1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

التاريخ : التاريخ الاسلامي : الخلفاء الاربعة : علي ابن ابي طالب (عليه السلام) : الامام علي (عليه السلام) :

الثناء على ثبات علي وايمانه يوم احد

المؤلف:  مؤسسة الغدير

المصدر:  موسوعة سيرة الإمام علي (عليه السلام)

الجزء والصفحة:  ص القسم السابع، فصل3، الباب 6.

20-1-2020

3645

الثناء على ثبات علي وايمانه يوم احد

شهادة عمر بن الخطاب في شجاعة علي يوم احد

*- عن أبي واثلة شقيق بن سلمة قال : كنت أماشي عمر بن الخطاب إذ سمعت منه همهمة ، فقلت له : مه يا عمر ، فقال : ويحك أما ترى الهزبر القثم ابن القثم والضارب بالبهم ، الشديد على من طغا وبغا بالسيفين والراية ، فالتفت فإذا هو علي بن أبي طالب فقلت له يا عمر هو علي بن أبي طالب ، فقال : ادن مني أحدثك عن شجاعته وبطالته ، بايعنا النبي صلى الله عليه وآله يوم أحد على أن لا نفر ، ومن فر منا فهو ضال ، ومن قتل منا فهو شهيد ، والنبي صلى الله عليه وآله زعيمه ، إذ حمل علينا مائة صنديد تحت كل صنديد مائة رجل أو يزيدون ، فأزعجونا عن طاحونتنا ، فرأيت عليا كالليث يتقي الذر إذ قد حمل كفا من حصى فرمى به في وجوهنا ، ثم قال : شاهت الوجوه ، وقطت وبطت ولطت ، إلى أين تفرون ؟ إلى النار؟ فلم نرجع ، ثم كر علينا الثانية وبيده صفيحة يقطر منها الموت فقال : بايعتم ثم نكثتم ، فوالله لأنتم أولى بالقتل ممن أقتل ، فنظرت إلى عينيه كانهما سليطان يتوقدان نارا ، أو كالقدحين المملوين دما ، فما ظننت إلا ويأتي علينا كلنا فبادرت أنا إليه من بين أصحابي فقلت : يا أبا الحسن الله الله ، فإن العرب تفر وتكر ، وإن الكرة تنفي الفرة ، فكأنه استجيى ، فولى بوجهه عني ، فما زلت أسكن روعة فؤادي ، فوالله ما خرج ذلك الرعب من قلبي حتى الساعة ، ولم يبق مع رسول الله إلا أبو دجانة سماك بن خرشة وأمير المؤمنين عليه السلام ، وكلما حملت طائفة على رسول الله صلى الله عليه واله استقبلهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيدفعهم عن رسول الله ، ويقتلهم حتى انقطع سيفه ، وبقيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله نسيبة بنت كعب المازنية وكانت تخرج مع رسول الله عليه السلام في غزواته تداوي الجرحى ، وكان ابنها معها ، فأراد أن ينهزم ويتراجع فحملت عليه فقالت : يا بني إلى أين تفر ؟ عن الله وعن رسوله ؟ فردته فحمل عليه رجل فقتله ، فأخذت سيف ابنها ، فحملت على الرجل فضربته على فخذه فقتلته ، فقال

رسول الله صلى الله عليه وآله: بارك الله عليك يانسيبة .

وكانت تقي رسول الله صلى الله عليه وآله بصدرها وثدييها حتى أصابتها جراحات كثيرة ، وحمل ابن قميئة على رسول الله عليه وآله فقال : أروني محمدا ، لا نجوت إن نجا ، فضربه على حبل عاتقه ونادى : قتلت محمدا واللات والعزى ، ونظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رجل من المهاجرين قد ألقى ترسه خلف ظهره وهو في الهزيمة ، فناداه : يا صاحب الترس ألق ترسك ومر إلى النار فرمى بترسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا نسيبة خذي الترس ، فأخذت الترس ، وكانت تقاتل المشركين .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان وفلان .فلما انقطع سيف أمير المؤمنين عليه السلام جاء إلى رسول الله عليه وآله فقال : يارسول الله إن الرجل يقاتل بالسلاح ، وقد انقطع سيفي ، فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه ذا الفقار ، فقال : قاتل بهذا ، ولم يكن يحمل على رسول الله صلى الله عليه وآله أحد إلا استقبله أمير المؤمنين عليه السلام ، فإذا رأوه رجعوا ، فانحاز رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ناحية أحد ، فوقف ، وكان القتال من وجه واحد ، وقد انهزم أصحابه .

ثناء اخر

*- وى القندوزي باسناده عن علي بن الحسين، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب عليه السّلام: يا أبا الحسن، لو وضع ايمان الخلائق واعمالهم في كفة ميزان ووضع عملك يوم أحد على كفة اخرى لرجح عملك على جميع ما عمل الخلائق، وان الله باهى بك يوم أحد ملائكته المقربين ورفع الحجب من السموات السبع واشرفت اليك الجنة وما فيها وابتهج بفعلك رب العالمين، وان الله تعالى يعوضك ذلك اليوم ما يغبط كل نبي ورسول وصديق وشهيد ( ينابيع المودة الباب الثالث عشر ص64.)

*- في حديث إلى أن قال: قلت له: ان ثبوت علي فيذلك المقام لعجب، فقال: إن تعجبت من ذلك فقد تعجبت منه الملائكة، أما علمت أنّ جبرئيل قال في ذلك اليوم وهو يعرج إلى السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. قلت: فمن أين علم ذلك من جبرئيل؟ فقال: سمع الناس صائحاً يصيح في السماء بذلك، فسألوا النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عنه، فقال: ذاك جبرئيل (الارشاد ص38.)

الخروج خلف قريش

ومن المهمات الاساسية التي كلف بها النبي صلى الله عليه واله امير المؤمنين عليه السلام هي مخاطبة جيش المشركين ومتابعة تحركاتهم بعد هزيمة المسلمين وفي ذلك قرآنا يتلى. 

*- عن سالم بن أبي مريم قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث عليا عليه السلام في عشرة استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح إلى أجر عظيم إنما نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام (تفسير العياشى 1 : 206 ، ) .

