التاريخ والحضارة
التاريخ
الحضارة
ابرز المؤرخين
اقوام وادي الرافدين
السومريون
الساميون
اقوام مجهولة
العصور الحجرية
عصر ماقبل التاريخ
العصور الحجرية في العراق
العصور القديمة في مصر
العصور القديمة في الشام
العصور القديمة في العالم
العصر الشبيه بالكتابي
العصر الحجري المعدني
العصر البابلي القديم
عصر فجر السلالات
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
الاراميون
الاشوريون
الاكديون
بابل
لكش
سلالة اور
العهود الاجنبية القديمة في العراق
الاخمينيون
المقدونيون
السلوقيون
الفرثيون
الساسانيون
احوال العرب قبل الاسلام
عرب قبل الاسلام
ايام العرب قبل الاسلام
مدن عربية قديمة
الحضر
الحميريون
الغساسنة
المعينيون
المناذرة
اليمن
بطرا والانباط
تدمر
حضرموت
سبأ
قتبان
كندة
مكة
التاريخ الاسلامي
السيرة النبوية
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام
سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام
الخلفاء الاربعة
ابو بكر بن ابي قحافة
عمربن الخطاب
عثمان بن عفان
علي ابن ابي طالب (عليه السلام)
الامام علي (عليه السلام)
اصحاب الامام علي (عليه السلام)
الدولة الاموية
الدولة الاموية *
الدولة الاموية في الشام
معاوية بن ابي سفيان
يزيد بن معاوية
معاوية بن يزيد بن ابي سفيان
مروان بن الحكم
عبد الملك بن مروان
الوليد بن عبد الملك
سليمان بن عبد الملك
عمر بن عبد العزيز
يزيد بن عبد الملك بن مروان
هشام بن عبد الملك
الوليد بن يزيد بن عبد الملك
يزيد بن الوليد بن عبد الملك
ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك
مروان بن محمد
الدولة الاموية في الاندلس
احوال الاندلس في الدولة الاموية
امراء الاندلس في الدولة الاموية
الدولة العباسية
الدولة العباسية *
خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى
ابو العباس السفاح
ابو جعفر المنصور
المهدي
الهادي
هارون الرشيد
الامين
المأمون
المعتصم
الواثق
المتوكل
خلفاء بني العباس المرحلة الثانية
عصر سيطرة العسكريين الترك
المنتصر بالله
المستعين بالله
المعتزبالله
المهتدي بالله
المعتمد بالله
المعتضد بالله
المكتفي بالله
المقتدر بالله
القاهر بالله
الراضي بالله
المتقي بالله
المستكفي بالله
عصر السيطرة البويهية العسكرية
المطيع لله
الطائع لله
القادر بالله
القائم بامرالله
عصر سيطرة السلاجقة
المقتدي بالله
المستظهر بالله
المسترشد بالله
الراشد بالله
المقتفي لامر الله
المستنجد بالله
المستضيء بامر الله
الناصر لدين الله
الظاهر لدين الله
المستنصر بامر الله
المستعصم بالله
تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام
شخصيات تاريخية مهمة
تاريخ الأندلس
طرف ونوادر تاريخية
التاريخ الحديث والمعاصر
التاريخ الحديث والمعاصر للعراق
تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي
تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني
تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق
تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى
العهد الملكي للعراق
الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق
قيام الجهورية العراقية
الاحتلال المغولي للبلاد العربية
الاحتلال العثماني للوطن العربي
الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية
الثورة الصناعية في اوربا
تاريخ الحضارة الأوربية
التاريخ الأوربي القديم و الوسيط
التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر
مواقف الامام علي في القتال في الجمل
المؤلف: مؤسسة الغدير
المصدر: موسوعة سيرة الإمام علي (عليه السلام)
الجزء والصفحة: ص القسم السابع، فصل2، الباب 1-20. جهادة بعد البعثة »
2-3-2020
3878
مواقف الامام علي في القتال في الجمل
ليس عليه الا قميص
*عن محمّد ابن الحنفيّة : لمّا نزلنا البصرة ـ وعسكرنا بها ـ وصففنا صفوفنا ، دفع أبى علىّ إلىّ اللواءَ ، وقال : لا تحدثنّ شيئاً حتي يحدث فيكم . ثمّ نام، فنالنا نبل القوم، فأفزعتُه، ففزع وهو يمسح عينيه من النوم، وأصحاب الجمل يصيحون : يا ثارات عثمان !
فبرز وليس عليه إلاّ قميص واحد ، ثمّ قال : تقدّم باللواء ! فتقدّمتُ وقلتُ : يا أبتِ أ فى مثل هذا اليوم بقميص واحد ؟ !
فقال: أحرز أمراً أجلُه، والله قاتلت مع الني وأنا حاسر أكثر ممّا قاتلت وأنا دارع.
نعاس في المعركة
*مروج الذهب: قد كان أصحاب الجمل حملوا على ميمنة علىّ وميسرته ،فكشفوها ، فأتاه بعض ولد عقيل وعلىّ يخفق نعاساً علي قربوس سرجه ،فقال له : يا عمّ ، قد بلغت ميمنتك وميسرتك حيث تري ، وأنت تخفق نعاساً ؟ ! قال : اسكت يابن أخى ، فإنّ لعمّك يوماً لا يَعدُوه ، والله ما يبالى عمّك وقع على الموت أو وقع الموت عليه !
*دعائم الإسلام: روينا عن علىّ أنّه أعطي الراية يوم الجمل لمحمّد ابن الحنفيّة، فقدّمه بين يديه، وجعل الحسن فى الميمنة، وجعل الحسين فى الميسرة، ووقف خلف الراية على بغلة رسول الله.
قال ابن الحنفيّة: فدنا منّا القوم، ورشقونا بالنبل وقتلوا رجلاً ، فالتفتُّ إلي أمير المؤمنين فرأيته نائماً قد استثقل نوماً ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، علي مثل هذه الحال تنام ! قد نضحونا بالنبل وقتلوا منّا رجلاً وقد هلك الناس!! فقال: لا أراك إلاّ تحنّ حنين العذراء، الراية راية رسول الله، فأخذها وهزّها، وكانت الريح فى وجوهنا، فانقلبت عليهم ، فحسر عن ذراعيه وشدّ عليهم ، فضرب بسيفه حتى صُبغ كُمّ قبائه وانحني سيفه .
عسلك طائفي
*فى ذكر علىّ يوم الجمل ـ : فشقّ على فى عسكر القوم يطعن ويقتل ، ثمّ خرج وهو يقول : الماء ، الماء . فأتاه رجل بإداوة فيها عسل ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، أمّا الماء فإنّه لا يصلح لك فى هذا المقام ، ولكن اُذوّقك هذا العسل . فقال: هاتِ ، فحسا منه حسوة ، ثمّ قال : إنّ عسلك لطائفي ! قال الرجل : لعجباً منكـ والله يا أمير المؤمنين ـ لمعرفتك الطائفي من غيره في هذا اليوم ، وقد بلغت القلوب الحناجر ! ! فقال له علي: إنّه والله يابن أخى ما ملأ صدر عمّك شىء قطّ ، ولا هابه شىء .
الدرع البتراء
*ـ عن محمّد ابن الحنفيّة: دعا [علىٌّ] بدرعه البَتْراء ولم يلبسها بعد النبي إلاّ يومئذ، فكان بين كتفيه منها وَهن. فجاء أمير المؤمنين وفى يده شِسع نعل، فقال له ابن عبّاس: ما تريد بهذا الشِّسع يا أمير المؤمنين؟ فقال: أربط بها ما قد تهي من هذا الدرع من خلفي . فقال ابن عبّاس : أ فى مثل هذا اليوم تلبس مثل هذا ! فقال: ولِمَ ؟ قال : أخاف عليك . فقال: لا تخَف أن أوتي من ورائي، والله يابن عبّاس ما ولّيت فى زحف قطّ.
مباشرة الامام عليه السلام للقتال
*الفتوح: قاتل محمّد ابن الحنفيّة ساعة بالراية ثمّ رجع ، وضرب علىّ عليه السلام بيده إلي سيفه فاستلّه ، ثمّ حمل علي القوم ، فضرب فيهم يميناً وشمالا ، ثمّ رجع وقد انحني سيفه فجعل يسوّيه بركبته ، فقال له أصحابه : نحن نكفيك ذلك يا أمير المؤمنين ! فلم يُجِب أحداً حتي سوّاه، ثمّ حمل ثانية حتى اختلط بهم ، فجعل يضرب فيهم قدماً قدماً حتي انحني سيفه ، ثمّ رجع إلي أصحابه ،ووقف يسوّى السيف بركبته وهو يقول : والله ما اُريد بذلك إلاّ وجه الله والدار الآخرة !ثمّ التفت إلي ابنه محمّد ابن الحنفيّة وقال : هكذا اصنع يا بنى .
*عن أبى مخنف: زحف علىّ نحو الجمل بنفسه في كتيبته الخضراء من المهاجرين والأنصار، وحوله بنوه حسن وحسين ومحمّد، ودفع الراية إلى محمّد، وقال: أقدم بها حتي تركزها فى عين الجمل ، ولا تقفنّ دونه .
فتقدّم محمّد، فرشقته السهام، فقال لأصحابه: رويداً، حتى تنفد سهامهم، فلم يبقَ لهم إلاّ رشقة أو رشقتان. فأنفذ علي إليه يستحثّه ، ويأمره بالمناجزة ، فلمّا أبطأ عليه جاء بنفسه من خلفه ، فوضع يده اليسرى علي منكبه الأيمن وقال له : أقدِم ، لا اُمّ لك !
فكان محمّد إذا ذكر ذلك بعدُ يبكى، ويقول: لَكأنّي أجد ريح نفسه في قفاي، والله لا أنسي أبداً.
ثمّ أدركت عليّاً رقّة علي ولده، فتناول الراية منه بيده اليسرى وذو الفقار مشهور في يمني يديه، ثمّ حمل فغاص فى عسكر الجمل، ثمّ رجع وقد انحني سيفه، فأقامه بركبته. فقال له أصحابه وبنوه والأشتر وعمّار: نحن نكفيك يا أمير المؤمنين! فلم يجِب أحداً منهم، ولا ردّ إليهم بصره، وظلّ يَنحِطُ ويزأر زئير الأسد، حتي فَرِقَمَن حوله، وتبادروه، وإنّه لطامح ببصره نحو عسكر البصرة، لا يبصر من حوله ، ولا يردّ حواراً .
ثمّ دفع الراية إلي ابنه محمّد، ثمّ حمل حملة ثانية وحده، فدخل وسطهم فضربهم بالسيف قُدُماً قُدُماً، والرجال تفرّ من بين يديه، وتنحاز عنه يمنة ويسرة، حتي خضب الأرض بدماء القتلى، ثمّ رجع وقد انحني سيفه، فأقامه بركبته، فاعصوصب به أصحابه، وناشدوه الله في نفسه وفى الإسلام، وقالوا: إنّك إن تُصَب يذهب الدين! فأمسك ونحن نكفيك .
فقال: والله، ما اُريد بما ترون إلاّ وجه الله والدار الآخرة. ثمّ قال لمحمّد ابنه: هكذا تصنع يابن الحنفيّة . فقال الناس : مَن الذي يستطيع ما تستطيعه يا أمير المؤمنين ! !
*عن الأعمش عن رجل قد سمّاه : كنت أرى عليّاً يحمل فيضرب بسيفه حتي ينثني ، ثمّ يرجع فيقول : لا تلوموني ولوموا هذا . ثمّ يعود فيقوِّمه .
* لمّا رأى علي لوث أهل البصرة بالجمل ، وأنّهم كلّما كشفوا عنه عادوا فلاثوا به ، قال لعمّار وسعيد بن قيس وقيس بن سعد بن عبادة والأشتر وابن بديل ومحمّد بن أبى بكر وأشباههم من حماة أصحابه : إنّ هؤلاء لا يزالون يقاتلون ما دام هذا الجمل نصب أعينهم ، ولو قد عُقر فسقط لم تثبت له ثابتة .فقصدوا بذوي الجدّ من أصحابه قصد الجمل حتي كشفوا أهل البصرة عنه، وأفضي إليه رجل من مراد الكوفة يقال له : أعين بن ضبيعة ، فكشف عرقوبه بالسيف ، فسقط وله رغاء ، فغرق فى القتلى .
*عن محمّد ابن الحنفيّة: ثمّ تقدّم أبي بين يدىّ وجرّد سيفه وجعل يضرب به، ورأيته وقد ضرب رجلاً فأبان زنده، ثم ّقال: الزم رايتك يا بنىّ، فإنّ هذا استكفاء. فرمقتُ لصوت أبى ولحظته فإذا هو يورد السيف ويصدره ولا أري فيه دماً ; وإذا هو يسرع إصداره فيسبق الدم. وأحدقنا بالجمل، وصار القتال حوله، واضطربنا أشدّ اضطراب حتى ظننت أنّه القتل. فصاح أبي: يابن أبى بكر اقطع البِطان ! فقطعه ، وألقي الهودج ; فكأنّ ـ والله ـ الحرب جمرة صبّ عليها الماء .
*بعث علي إلى ولده محمّد ابن الحنفيّة ـ وكان صاحب رايته ـ: احمل علي القوم . فأبطأ محمّد بحملته، وكان بإزائه قوم من الرماة ينتظر نفاد سهامهم، فأتاه علىّ فقال: هلاّ حملتَ! فقال: لا أجد متقدّماً إلاّ علي سهم أو سنان، وإنّي منتظر نفاد سهامهم وأحمل. فقال له احمل بين الأسِنّة ; فإنّ للموت عليك جُنّة .
فحمل محمّد، فشكّ بين الرماح والنشاب ، فوقف ، فأتاه علىّ فضربه بقائم سيفه وقال : أدركك عِرقٌ من اُمّك ! وأخذ الراية وحمل، وحمل الناس معه، فما كان القوم إلاّ كرماد اشتدّت به الريح فى يوم عاصف.
موقف الامام علي من اهل البصرة
* - خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالبصرة فقال : يا جند المرأة ويا أصحاب البهيمة رغا فأجبتم وعقر فانهزمتم الله أمركم بجهادي ؟ أم على الله تفترون ؟ ثم قال : يا بصرة أي يوم لك لو تعلمين وأي قوم لك لو تعلمين إن لك من الماء يوما عظيما بلاؤه .وذكر كلاما كثيرا .
* - ومن كلام له ( عليه السلام ) : أنتم الانصار على الحق والاخوان في الدين والجنن يوم البأس والبطانة دون الناس بكم أضرب المدبر وأرجو طاعة المقبل فأعينوني بمنا صحة خلية من الغش سليمة من الريب فوالله إني لاولى الناس بالناس .
* - ومن كلام له ( عليه السلام ) : في دم البصرة وأهلها : كنتم جند المرأة وأتباع البهيمة رغا فأجبتم وعقر فهزمتم أخلاقكم رقاق وعهدكم شقاق ودينكم نفاق وماؤكم زعاق المقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربه .
كأني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها وغرق من في ضمنها. وفي رواية أخرى: وأيم الله لتغرقن بلدتكم حتى كأني أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة. وفي رواية أخرى: كجؤجؤ طير في لجة بحر. أرضكم قريبة من الماء بعيدة من السماء خففت عقولكم وسفهت حلومكم [أحلامكم خ ل] فأنتم غرض لنابل وأكلة لآكل وفريسة لصائد [ لصائل خ ] .
* - ومن خطبة له ( عليه السلام ) : فتن كقطع الليل المظلم لا تقوم لها قائمة ولا ترد لها راية تأتيكم مزمونة مرحولة يحفزها قائدها ويجهدها راكبها أهلها قوم شديد كلبهم قليل سلبهم يجاهدهم في الله قوم أذلة عند المتكبرين في الارض مجهولون وفي السماء معروفون فويل لك يا بصرة عند ذلك من جيش من نقم الله لا رهج له ولا حس وسيبتلى أهلك بالموت الاحمر والجوع الاغبر .
*- من كلامه ( عليه السلام ) فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة : يا أحنف كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب ولا قعقعة لجم ولا حمحمة خيل يثيرون الارض بأقدامهم كأنها أقدام النعام .ثم قال ( عليه السلام ) : ويل لسكككم العامرة والدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النسور وخراطيم كخراطيم الفيلة من أوئلك الذين لا يندب قتيلهم ولا يفقد غائبهم ! ! أنا كأب الدنيا لوجهها وقادرها بقدرها وناظرها بعينها. ومنه يؤمى [ عليه السلام ] به إلى وصف الاتراك : كأني أراهم قوما كان وجوههم المجان المطرقة يلبسون السرق والديباج ، ويعتقبون الخيل العتاق ، ويكون هناك استحرار قتل حتى يمشي المجروح على المقتول ويكون المفلت أقل من المأسور .فقال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ! ! فضحك ( عليه السلام ) وقال للرجل وكان كلبيا : يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب وإنما هو تعلم من ذي علم وإنما علم الغيب علم الساعة وما عدده سبحانه بقوله : إن الله عنده علم الساعة الآية فيعلم سبحانه ما في الارحام من ذكر أو أنثى وقبيح أو جميل وسخي أو بخيل وشقي أو سعيد ومن يكون في النار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطم عليه جوانحي .
