x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الدولة والمجتمع
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة: ص299 ـ 305
30-8-2022
1792
لو تمعنا في كثير من حالات وسلوكيات وحركات الطفل وخصوصاً الشباب سنراها انعكاسات لما يدور في المجتمع مثل: طريقة الحديث ونوعه، والخصام والنزاع، والاستهزاء، والغناء، والصراخ، والتعري من الملابس وفي أماكن أخرى، السقوط و...الح.
الأفراد الذين يعيشون في المجتمع ابتداء من السوقيين والتجار والشرطة ورجال الدين والأفراد الطاهرين وغير الطاهرين ينقلون ثقافاتهم إلى المجتمع بصورة مباشرة أو غير مباشرة وخصوصاً الى الأجيال الجدد الذين يتميزون بقابليتهم على جذب الظواهر التي تؤدي إلى سعادتهم أو تعاستهم.
يمكن للمجتمع أن يحرف أهواء ورغبات الحرية أو يجعلهم يتبعون القانون والعيش بظل الضابطة والمقررات.
ويمكن كذلك أن يهمل حالاتهم وسلوكياتهم ومواقفهم في الأزقة والشوارع أو يوجد لهم الضوابط المحددة له ولحرياتهم
دور العوامل الاجتماعية
لكل مجتمع حالات وحركات وسلوكيات خاصة يمكن اعتبارها جميلة أو قبيحة، أفراد ذلك المجتمع وبتبعية ذلك يتكون لديهم هذا التقييم وينعكس على افعالهم.
ويستنتج الطفل من خلال المجتمع حسن الأمور أو قبحها ويسعى وفق هذا تطبيق ظروفه وضوابطه. وعلى هذا الأساس يمكن أن تكون الحرية مانعاً في طريق المجتمع وتطور أفراده، في حين ان الكثير من المواقف الاجتماعية يمكنها أن تخلق موجاً من التحرك والبناء الاجتماعي لهذا لا يمكن اعتبار الطفل مقصراً على طول الخط وإنما من الضروري محاكمة المحيط في بعض الموارد.
ومن العوامل التي تؤدي بالكثير من الافراد الى تغيير خطهم وسبيلهم هو التوقعات المبالغ فيها واللوم الشديد وتقديم الآراء بصورة حادة مصحوبة بالغضب والسخط، وتعتبر هذه الحالة من علامات تأثير المجتمع في الفرد.
وعلى العكس من ذلك فإن عدم الاعتناء بالأخطاء والانحرافات والتسامح والإهمال في هذا المجال والتساهل في السلوك يؤدي إلى تجرؤ الأفراد في أعمالهم وسبيلهم. المجتمع يعلم أفراده ماذا يلبسون وكيف يعينون أنفسهم وما هي الأعراف التي يتمسكون بها وما هي الأشياء التي تظهر الرشد والكمال وما هي الحالات التي يجب الابتعاد عنها، من الممكن أن يعلم المجتمع افراده طريق الطغيان والعصيان والصراخ أو حالة الاستسلام وكل ذلك مصيري بالنسبة له.
الأقرباء
للأقرباء دور أساسي في حياة الطفل ويمكنهم التأثير على الحريات المعقولة والمتحللة لهم.
يرتبط الاطفال وحسب ظروف ومقتضيات مرحلة الطفولة مع أقربائهم ويمكن أن يكون للعم أو العمة أو الخالة والخال وأبنائهم دور أساسي في انحرافهم أو استقامتهم.
هناك الكثير من الأطفال نشأوا في أجواء مضطربة وعوائل غير مستقرة ولكن الاهتمام العاطفي لأحد الأقرباء كان السبب في نجاته واستقامته وصلاحه.
وعكس ذلك صحيح ايضاً نعرف بعض الأفراد ترعرعوا في أوساط طاهرة ونظيفة ولكنهم انحرفوا بسبب مجالستهم للمنحرفين وحتى أن البعض تنكر لسلالة النبوة التي ينحدر منها.
الاختلاط والمعاشرة مع الأقرباء الذين يراعون الأصول والتقوى له تأثير على أبنائنا ويترك حديث الخالة أو العمة أثراً ثابتاً في ذات الطفل أحياناً تعجز عن مثله أقوال ونصائح الأب والأم.
في ظل ذلك يكنهم تشخيص طريقهم وتغيير مسيرهم بقوة.
الناس والمعاشرون
يوجد في كل مجتمع مجموعة من الناس لهم تأثير على الأطفال أكثر من غيرهم مثلاً الناس الذين يرتبطون معهم تحت عنوان الصديق أو المعاشر أو الناس الذين يعملون في الدكاكين ويتردد يومياً الأطفال عليهم كالخباز وبائع القرطاسية أو الخضروات والفواكه. وخصوصاً عندما ينال قبولهم واحترامهم. كل هؤلاء لا يؤثر في سلوكهم وأخلاقهم خصوصاً إن كانوا صادقين.
يزداد دور وتأثير هؤلاء الناس خصوصاً عندما يعاني الطفل من تخلخل العلاقة في البيت ومع الوالدين، فهو يلجأ وفق ظروف عمره إلى ملجأ، ومن يتمكن من كسب قلبه فسيكون قادراً على التأثير عليه.
نود الإشارة إلى أن النصائح الخيرة أحياناً لأحد البقالين حول سيطرة الحرية وتحديدها قد تعادل تأثير مئات أوامر الوالدين.
من الطبيعي أن هذا الأثر يُترك متى ما كان الناس أهل حياء وطهارة وتقوى ولم يكونوا مستبدين في آرائهم.
القدوات الاجتماعية
القدوة حسب رأى الطفل وحتى الشاب هو الذي يبدي مظاهر البطولة والشجاعة وتكون أعماله بالنسبة لهم باعثة على السرور والتحير لا شك أن الوالدين هما القدوة المهمة في بداية حياة الطفل، ولكن الأمر سيتوسع حسب اتساع العلاقات ويزداد عدد القدوات الذين يقعون أمام رؤية الطفل مثل المعلم، رجل الدين، الرياضي، البطل، الشرطي، الطيار، و...الخ.
هناك نكتة مهمة وهي أن الأشخاص الذين لهم قابلية أداء دور القدوة كالذين ذكرناهم يفترض بهم أن يهتموا بالضوابط الاجتماعية أكثر من غيرهم وأن يلتزموا بالمقررات المذهبية. ولكونهم في معرض الرؤية يجب عليهم أن يكونوا نموذجاً لتعاليم ذلك النظام الذي يتحدثون عنه والطريق الذي ينتخبونه ويؤمنون به كلياً.
ويفترض على الآباء أن يضعوا فى طريق الطفل قدوة صالحة أثناء فترة مراقبتهم لسلوكه وحالاته، وهذا تحذير للجميع وهو إن لم نستطع انتخاب قدوات عالية القدر للأجيال فإنه من الممكن أن يسيطر على زمام أمورهم الفكرية أناس خائنين ومنحرفين وملوثين ويسوقون الطفل إلى عاقبة وخيمة(1)، وهناك يجب ملئ فراغ التظاهر بالبطولة بصورة جيدة في ذوات النسل والجيل.
مراقبة الناس
للناس دور في مجال السيطرة والتحديد للحرية وهذا مهم في بعد المراقبة.
يجب على كل شخص السعي لأبعاد الضرر عن حدوده. فان كانت لسكان المحلة رقابة حول محلتهم وكذلك في السوق والأماكن الباقية ويحاولون منع التحلل والفوضى بلا شك فإن مساحة الجريمة والانحراف ستتقلص أو على الأقل يمنعون انتشارها الناس من وجهة نظر الإسلام وكذلك حسب التجارب موظفون برعاية مسؤولياتهم في المجتمع، ومن مسؤولياتهم المهمة هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تمتد حدوده إلى مراقبة الآخرين وحتى التدخل بأعمالهم وحالاتهم وتحديدها وفق الضابطة الإسلامية.
نظرات اللوم التي توجه صوب أولئك المتحللين، والتأسف لأولئك الذين يتخلقون بالانحراف وحتى الحيلولة دون وقوع الانحراف كل ذلك له دور مؤثر واساسي في السيطرة والمنع وهذا الأمر يحتاج إلى انسجام الناس.
دور الدولة
للدولة دور الراعي والمحافظ عن الحريات المشروعة والشريفة والمانع للفوضى والإضرار(2)، مأمورون الدولة (الشرطة) لهم دور الحافظ لخير وصلاح المجتمع. والمجتمع الإسلامي له وظيفة أيضاً في أداء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الخطأ أن يكون الشرطة متفرجين فقط ولا يؤدوا أي دور مقابل مخالفة الضوابط فعليهم الاصطدام مع عوامل الفساد، ومنع بعض الأفعال التي تنضوي تحت اسم الحرية والوقوف أمام من يحاول سلب حرية الناس المشروعة.
تستطيع الدولة إلقاء القبض على المخطئين والأطفال والشباب المنحرفين عبر مأموريها ومطالبتهم بتوضيح أسباب الانحراف ومطالبة أولياءهم بذلك أيضاً، تستطيع عن طريق القواعد الموجودة كالتعزير والحد والقصاص والدية، السيطرة على المجتمع والدفاع عن حدود الحرية المشروعة.
الحاجة إلى التنسيق
في موضوع السيطرة على الحريات هناك حاجة للتنسيق بين جميع الأجهزة والمنظمات والأفراد المؤثرين.
يجب على الناس التنسيق فيما بينهم وكذلك وسائل الإعلام ودوائر التبليغ يجب أن يخطوا خطوة منسقة مع الناس وتكون الدولة لهم عوناً في ذلك للدفاع عن الاصالة. وكذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون في المجتمع ولهم دور في الأمر والنهي والتنفيذ والإجراء مثل أجهزة رجال الدين الذين لهم دور القيادة الفكرية(3)، وأجهزة الدولة والشرطة الذين يتمتعون بدور إجرائي والمنظمات وابطال الألعاب الرياضية الذين لهم بعد من أبعاد القدوة وبالتالي كل فرد وبالشكل الذي يؤثر فيه على الآخرين وخصوصاً الأطفال والشباب، لهذا فالواجب هو اصلاح طريقهم وخطهم. والتفكير بمصلحة المجتمع لأن الحرية المشروعة والحرية المتحللة كلّ منها سيترك أثره على الاجيال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ نهج البلاغة 47.
2ـ والأمير مسؤول عن رعيته ... ألا كلكم راعٍ، المجلسي بحار الأنوار: ج75، ص38.
3ـ خصوصاً العلماء باعتبارهم قادة الفكر والأمراء باعتبارهم قادة التنفيذ.