*- نادى أبو سفيان : موعدنا وموعدكم في عام قابل ، فنقتتل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين عليه السلام : قل : نعم .

* - لما تراجع الناس ، فصارت قريش على الجبل فقال أبو سفيان وهو على الجبل : اعل هبل .

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لامير المؤمنين : قل له : الله أعلى وأجل .

فقال : يا علي إنه قد أنعم علينا .

فقال علي : بل الله أنعم علينا .

ثم قال : ياعلي أسألك باللات والعزى هل قتل محمد ؟

 فقال له : لعنك الله ولعن اللات والعزى معك ، والله ما قتل وهو يسمع كلامك ،

 قال : أنت أصدق ، لعن الله ابن قميئة ، زعم أنه قتل محمدا .

*- ففي السيرة النبويّة عن ابن إسحاق : لمّا انصرف أبو سفيان ومن معه نادي : إنّ موعدكم بدر للعام القابل ، فقال رسول الله   لرجل من أصحابه : قل : نعم ، هو بيننا وبينكم موعد .

ثمّ بعث رسول الله علىّ بن أبى طالب فقال : اُخرج فى آثار القوم ، فانظر ماذا يصنعون وما يريدون ، فإن كانوا قد جنّبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنّهم يريدون مكّة ، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنّهم يريدون المدينة ، والذى نفسى بيده لئن أرادوها لأسيرنّ إليهم فيها ، ثمّ لاُناجزنّهم !

قال علىّ : فخرجت فى آثارهم أنظر ماذا يصنعون ، فجنّبوا الخيل وامتطوا.

الإبل ووجّهوا إلي مكّة(السيرة النبويّة لابن هشام : ٣ / ١٠٠ ، تاريخ الطبرى : ٢ / ٥٢٧ ، الكامل فى التاريخ : ١ / ٥٥٦ نحوه)

*- وتؤامرت قريش على أن يرجعوا ويغيروا على المدينة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : اي رجل يأتينا بخبر القوم ؟

 فلم يحبه أحد ،

 فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا آتيكم بخبرهم ،

قال : اذهب فإن كانوا ركبوا الخيل وجنبوا الابل فهم يريدون المدينة ، والله لئن أرادوا المدينة لانازلن الله فيهم ، وإن كانوا ركبوا الابل وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة ،

 فمضى أمير المؤمنين عليه السلام على ما به من الالم والجراحات، حتى كان قريبا من القوم فرآهم قد ركبوا والابل وجنبوا الخيل، فرجع أمير المؤمنين عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أرادوا مكة .

*- وروى عن أبي رافع بطرق كثيرة انه: لما انصرف المشركون يوم احد بلغوا الروحا، قالوا: لا الكواعب اردفتم ولا محمّداً قتلتم، ارجعوا، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فبعث في آثارهم علياً في نفر من الخزرج فجعل لا يرتحل المشركون من منزل الا نزله علي فأنزل الله تعالى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا ْلِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ)

*-  وفي خبر أبي رافع: أن النبي تفل على جراحه ودعا له وبعثه خلف. المشركين فنزلت فيه الآية

*- كان وحشي يقول : قال لي جبير بن مطعم : وكنت عبدا له إن عليا قتل عمي يوم بدر ، يعني طعيمة ، فإن قتلت محمد فأنت حر ، وإن قتلت عم محمد فأنت حر وان قتلت ابن عم محمد فأنت حر ، فخرجت بحربة لي مع قريش إلى أحد أريد العتق لا أريد غيره ، ولا أطمع في محمد وقلت لعلي أصيب من علي أو حمزة غرة فأزرقه ، وكنت لا أخطئ في رمي الحراب تعلمته من الحبشة في أرضها ، وكان حمزة يحمل حملاته ، ثم يرجع إلى موقفه .قال أبوعبدالله عليه السلام وزرقه وحشي فوق الثدي فسقط ، وشدوا عليه فقتلوه ، فأخذ وحشي الكبد فشد بها إلى هند بنت عتبة فأخذتها فطرحتها في فيها ، فصارت مثل الداغصة فلفظتها .وقال : وكان الحليس بن علقمة نظر إلى أبي سفيان وهو على فرس وبيده رمح يجأبه في شدق حمزة فقال : يامعشر بني كنانة انظروا إلى من يزعم أنه سيد قريش ما يصنع بابن عمه الذي قد صار لحما ؟ وأبو سفيان يقول : ذق عقق ، فقال أبو سفيان : صدقت إنما كانت مني زلة اكتمها علي .قال : وقام أبو سفيان فنادى بعض المسلمين : أحي ابن أبي كبشة ؟ فأما ابن أبي طالب عليه السلام فقد رأيناه مكانه ، فقال علي : إي والذي بعثه بالحق إنه ليسمع كلامك ، قال : إنه قد كانت في قتلاكم مثله ، والله ما أمرت ولا نهيت ، إن ميعادنا بيننا وبينكم موسم بدر في قابل هذا الشهر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : قل : نعم ، فقال : نعم ، فقال أبو سفيان لعلي : إن ابن قميئة أخبرني أنه قتل محمدا وأنت أصدق عندي منه وأبر ، ثم ولى إلى أصحابه وقال : اتخذوا الليل جملا وانصرفوا .

ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فقال: اتبعهم فانظر أين يريدون فإن كانوا ركبوا الخيل وساقوا الابل فإنهم يريدون المدينة، وإن كانوا ركبوا الابل و ساقوا الخيل فهم متوجهون إلى مكة .

فرجع فقال: رأيت خيلهم تضرب بأذنابها مجنوبة مدبرة، ورأيت القوم قد تجملوا سائرين ، فطابت أنفس المسلمين بذهاب العدو فانتشروا يتتبعون قتلاهم ، فلم يجدوا قتيلا إلا وقد مثلوا به إلا حنظلة بن أبي عامر كان أبوه مع المشركين فترك له ، ووجدوا حمزة قد شق بطنه ، وجدع أنفه ، وقطعت أذناه ، وأخذ كبده فلما انتهى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله خنقته العبرة وقال : لأمثلن بسبعين من قريش فأنزل الله سبحانه : وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به الآية ، فقال : بل أصبر .