اعتراف عائشة بشجاعة الامام عليه السلام
.ونظرت عائشة إليه وهو يجول بين الصفين فقالت : أنظروا إليه كان فعله .
فعل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم بدر أما والله لا ينتظر بك إلا زوال الشمس فقال علي ( عليه السلام ) : يا عائشة عما قليل لتصبحن نادمين .
استخلاف ابن عبّاس علي البصرة
* الجمل عن الواقدي عن رجاله : لمّا أراد أمير المؤمنين الخروج من البصرة استخلف عليها عبد الله بن العبّاس وأوصاه ، فكان فى وصيّته له أن قال : يا ابن عبّاس ، عليك بتقوي الله والعدل بمن وُلّيت عليه ، وأن تبسط للناس وجهك ،وتوسّع عليهم مجلسك وتسعهم بحلمك . وإيّاك والغضب ; فإنّه طيرة من الشيطان ، وإيّاك والهوي ; فإنّه يصدّك عن سبيل الله . واعلم أنّ ما قرّبك من الله فهو مباعدك من النار ، وما باعدك من الله فهو مقرّبك من النار . واذكر الله كثيراً ولا تكن من الغافلين .
*- روي أبو مخنف لوط بن يحيي قال : لمّا استعمل أمير المؤمنين عبد الله بن العبّاس علي البصرة خطب الناس ، فحمد الله وأثني عليه ، وصلّى على رسوله ، ثمّ قال : يا معاشر الناس ، قد استخلفت عليكم عبد الله بن العبّاس ، فاسمع واله وأطيعوا أمره ما أطاع الله ورسوله ; فإن أحدث فيكم أو زاغ عن الحقّ فأعلموني أعزلْه عنكم ; فإنّى أرجو أن أجده عفيفاً تقيّاً ورعاً ، وإنّي لم اُولّه عليكم إلاّ وأنا أظنّ ذلك به ، غفر الله لنا ولكم .فأقام عبد الله بالبصرة حتي عمل أمير المؤمنين علي التوجّه إلي الشام ،فاستخلف عليها زياد بن أبيه ، وضمّ إليه أبا الأسود الدؤلي ، ولحق بأمير المؤمنين ¼ ، فسار معه إلى صفين
دخول الامام علي الى البصرة
*فى رواية أنّ عليّاً عليه السلام لمّا فرغ من وقعة الجمل دخل البصرة فأتي مسجدها الجامع ، فاجتمع الناس ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّي علي النبي ، ثمّ قال :أمّا بعد ; فإنّ الله ذو رحمة واسعة ، فما ظنّكم يا أهل البصرة ؟يا أهل السبخة ، يا أهل المؤتفكة ; ائتفكت (بأهلها ثلاثاً وعلي الله الرابعة ، يا جند المرأة ، ثم ذكر الذى قبله ، ثمّ قال : انصرفوا إلي منازلكم وأطيعوا الله وسلطانكم .وخرج حتي صار إلي المربد ، والتفتَ وقال : الحمد لله الذى أخرجني من شرّ البقاع تراباً ، وأسرعها خراباً
*ـ: لمّا كتب أمير المؤمنين الكتب بالفتح قام في الناس خطيباً، فحمد الله تعالي وأثني عليه ، وصلّي علي محمّد وآله ، ثمّ قال : أمّا بعد ; فإنّ الله غفور رحيم عزيز ذو انتقام ، جعل عفوه ومغفرته لأهل طاعته ، وجعل عذابه وعقابه لمن عصاه وخالف أمره ، وابتدع فى دينه ماليس منه ، وبرحمته نال الصالحون العون ، وقد أمكنني الله منكم يا أهل البصرة ،وأسلمكم بأعمالكم ; فإيّاكم أن تعودوا إلي مثلها ; فإنّكم أوّل من شرع القتال والشقاق ، وترك الحقّ والإنصاف .
*ـعن الحارث بن سريع : لمّا ظهر أمير المؤمنين علي أهل البصرة وقسّم ما حواه العسكر ، قام فيهم خطيباً ، فحمد الله وأثني عليه ، وصلّي على رسوله وقال : أيّها الناس ! إنّ الله عزّ وجلّ ذو رحمة واسعة ومغفرة دائمة لأهل طاعته، وقضي أنّ نقمته وعقابه على أهل معصيته. يا أهل البصرة! يا أهل المؤتفكة، ويا جند المرأة، وأتباع البهيمة! رغا فأجبتم، وعُقر فانهزمتم، أحلامكم دقاق، وعهدكم شقاق، ودينكم نفاق، وأنتم فسقة مُرّاق. يا أهل البصرة! أنتم شرّ خلق الله ; أرضكم قريبة من الماء، بعيدة من السماء. خفّت عقولكم، وسفهت أحلامكم. شهرتم سيوفكم، وسفكتم دماءكم، وخالفتم إمامكم ; فأنتم أكلة الآكل، وفريسة الظافر، فالنار لكم مدّخر، والعار لكم مفخر، يا أهل البصرة! نكثتم بيعتي، وظاهرتم علىّ ذوى عداوتي، فما ظنّكم يا أهل البصرة الآن .
* دخل علىّ عليه السلام البصرة، فأتي مسجدها الأعظم، واجتمع الناس إليه ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثني عليه ، وصلّى على الني ، ثمّ قال :أمّا بعد ; فإنّ الله ذو رحمة واسعة وعقاب أليم ، فما ظنّكم بى يا أهل البصرة ; جُندَ المرأة ، وأتباع البهيمة ؟ رَغا فقاتلتم، وعُقر فانهزمتم، أخلاقكم دقاق، وعهدكم شقاق ، وماؤكم زعاق. أرضكم قريبة من الماء، بعيدة من السماء، وايم الله ليأتينّ عليها زمان لا يُريمنها إلاّ شرفات مسجدها فى البحر، مثل جؤجؤ السفينة ، انصرفوا إلي منازلكم .ثمّ نزل ، وانصرف إلي معسكره .
* فى ذمّ أهل البصرة بعد وقعة الجمل ـ : كنتم جند المرأة ، وأتباع البهيمة ; رغا فأجبتم ، وعُقر فهربتم . أخلاقكم دقاقٌ، وعهدكم شقاقٌ، ودينكم نفاقٌ، وماؤكم زعاقٌ، والمقيم بين أظهركم مرتهن بذنبه، والشاخص عنكم متدارك برحمة من ربّه . كأنّى بمسجدكم كجؤجؤ سفينة قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها، وغرق من فى ضمنها .
بيت مال البصرة
* لمّا خرج عثمان بن حنيف من البصرة، وعاد طلحة والزبير إلي بيت المال فتأمّلا ما فيه، فلمّا رأوا ما حواه من الذهب والفضّة قالوا: هذه الغنائم التى وعدنا الله بها، وأخبرنا أنّه يعجّلها لنا. قال أبو الأسود: فقد سمعت هذا منهما ، ورأيت عليّاً بعد ذلك ، وقد دخل بيت مال البصرة ، فلمّا رأي ما فيه قال : يا صفراء ويا بيضاء غُرّي غيرى ! المالُ يَعْسُوب الظَّلمَة، وأنا يعسوب المؤمنين. فلا والله ما التفتَ إلى ما فيه، ولا فكّر فيما رآه منه، وما وجدته عنده إلاّ كالتراب هواناً! فعجبت من القوم ومنه! فقلت: اُولئك ممّن يريد الدنيا، وهذا ممّن يريد الآخرة، وقوِيتْ بصيرتي فيه.
ارجاع عائشة إلي المدينة
* تاريخ اليعقوبي ـ فى خبر عائشة ـ : أتاها علي ، وهى فى دار عبد الله بن خلف الخزاعى ، وابنه المعروف بطلحة الطلحات ، فقال : إيهاً يا حميراء ! أ لم تنتهى عن هذا المسير ؟ فقالت : يابن أبى طالب ! قدرت فأسجِح! فقال: اخرُجي إلي المدينة، وارجعي إلي بيتك الذى أمرك رسول الله أن تَقرّى فيه. قالت: أفعل .
*عن أبى رافع: إنّ رسول الله قال لعلىّ بن أبي طالب: إنّه سيكون بينك وبين عائشة أمر، قال : أنا يا رسول الله ؟ قال : نعم . قال : أنا ؟ قال : نعم . قال : فأنا أشقاهم يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكن إذا كان ذلك فأرددها إلي مأمَنِها .
* فى ذكر أحداث ما بعد حرب الجمل ـ : قال علىّ عليه السلام لمحمّد بن أبى بكر : سِر مع اُختك حتي توصلها إلي المدينة ،وعجّل اللحوق بى بالكوفة . فقال: أعفِني من ذلك يا أمير المؤمنين. فقال علىّ عليه السلام: لا أعفيك منه، وما لك بُدُّ. فسار بها حتى أوردها المدينة.
* لمّا عزم أمير المؤمنين علي المسير إلي الكوفة أنفذ إلي عائشة يأمرها بالرحيل إلي المدينة، فتهيّأت لذلك ، وأنفذ معها أربعين امرأة ألبسهنّ العمائم والقلانس، وقلّدهنّ السيوف ، وأمرهنّ أن يحفظنها ، ويكنَّ عن يمينها وشمالها ومن ورائها .فجعلت عائشة تقول فى الطريق : اللهمّ افعل بعلي بن أبى طالب بما فعل بى ! بعث معي الرجال ولم يحفظ بى حرمة رسول الله. فلمّا قدمنَ المدينة معها ألقين العمائم والسيوف ودخلنَ معها، فلمّا رأتهنّ ندمت علي ما فرّطت بذمّ أمير المؤمنين وسبّه. وقالت: جزي الله ابن أبى طالب خيراً، فلقد حفظ فىَّ حرمة رسول الله.
*ـ : قال علىّ لابنه محمّد ابن الحنفيّة : ويحك ! تقدّم بالراية. فلم يستطِع، فأخذها علىّ من يده، فتقدّم بها، وجعلت الحربُ تأخذ وتعطى ; فتارة لأهل البصرة، وتارة لأهل الكوفة، وقُتل خلق كثير وجمّ غفير ولم تُرَ وقعة أكثر من قطع الأيدي والأرجل فيها من هذه الوقعة.
مرور الامام علي عليه السلام على القتلى
* ومن كلامه عليٍّ عند تطوافه على قتلى الجمل: هذه قريش، جَدَعت أنفى، وشفيتُ نفسى ، لقد تقدّمت إليكم اُحذّركم عضّ السيوف ، وكنتم أحداثاً لا علم لكم بما ترون ، ولكنّه الحين ، وسوء المصرع ، فأعوذ بالله من سوء المصرع .
ثمّ مرّ علي معبد بن المقداد فقال: رحم الله أبا هذا ، أما إنّه لو كان حيّاً لكان رأيه أحسن من رأى هذا .
فقال عمّار بن ياسر: الحمد لله الذى أوقعه وجعل خدّه الأسفل، إنّا والله ـ يا أمير المؤمنين ـ ما نبالى من عَنَدَ عن الحقّ من ولد ووالد. فقال أمير المؤمنين:
رحمك الله وجزاك عن الحقّ خيراً .
قال : ومرّ بعبد الله بن ربيعة بن درّاج ـ وهو فى القتلى ـ فقال : هذا البائس ، ما كان أخرجه ; أ دينٌ أخرجه ، أم نصرٌ لعثمان ؟ ! والله ما كان رأى عثمان فيه ولا فى أبيه بحسن .
ثمّ مرّ بمعبد بن زهير بن أبى اُميّة فقال: لو كانت الفتنة برأس الثريّا لتناولها هذا الغلام ، والله ما كان فيها بذي نحيزة ، ولقد أخبرني من أدركه وإنّه ليُولول فَرَقاً من السيف .
ثمّ مرّ بمسلم بن قرظة فقال: البرّ أخرج هذا! والله، لقد كلّمني أن اُكلّم له عثمان فى شىء كان يدّعيه قبله بمكّة ، فأعطاه عثمان وقال : لولا أنت ما أعطيته ، إنّ هذا ـ ما علمت ـ بئس أخو العشيرة ; ثمّ جاء المشوم للحين ينصر عثمان .
ثمّ مرّ بعبد الله بن حميد بن زهير فقال : هذا أيضاً ممّن أوضع في قتالنا ، زعم يطلب الله بذلك ، ولقد كتب إلىّ كتباً يؤذى فيها عثمان ، فأعطاه شيئاً، فرضى عنه .
ومرّ بعبد الله بن حكيم بن حزام فقال: هذا خالف أباه فى الخروج، وأبوه حيث لم ينصرنا قد أحسن فى بيعته لنا ، وإن كان قد كَفّ وجلس حيث شكّ في القتال ، وما ألوم اليوم من كفّ عنّا وعن غيرنا ، ولكن المليم الذى يقاتلنا !
ثمّ مرّ بعبد الله بن المغيرة بن الأخنس فقال : أمّا هذا فقُتل أبوه يوم قتل عثمان فى الدار ، فخرج مغضباً لمقتل أبيه ، وهو غلام حدث حُيّن لقتله .
