1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الجاهلي :

النقائض

المؤلف:  د. صاحب خليل إبراهيم

المصدر:  الصّورة السّمعيّة في الشعر العربي قبل الإسلام

الجزء والصفحة:  ص114-117

23-03-2015

2665

أساس النقائض الهجاء، حيث ينقض الشاعر ما قاله الشاعر الأول من هجاء له، والنقائض في الشعر الجاهلي، ولكنها شكلت نواة النقائض في العصر الأموي، وبالرغم من ذلك فالنقائض قد ضمنت ألفاظاً سمعية مثل: القول، والشتم، والهزء، وهي لا تخرج عن ألفاظ الهجاء المختلفة، وفي رأينا لا تشكل إضافة ما هو جديد في أدائها السمعي.

ومن تلك النقائض ما حدث بين قيس بن زهير وعروة بن الورد، قال قيس بن زهير:

 

أذَنْبٌ علينا شتم عروة خالَهُ ... بقرّة أحساءٍ ويوماً ببدبَدِ

هَلُمَ إلينا نكفكَ الأمرَ كُلَّهُ ... فَعالاً وإحسانا وإنْ شئتَ فابعدِ(1)

 

فأجابه عروة بن الورد:

 

إني امرؤٌ عافي أنائي شركةٌ ... وأنتَ امرؤ عافي أنائك واحدُ

أتهزأُ منّي أنْ سمنتَ وأنْ تَرى ... بوجهي شحوبَ الحقِ، والحقُ جاهدُ(2)

 

وتستمر المهاجاة والمنافرة بين قيس بن زهير(3)، وعروة بن الورد(4)، ولا تخرج الألفاظ السمعية عن (الشتم، والقول) ضمن إطار الهجاء.

وكان النابغة قد ردّ على هجاء زرعة العامري فردّ عليه عامر بن الطفيل بأبيات لا تخرج عن منافذ الأداء السمعي من حيث الألفاظ (مبلغ، الجواب، القول، مقالتي، علمتم).

ومما قاله عامر بن الطفيل:

 

أَلا من مُبْلغٌ عنّي زياداً ... غداةَ القاعِ إذْ أَزفَ الضِّرابُ

وإنّي سوف أحكمُ غَيْرَ عادٍ ... ولا قدع إذا التُمسَ الجَوابُ

وليسَ الجهلُ عن سنٍّ ولكنْ ... غَدَتْ بنوافِذِ القولِ الركابُ

فإنّ بني بغيضٍ قد أتاهمْ ... رسولُ الناصحينَ فما أجابوا

ولا ردّوا مَحورةَ ذاك حتى ... أتانا الحِلْمُ وانخرقَ الحجابُ

فإنّ مقالتي ما قد علمتمْ ... وخيلي قد يحلّ لها النهابُ(5)

 

في حين رد عليه النابغة، ولم يخرج عن لفظة القول:

 

فإنْ يَكُ عامرٌ قد قال جهلاً ... فإنَّ مَظَنَّةَ الجهلِ الشّبابُ(6)

 

ومن تلك النقائض ما كان بين الحادرة وزبّان بن سيّار(7) ومما قاله الحادرة في هجو زبّان بن سيّار:

 

فإنْ تحسبوها بالحجابِ ذليلةً ... فما أنا يوماً إنْ ركبتُ ذَليلُ

سأمنعها في عصبةٍ ثعلبيّةٍ ... لهم عددٌ وافٍ وعزّ أصيلُ(8)

ويلاحظ من النص أن الحادرة يفتخر في معرض التعريض بزبّان، وقد تخللت البيتين ألفاظٌ توحي بالسمع (تحسبوها) و(عدد) فضلاً عن الأفعال التي تدل على الحركة مثل (تحسبوها، وركبت، وسأمنعها). على أن (العين) حرف حلقي مجهور قد انتشر في البيت الثاني قد أفاد في تقوية النغم والمعنى.

ولم نجد رداً لزبّان بن سيّار إلاّ ما قاله في الحادرة:

 

كأنكَ حادرةُ المنكبـ ... ين رصعاء تُنْقِضُ في حائِرِ

عجوز الضفادع قد حَدَرتْ ... تطيفُ به ولدةُ الحاضِرِ(9)

 

وقد عرَّضَ به من خلال التشبيه، وجعله مشتهراً ينظر الناس إليه لمنكبيه الضخمين وبسبب هذه الأبيات سُميَّ الشاعر بالحادرة فغلب عليه، وقد شبهه خصمه بالضفدعة الغليظة، وهو هجاء خرج عن المباشرة عبر الألفاظ السمعية الصريحة، على أن التشكيلات الصوتية انتشرت في البيتين من خلال حرف (الضاد) المجهور المطبق في (تنقض والضفادع والحاضر) ممّا أدّى إلى قوة الصوت وإبراز الصورة القبيحة للمهجو وهذا ما توخاه الشاعر.

وثمة نقيضة لأنس بن العلاء أخ بني الحارث بن الخزرج يرد على قيس بن الخطيم، على أن قصيدة ابن الخطيم لم تخرج عن ألفاظ (التبليغ، والرسالة، (الهجاء)، فضلاً عن الفخر بفروسيته عبر الأفعال الدالة على ذلك، ولفظة (الحمد) و(التذكر)(10).

في حين أن نقيضة أنس بن العلاء قد ضمت لفظة (الحمد) وذهبت القصيدة إلى الفخر الذاتي والقبلي، في حين توجد نقائض بين العباس بن مرداس وخفاف بن ندبة السلمي، لم تخرج في ألفاظها السمعية عند الشاعرين عن (الشتم، والزعم، والمعايب، والكذب، والقَسَم، والهجاء، الخبر، العلم، والقوافي، التعبير، التبليغ، الوعيد، والسؤال).

ولم تتضح قصيدة الهجاء ونقيضتها إلا في قصيدة العباس بن مرداس:

 

ألم تَرَ أنّي كرهت الحروب ... وإني ندمتُ على ما مضى

ندامة زارٍ على نفسهِ ... تلك التي عارها يُتَّقى

وأيقنت أنّي لما جئته ... من الأمر لابسُ ثَوبَيْ خَزى(11)

 

وقد نقضه خفاف بقوله:

 

أَعباس إما كرهت الحروب ... فقد ذقت منْ عَضِّها ما كفى

أألقحت حرباً لها درة ... زبونا تسعّرها باللظى

فأصبحت تبكي على زَلَّةٍ ... وماذا يردُّ عليك البُكا(12)

 

نجد الهجاء في قصيدة العباس بن مرداس قد ضم ألفاظاً سمعية مثل إعلان الندم على ما مضى وإعلان كرهه للحرب، وتوجيه العتاب للنفس، والعار الذي يتقى نتيجة الهجاء، واليقين، والأمر، والخزي.

في حين استخدم خفاف الاستفهام والبكاء، فضلاً عن الصورة العامة للسخرية بالمهجو وقد ردّ على ندامة العباس بأنه هو الذي اختار طريق الحرب، مؤكداً ذلك عبر الأفعال المُشدّدة (عضّها، ودرّة، تسعّرها، اللّظى، زلّة، يردّ).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) شعره: ق22/53. قرة إحساء وبدبد: مواضع معروفة في شبه الجزيرة العربية.

(2) ديوانه: 21.

(3) شعره: ق21/53.

(4) ديوانه، 127-128.

(5) ديوانه: 19-21. القدع: الهيوب للشيء. المَحُورَة: الجواب.

(6) ديوان النابغة الذبياني: 57.

(7) ديوان الحادرة: ق5/97، وق6/98.

(8) ديوانه: 101.

 (9) ديوان الحادرة: 97 الهامش.

(10) ديوان قيس بن الخطيم: 216-217، ونقيضة أنس بن العلاء في ديوان الحادرة أيضاً:

 (11) ديوان العباس بن مرداس: ق1/29-30.

(12) العباس بن مرداس: 30 الهامش.