وقال: من ذلك الرجل الذي تغسله الملائكة في سفح الجبل ؟ فسألوا امرأته فقالت : إنه خرج وهو جنب ، وهو حنظلة بن أبي عامر الغسيل .

*- لما كانت غزوة حمراء الاسد ، قال أبان بن عثمان : لما كان من الغد من يوم أحد نادى رسول الله صلى الله عليه وآله في المسلمين فأجابوه فخرجوا على علتهم وعلى ما أصابهم من القرح ، وقدم عليا بين يديه براية المهاجرين حتى انتهى إلى حمراء الاسد ، ثم رجع إلى المدينة فهم الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح ، و خرج أبو سفيان حتى انتهى إلى الروحاء فأقام بها وهو يهم بالرجعة على رسول الله صلى الله عليه وآله ، ويقول : قد قتلنا صناديد القوم ، فلو رجعنا استأصلناهم ، فلقي معبدا الخزاعي فقال : ما وراءك يا معبد ؟ قال : قد والله تركت محمدا وأصحابه وهم يحرقون عليكم ، وهذا علي بن أبي طالب قد أقبل على مقدمته في الناس ، وقد اجتمع معه من كان تخلف عنه ، وقد دعاني ذلك إلى أن قلت : شعرا ، قال أبو سفيان : وماذا قلت ؟ قال : قلت :

كانت تهد من الاصوات راحلتي *** إذ سالت الارض بالجرد الابابيل

تردي بأسد كرام لا تنابلة *** عند اللقاء ولا خرق معاذيل

 الابيات .

فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه ، ثم مر به ركب من عبد القيس يريدون الميرة من المدينة فقال لهم : أبلغوا محمدا أني قد أردت الرجعة إلى أصحابه لاستأصلهم ، و أوقر لكم ركابكم زبيبا إذا وافيتم عكاظ ، فأبلغوا ذلك إليه ، وهو بحمراء الاسد ، فقال صلى الله عليه وآله والمسلمون معه : حسبنا الله ونعم الوكيل .ورجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينه يوم الجعمة .

 

الوان من جهاد الامام في احد

بشارة الشهادة لامير المؤمنين عليه السلام يوم احد

وكان امير المؤمنين عليه السلام سباقا للجهاد والشهادة الا انها زويت عنه في يوم أحد وادخرت الى يوم كوفان.

فعن الإمام علىّ عليه السلام لمّا أنزل الله سبحانه قوله: الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ   ( علمتُ أنّ الفتنة لا تنزل بنا ورسول الله   بين أظهُرنا ، فقلت : يا رسول الله ، ما هذه الفتنة التى أخبرك الله تعالي بها ؟ فقال :

يا علىّ ، إنّ اُمّتى سيفتنون من بعدى . فقلت : يا رسول الله ، أ وَليس قد قلتَ لى يوم اُحد حيث استُشهِدَ من استشهد من المسلمين ، وحِيزَتْ عنّى الشهادة ، فشقّ ذلك علىَّ ، فقلت لى : أبشِر ; فإنّ الشهادة من ورائك .

فقال لى : إنّ ذلك لكذلك ، فكيف صبرك إذن ؟ فقلتُ : يا رسول الله ، ليس هذا من مواطن الصبر ، ولكن من مواطن البُشري والشكر  (تفسير القمّى : ١ / ١١٦ ، بحار الأنوار : ٢٠ / ٥٤ / ٣ . ) .

 

عدد اصابات الامام عليه السلام في المعركة

*- عن الإمام الباقر: أصاب عليّاً يوم اُحد ستّون جِراحة (مجمع البيان : ٢ / ٨٥٢ عن أبان بن عثمان ، بحار الأنوار : ٤١ / ٣ / ٤ .).

*- وفي تفسير القمي عن أبى واثلة شقيق بن سلمة ـ فى علىّ: أصابه فى وجهه ورأسه وصدره وبطنه ويديه ورجليه تسعون جِراحة (الإرشاد : ١ / ٨٨ .)

*- عن سعيد بن المسيب قال : أصابت عليا عليه السلام يوم أحد ست عشرة ضربة ، وهو بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله يذب عنه ، كل ضربة يسقط إلى الارض ، فإذا سقط رفعه جبرئيل عليه السلام .

*- وجاء في اُسد الغابة عن سعيد بن المسيّب: لقد أصابت عليّاً يوم اُحد ستّ عشرة ضربة ، كلّ ضربة تلزمه الأرض ، فما كان يرفعه إلاّ جبريل   (اُسد الغابة : ٤ / ٩٣ / ٣٧٨٩ ; شرح الأخبار : ٢ / ٤١٥ / ٧٦٢ عن سعد بن المسيّب ، المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ٢٤٠ كلاهما نحوه .)

*-  فيما عد أمير المؤمنين عليه السلام على رأس اليهود من محنه عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وآله وبعد فوته : أما الرابعة يا أخا اليهود فإن أهل مكة أقبلوا إلينا على بكرة أبيهم قد استحاشوا من يليهم من قبائل العرب وقريش طالبين بثار مشركي قريش في يوم بدر ، فهبط جيرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله فأنبأه بذلك ، فذهب النبي صلى الله عليه وآله وعسكر بأصحابه في سد أحد وأقبل المشركون إلينا فحملوه علينا حملة رجل واحد ، واستشهد من المسلمين من استشهد ، وكان ممن بقي ما كان من الهزيمة ، وبقيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومضى المهاجرون والانصار إلى منازلهم من المدينة كل يقول : قتل النبي صلى الله عليه وآله وقتل أصحابه ، ثم ضرب الله عزوجل وجوه المشركين ، وقد جرحت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله نيفا وسبعين جرحة ، منها هذه وهذه ، ثم ألقى رداءه وأمر يده على جراحاته ، وكان مني في ذلك ما على الله عزوجل ثوابه إن شاء الله الخبر (الخصال 2 : 15 .) .

*- في تفسير القمي :لم يزل أمير المؤمنين عليه السلام يقاتلهم حتى أصابه في وجهه ورأسه وصدره وبطنه ويديه ورجليه تسعون جراحة فتحاموه ، وسمعوا مناديا من السمآء : لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي .فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد هذه والله المواساة ،

فقال رسول الله عليه وآله : لأني منه وهو مني ، فقال جبرئيل : وأنا منكما .

