x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التفهيم والإرشاد
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة: ص227ـ 232
22-5-2022
1654
عمل التربية من خلال الهداية والإرشاد هو سوق الفرد الجاهل لأمر ما ووضعه في خط كمال ذلك الأمر بعد أن كان متوقف عن السير فيه إلى الأمام.
عالم الطفولة عالم للتربية والشمولية ويمتد إلى السبعة الثانية من عمره ويعتبر فيه عبداً(1)، يجب أن يتعلم فيه كل شيء ويتدرب على كل شيء، وينمى فكره فيه وكذلك عقله ويستعد لدخول دنيا الكبار. مسيرته إلى الهدف خطوة خطوة وكل يوم يتقدم إلى الأمام حتى يصل إلى الكمال المقدور بالنسبة إليه(2).
يجهد الطفل أحياناً ويسعى من خلال الحرية الموجودة في اختياره للوصول إلى ما يخالف صلاحه وصلاح الآخرين وعلة ذلك هو جهله وعدم علمه باضرار وعواقب الأمور، ولهذا فإن إرشاده ونصيحته تعد من وظائف الأولياء الضرورية للأطفال.
الحاجة إلى الرشد والتوعية
الحقيقة ان الجهل يسبب العبودية ويجعل الانسان في قيد نفسه، وحسب قول أحد فلاسفة الغرب(3)، لو قبلنا على أن الحرية في ظل درك الحقيقة من الضرورات سنستنتج بصورة تلقائية الى أن مسالة درك وتشخيص الصواب عن الخطأ والجيد عن الرديء والقبول بخط ما وفق وعي وخبرة.
تبنى حرية الأفراد وحدودها على العوامل التالية:
- معرفة الرديء والجيد والحسن والقبيح والاطلاع على واقع الأمور(4).
- القدرة على العمل والتطبيق وهذا يجب أن يكون في ظل التخطيط وتعيين المسير الصحيح وانتخاب الأحسن.
- وجود رغبة واختيارات منضبطة في الحياة تساعده على السير إلى الهدف المقصود.
- الإيمان الحقيقي بصحة العمل وسلامة الطريق والأسلوب الذي نختاره
التربية العقلية
توجب هذه التربية على الوالدين الاهتمام بالعقل إلى جانب التربيات الأخرى لأبعاد الطفل المختلفة، وهذا ما تعتبره بعض المذاهب الفلسفية أصل التربيات وأهمها.
الطفل الواقع تحت ضغط الانضباط الجبري يتوقع منه ترك ذلك بعد زوال المؤثر القسري والعمل بما يمليه عليه تشخيصه، ولهذا نراه دائماً في حالة خوف وقلق وحساسية وعصبية وعديم الرغبة بالعمل والمثابرة، وكما هو متشائم من الآخرين نراه وحيداً ومظلوماً بنفس النسبة في حياته، وشعر نتيجة تلك الوحدة بالغربة والخوف ويبدأ سلوكه العام بالهبوط تدريجياً إلى الضعف. على هذا الأساس تعتبر التربية على الحرية ناقصة إن أهملت الجانب العقلي لأن الأسلوب الجبري والقسري يجعله مقلداً كالببغاء.
أما الوضع الطبيعي هو خروجه من حالة الجهل بأسلوب بتناسب مع إدراكه وفهمه ووسعه الروحي والنفسي ويسير قدماً بوعي.
هناك العديد من المواقع تظهر في ظل تربية عقل الطفل ووجدانه، ويمكننا أن نوضح بعض المفاهيم من خلال (ارائة صورة ذلك الفعل كالاحراق مثلاً) أو القطع لشي آخر من خلال التجربة السابقة وسيكون هذا الأسلوب مساعد له ابتداء من سنينه الأولى.
تفهيم الحدود
يستنتج الطفل في مراحله الأولى ومن خلال تجاربه بعض العوامل المحددة، كالابتعاد عن المحرقات من خلال فهمه لأمر الإحراق نفسه وتجربة الافراط بالطعام تجعله يبتعد عن ذلك ولكن يجب أن ننتبه إلى أن جميع الأمور لا يمكن تجربتها وكذلك أن الكثير من الأمور لا يمكن أن يعمل بها الطفل أو يجربها.
لأجل التفهيم السريع نلجأ أحياناً إلى أسلوب التقريب والتمثيل وأحياناً أخرى إلى الأوامر والنواهي وفي بعض الموارد إلى سبيل السيطرة(5).
للوصول إلى الكمال نسلك احياناً طريق الوسط في بعض الأمور وهذا يعني عرضها بأسلوب طفولي يفهمه الطفل ومستوحى من تجارب أوليائه.
على أي حال إن الأمر المهم هو أن الطفل وعلى ضوء إدراكه وفهمه يفهم امكاناته ويشخص ظروفه ووضعه وموقعه وما هو تكليفه ومسؤوليته في الأمور وما هي حدود حريته وما هي الموانع التي يجب أن تتواجد في طريقه ويقبل بها، وفي أي مكان يكون حراً ومقيداً.
توضيح العلل
من أجل توضيح حدود الحريات لأغلب الموارد يمكننا مناقشة روابط العلة والمعلول على سبيل المثال لو أردنا منع الطفل عن موضع ما علينا ذكر سبب وعلة ذلك ابتداءً، فإذا قلنا له ممنوع عليك اللعب بالآلة الجارحة لأن السبب هو أننا لا نرغب أن تجرح يدك، أو نمنعه من عبور الشارع لوحده نقول له لأن هنالك أخطاراً تهدده وكذلك بالنسبة للسباحة في البحر أو المسبح لوحده لوجود خطر الغرق وهكذا.
لا ننسى أن هذا الأسلوب غير ناجح مع جميع المسائل وخصوصاً في الأمور التي تظهر نتائجها في المستقبل أو في المسائل الشرعية، فلا يمكن توضيح سبب منع الفضول والتطفل أو لماذا حرمت نظرات الحرام، وأن الأمر الشرعي الآخر لماذا أصبح حراماً، بعبارة أخرى يجب أن يكون قسم من تلك المراقبات في جانب الحرية بصورة تعبدية(6).
توضيح العواقب
يمكن أن توضح سر الحرية أو المنع من خلال العاقبة السيئة أو الحسنة لها، وهذا الجانب محدود أيضاً كسابقه خصوصاً في الحديث عن المستقبل أو أمور أخرى لا تُستقبل من قبل الطفل.
أما في الموارد التي تسبب الضرر نتيجة جهل الطفل يجب توضيح ذلك له، ولكن عند تعذر ذلك نحاول عن طريق كسب ثقته بنا من صرفه عن الأعمال غير المناسبة.
يمكننا لتوضيح ذلك للطفل الاستفادة من المصاديق العملية والقابلة للمشاهدة من قبله، مثل الاشارة الى جرح يد أحد الأفراد بسبب عدم احتياطه من الآلة الجارحة، وهذا سيجعله يبتعد عنها وهكذا في المسائل الأخرى.
نكات حول التوضيح والإرشاد:
لمنع الطفل عن بعض الموارد من الأفضل أن نلجأ إلى أسلوب المداراة والهدوء قبل أن ندخل إلى التهديد والعقاب.
- التوضيح والإرشاد عام للجميع ومتساوٍ بجميع أفراد العائلة.
- يحق للطفل أن يسأل عن كل ما لم يفهمه ويعرف حقيقته من الأولياء ويجب على هؤلاء الإجابة بأسلوب طيب ومناسب له.
ـ يمكن إخباره للحيلولة دون عمل ما لان هذا العمل مناف لمستوى العائلة.
- إيجاد الثقة والتصديق بالأبوين من الأمور المهمة جداً لتحفيزه على استقبال الشروط. واظهار حب الخير له.
-الابتعاد عن المراوغة والكذب لأجل منع الطفل عن أمر ما لسوء عاقبته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ .....، وعبد سبع سنين: الطبرسي، مكارم الأخلاق: ص255.
2ـ المجلسي: بحار الأنوار: ج1، ص173، حديث عن الإمام الرضا (عليه السلام).
3ـ سارتر.
4ـ تبدأ من عمره 6 سنة.
5ـ استعمال القوة للمنع أو التحفيز.
6ـ لا يمكن الاستدلال في جميع الأمور ولا نملك ذلك ولا فرصته.