1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

الصدق أشرف الصفات النفسية

المؤلف:  الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

المصدر:  الحياة في ظل الأخلاق

الجزء والصفحة:  ص47ــ49

15-6-2022

2015

لا شك أن صفتي الصدق والأمانة تعتبران من أبرز علائم الشخصية، بل لا يمكن تسمية أحد إنساناً واقعياً بدونها. وهاتان الصفتان متفرعتان من أصل مشترك واحد؛ لأن الصدق ليس إلا الأمانة في الحديث، كما أن الأمانة ليست سوى الصدق في العمل. وسنرى لاحقاً أن آثارهما الاجتماعية متشابهة أيضاً.

ولعل هذا هو السر في ذكر «صدق الحديث» و«أداء الأمانة» معاً في أحاديث الأئمة المعصومين عليهم السلام.

* أهمية الصدق: 

وكما ذكرنا يعتبر الصدق من الصفات البارزة في شخصية المرء ومن علائم عظمة فكره وطهارة روحه.

ويمتاز الصادقون بالشجاعة والصراحة والإخلاص والقناعة والتنزه عن العصبيات الجاهلية الخاطئة، والحب والبغض المفرطَين؛ لأن الصدق لا يتجرد عن هذه الصفات.

وعلى عكس ذلك الكاذبون فغالباً ما يمتازون بالجبن والرياء والطمع والتعصب واللجاجة أو التورط في الحب والبغض المفرطين.

فالصادقون يلتزمون في حياتهم بعقائد متينة ويندر أن يكونوا متلونين ومداجين ومتغيري المزاج ومنافقين؛ لأن الصدق ينافي كل هذه الرذائل، وكما سيأتي في شرح دوافع الكذب، نجد أنه ينبع من إحدى هذه الرذائل المذكورة أعلاه، لهذا يمكن اعتبار الصدق مفتاحاً لمعرفة باطن الأفراد من النواحي المختلفة، وقد اعتبر الأئمة المعصومون، من خلال أحاديثهم، صدق الحديث وسيلة لتقييم ماهية الأفراد.

قال الصادق عليه السلام: «لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده؛ فإن ذلك شيء قد اعتاده، ولو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته»(1).

وقال تعالى في محكم كتابه الكريم: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} [محمد: 30].

* آثار الصدق العظيمة:

إن أكبر خدمة يقدمها الصدق للناس هي خلق الثقة والاطمئنان في المجتمع، ومن البديهي أن جميع التطورات العلمية والتكنولوجية والاقتصادية التي توصل إليها الإنسان كانت نتيجة لحياته الاجتماعية.

لكن التعاون ووحدة التفكير، اللذان هما أساس الحياة الاجتماعية يتيسران في حالة وجود الثقة والاطمئنان بين الأفراد بصورة تامة. ولولا ذلك لحدثت مشاكل اجتماعية كالتنازع والتنافس والتخريب، إضافة للحرمان من فوائد الحياة الاجتماعية!

إن الصدق أفضل وسيلة لخلق الثقة والاطمئنان في المجتمع، ونقيض ذلك الكذب.

فلو كذبت مؤسسة اقتصادية معينة في تعريف أحد منتجاتها لظن الناس سوءاً بأحسنها.

ولو كذب المسؤولون السياسيون لما صدق الناس بوعودهم وتحذيراتهم ولخسروا القاعدة الشعبية العريضة.

ولو راج الكذب في المجالات العلمية، لانعدمت الثقة بين العلماء وطلابهم، بكلام ونصوص وآراء بعضهم. ولوجب على كل طالب علم أن يتحمل كافة الجهود، اللازمة لإتمام مشروع علمي معين شخصياً، ولحُرِمَ من ثمرة جهود آلاف السنين من أعمار الآخرين، ويُعَد الكذب في هذا المجال من أقبح وأقذر أنواع الكذب.

____________________________________

(١) سفينة البحار – نقلاً عن الكافي.