*- كان أصاب عليا عليه السلام في حرب أحد أربعون جراحة ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الماء على فمه فرشه على الجراحات ، فكأنها لم تكن من وقتها ،

 

تمريض النبي صلى الله عليه واله

ومن المهمات الجسيمة التي قام بها امير المؤمنين عليه السلام يوم احد هي مداواة النبي صلى الله عليه واله من جراحه

*- عن أبي حازم ، عن سهل بأي شئ دووي جرح رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : كان علي عليه السلام يجئ بالماء في ترسه ، وفاطمة عليها السلام تغسل الدم عن وجهه ، أخذ حصيرا فأحرق وحشي به جرحه.

*- قال ابن الاثير : وقاتل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم احد قتالا شديداً، فرمى بالنبل حتى فنى نبله وانكرت سية قوسه وانقطع وتره، ولما جرح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جعل علي ينقل له الماء في درقته من المهراس ويغسله، فلم ينقطع الدم، فاتت فاطمة وجعلت تعانقه وتبكي، واحرقت حصيراً وجعلت على الجرح من رماده فانقطع الدم(الكامل في التاريخ ج2 ص152،)

*- قال ابن الاثير: وانتهت الهزيمة بجماعة فيهم عثمان بن عفان وغيره إلى الاعوص فأقاموا به ثلاثة ، ثم أتوا النبي صلى الله عليه وآله فقال لهم حين رآهم : لقد ذهبتم فيها عريضة (الكامل 2 : 109 و 110 )

*- روى البخاري باسناده عن ابن حازم انّه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: أما والله اني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن كان يسكب الماء وبما دووي قال: كانت فاطمة عليها السلام بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تغسله وعلي يسكب الماء بالمجن، فلما رأيت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم...( صحيح البخاري ـ كتاب الجهاد، ج5 ص130، صحيح مسلم ـ كتاب الجهاد والسير ج3 ص1416 مع فرق.)

* - عن أبي عبدالله عليه السلام وذكر يوم أحد ان رسول الله صلى الله عليه وآله كسرت رباعيته ، إن الناس ولوا مصعدين في الوادي ، والرسول يدعوهم في أخراهم فأثابهم غما بغم ، ثم أنزل عليهم النعاس ، فقلت النعاس ما هو ؟ قال : الهم ، فلما استيقظوا قالوا كفرنا ، وجاء أبو سفيان فعلا فوق الجبل بإلهه هبل ، قفال : اعل هبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يومئذ .الله أعلى وأجل .فكسرت رباعية رسول الله صلى الله عليه وآله واشتكت لثته ، وقال : ننشدك يارب ما وعدتني ، فإنك إن شئت لم تعبد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أين كنت ؟ فقال : يارسول الله لزقت الارض ، فقال : ذاك الظن بك .فقال : ياعلي ايتني بماء أغسل عني فأتاه في صحفة فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله قد عافه ، وقال : ائتني في يدك ، فأتاه بماء في كفه ، فغسل رسول الله صلى الله عليه وآله عن لحيته صلى الله عليه وآله (تفسير العياشى 1 : 201 .) .

*- في كتاب أبان بن عثمان : إنه لما انتهت فاطمة عليها السلام وصفية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ونظرتا إليه قال لعلي عليه السلام : أما عمتي فاحبسها عني ، وأما فاطمة فدعها ، فلما دنت فاطمة عليها السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ورأته قد شج في وجهه وأدمي فوه إدمآء صاحت وجعلت تمسح الدم ، وتقول : اشتد غصب الله على من أدمى وجه رسول الله ، وكان يتناول في يده  رسول الله صلى الله عليه وآله ما يسيل من الدم فيرميه في الهواء فلا يتراجع منه شئ .

قال الصادق عليه السلام : والله لو سقط منه شئ على الارض لنزل العذاب .

 

ثبات امير المؤمنين وهزيمة الاصحاب وفرارهم

*- قال ابن أبي الحديد : قد روى كثير من المحدثين أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام حين سقط ثم أقيم :  اكفني هؤلاء  لجماعة قصدت نحوه ، فحمل عليهم فهزمهم ، وقتل منهم عبدالله بن حميد ، ثم حملت عليهم طائفة أخرى فقال له : اكفني هؤلاء ، فحمل عليهم فانهزموا من بين يديه وقتل منهم أمية بن حذيفة المخزومي (شرح نهج البلاغة 3 : 384  ) .

*- و قال ابن ابي الحديد : القول فيمن ثبت من المسلمين مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد ، قال الواقدي : حدثني موسى بن يعقوب ، عن عمته ، عن أمها ، عن المقداد قال : لما تصاف القوم للقتال يوم أحد جلس رسول الله صلى الله عليه وآله تحت راية مصعب بن عمير ، فلما قتل أصحاب اللواء هزم المشركون الهزيمة الاولى ، وأغار المسلمون على معسكرهم ينهبونه ، ثم كر المشركون على المسلمين ، فأتوهم عن خلفهم ، فتفرق الناس ، ونادى رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحاب الالوية فقتل مصعب حامل لوائه ، وأخذ راية الخزرج سعد بن عبادة ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله تحتها وأصحابه محدقون به ، ودفع لواء المهاجرين إلى أبي الردم أحد بني عبد الدار آخر نهار ذلك اليوم ، ونظرت إلى لواء الاوس مع أسيد بن حضير فناوشوا المشركين ساعة واقتتلوا على اختلاط من

الصفوف ، ونادى المشركين بشعارهم : يا للعزى يا لهبل ، فأوجعوا والله فينا قتلا ذريعا ، ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وآله ما نالوا ، لا والذي بعثه بالحق مازال شبرا واحدا ، إنه لفي وجه العدو تثوب إليه طائفة من أصحابه مرة ، وتتفرق عنه مرة فربما رأيته قائما يرمي حتى تحاجزوا ، وكانت العصابة التي ثبتت مع رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة عشر رجلا : سبعة من المهاجرين ، وسبعة من الانصار ، فأما المهاجرون فعلي عليه السلام وأبو بكر وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص و طلحة بن عبيد الله وأبو عبيدة بن الجراح والزبير بن العوام ، وأما الانصار فالحباب بن المنذر وأبو دجانة وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وسهل بن حنيف وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير .

*- قال الواقدي : وبايعه يومئذ على الموت ثمانية : ثلاثة من المهاجرين : علي وطلحة والزبير ، وخمسة من الانصار : أبو دجانة والحارث بن الصمة والحباب بن المنذر وعاصم بن ثابت وسهل بن حنيف ، ولم يقتل منهم ذلك اليوم أحد ، وأما باقي المسلمين ففروا ورسول الله صلى الله عليه وآله يدعوهم في أخراهم حتى انتهى من انتهى منهم إلى قريب من المهراس .

*- قال الواقدي : وحدثني عتبة بن جبيرة ، عن يعقوب بن عمر بن قتادة قال : ثبت يومئذ بين يديه ثلاثون رجلا كلهم يقول : وجهي دون وجهك ، ونفسي دون نفسك ، وعليك السلام غير مودع .

قلت : قد اختلف في عمر بن الخطاب هل ثبت يومئذ أم لا ، مع اتفاق الرواة كافة على أن عثمان لم يثبت ، فالواقدي ذكر أنه لم يثبت ، وأما محمد بن إسحاق والبلاذري فجعلاه مع من ثبت ولم يفر ، واتفقوا كلهم على أن ضرار بن الخطاب الفهري قرع رأسه بالرمح وقال : إنها نعمة مشكورة يا ابن الخطاب ، إني آليت أن لا أقتل من قريش .

روى ذلك محمد بن إسحاق وغيره ولم يختلفوا في ذلك ، وإنما اختلفوا هل قرعه بالرمح وهو فار هارب أم مقدم ثابت ، ولم تختلف الرواة من أهل الحديث أن أبابكر لم يفر يومئذ وأنه ثبت فيمن ثبت ، وإن لم يكن نقل عنه قتل أو قتال ، والثبوت جهاد ، وفيه وحده كفاية ، وأما رواية الشيعة فإنهم يروون أنه لم يثبت إلا علي وطلحة والزبير وأبو دجانة وسهل بن حنيف وعاصم بن ثابت ، وفيهم من يروي أنه ثبت معه أربعة عشر رجلا من المهاجرين والانصار ، ولا يعدون أبابكر وعمر بينهم ، وروى كثير من أصحاب الحديث أن عثمان جاء بعد ثالثة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فسأله إلى أين انتهيت ؟ فقال : إلى الأعوص ، فقال : لقد ذهبت فيها عريضة.( شرح نهج البلاغة 3 : 388 و 389 )

*- قال علي عليه السلام : ولقد رأيتني وانفردت يومئذ منهم فرقه خشناء فيها عكرمة بن أبي جهل فدخلت وسطهم بالسيف فضربت به واشتملوا علي حتى أفضيت إلى آخرهم ، ثم كررت فيهم الثانية حتى رجعت من حيث جئت ، ولكن الاجل استأخر ويقضي الله أمرا كان مفعولا

*-  قال الواقدي في المغازي : إنه لما فر الناس يوم أحد ما زال النبي صلى الله عليه وآله شبرا واحدا ، يرمي مرة عن قوسه ، ومرة بالحجارة ، وصبر معه علي بن أبي طالب  ووقع صلى الله عليه وآله في حفرة ، وضربه ابن قميئة فلم يصنع سيفه شيئا إلا وهن الضربة بثقل السيف وانتهض وطلحة تحمله من ورائه ، و علي عليه السلام أخذ بيديه حتى استوى قائما .

*- عن سعيد بن المسيب قال : لو رأيت مقام علي يوم أحد لوجدته قائما على ميمنة رسول الله صلى الله عليه وآله يذب عنه بالسيف ، وقد ولى غيره الادبار .

*- في حديث عمران بن حصين قال : لما تفرق الناس عن رسول الله عليه وآله في يوم أحد جاء علي عليه السلام متقلدا سيفه حتى قام بين يديه ، فرفع رسول الله عليه وآله رأسه إليه ، فقال له : ما بالك لم تفر مع الناس ؟ فقال : يارسول الله أأرجع كافرا بعد إسلامي ، فأشار له إلى قوم انحدروا من الجبل ، فحمل عليهم فهزمهم ، ثم أشار إلى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم ، ثم أشار إلى قوم آخر فحمل عليهم فهزمهم ، فجاء جبرئيل عليه السلام فقال : يا رسول الله لقد عجبت الملائكة وعجبنا معها من حسن مواساة علي لك بنفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : وما يمنعه من هذا وهو مني وأنا منه ؟ فقال جبرئيل عليه السلام: وأنا منكما .

