x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
سد الاحتياجات الأساسية لدى الأطفال
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة: ص73ـ 77
22-8-2022
1754
الحرية أمر مهم وأساسي بالنسبة للأفراد المتميزين والذين نعد وجودهم ضروري من جهات معينة، سلب الحرية من الأفراد يؤدي إلى شعورهم بالإخفاق ويصبح البيت أو المدرسة وحتى المحيط الاجتماعي في نظرهم سجن يجب بذل الجهد للتخلص منه.
أما الطفل فحاله عند فقدها كحال البلبل الفاقد لقدرة التغريد، وثقة النفس عنده ميتة، وتتعطل لديه القدرة على التصميم، وهذا سيكون له آثاراً سلبية لا يمكن جبرانها.
ما نبغيه من تربية الافراد هو انتاج جيل يكون مفيداً لمجتمعه، ويمكنه اتخاذ القرارات اللازمة لنموه، ويتصف بصحة الجسم والروح، وسلوكه إنساني، وفكره سالم، وذهنه متفتح، وفي سعي دائم لأجل الوصول إلى الأهداف الانسانية.
ما نريده هو إنسان عالم، صاحب إرادة، وفعال ويدرك مسؤولية العيش، ويعمل لأجل تحسينه، وقادر على نشر الفرح والسرور والنشاط اللازم، وقادر كذلك على الدفاع عن نفسه وجسمه وحرمته وقيمه في معترك الحياة.
للوصول إلى هذه الأغراض يلزم منح الحرية للأفراد، ونعلم بأن سلبها يعرقل وصولهم إلى الهدف، وقد يصل بهم الأمر لأن يصلوا إلى مستوى لا تنطبق عليه مواصفاة الإنسان.
الحاجة إلى الحرية
كما تم تصوير حاجة الأفراد إلى الحرية، هناك الكثير من التوصيات في هذا المجال نذكر قسم منها مع مراعاة الاختصار:
1ـ في مجال القيام بالأعمال الخاصة: يتحمل الإنسان لمسؤولية معينة سواء كان في المجتمع أو حين طفولته وهو في كنف عائلته، وهذه المسؤوليات تتعلق بأعماله الشخصية التي يمكن ذكر قسم منها:
ـ في سد احتياجاته الأساسية التي يتعامل معها الى نهاية عمره.
ـ في تهيئة الغذاء ورفع الجوع، ويتحمل الوالدين مسؤولية ذلك في سنينه الأولى ومن ثم يحتاج إلى قوة ومعين وناصر على ذلك الأمر.
ـ لرفع العطش: يستغني عن طلبه من والديه، ويعتمد على نفسه في ذلك من أيامه الأولى التي يستطيع فيها الوصول إلى الماء.
ـ جلب وجمع أدواته اللازمة لنومه واستراحته.
ـ لبس الملابس وخلعها، يجب أن يستقل في ذلك تدريجياً.
ـ الغسل والنظافة.
ـ وفي الموارد الأخرى اللازمة في حياته نرى بأنه بحاجة إلى الحرية في جميع الحاجات السابقة الذكر.
2ـ في تحسين عيشه: طفل وصبي ويافع وفتى ومن ثم فرد في مجتمع، في جميع تلك المراحل يحتاج الفرد إلى وضع جيد في حياته، وفي تحسين عيشه يحتاج إلى الحرية للوصول إلى الأهداف التالية:
ـ توفر الأمن في محيطه وتوفير الأرضية المناسبة للشعور بالأمن وعدم الخطر.
ـ تنظيم وتقسيم أوقات الليل والنهار لأجل العمل والسعي والتحصيل والمطالعة واللعب والمعاشرة والنوم والاستراحة والعبادة.
- ملئ وقت الفراغ بصورة مفيدة ومؤثرة في إغناء الحياة والحيلولة دون ظهور الأمراض النفسية والانحرافات.
- النظم في الأمور ورعاية الانضباط وحفظ الذات في الموارد التي تقتضي المصلحة لذلك في ظروف مختلفة.
- حل المصاعب والمشاكل الاحتياط التام لذلك لأن المشكلة ترد إلى الواقع بدون إنذار.
3- إظهار الابتكار وتنمية الخلاقية: يحتاج الفرد إلى الحرية لكي يتمكن من تنمية استعداداته وقدراته الذاتية وإبرازها إلى الواقع، ويظهر ابتكاره ومن خلال ذلك يطرح شخصيته للآخرين.
