x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

لا تكبلوا أذواق الناس

المؤلف:  هادي المدرسي

المصدر:  كيف تتربع على القمة؟

الجزء والصفحة:  ص99ــ101

5-7-2022

1659

بقدر ما خلق الله عقولاً خلق أذواقاً، وبقدر ما خلق أذواقاً خلق رغبات وشهوات، وبعد ذلك خير الناس في انتخاب الطريق لتحقيق رغباتهم وشهواتهم، وبهذا الخيار امتاز الإنسان على الحيوانات.

فلا مناص من القبول باختلاف الأذواق بين الناس، ومن ثم الاختلاف في طلباتهم، فمن يريد أن ينسجم مع الطبيعة التي خلقها الله (عز وجل) فلابد أن يتقبل أذواق الناس المختلفة، وأطوارهم المتفاوتة في الحياة.

ومن السذاجة التصور بأن الحياة يمكن أن تتطور وتنمو في ظل توحيد الأذواق، وتكبيل الإرادة الإنسانية 

بقرار حديدي يلغي كل الإرادات، إلا إرادة صاحب القرار، فمن يريد تنظيم عملية السير في الشوارع ، لا يحق له قطع كل الطرقات ليفرض على الناس السير في شارع واحد وبالاتجاه الذي يريد، فهذا النوع من التنظيم يقتل رغبات الناس ويمنع تحركهم .. بينما التنظيم السليم هو الذي يسمح بالمرور لكل الناس وفي كل الطرقات ولكن وفق قوانين معينة.

فمن يحدد للناس ماذا يشترون من السيارات، وأي لون يختارون، وفي أي شارع يسيرون.. قد ينجح في السيطرة عليهم ، وتنظيم مساراتهم ، ولكنه بالتأكيد سيفشل في تطوير حياتهم.

أما التنظيم الناجح فهو الذي يترك للناس حرية الاختيار، ضمن الإطار القانوني، حيث سيشعر الناس بالسعادة لأنهم سيحققون رغباتهم المتعددة وأذواقهم المختلفة، وسيشاركون مع الآخرين في تنظيم حياتهم.

وحرية الاختيار هذه هي التي ستمنح الناس الثقة بالطريق الذي انتخبوه.

وليست الحكومة الموفقة هي تلك التي تفرض ذوق السلطة على أذواق الناس، وإرادتها على إرادات الناس، وتوجهها على توجهات الناس، فأذواق الناس لا تنمحي، وإرادتهم لا يمكن تكبيلها.

والحكومة الرشيدة هي التي ترفع يدها عن عقول الناس، وتكتفي بتنظيم الطريق بين العقول والأذواق والرغبات المختلفة، وتعمل على تحقيق الانسجام فيما بين هذه الأذواق.

فكما أنه لكي لا تصطدم السيارات في الشوارع فإن الحل ليس أن نقطع الطرقات ونسمح بالمسير في شارع واحد، وإنما أن نضع عند كل تقاطع إشارات للمرور، وبذلك يمكننا تنظيم عملية السير ضمن التقاطعات، كذلك الأمر فيما يرتبط بالعقول والأذواق. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+