x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
العلل البيئية
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص59ـ61
9-9-2020
2854
ان أول خطوة في التأهيل هي معرفة وضع وظروف الشخص المنحرف من كافة الجوانب. مثلاً وضعه من الناحية البدنية، هل هو في مرحلة الطفولة أو في مرحلة البلوغ، سليم جسدياً أو مريض. فقد ثبت أن كثيراً من الإنحرافات والمخالفات لها جذور بيولوجية، وترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بوضع البدن والمزاج والجوانب الأخرى. لهذا سنبحث في هذا الفصل هذا الجانب، ونتحدث في البداية عن مرحلة الطفولة.
مرحلة الطفولة:
إن مرحلة الطفولة هي مرحلة عدم الدقة، وعدم الالتفات. فمقتضى السن والنمو يستوجب أن يكون الطفل في حالة مخالفة، ولا يكون مثل الكبار الذين يلتزمون بجميع الجوانب الأخلاقية والإجتماعية والآداب والتقاليد.
فالطفل يقوم في هذه المرحلة العابرة وحسب ما يقتضيه سنه بأعمال قد لا تتلاءم مع أي من الموازين التي نعيّنها له. فتراه يركض دون علة ظاهرة للركض، ويضحك دون وجود سبب معروف للضحك، ويثرثر دون ان يكون هناك سبب للكلام.
هذه العلامات تدل على وجود إنحراف إذا صدرت عن الكبار، لكنها طبيعية وعادية إذا صدرت عن طفل. لهذا على الوالدين أن لا يلوموه على ذلك أو يغضبوا منه، أو يعتبروا حركته تلك إنحرافاً.
زوبعة النمو:
بناءً على ذلك فإن كثيراً مما قد نعتبره إنحرافاً، ليس في الحقيقة من مقتضيات النمو، وقد يصل الأمر الى درجة نطلق عليها تعبير زوبعة النمو.
لكن صورتها المحيرة تكون في مرحلة الصبا والبلوغ، فنمو الفكر والعادات والميول والأحاسيس لدى الطفل تحدث تغييرات، ولكل مرحلة من العمر لها قضاياها ومشاكلها الخاصة.
فمثلاً عندما يكون الطفل في الثالثة من عمره يمر في مرحلة الإنكار، إذا طلب منه شيء أو أُمر بأمر ما، فسيكون جوابه النفي. وعلة ذلك حس الاستقلال لديه في هذه المرحلة. ويخطئ الوالدان عندما يقرران تأديبه على ذلك.
وفي مرحلة 3-4 سنوات يبكي الطفل ويلجّ، لذا ينبغي أن لا نعاقبه على بكائه.
وفي السادسة من عمره يكون الطفل متمرداً بحيث يعتبره والداه انه صعب. لكن لا ينبغي الوقوف بوجهه بحيث تحطم احاسيسه وتضمحل، بل لا بد من حل مشاكلهم بالمداراة.
فتصدر عن الطفل في بعض مراحل حياته احاسيس وأعمال متضادة، فيتصرف أحياناً على هواه تاركاً أوامر وتوصيات والديه جانباً، لا يبر بوعده، بينما أحياناً يطيعهم ويسلم لأوامرهم الى درجة تجعلهم يمتلئون فرحاً منه.
وفي سنين أخرى تكثر توقعاته، الى حد انه في عمر سبع سنين يعتبر ان كل من لا يلبي طلباته فهو ظالم. يبذل قصارى جهده ليحسبوا حسابه ويؤمنوا له حاجاته ورغباته، دون أن يقوم هو بقضاء حاجة غيره، بينما في أحيان أخرى يكون على العكس من ذلك.
وقد نجده يميل الى العزلة، رغم رغبته بامتلاك حياة إجتماعية، وحشرية وحب اطلاع شديد تجاه بعض الأمور، رغم إهماله لأمور أخرى.
هذه الأمور التي قد تطرأ على الطفل خلال مرحلة النمو، وخاصة في المراحل التي تطرأ فيها على بدنه تغييرات. وعلى الوالدين ان لا يقلقوا من ذلك، أو يواجهونه بجد. وعلى المربين ان يعطوا الطفل فرصة ليمارس طفولته، بل عليهم ان يتصابوا له أحياناً حسب وصايا رسول الإسلام، ويسمحوا له بعبور هذه المرحلة الى أن تخمد تلك الزوبعة.
لكن ذلك لا يعني ان نترك الأطفال نهائياً، أو ان نتغاضى عن جميع افعالهم لأنهم أطفال. بل ما نريده هو ان لا يتوقعوا منه ان يسير على صراط مستقيم خلال هذه الفترة. أما إذا كان تصرف الطفل قد يؤذيه أو يؤذي غيره، أو يتفوه بكلام بذيء لا يحتمل، عندئذ لا بد من تحذيره ومنعه من ذلك.