x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أسلوب التربية
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة: ص24ــ26
10/9/2022
1340
لا يمكن بلوغ الغايات والاهداف التربوية المطلوبة من غير استخدام اسلوب صحيح ومدروس. فنحن -وخلال العملية التربوية - بحاجة إلى اتباع الاسلوب الذي يوجهنا إلى السبيل وكيفية بلوغ الهدف، ويدلنا على الوسائل والاسباب المادية والمعنوية المفيدة في هذا المضمار.
ان العمل التربوي يتطلب منا الاهتمام بنوعية السلوك الذي نتبعه امام الطفل وما هو النمط الفكري الذي نطبقه عليه، وما هي الاسس التي نقيم علاقتنا به وفقاً لها. ونحن بحاجة إلى الاسلوب الذي يعلمنا الكيفية التي نستطيع من خلالها ايصال الطفل إلى الحالة المنشودة، وما هي الادوات والانماط والفنون الواجب اتباعها، والخصائص المجدية في هذا السياق.
لا شك ان السبل كثيرة ومتنوعة، والعقلاء من المربين واولياء الأمور يسعون إلى انتهاج النمط الذي يوصلهم إلى افضل النتائج في أقصى فترة ممكنة. ومن الواضح ان هذا الامر يستلزم وجود الوعي والتجربة، اذ لا يمكن الانطلاق على غير هدى.
التعامل مع الطفل:
كيف نتعامل مع الطفل؟ بأي أسلوب وبأية طريقة؟ ذلك يتوقف على نظرتنا إليه وموقفنا منه ومكانته في انفسنا.
ان الانسان - في الحقيقة - موجود كريم وعزيز، وقد كرمه الله وعززه ويتبين ذلك في قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70].
وكثيراً ما تؤكد التعاليم الاسلامية على تكريم الأولاد واحترامهم اذ جاء في الاحاديث الشريفة ان «اكرموا اولادكم»، كما وورد فيها ضرورة معاملتهم معاملة انسانية فهم امانة الله جل شأنه بيد الوالدين والمجتمع ولا يجوز الاعتداء عليهم وايذائهم والحاقا الضرر بهم إلا في اطار الاحكام الإلهية.
ولهذا يجب ان يكون موقفنا مع الطفل موقفاً يتسم بالاحترام» وان يكون نمط التعامل معه بناءً لا هداماً. وانه لمن دواعي الأسف ان يلجأ بعض أولياء الأمور الى انتهاج اسلوب خشن من اجل توجيه واصلاح الاولاد فيضربونهم ويعذبونهم ويوجهون اليهم الكلام البذيء. ان هذا النمط الفكري والسلوكي منشؤه الافكار الجاهلية التي كانت تبيح تعذيب الطفل جسدياً لاثبات السيطرة عليه من خلال هذه الطريقة ولكن لا تفوتنا الاشارة هنا إلى أن الضرب والعنف لا يخلق عند الشخص حالة من التقوى ولا يثنيه عن عمل الا في ما ندر. فالطفل اذا ما واجه ضغطاً في حالة ما فانه يلجأ إلى اسلوب المراوغة والتملص او قد يفكر بالانتقام.
وعلى كل حال ينبغي لنا ان نعلم ان طريقة التعامل مع الطفل قد تكون بناءة أو قد تكون هدامة، ولربما كانت درساً بليغاً له أو ربما كانت ها انعكاسات تربوية سلبية.
الاثر التربوي
يولد كل انسان بميزات وخصائص محددة من حيث القابليات الذهنية والجسدية بعد ولادته، فالناس ليسوا متساويين في جميع هذه الجوانب، بل ان هذا التفاوت في الاستعداد ناتج عن الاحوال والظروف المؤثرة في بناء الجنين كالاجواء التربوية وكيفية التغذية وعوامل البيئة و...الخ، وان الله تعالى لم يظلم احداً في كل هذه المجالات. والمهم في التربية أن يأخذ المربي هذه الحالات بنظر الاعتبار.
ولأنه لم يُخلق الجميع وهم مؤهلين لكل عمل، ولا بوسع كل طفل ان يصير في المستقبل طبيباً أو مهتدياً، ولا من الممكن تربية كل طفل ليصبح في المستقبل قائداً عسكرياً. ان تأثير التربية قطعي لا شك فيه، ويمكن بواسطتها ايجاد التغييرات المطلوبة عند الاشخاص، الا ان وجود الأرضية شرط لازم أيضا.
بامكان البعض ان يكونوا صيادلة بارعين، بينما يتمتع البعض الآخر بالقدرة على التخطيط ووضع التصاميم، وغيرهم بالقدرة على التنظير، وطائفة أخرى بالقابلية في مجال الهندسة المعمارية، أو التجارة أو الخط. والمربي الناجح هو الذي يحدد نوع القابلية ويربي الطفل على أساس ما يحظى به منها.