الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
المجتمع والمحيط الإجتماعي
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: .......
6-9-2020
4991
المجتمع والمحيط الإجتماعي كذلك الأوضاع والحوادث الإجتماعية تعد من العوامل التي تلعب دوراً مؤثراً في إصلاح وإعادة تأهيل الجيل، ذلك لأن الإنسان يتأثر بالعوامل المختلفة التي تحيط به في المجتمع من ثقافة وفن وادب وسيرة واساليب تفكير وتوجهات، ويؤثر فيه الناس من خلال إظهار ما يختزنونه.
فالطفل يعيش حياته وينمو ويتربى في محيطه العائلي أولاً، ثم في محيطه الإجتماعي. وقد يمارس في هذا المحيط عادات وأساليب صحيحة أو خاطئة، ويلتقطها الطفل عن وعي أو دون وعي، ويسعى لتقليدها.
لهذا فإن إعداد الطفل مهما كان عن خطة وبرنامج مدروس، وعلى يد مربين ماهرين، لن يكون ناجحاً إلا إذا كان محيط الطفل مؤهلاً أيضاً، أو ان يعد الطفل بعيداً عن ذلك المحيط.
ماذا نعني بالمجتمع؟
نعني بالمجتمع جميع الأشخاص والظواهر والأمور التي نعيش خلالها ونتأثر بها. فمن الأشخاص:ـ الوالد، الوالدة، الاخ، الاخت، والاهل، والاقارب، والمعلم، والمدير، والخادم، وزملاء اللعب، والخباز، والبقال، وعالم الدين، والقاضي، والشرطي وما شابه، ولكل واحد منهم تأثير بمستوى معين في بناء أو تدمير حياة الطفل من الناحية الجسدية والأخلاقية والعاطفية والمعنوية.
ومن الظواهر:ـ الماء، الهواء، الحرارة، البرودة، الجبل، السهل، الينبوع، النهر، البحر، النبات، الجمادات والمنخفضات، والمرتفعات، الجفاف، الخضرة، الكواكب الأخرى، النور وما شابه، وكل هذه الأمور ليس لها تأثير في تحريك الإنسان وتوجيهه بشكل مباشر، لكنها تؤثر في إعداده وتكوينه.
ومن الأمور والوسائل:ـ وسائل الاتصالات، وسائل الإعلام، الكتب، الصحف، المجلات، الإذاعة، التلفزيون، الافلام، السينما، اشرطة التسجيل، والثقافة من ادب وامثال وشعر وسائر الفنون. ولكل منها تأثيره على بناء فكر الطفل وتصرفه وعمله، ويساعد على إصلاحه أو إفساده.
لا شك إن قدرة التمييز لدى الطفل ومستوى وعيه وعقيدته تساهم في قدرته على مقاومة المؤثرات أو خفض مستوى تأثره. فمن خلال قدرته المحدودة على التمييز يستطيع الطفل ان يتقبل بعض الأمور ويرفض أخرى، ويؤثر في ذلك ذوقه وروحيته أيضاً.
أهمية ذلك:ـ
بناء على ذلك فإن للمجتمع وللمحيط تأثيراً كبيراً على إعداد الطفل وتأهيله، ومن كان مهتماً بمستقبل الطفل ومصيره لا يمكنه تجاهل مسألة المحيط، وإهماله كأنه أمر غير موجود.
فعندما يكون المحيط مناسباً يكون علاج الطفل وإصلاحه سريعاً وسهلاً، ويعالج إنحرافه ومخالفته بسرعة، أما عندما يكون المحيط غير مناسب ويعج بالموانع والعقبات التي تقف في وجه رشده وكماله فإن إصلاحه في مثل هذا المحيط يصبح ضئيلاً أو مستحيلاً.
فطفلنا قد يقتدي ببقال أو قاض أو عالم دين أو شرطي أو عابر سبيل وما شابه. فتؤثر فيه أعمالهم صالحة كانت ام طالحة، وينسب الطفل عمله وتصرفه الصحيح أو الخاطئ الى ما شاهده من أولئك. فأي عِشرة بسيطة، أو عملية بيع أو شراء صغيرة تعطي الطفل درساً جيداً أو سيئاً، لهذا فإننا نقول ما دامت موانع المحيط قائمة، فلن تثمر جهود المربي.
الطفل في المجتمع:ـ
يتعرف طفلنا على العالم الخارجي بشكل تدريجي، ويتأثر به، كما يقتبس النبات من الشمس أشعة، فيتصل شيئاً فشيئاً بالناس والظواهر والأشياء، فالهموم والافراح والتصرفات تثير تقييمه الذهني وتحركه.
ما يراه الطفل في المجتمع هو ما سنجده فيه فيما بعد؛ لأنه سيطبع تلك الصور في ذاكرته ويعمل بها عند الاستطاعة. فالرياء والتلون هما من الأمور التي لا تتلاءم مع روحية الطفل، ولا يتقبلها إلا بصعوبة، لكنه قد يتطبع بها تدريجياً، ويعمل بها، وتؤدي به الى السقوط والضياع دون وعي وإدراك.
وكلما بلغ الطفل سن التمييز أسرع، وعرف نفسه أسرع، كلما ازدادت امكانية صيانته من العوامل المضلة في المجتمع. لهذا فإن مهمة المربي هي إرشاد الطفل نحو الأهداف المطلوبة من ناحية، ورفع مستوى إدراكه ووعيه من جهة أخرى، لئلا يضطر المربي من تحذيره من كل شيء، أو أن يصرف كل وقته في عملية ربطه بالمجتمع ربطاً سليماً.