*-  عن حذيفة اليماني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بالجهاد يوم أحد ، فخرج الناس سراعا يتمنون لقاء عدوهم وبغوا في منطقهم ، وقالوا : والله لئن لقينا عدونا لا نولي حتى يقتل عن آخرنا ورجل أو يفتح الله لنا ، قال : فلما أتوا إلى القوم ابتلاهم الله بالذي كان منهم ومن بغيهم فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وآله إلا علي بن أبي طالب عليه السلام وأبو دجانة سماك بن خرشة الانصاري ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ما قد نزل بالناس من الهزيمة والبلاء رفع البيضة عن رأسه وجعل ينادي :  أيها الناس أنا لم أمت ولم أقتل  وجعل الناس يركب بعضهم بعضا لا يلوون على رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يلتفتون إليه ، فلم يزالوا كذلك حتى دخلوا المدينة ، فلم يكتفوا بالهزيمة حتى قال أفضلهم رجلا في أنفسهم : قتل رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما آيس الرسول من القوم رجع إلى موضعه الذي كان فيه فلم ير إلا علي بن أبي طالب عليه السلام وأبا دجانة الانصاري رضي الله عنه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أبا دجانة ذهب الناس فالحق بقومك ، فقال أبو دجانة : يا رسول الله صلى الله عليه وآله ما على هذا بايعناك و بايعنا الله ، ولا على هذا خرجنا ، يقول الله تعالى :  إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا أبا دجانة أنت في حل من بيعتك فارجع ، فقال أبو دجانة : يا رسول الله لا تحدث نساء الانصار في الخدور أني أسلمتك ورغبت بنفسي عن نفسك ، يا رسول الله لا خير في العيش بعدك ، قال : فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله كلامه ورغبته في الجهاد انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى صخرة فاستتر بها ليتقي بها من السهام سهام المشركين ، فلم يلبث أبو دجانة إلا يسيرا حتى اثخن جراحة فتحامل حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فجلس إلى جنبه وهو مثخن لا حراك به .قال : وعلي عليه السلام لا يبارز فارسا ولا راجلا إلا قتله الله على يديه حتى انقطع سيفه فلما انقطع سيفه جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يارسول الله صلى الله عليه وآله انقطع سيفي ولا سيف لي ، فخلع رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه ذا الفقار فقلد عليا عليه السلام ومشى إلى جمع المشركين ، فكان لا يبرز له أحد إلا قتله ، فلم يزل على ذلك حتى وهنت ذراعه فعرف رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك فيه ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء ، وقال :  اللهم إن محمدا عبدك و رسولك ، جعلت لكل نبي وزيرا من أهله لتشد به عضده وتشركه في أمره ، وجعلت لي وزيرا من أهلي ، على بن أبي طالب أخي ، فنعم الاخ ونعم الوزير ، اللهم وعدتني أن تمدني بأربعة آلاف من الملائكة مردفين ، اللهم وعدك وعدك ، إنك لا تخلف الميعاد ، وعدتني أن تظهر دينك على الدين كله ولو كره المشركون  .قال : فبينما رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو ربه ويتضرع إليه إذ سمع دويا من السماء فرفع رأسه فإذا جبرئيل عليه السلام على كرسي من ذهب ، ومعه أربعة آلاف من الملائكة مردفين ، وهو يقول : لا فتى ألا علي ، ولا سيف إلا ذوالفقار فهبط جبرئيل عليه السلام على الصخرة وحفت الملائكة برسول الله صلى الله عليه وآله فسلموا عليه ، فقال جبرئيل صلى الله عليه وآله : يا رسول الله بالذي أكرمك بالهدى لقد عجبت الملائكة المقربون لمواساة هذا الرجل لك بنفسه ، فقال : يا جبرئيل وما يمنعه يواسينى بنفسه وهو مني وأنا منه ؟ فقال جبرئيل عليه السلام : وأنا منكما ، حتى قالها ثلاثا ، ثم حمل علي بن أبي طالب عليه السلام وحمل جبرئيل والملائكة ثم إن الله تعالى هزم جمع المشركين وتشتت أمرهم فمضى رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب عليه السلام بين يديه ، ومعه اللواء قد خضبه بالدم ، وأبو دجانة رضي الله عنه خلفه فلما أشرف على المدينة فإذا نساء الانصار يبكين رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما نظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله استقبله أهل المدينة بأجمعهم ، ومال رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المسجد ، ونظر إلى الناس فتضزعوا إلى الله وإلى رسوله .وأقروا بالذنب وطلبوا التوبة ، فأنزل الله فيهم قرآنا يعيبهم بالبغي الذي كان منهم وذلك قوله تعالى :  ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون  يقول : قد عاينتم الموت والعدو ، فلم نقضتم العهد وجرعتم من الموت وقد عاهدتم الله أن لا تنهزموا حتى قال بعضكم : قتل محمد ، فأنزل الله تعالى :  وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل  إلى قوله :  وسيجزي الله الشاكرين يعني عليا وأبا دجانة .ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله :  أيها الناس إنكم رغبتم بأنفسكم عني ووازرني علي وواساني فمن أطاعه فقد أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني وفارقني في الدنيا والآخرة  .قال : فقال حذيفة : ليس ينبغي لاحد يعقل أن يشك فمن لم يشرك بالله إنه أفضل ممن أشرك به ، ومن لم ينهزم عن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل ممن انهزم ، وإن السابق إلى الايمان بالله ورسوله أفضل ، وهو علي بن أبي طالب (تفسير فرات : 24 - 26 . ) .

