من تراث المرتضى: الامام المهدي
المؤلف:
المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
المصدر:
أعلام الهداية
الجزء والصفحة:
ج 2، ص232-234
4-5-2022
2708
استأثر التبشير بقضيّة الإمام المهدي المنتظر ( عج ) اهتمام القرآن الكريم والنبيّ العظيم والإمام المرتضى على الرغم من التشتّت الذي كان يعيشه ذلك المجتمع المضطرب بعد الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، قال ( عليه السّلام ) : ألا وفي غد - وسيأتي غد بما لا تعرفون - يأخذ الوالي من غيرها عمّالها على مساوئ أعمالها ، وتخرج له الأرض أفاليذ كبدها ، وتلقي اليه سلما مقاليدها ، فيريكم كيف عدل السيرة ، ويحيي ميّت الكتاب والسنّة[1].
إنّها رؤية دقيقة محدّدة مضيئة واضحة المعالم ، تتمثّل في قيام ثورة عالمية تصحّح وضع العالم الإسلامي بل الإنساني أجمع ، قال ( عليه السّلام ) عن قائدها : يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى ، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي[2].
وقد تصدّت مؤسّسة نهج البلاغة لجمع الأحاديث التي وردت عن الإمام عليّ ( عليه السّلام ) حول الإمام المهدي ( عج ) وقد اجتمعت في جزء واحد وبلغ مجموعها ( 291 ) حديثا ، أربعة عشر منها عن اسم المهدي وصفاته ودعائه وسبعة وسبعون منها عن نسب الإمام وأنّه من قريش وبني هاشم ومن أهل البيت ومن ولد عليّ ، وأنّه من ولد فاطمة ، بل من ولد الحسين وأحد الأئمّة الاثني عشر ، وخمسة وأربعون منها ترتبط بالمهدي في القرآن ونهج البلاغة وشعر أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) ، وثلاثة وعشرون منها حول أنصار المهدي والرايات السود ، واثنا عشر منها حول السفياني والدجّال ، وستة وعشرون منها عن غيبة المهدي ومحن الشيعة عند الغيبة وفضيلة انتظار الفرج ، وخمسة وسبعون منها حول الفتن قبل المهدي وعلائم الظهور وما بعد الظهور ودابّة الأرض ويأجوج ومأجوج ، وتسعة عشر منها ترتبط بفضل مسجد الكوفة وخروج رجل من أهل بيته ( عليهم السّلام ) بأهل المشرق يحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر حتى يقولوا : واللّه ما هذا من ولد فاطمة . . ثم يبيّن حكم الأرض عند ظهور القائم ( عليه السّلام ) وحكومته وكيفية ختم الدين به .
قال ( عليه السّلام ) : يا كميل ، ما من علم إلّا وأنا أفتحه ، وما من سرّ إلّا والقائم ( عليه السّلام ) يختمه . .
يا كميل ، لا بدّ لماضيكم من أوبة ، ولا بدّ لنا فيكم من غلبة . . .[3].
بنا يختم الدين كما بنا فتح ، وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك ، وبنا يؤلّف اللّه قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألّف بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك[4]. ولو قد قام قائمنا ؛ لأنزلت السماء قطرها وأخرجت الأرض نباتها ، وليذهب الشحناء من قلوب العباد ، وأصلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة من العراق إلى الشام لا تضع قدمها إلّا على النبات وعلى رأسها زينتها لا يهيجها سبع ولا تخافه[5].
[1] من الخطبة 138 من نهج البلاغة
[3] عن بشارة المصطفى : 24 - 31 .
[4] عن ملاحم ابن طاووس : 84 - 85
[5] عن خصال الصدوق : 2 / 418 . وراجع موسوعة أحاديث أمير المؤمنين ، الجزء الأول ما روى عنه حول الإمام المهدي ( عليه السّلام ) . مؤسّسة نهج البلاغة .
الاكثر قراءة في التراث العلوي الشريف
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة