x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
على طريق إصلاح الطفل
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص114ـ118
11-4-2021
2008
الأسرة التي تسير على طريق إصلاح وتأهيل الطفل لا بد لها من الالتفات الى نقاط هامة منها:
1- إصلاح الذات:
كيف يمكننا ان نوفّق لإصلاح طفلنا إذا لم نصلح انفسنا؟ وإذا لم نتحكّم بأهوائنا وسلوكنا. فالمربي الذي يريد تربية الآخرين عليه ان يبدأ بتربية نفسه. وهذا الأمر يحتاج الى شهامة منا لنعرف انفسنا على حقيقتها أولاً، ثم لنبادر الى إعداد انفسنا وتربيتها.
على المربي ان يقيّم نفسه، ان يحدد نقاط القوة والضعف لديه، ان يتعرّف على المسائل والمشاكل التي تقف عقبة في طريق بنائه لنفسه وتكاملها، ثم يقضي على تلك العقبات، ليتمكن بعدئذ من حل مشاكل طفله.
واخيراً فإن الوالدين اللذين يريدان إصلاح طفلهما عليهما ان يطمئنا الى انهما قد أصبحا مديران لائقان لنفسيهما، ويمكنهما ان يكونا اسوة سليمة لأطفالهما، وأفراداً يعتمد عليهما من قِبل أطفالهما، خاليان من اي انحراف وتلوث ، وليس فيهما شيء مما ينهان ابنهما عنه.
2. اكتساب الوعي:
فدون معرفة طرق التربية لا يمكننا ان نبادر الى إعداد الآخرين وتربيتهم. ومن يريد إصلاح طفله، عليه ان يفكر في طريقة تأهيل ابنه، ويرسم خطة لذلك، ويهيئ مشروعاً، ويحدد لماذا صار هكذا؟ وكيف يمكن تخليصه مما هو فيه؟
الأطفال يحتاجون الى إرشاداتنا خلال مراحل نموهم المختفة، ولا بد من القيام بإصلاحهم طبقاً لضوابط ومقررات معينة، ولا بد للمربي ان يعرف الطرق والاساليب اللازمة. فدون وعيه لها واطلاعه عليها لا يمكنه ان يمارس التربية، بل عندما لا يملك الوعي اللازم قد يعود بالضرر على روحية الطفل.
3. قبول الطفل:
من الأمور الهامة في عملية تأهيل الأطفال ان نقبل بالطفل كما هو، وعلى الحالة التي هو عليها. قبيح ام جميل، صبي ام فتاة. صحيح ان مخالفاته تعذبنا، لكن علينا ان نفكر في ان استمرار الوضع على هذه الحالة فماذا سيحصل؟ وهل يجب ان نكله الى نفسه، ام لا بد من المبادرة الى إصلاحه؟
على الأسرة ان تتصرف مع الطفل بشكل يجعله يعتمد على والديه، ويحس ان والديه يحبانه ويحترمانه، وإذا أمره بشيء ونهياه عن آخر أو عاقباه فكل ذلك من أجل خيره ومصلحته هو.
فالوالدان العاقلان يبرزان لطفلهما مدى حبهما له وسعيهما نحو سعادته من خلال إعطائه دوراً في النشاطات والبرمجة وحتى في اتخاذ القرارات البسيطة في حياتهم، أو يضعان برنامجاً خاصاً للفت انتباهه، مهيئين بذلك المجال لكسب ثقته.
4. إعطاؤه بعض الوقت:
من يريد إعداد طفله بشكل جيد، عليه ان يكون في حضور دائم داخل ساحة تربيته، أباً كان ذلك الشخص ام أماً. لأننا إذا لم نهتم اليوم بأطفالنا، فسوف لن نتمكن من ذلك غداً.
من المؤسف جداً ان انشغالات المربين والآباء والأمهات أصبحت بشكل جعل علاقتهم بأولادهم علاقة سطحية. يعود الوالد الى البيت وقد نام الأطفال، ويخرج صباحاً الى عمله وهم نائمون، أو غير واعين تماماً. والمؤسف أكثر ان هذا الأمر ينطبق على وضع الأمهات الموظفات أيضاً.
يستطيع أولئك الرجال والنساء ان يكتفوا بمدخول متوسط ، ويستفيدوا من الفرصة المتبقية ليقوموا بتربية أبنائهم. لكن الميل الى العيش في حياة مرفهة ومليئة بالكماليات والتنافس والتفاخر يجعلهم يصرفون كل أوقاتهم في العمل، فيخسرون بذلك أولادهم لعدم بقاء وقت أو طاقة لرعايتهم.
5. كسب ثقة الطفل:
خلال ممارسة عملية إصلاح الطفل لا بد للوالدين من السعي لكسب ثقة الطفل بهم، لتكون قراراتهم حوله مؤثرة. فما أجمل ان يدرك الطفل ان والديه يريدان خيره وسعادته، وأن ما يقومان به من أجل راحته وسلامته.
فمن الضروري ان يدرك الطفل ان والديه قريبان منه، مضحيان من أجله محبان له، يسعيان لحفظه وإصلاحه، وهما موضع أسراره. وانهما لن يسلباه راحته في الملمات، ولن يمنعاه من اللعب، وليس عندهم نية ايذائه.
6. الصبر والتحمل:
كلما ازداد صبرنا وسيطرتنا على انفسنا خلال تربية الطفل وتأهيله كلما كنا أكثر توفيقاً في إصلاحه والبلوغ به نحو الكمال، وكلما أصبح أكثر استعداداً للنمو والتكامل.
فقدرة الوالدين أمر ضروري، لكن هدوءهم وصبرهم وثباتهم وثقتهم أمر ضروري أيضاً. فقضايا الأطفال يمكن حلها بالصبر وسعة الصدر والتفاهم الحسن وبإبراز الدعم للطفل.
بفرض القوة وبتعكير الجو وبالصراخ والغضب لا يمكن الوصول الى حل. بل إننا في كثير من الأحيان نحتاج الى مفاوضات ومشاورات حول الطفل، بحاجة أحياناً الى ايقاظ وجدانه فيه.
7. التعاون مع المدرسة:
الاهل الذين يريدون إعداد طفلهم وإصلاحه لا بد لهم من الاستعانة بجميع ذوي الرأي في هذا المجال ممن يمتلكون تجربة وخبرة. عليهم ان يستشيروا في شؤون تربية أبنائهم المعلم والمدير والناظر والمسؤول التربوي في المدرسة فإنهم من ذوي الرأي والخبرة ويطّلعون على قضايا الأطفال في المجتمع.
فما أكثر المشاكل والمصاعب التي قد تحل عبر المدرسة والمعلم، وما أكثر ما يحل منها عبر الوالدين، وخاصة عبر الأمهات، فالأمهات بتعاونهن مع المدرسة، وإعطاء المعلومات الوافية عن أطفالهن يسهلن طرق الحل.
واخيراً ما دام هذان القطبان – الاهل والمدرسة – متعاضدان ومتكاملان، ويسعيان سوياً لبناء الطفل وإعداده وتربيته فإن الآمال بتأهيل الأطفال تتضاعف وتكبر.
لو لم تكن الأسرة كذلك:
إذا لم تكن الأسرة كذلك، أو كان الطفل المخالف محروماً من وجود والديه أو احدهما، فما هو السبيل الذي يجب ان يتبع لإعادة تأهيل الطفل؟ وقد يكون والده في حالة اختلاف وصراع دائمة، ولم يتمكنا من التحرك لإصلاح طفلهما، فماذا نفعل في هذه الحالة، وما هو الواجب؟
في هذه الحالة يبدو ان الانسب هو ان يتولى اقرب أفراد العائلة الى الطفل مسؤولية إعادة تأهيله، مثل جده أو جدته أو عمته أو خالته أو عمه أو خاله ، نعم إننا نعترف بأن نقل الطفل يعد خطأ من الناحية التربوية، فالطفل يجب ان لا يعهد به الى غير والديه لكن إذا كان الخيار بين الضررين فقبول اقلهما ضرراً أفضل.
كلمة حول الايتام:
إننا نعتقد بضرورة ان يؤخذ اليتيم الى البيت مهما امكن ذلك، وأن يربيه المشرف كإبن له. لأن إيداع الايتام في المياتم، وحرمانهم من العواطف الأسرية، يوجه الى روحيتهم ونفسيتهم لطمة شديدة.
فلا بد ان يعيش الطفل في جو عائلي، وأن يعاشر عدداً من الأطفال ويعيش معهم، وأن يتم الإهتمام به صحياً وروحياً تماماً كما يهتم الشخص بأولاده، ولا بد ان نطمئنه اننا نحبه، وأنه واحد منا، وأننا نتفهم آلامه، ونشاركه فرحه وهمومه. وهذه هي خلاصة ما أوصى به الإسلام حول تربية الايتام وتعهدهم.