x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الحرية والعدالة في الاسرة

المؤلف:  صالح عبد الرزاق الخرسان

المصدر:  تربية الطفل واشراقاتها التكاملية

الجزء والصفحة:  ص283-285

30-5-2021

1461

إنه من كل الإمكان أن نسمي الأسرة بالدولة الصغيرة كما نسمي الدولة بالأسرة الكبيرة إن صحّ التعبير. وعليه يجب أن تكون هناك عدالة وقانون أخلاقي وحرية منضبطة تسود جو الأسرة كما هو الحال في الدولة.

فالأب والأم العاقلان الملتزمان بالإسلام الحقيقي والمطيعان لله سبحانه وتعالى يستطيعان ان يديرا شؤون الاسرة ويحققا العدالة فيها ، ويوفّرا جوّاً من الحرية والعدالة والإنصاف والاحترام والمحبة ، والانتصار للحق والفضيلة.

وطبيعي ستكون النتيجة: إنّ الأسرة ستعيش متلاحمة ومتفاهمة ومتعاونة في ظل الامن والطمأنينة والهدوء الفكري ، والارتياح النفسي وكل منهم يؤدي واجباته ومسؤولياته بكل فرح ورضا وارتياح ، وكلهم أمل وثقة بانهم سيحصلون على السعادة لا في الدنيا وحسب بل وفي الآخرة ايضاً.

وقطعاً إن في هذه الظروف والاجواء التي تشعُّ فيها أشعة الفضيلة والايمان والحب والحنان والشعور بالمسؤولية سيعكس بظلاله المشرقة ، وتأثيراته الايجابية على الأطفال ، فتهديهم إلى طريق الحق والفضيلة والخير والمعروف والاستقامة في السلوك والرؤية ، وبالتالي دوام التوفيق والنجاح ، وتحقيق التكامل والرقي في الحياة.

وعلى العكس من ذلك ، ان الاسرة التي يتحكم فيها الابوان الجاهلان المستبدان والمنحرفان ، واللذان لم يطيعا الله عز وجل ، ويفرطا بالواجبات الدينية ، ويضربا كل الانظمة العلمية والأخلاقية والتربوية عرض الحائط ، ولن يشعرا بالمسؤولية تجاه أطفالهم وكيان الاسرة ، ويتوسلا دوماً وأبداً بالاستبداد والتعنّت ، والقسوة والبطش ، وفرض الإرادة بالقوة والفحش والعربدة والضرب المبرح. حتماً ستتحول هذه الاسرة إلى سجن رهيب لا يُطاق ، وستعكس بظلالها السوداء القاتمة والمرعبة ، وآثارها السلبية الماحقة على الاطفال والأسرة وحتى المجتمع.

أجل ، في أسرةٍ كهذه تنعدم الحياة المطمئنة الهانئة ويتعثر الفكر ، وتقلق النفس ، وترتعد الفرائص ، وينعدم الطريق الصحيح إلى التكامل والتعالي ، ويسيطر الخوف والرعب والقلق على جميع انحاء الدار ، ويرى اعضاء الاسرة انفسهم انهم معرضون في كل لحظة للخطر والاهانة والتعذيب والقسوة... وطبيعي ستؤول نتيجة هذه الاسرة إلى ما لا يُحمد عقباه ، حيث العقد النفسية ، والتأزمات الفكرية ، والامراض الخطيرة ، والخسائر الفادحة ، والشذوذ عن الصراط المستقيم ، والابتعاد عن سبل الخير والمناقب والهداية ، والوقوع في بحر المشاكل والمهالك.

نعم ، ان نتيجة ركوب الرأس والاستبداد والخروج على قواعد الدين وقيم السماء ، والمعاملة السيئة للأطفال وعموم الاسرة لا تتوقف عند حد ايقاف الرشد المعنوي للأطفال فقط بل تتعدى إلى اجسامهم فتمنعها عن الرشد الطبيعي. وهذا معناهُ : الحكم عليهم بإعدامهم.

لذا يجب على الآباء والامهات أن يحكموا وجدانهم وعقولهم وان يكرهوا لأبنائهم ما يكرهونه لأنفسهم وان لا يعاملوا أطفالهم وأي فرد في الاسرة معاملة قاسية حقيرة ، وان يطيعوا الله الخالق القدير ، وان يكون عقابه الاليم نصب أعينهم ، وان يتمسكوا بشرع الله الحكيم وبكل خلق كريم ، واسلوب تربوي ناجح؛ لأن الاطفال أمانة في أعناقهم. وعليهم ينعقد الأمل الكبير في تحقيق الأهداف الالهية والانسانية المنشودة وعندئذٍ تنعم الاسرة والبشرية جمعاء بالخير والمحبة والعطاء والسلام والهناء. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+