تنتشر الشائعة إذا توفر شرطان هما: الأهمية والغموض، ولقد عبر البورت عن ذلك بلغة شبه رياضية: فالشائعة تساوي الأهمية في الغموض (ش = هـ  × ع ) أو        (A × R) ، ويقول البورت أن هذه العلاقة هندسية وليست فقط عددية، لأنه إذا لم يكن للحادثة أهمية من الزاوية الاجتماعية، فان الغموض لا يعتبر وحده كافياً لإحداث الشائعات، فالعلاقة بين الأهمية والغموض ليست علاقة إضافية، وإنما تضاعفية، بمعنى انه إذا كانت الأهمية " صفر " وإذا كان الغموض " صفر " فلن تكون هناك إشاعة ويمكن التعويض بشكل تصوري بالأعداد عن قانون الشائعة بحيث يتبين أن :

(١٠٠٠ " أهمية " × 1000 "غموض" = 1,000,000).

فلو كان الغموض أقل أو الأهمية أقل أو كلاهما، فإن ناتج أو فاعلية الشائعة تتغير بالتالي وبنسبة طردية، وعلى هذا الأساس إذا أراد المهيمنون على  شؤون الدعاية والإعلام الإقلال من شأن الشائعة، فان الأساس في ذلك هو خفض درجة الغموض أو درجة الأهمية أو كليهما، ولما كانت الأهمية لا تخضع لعوامل الخفض لأنها ترتبط بنواحي داخل الأفراد وأنفسهم، فإن المسؤولين يوجهون اهتمامهم للغموض، فيلقون بالمزيد من المعلومات والأخبار عن الموقف أي أن الغموض تنخفض درجته إلى الصفر تقريباً، فيكون الناتج حتى لو ظلت الأهمية (1000) كما يأتي :

(1000 "الاهمية"  × صفر "الغموض" = صفر) أي أنه لا يكون للشائعة بالتالي أي فاعلية.

ولقد قام فستنجر عام ١٩٤٨ بوضع قانون للشائعة يقوم على مبدأ عدم الوضوح المعرفي (Principle of Cognitive Unclarity) ويعني أن الشائعات تميل للظهور في المواقف التي تكون الجوانب العقلية المتعلقة بها غير منتظمة أي في حالة فوضى، خاصة إذا كانت تلك الجوانب تتعلق بالسلوك الحاضر، والمقصود بذلك أن معرفة الناس بأسباب الشائعة تكون معرفة (عقلية) مشوشة.

وتتفق كلا المعادلتين أو القانونين (البورت فستنجر) في تحديد عدم الوضوح المعرفي أو الغموض والأهمية أو الصلة بالموضوع كمحددات لأصل وانتشار الشائعة، ولقد كانت معادلة فستنجر اكثر خصوصية في تناولها للأهمية ، حيث ربطتها بالسلوك الحاضر .

وفيما يتعلق بهاتين المعادلتين أيضاً، فانه من المهم توضيح ما هو متضمن فيهما، وهو أن حالة عدم الوضوح المعرفي الخاصة بموضوع هام تكون عامة لكل أو لقطاع كبير من الناس، ومنطلق التأكيد على هذا العامل هو نمط الاتصال (النقل) الذي تتبعه الشائعة عادة، وهو نمط سلسلة الاتصال الذي يتصل بعضه البعض على هيئة سلسلة فمثلا (أ) ينقل عبارة أو جملة إلى (ب)، ينقلها إلى (ج)، (ج) ينقلها إلى (د) اي على النحو التالي :

( أ - ب - ج – د )

وهذا يبين نمط الاتصال بين أعضاء الجماعة في أي تجمع من المجتمعات يتميز بتبادل وحدات الاتصال من الأخبار والمعلومات.

ويتميز نمط الاتصال الذي على شكل سلسلة في الشائعة بأنه ينقطع بسرعة، كما أنه إذا لم يجد تدعيماً من جانب مروجي الشائعة فان انتشارها يكون بطيئاً.

مواضيع ذات صلة

الدعاية

الخداع الإعلامي

التضليل الإعلامي

كيف نواجه الحرب النفسية داخل المجتمع؟

أهداف الحرب النفسية

الحرب النفسية

مواجهة التضليل الإعلامي

أنواع التضليل الإعلامي

التضليل الإعلامي وتزييف الوعي

الأنشطة المقترحة والأسئلة المعروضة للنقاش حول الدعاية

تصنيف الدعاية وفقاً لطبيعة المضمون

تصنف الدعاية وفقاً لطبيعة مصدرها