*-  عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما انهزم الناس يوم أحد عن النبي صلى الله عليه وآله انصرف إليهم بوجهه وهو يقول : أنا محمد ، أنا رسول الله لم أقتل ولم أمت ، فالتفت إليه فلان وفلان فقالا : الآن يسخر بنا أيضا وقد هزمنا ، وبقي معه علي عليه السلام وسماك بن خرشة أبو دجانة رحمه الله ، فدعاه النبي صلى الله عليه وآله فقال : يابا دجانة انصرف وأنت في حل من بيعتك فأما علي فهو أنا ، وأنا هو ، فتحول وجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وبكى ، وقال : لا والله ، ورفع رأسه إلى السماء وقال : لا والله لا جعلت نفسي في حل من بيعتي ، إني بايعتك ، فإلى من أنصرف يا رسول الله ؟ إلى زوجة تموت ، أو ولد يموت ، أو دار تخرب ، ومال يفنى ، وأجل قد اقترب ؟ فرق له النبي صلى الله عليه وآله فلم يزل يقاتل حتى أثخنته الجراحة وهو في وجه ، وعلي في وجه فلما أسقط احتمله علي عليه السلام فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وآله فوضعه عنده ، فقال : يا رسول الله أوفيت ببيعتى ؟ قال : نعم ، وقال له النبي صلى الله عليه وآله : خيرا ، وكان الناس يحملون على النبي صلى الله عليه وآله الميمنة فيكشفهم علي عليه السلام ، فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبي صلى الله عليه وآله فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلاث قطع ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فطرحه بين يديه وقال : هذا سيفي قد تقطع ، فيومئذ أعطاه النبي صلى الله عليه وآله ذا الفقار ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله اختلاج ساقيه من كثرة القتال رفع رأسه إلى السماء وهو يبكي وقال :  يا رب وعدتني أن تظهر دينك وإن شئت لم يعيك  فأقبل علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله أسمع دويا شديدا ، وأسمع أقدم حيزوم ، وما أهم أضرب أحدا إلا سقط ميتا قبل أن أضربه ، فقال : هذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل والملائكة ، ثم جاء جبرئيل فوقف إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد إن هذه هي المواساة ، فقال : إن عليا مني وأنا منه فقال جبرئيل عليه السلام وأنا منكما ، ثم انهزم الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا علي امض بسيفك حتى تعارضهم ، فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة ، وإن رأيتهم قد ركبوا الخيل وهم يجنبون القلاص فإنهم يريدون المدينة ، فأتاهم علي عليه السلام فكانوا على القلاص ، فقال أبو سفيان لعلي عليه السلام : يا علي ما تريد هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة ، فانصرف إلى صاحبك ، فأتبعهم جبرئيل عليه السلام ، فكلما سمعوا وقع حوافر فرسه جدوا في السير ، وكان يتلوهم ، فإذا ارتحلوا قال هو ذا عسكر محمد قد أقبل ، فدخل أبو سفيان مكة فأخبرهم الخبر ، وجاء الرعاة والحطابون فدخلوا مكة فقالوا : رأينا عسكر محمد ، كلما رحل أبو سفيان نزلوا يقدمهم فارس على أشقر يطلب آثارهم ، فأقبل أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه .ورحل النبي صلى الله عليه وآله والراية مع علي عليه السلام وهو بين يديه ، فلما أن أشرف بالراية من العقبة ورآه الناس نادى علي عليه السلام : أيها الناس هذا محمد لم يمت ولم يقتل ، فقال صاحب الكلام الذي قال : الآن يسخر بنا وقد هزمنا : هذا علي والراية بيده ، حتى هجم عليهم النبي صلى الله عليه وآله ونساء الانصار في أفنيتهم على أبواب دورهم ، وخرج الرجال إليه يلوذون به ويثوبون إليه ، والنساء نساء الانصار قد خدشن الوجوه ، ونشرن الشعور ، وجرزن النواصي ، وخرقن الجيوب ، وحزمن البطون على النبي صلى الله عليه وآله ، فلما رأينه قال لهن خيرا ، وأمرهن أن يتسترن ويدخلن منازلهن ، وقال : إن الله عزوجل وعدني أن يظهر دينه على الاديان كلها ، وأنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله :  وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا  الآية (الروضة : 318 )

*-  عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لما انهزم الناس يوم أحد عن النبي صلى الله عليه وآله انصرف إليهم بوجهه وهو يقول : أنا محمد ، أنا رسول الله لم أقتل ولم أمت ، فالتفت إليه فلان وفلان فقالا : الآن يسخر بنا أيضا وقد هزمنا ، وبقي معه علي عليه السلام وسماك بن خرشة أبو دجانة رحمه الله ، فدعاه النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا با دجانة انصرف وأنت في حل من بيعتك فأما علي فهو أنا ، وأنا هو ، فتحول وجلس بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وبكى ، وقال : لا والله ، ورفع رأسه إلى السماء وقال : لا والله لا جعلت نفسي في حل من بيعتي ، إني بايعتك ، فإلى من أنصرف يا رسول الله ؟ إلى زوجة تموت ، أو ولد يموت ، أو دار تخرب ، ومال يفنى ، وأجل قد اقترب ؟ فرق له النبي صلى الله عليه وآله فلم يزل يقاتل حتى أثخنته الجراحة وهو في وجه ، وعلي في وجه فلما أسقط احتمله علي عليه السلام فجاء به إلى النبي صلى الله عليه وآله فوضعه عنده ، فقال : يا رسول الله أوفيت ببيعتى ؟ قال : نعم ، وقال له النبي صلى الله عليه وآله : خيرا ، وكان الناس يحملون على النبي صلى الله عليه وآله الميمنة فيكشفهم علي عليه السلام ، فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبي صلى الله عليه وآله فلم يزل كذلك حتى تقطع سيفه بثلاث قطع ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فطرحه بين يديه وقال : هذا سيفي قد تقطع ، فيومئذ أعطاه النبي صلى الله عليه وآله ذا الفقار ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله اختلاج ساقيه من كثرة القتال رفع رأسه إلى السماء وهو يبكي وقال :  يا رب وعدتني أن تظهر دينك وإن شئت لم يعيك  فأقبل علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله أسمع دويا شديدا ، وأسمع أقدم حيزوم ، وما أهم أضرب أحدا إلا سقط ميتا قبل أن أضربه ، فقال : هذا جبرئيل وميكائيل وإسرافيل والملائكة ، ثم جاء جبرئيل فوقف إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد إن هذه هي المواساة ، فقال : إن عليا مني وأنا منه فقال جبرئيل عليه السلام وأنا منكما ، ثم انهزم الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : يا علي امض بسيفك حتى تعارضهم ، فإن رأيتهم قد ركبوا القلاص وجنبوا الخيل فإنهم يريدون مكة ، وإن رأيتهم قد ركبوا الخيل وهم يجنبون القلاص فإنهم يريدون المدينة ، فأتاهم علي عليه السلام فكانوا على القلاص ، فقال أبو سفيان لعلي عليه السلام : يا علي ما تريد هو ذا نحن ذاهبون إلى مكة ، فانصرف إلى صاحبك ، فأتبعهم جبرئيل عليه السلام ، فكلما سمعوا وقع حوافر فرسه جدوا في السير ، وكان يتلوهم ، فإذا ارتحلوا قال هو ذا عسكر محمد قد أقبل ، فدخل أبو سفيان مكة فأخبرهم الخبر ، وجاء الرعاة والحطابون فدخلوا مكة فقالوا : رأينا عسكر محمد ، كلما رحل أبو سفيان نزلوا يقدمهم فارس على أشقر يطلب آثارهم ، فأقبل أهل مكة على أبي سفيان يوبخونه .ورحل النبي صلى الله عليه وآله والراية مع علي عليه السلام وهو بين يديه ، فلما أن أشرف بالراية من العقبة ورآه الناس نادى علي عليه السلام : أيها الناس هذا محمد لم يمت ولم يقتل ، فقال صاحب الكلام الذي قال : الآن يسخر بنا وقد هزمنا : هذا علي والراية بيده ، حتى هجم عليهم النبي صلى الله عليه وآله ونساء الانصار في أفنيتهم على أبواب دورهم ، وخرج الرجال إليه يلوذون به ويثوبون إليه ، والنساء نساء الانصار قد خدشن الوجوه ، ونشرن الشعور ، وجرزن النواصي ، وخرقن الجيوب ، وحزمن البطون على النبي صلى الله عليه وآله ، فلما رأينه قال لهن خيرا ، وأمرهن أن يتسترن ويدخلن منازلهن ، وقال : إن الله عزوجل وعدني أن يظهر دينه على الاديان كلها ، وأنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله :  وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا  الآية (الروضة : 318 ) .