الكثير يملك الخلاقية ولكن لا يوجد الظرف المناسب لإظهارها، مثلاً إذا اردت لمس بعض الأشياء فإنك ستواجه بالمنع والرفض وخير مثال لذلك، الطفل عندما يمنح الإجازة من والديه نراه يبتكر أشياء بسيطة كجمع الطوابع ووضع الطوابيق فوق بعضها للعب، يجب إعطائه الحرية ليتمكن في ظلها طي مراحل الكمال على أساس تخطيطه واستثمار استعداداته التي أودعها الباري تعالى في ذاته وبمساعدة نصح وهداية والديه يمكنه التقدم بخطوات سريعة إلى الأمام.
4ـ في الدفاع عن النفس: يحتاج الإنسان إلى الدفاع في حياته، الدفاع عن الجسم لحفظه من الأخطار والأضرار والدفاع عن الفكر في الموارد التي يكون فيها إحقاقاً للحق، والدفاع عن العقيدة التي امتزجت مع دمائه وكذلك الدفاع عن إيمانه.
الحرية شرط اساسي لامتلاك القدرة الدفاعية، إعطاء الحرية للفرد للدفاع عن نفسه يعد نوع من الاحترام لشخصيته وهو مهم جداً لشعوره بقيمته وقدره.
ومن أقسى الأمور على الإنسان أن يكون مكبّل اليدين واللسان في حياته ولا يستطيع الدفاع عن حقه.
5ـ في حق الانتخاب: الانسان موجود منتخب كما عرفناه سابقاً وهذا الاختيار ناشئ من الحرية الفطرية، وهو موهبة عظيمة من الباري تعالى، ومؤثر قوي في تحديد المصير والاحساس بالمسؤولية، يستطيع الى جانب هذه الصفة صنع مستقبله (حسناً أو سيئاً) ويكون مسؤولاً عنه ومحاسباً عليه.
الثروات الفطرية لا يمكن حفظها خلف الستائر وإهمالها لان منع الفعالية الفطرية تؤدي إلى ضرر الفرد والمجتمع، وفي بعض الموارد تكون خطرة جداً وأن الكثير من المعارك والحروب الداخلية والخارجية سببها أن الفرد يشعر بأنه في حالة مواجهة مع فطرته. يجب إعطاؤه الحرية بما يتلائم مع حجمه ورشده ودرجة إدراكه وفهمه ومقدار قدرته على الاستعمال الصحيح لكي يستطيع اختيار الأحسن، وعن هذا الطريق سيتمكن من الشعور بالاستقلال والشخصية.
لا شك أن الاختيار الأولي يكون بين شيئين وبعدها يتطور إلى عدة أشياء(1).
6ـ في تأمين الانشراح والنشاط إعطاء الحرية إلى الطفل وإطلاق يده في الانتخاب يكون سبباً في فرحه ونشاطه ورضاه الباطني وهدوءه وجميع ذلك يؤدي إلى الفعالية باتجاه التكامل.
فقدان الانشراح والنشاط يؤدي إلى ضياع الشجاعة والجرأة، والتي هي ضرورية جداً في الحياة ولا يمكن التغلب حينها على الأنانية وحب الذات، وتضمحل قدرتهم في غلبة هواهم، ويصبح الإنسان أسيراً وتابعاً يعجز عن صنع مستقبله الحسن.
في ظل تأمين النشاط والانشراح يمكن للفرد أن يقرر على ضوء العقل والإرادة، ويقف صامداً أمام المصاعب، ويكون قادراً على حلها ويترفع عن الحقارات والدناءات ويسير بطريق الصواب.
7ـ في مجالات اخرى: وبالنهابة لو شاهدنا الحرية تقف على جانب التفاؤل والتفكر وتستخدم بصورتها الصحيحة فإنها ستكون أرضية مناسبة للنمو المادي والعقلي للفرد، وأساساً لصنع الحياة وسبباً في توفيق الانسان أثناء الامتحان الإلهي.
لو وجدت الحرية مع العقل فإن الأخير سينمو بصورة يجعل صاحبه قادراً على عدم الدخول في أي سبيل سوى طريق الحق.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في الطفولة نقول له: اختر لك قميصاً بين هذين، وفي الصبا نقول له: اختر لك واحداً بين هذه القمصان الثلاثة.