ثمّ مرّ بعبد الله بن أبى عثمان بن الأخنس بن شريق ، فقال : أمّا هذا فإنّى أنظر
إليه وقد أخذ القوم السيوف هارباً يعدو من الصفّ، فنَهنهتُ عنه، فلم يسمع من نهنهتُ حتى قتله. وكان هذا ممّا خفى علي فتيان قريش، أغمار لا علم لهم بالحرب، خدعوا واستزلّوا، فلمّا وقفوا وقعوا فقتلوا.
ثمّ مشي قليلاً فمرّ بكعب بن سور فقال: هذا الذى خرج علينا فى عنقه المصحف، يزعم أنّه ناصر اُمّه، يدعو الناس إلي ما فيه وهو لا يعلم ما فيه، ثمّ استفتح وخاب كلّ جبّار عنيد. أما إنّه دعا الله أن يقتلني، فقتله الله. أجلسوا كعب بن سور. فاُجلس، فقال أمير المؤمنين: يا كعب، قد وجدتُ ما وعدني ربّى حقّاً ، فهل وجدت ما وعدك ربّك حقّاً ؟ ثمّ قال : أضجعوا كعباً .
ومرّ علي طلحة بن عبيد الله فقال : هذا الناكث بيعتي ، والمنشئ الفتنة فى الاُمّة، والمجلب علىَّ ، الداعي إلى قتلى وقتل عترتي ، أجلسوا طلحة . فاُجلس، فقال أمير المؤمنين: يا طلحة بن عبيد الله، قد وجدتُ ما وعدني ربّي حقّاً، فهل وجدتَ ما وعد ربّك حقّاً؟ ثمّ قال: أضجعوا طلحة، وسار .
فقال له بعض من كان معه: يا أمير المؤمنين ، أ تُكلّم كعباً وطلحة بعد قتلهما ؟
قال: أمَ والله، إنّهما لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله يوم بدر.
كرم الامام عليه السلام
*قبض علىّ ما كان فى معسكرهم من سلاح ودابّة ومتاع وآلة وغير ذلك، فباعه وقسّمه بين أصحابه، وأخذ لنفسه ـ كما أخذ لكلّ واحد ممّن معه من أصحابه وأهله وولده ـ خمسمائة درهم. فأتاه رجل من أصحابه فقال: يا أمير المؤمنين! إنّى لم آخذ شيئاً، وخلّفني عن الحضور كذا ـ وأدلي بعذر ـ فأعطاه الخمسمائة التى كانت له .
* نزل بعد خطبته فى أهل البصرة] واستدعي جماعة من أصحابه ، فمشوا معه حتي دخل بيت المال ، وأرسل إلى القرّاء ، فدعاهم ودعا الخزّان وأمرهم بفتح الأبواب التى داخلها المال ، فلمّا رأى كثرة المال قال : "هذا جِناي وخياره فيه" . ثمّ قسّم المال بين أصحابه فأصاب كلّ رجل منهم ستّة آلاف ألف درهم، وكان أصحابه اثنى عشر ألفاً ، وأخذ هو كأحدهم ، فبينا هم على تلك الحالة ، إذ أتاه آت فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّ اسمي سقط من كتابك ، وقد رأيت من البلاء ما رأيت . فدفع سهمه إلي ذلك الرجل .
* عن أبى حرب بن أبى الاسود قال: لقد رأيت بالبصرة عجباً! لمّا قدم طلحة والزبير قد أرسلا إلى اُناس من أهل البصرة وأنا فيهم، فدخلنا بيت المال معهما، فلمّا رأيا ما فيه من الأموال قالا: هذا ما وعدنا الله ورسوله. ثمّ تلَيا هذه الآية: (وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـذِهِ) إلي آخر الآية وقالا : نحن أحقّ بهذا المال من كلّ أحد .
فلمّا كان من أمر القوم ما كان دعانا علىّ بن أبى طالب فدخلنا معه بيت المال، فلمّا رأي ما فيه ضرَبَ إحدى يديه على الاُخرى وقال : يا صفراء يا بيضاء ، غرّي غيري ! وقسّمه بين أصحابه بالسويّة حتي لم يبق إلاّ خمسمائة درهم عزلها لنفسه، فجاءه رجل فقال: إنّ اسمى سقط من كتابك. فقال: ردّوها عليه. ثمّ قال:
الحمد لله الذى لم يصل إلىّ من هذا المال شىء ، ووفَّرَه على المسلمين .