*- صاح إبليس لعنه الله : قتل محمد ورسول الله يدعوهم في أخراهم :  أيها الناس أني رسول الله إن الله قد وعدني النصر فإلى أين الفرار  ؟ فيسمعون الصوت ولا يلوون على شئ وذهبت صيحة إبليس حتى دخلت بيوت المدينة ، فصاحت فاطمة عليها السلام ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا وضعت يدها على رأسها ، وخرجت فاطمة عليها السلام تصرخ .قال الصادق عليه السلام : انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه واله فغصب غصبا شديدا ، و كان إذا غضب انحدر من وجهه وجبهته مثل اللؤلؤ من العرق ، فنظر فإذا علي عليه السلام إلى جنبه ، فقال : ما لك لم تلحق ببني أبيك ؟ فقال علي عليه السلام يا رسول الله أكفر بعد إيمان ؟ إن لي بك أسوة ، فقال : أما لا فاكفني هؤلاء ، فحمل علي عليه السلام فضرب أول من لقى منهم ، فقال جبرئيل عليه السلام : أن هذه لهي المواساة يا محمد ، قال :  إنه مني وأنا منه  قال جبرئيل : وأنا منكما .

*- قال ابن أبي الحديد : وحضرت عند محمد بن معد العلوي على رأي الامامية وقارئ يقرأ عنده مغازي الواقدي ، فقرأ : حدثنا الواقدي ، عن ابن أبي سبرة ، عن خالد بن رياح ، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد ، عن محمد بن مسلمة قال : سمعت أذناي وأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم أحد وقد انكشف الناس إلى الجبل وهو يدعوهم وهم لا يلوون عليه سمعته يقول : إلي يا فلان ، إلي يا فلان ، أنا رسول الله صلى الله عليه وآله ، فما عرج عليه واهد منهما ومضيا ، فأشار ابن معد إلي : إي اسمع ، فقلت : وما في هذا ؟ قال : هذه كناية عنهما ، فقلت : ويجوز أن لا يكون عنهما ، لعله عن غيرهما ، قال : ليس في الصحابة من يحتشم من ذكره بالفرار وما شابهه من العيب فيضطر القائل إلى الكناية إلا هما ، قلت له : هذا ممنوع  ، فقال : دعنا من جدلك ومنعك ، ثم حلف أنه ما عنى الواقدي غيرهما ، وأنه لو كان غيرهما لذكرهما صريحا .

قال الواقدي : وكان ممن ولى عمر وعثمان والحارث بن حاطب وثعلبة بن حاطب وسواد بن غزية وسعد بن عثمان وعقبة بن عثمان وخارجة بن عامر وأوس بن قبطي في نفر من بني حارثة.

واحتج أيضا من قال : بفرار عمر بما رواه الواقدي في قصة حديبية قال : قال عمر يومئذ : يا رسول الله ألم تكن حدثتنا أنك ستدخل المسجد الحرام ، و تأخذ مفتاح الكعبة ، وتعرف مع المعرفين : وهدينا لم يصل إلى البيت ولا نحر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أقلت لكم في سفركم هذا ؟ قال عمر : لا ، قال : أما إنكم ستدخلونه ، وآخذ مفتاح الكعبة ، وأحلق رأسي ورؤوسكم ببطن مكة وأعرف مع المعرفين ، ثم أقبل على عمر وقال :  أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد ، وأنا أدعوكم في أخراكم ؟ أنسيتم يوم الاحزاب إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم ، وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر ؟ أنسيتم يوم كذا ؟  و جعل يذكرهم أمورا ، أنسيتم يوم كذا ؟ فقال المسلمون: صدق الله ورسوله أنت يا رسول الله أعلم بالله منا، فلما دخل عام القضية وحلق رأسه قال: هذا الذي كنت وعدتكم به فلما كان يوم الفتح وأخذ مفتاح الكعبة قال: ادعوا لي عمر بن الخطاب فجاء فقال: هذا الذي كنت قلت لكم  .

قالوا : فلو لم يكن فر يوم أحد لما قال له :  أنسيتم يوم أحد إذ تصعدون ولا تلوون على أحد  .

هذا آخر ما أردنا نقله من كلام ابن أبي الحديد (شرح نهج البلاغة 3 : 390 .) .

أقول : والعجب منه أنه ادعى هنا اتفاق الرواة على أنه ثبت أبوبكر ولم يفر ، مع أنه قال عند ذكر أجوبة شيخه أبي جعفر الاسكافي عما ذكره الجاحظ في فضل إسلام أبي بكر على إسلام علي عليه السلام حيث قال الجاحظ : وقد ثبت أبوبكر مع النبي صلى الله عليه وآله يوم أحد كما ثبت علي فلا فخر لاحدهما على صاحبه في ذلك اليوم قال شيخنا أبو جعفر : أما ثباته يوم أحد فأكثر المؤرخين وأرباب السيرة ينكرونه وجمهورهم يروي أنه لم يبق مع النبي صلى الله عليه وآله إلا علي عليه السلام وطلحة والزبير وأبو دجانة ، وقد روي عن ابن عباس أنه قال : ولهم خامس وهو عبدالله بن مسعود ، و منهم من أثبت سادسا وهو المقداد بن عمرو ، وروى يحيى بن سلمة بن كهيل قال : قلت لابي : كم ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد ؟ كل منهم يدعيه ؟ فقال : اثنان قلت : من هما ؟ قال : علي وأبودجانة انتهى (شرح نهج البلاغة 3 : 281) .

 

 

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي