالرعاية والحماية والتوجيه الرقيق خلال هذه المرحلة. والآباء يستطيعون مساعدة الأطفال على تخطي مخاوفهم بشرط أن يكونوا على وعي بهذه المخاوف وسبل إزالتها. ولما كانت المخاوف مرتبطة بشعور الطفل بقدرته فإنها تزول مع نمو هذه القدرة جسدياً وعقلياً. وهنا يدخل دور الأهل التوضيحي والتشجيعي، فما لم يكن الطفل على وعي بقوته فإنه لن يتمكن من استخدامها. والتشجيع يعتبر وسيلة ناجحة من وسائل إزالة المخاوف، وهو أفضل من تثبيط العزائم، وقد ثبت أثر المكافآت في هذا المجال والذي يفوق أثر العقاب والوعيد.
5- تعويد الطفل بالاعتماد على ذاته تدريجياً وتخليصه من حماية الأم له، وذلك يعمل على إزالة المخاوف، فالإكثار من العطف الزائد والرعاية الزائدة، يجعل ضررها أكثر من نفعها، كذلك فإن النبذ والاحتقار والتهديد والاستخفاف بمخاوف الطفل واتهامه بالجبن ونقص العقل، وما شابه من صفات قاسية، فإن ذلك يجعله يتمسك بمخاوفه عن طريق كبتها في اللاوعي، وعبارة (إنس ما حدث يا بني)، التي يطلقها الأهل على مسامع ابنهم، لا تحل المشكلة، فبأعقاب كل حادثة مخيفة يتوجب على الأهل الجلوس والتحدث إلى الطفل بمودة وهدوء، ليضعوا هذه الحادثة في حجمها الطبيعي البسيط الذي لا يدعو إلى القلق، حيث يمارسون التوضيح والتوجيه الهادئ، فتزول الحادثة نهائياً بحيث لا يعد لها من مكان في دائرة اللاوعي.
6- عدم تهديد الطفل بحبسه في غرفة مظلمة، أو تنفيذ التهديد، لئلا يرتبط القصاص بمفهوم الطفل عن الظلام، ولو لم يكن الظلام مخيفاً فعلاً - وهذا اعتقاد الطفل - لما اعتمد كقصاص.
7- بعض أفلام (الفيديو) لم تُعد للأطفال، وهي حافلة بالمناظر المرعبة مما يؤثر على أعصاب الأطفال وتسبب لهم التوتر والخوف، لذلك ينصح الأهل بعدم عرضها أمام أطفالهم، والاستعاضة عن ذلك ببرامج مخصصة للأطفال، تعمل على تثقيفهم وتنمية مداركهم، بدلاً من إثارة قلقهم ومخاوفهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ د. جميل صليبا، علم النفس، ص 257.
2ـ د. عبد السلام عبد الغفار، مقدمة في علم النفس العام، ص 204.