الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
النظام والإنضباط في العائلة
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص352ـ353
14-1-2020
2943
تحظى مراعاة الإنضباط والنظم في الأمور في المحيط العائلي بأهمية خاصة على صعيد تأهيل الأطفال، فكلما كان الوالدان جادين بشأن النظم والانضباط وتنفيذ البرامج كلما قلت أخطاء الطفل وتمرده بل ويكفي ذلك مؤونة اللجوء الى استخدام العصا والضرب. هذا الكلام لا يعني تحويل البيت الى مقر عسكري يكون الوالدان كآمري الجيش مسلطين سيفهما على رأس الأطفال بل المراد هو أن لا يكون هناك تساهل أو تهاون في مثل هذه الأمور.
على أن الإنضباط ثمرة التربية فيما النظم وسيلتها لكن ذلك الإنضباط وهذا النظم يجب أن يكونا متناسبين مع خصائص كل حالة حيث لا يمكن أن يكونا بنفس المستوى في كافة الظروف وعليه ينبغي الأخذ بنظر الإعتبار موضوع الجنس والموهبة والحيوية والمستوى الفكري والإجتماعي والإقتصادي وما شابهها.
العائلة التي تهتم بعملية تأهيل وتربية الأطفال تمتاز بنظم خاص في مجالات الحياة من قبيل النهوض من النوم والخلود إليه والجلوس والعمل والاستراحة والاكل و.. فكل هذه الأمور تؤثر في الطفل سواء بصورة مباشرة أم غير مباشرة، وهنا نشير أيضاً الى أن النظم وقوانينه يجب أن يكون هادفاً وعقلائياً ومناسباً وبإمكان الطفل تنفيذه.
وبطبيعة الحال فإن عدم إهتمام الوالدين بالنظم وعدم مبالاتهما بالضوابط يترك أثراً سلبياً على الطفل ويبطئ من علمية الإصلاح، فالطفل يترقب أن تصدر مخالفة من والديه كي يربط فيما بعد تمرده وعدم انضباطه بتلك المخالفة.
الأساليب:
من الضرورة بمكان اختيار الأسلوب المعقول والمؤثر في مسيرة تأهيل الأطفال.. القصد من الأسلوب هو كافة الأدوات والفنون التي تساعدنا على بلوغ الهدف المنشود، كما يمكن أن يشمل الأسلوب مجموعة التدابير الكفيلة بإيصال ولي الأمر إلى هدف مثمر. أما الإفتقار للأسلوب أو عشوائيته يؤديان إلى أن يكون الطريق الى تحقيق الهدف طويلاً حافلاً بالمشاكل والصعاب مما يعني إتلاف المزيد من الوقت والجهود مع عدم تحقق الإصلاح المنشود.
فمراعاة العدالة وأسلوب المساواة والتطبع على هذا المفهوم مثلاً يترك أثراً إيجابياً على الطفل ويزرع في نفسه الميل لذلك أو حينما يغضب الطفل نقابله بأسلوب المواساة بدل مواجهته بالغضب والإنفعال لأن ذلك سيكون أنجع في إصلاحه. بهذا الشكل لا نلجأ الى صفع الطفل حينما يتفوه بكلمات غير لائقة بل نعمد إلى أساليب إيجابية في تعليمه الألفاظ المستحسنة واللائقة كأن يقال أمامه "طفل محبوب" بدل "طفل أحمق" أو "ليغفر الله لك" بدل "يا سيء الحظ" وهكذا.