|
في الفصل الرابع بدأت في استكشاف تجاربك الشخصية مع الخجل في صغرك عندما كنت طفلاً وحالياً كفرد بالغ. والآن حان الوقت لإلقاء نظرة أكثر عمقاً على تجاربك في مرحلة الطفولة، وتوقعاتك الأبوية إزاء أطفالك، ومهاراتك التربوية، والبيئة العائلية. وبمجرد قيامك بتلك الرحلة الكبرى للعالم الاجتماعي لعائلتك سيزداد فهمك للتأثر العائلي على خجل طفلك علاوة على أنك ستعرف كيف تصبح والداً أفضل لطفلك الخجول عن طريق إيجاد بيئة منزلية آمنة ومليئة بالعطف في المفكرة اليومية للخجول الناجح أكتب ما تستعيده من ذكريات طفولتك، ولا يهم هل كنت طفلاً خجولاً أم لا، لأن مهاراتك التربوية الحالية سيتم إثراؤها من التفكير فيما مضى وتحليله. من فضلك أجب عن الأسئلة التالية:
* هل كانت حياتك بالمنزل كطفل لا تطاق ومليئة بالصراعات أم كانت منظمة وسعيدة؟
* هل كنت تحظى بنفس الاهتمام من والديك بقدر اهتمامهم بإخوتك؟
* هل شعرت أنه كان بإمكانك التحدث الى أبويك وتجدهما منصتين لك بالفعل؟
* هل كان والداك على وعي بمشكلاتك بالإضافة الى إنجازاتك؟ هل كنت تشعر بالأمان والحب؟
* كيف كان يظهر والداك اهتمامهما بك؟
* هل كنت تندمج اجتماعياً مع عائلات أخرى أو أقارب آخرين؟
سواء كنت طفلاً خجولاً أم لا ، فإنه يمكنك الاستفادة من إلقاء نظرة على الماضي لأنه أفضل مؤشر على ما يتوقع حدوثه في الحاضر والمستقبل. فقد أخبرني العديد من الكبار الذين كانوا خجولين في سنواتهم الأولى بأنهم كانوا يشعرون بأن آباءهم لا يحبونهم ولا يستمعون إليهم ولا يقومون بتغذيتهم معنوياً بطريقة ملائمة، وكان العديد منهم يشعرون أنهم منبوذون عاطفياً وتُركوا للعناية بشؤونهم بأنفسهم في عالم يبدو قاسياً ، وكانوا يشعرون أيضاً بنقص الفرص لكي يصبحوا نشطين اجتماعياً ، وكانت حواراتهم وتفاعلاتهم مقصورة على عدد محدود من أفراد العائلة ، والآن ككبار اقسموا على تربية أطفالهم بطريقة مختلفة ، وأنا أتمنى لهم التوفيق ولكن أتمنى ألا يحاولوا تركيز كل جهدهم على تنشئة أطفال انبساطيين لدرجة أنهم يتغاضون عن العديد من الصفات الرائعة التي يتمتع بها الطفل الخجول. وعبر هذا الفصل سوف ابين لك كيف توازن بين التشجيع والحماية.
إذا لم تكن طفلاً خجولاً فقد لا تفهم الدور القوي الذي تلعبه في حياة طفلك وقد لا تدرك أن الكثير من أفعالك – والتي بعضها لا علاقة له بالمهارات الاجتماعية والاتصال – تؤثر على طفلك الخجول، أنا لا أقول هذا لكي ألقي باللوم عليك ولكن هدفي هو أن أجعلك أكثر وعياً بتأثيرك على طفلك. وعندما تقرأ هذا الفصل ستتعلم المزيد عن قوتك وكيف تستخدمها بحكمة.
|