Responsive image
Responsive image
جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب جهاز مكافحة الارهاب
الشهداء

سير المعارك

مواقف وقصص

القوات الحكومية

دور العتبات المقدسة

أوضاع نجد أثناء قيام الحركة الوهابية
2018-07-30

لابد من التعرف على طبيعة نجد وموقعها الجغرافي، فهي تمثل انطلاق الحركة الوهابية، إذ تقع منطقة نجد داخل شبه جزيرة العرب، وتكاد تكون مفتوحة في اتجاهاتها جميعها، إذ إنها على اتصال كبير بالمنطقة الصحراوية، حيث يحدها من الشمال جبل شمر، ومن الغرب منطقة الحجاز، ومن الجنوب الربع الخالي ومن الشرق منطقة الأحساء، والحقيقة أن هذه الحدود لم تكن بينها فاصلة، وهذه الطبيعة جعلتها في تداخل مع المناطق المحاذية لها، وهذا يؤثر على التطور السياسي لمشيختها خلال تلك المدة الزمنية.
يعود تاريخ انضمام نجد للدولة العثمانية إلى أيام السلطان العثماني سليم الأول سنة 1519م، لكن ترسخ ذلك بشكل كبير عندما سيطر العثمانيون بقيادة السلطان سليمان القانوني على بغداد سنة 1534، وعرض عليه أهل نجد قبول الطاعة منهم، ثم انضمت منطقة الأحساء إلى السيادة العثمانية، وأوعز الوالي العثماني محمد باشا بكلربكي بإنشاء أول جامع عثماني في الأحساء على طراز الإسطنبولي، ولا يزال الجامع قائماً إلى يومنا هذا، وهذا يدلل على وصول العثمانيين إلى المنطقة منذ وقت مبكر. 
أما طبيعة سكان المنطقة؛ فهم من القبائل البدوية المقيمة في تلك المناطق، التي هاجرت من جنوب الجزيرة العربية، وبعض هذه القبائل يعيش مستقلاً، في حين يعيش القسم الآخر تحت نوع من الاتحادات القبائلية بزعامة شخص قوي ومقتدر، يترأس التحالف، وأدى ذلك إلى ظهور أسر حكمت لسنوات طويلة، وكانت هذه القبائل في الغالب لا تتمرد على حكام منطقة الأحساء، بل كانوا يرضخون لحكامهم، وكانوا يوفرون الاحتياجات لسكان الاحساء، ويصرفون سلع مناطق الاحساء، ويمثلون الباب المفتوحة على الصحراء.

-------------------

 زكريا كورشون، العثمانيون وآل سعود في الإرشيف العثماني 1745– 1914، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2010، ص ص 6– 15

 علي شاكر علي، تاريخ العراق في العهد العثماني 1638 - 1750 دراسة عن أحواله السياسية، المكتبة الوطنية، بغداد، 1984، ص 25. 

ومن هنا صارت القوة الحاكمة في الأحساء هي عينها التي تفرض سيادتها داخل أراضي نجد، وبهذا تترك الدولة العثمانية السلطة بيد الحكام المحليين شريطة أن يخطب باسم السلطان العثماني في جوامعها، ودفع الضريبة السنوية المفروضة عليها، وقبول سيادة الدولة العثمانية على أراضيها؛ لذلك لم يتغير شيء سواء قبل الفتح العثماني أو بعده، وسمحت الدولة العثمانية للعوائل الحاكمة بأن تواصل حكمها التقليدي شريطة الإعلان عن ولائها للدولة العثمانية، على الرغم من أن الدولة العثمانية كانت تعيش مرحلة القوة، وعندما بدأ الضعف ينتاب الدولة العثمانية بدأت هذهِ الأسر المحلية بالتمرد على السلطة، وبخاصة إبان مدة حكم العثمانيين للعراق، وقد كان خضوع الأحساء خلال هذهِ الحقبة لولاية البصرة العراقية، وعقب القضاء على سلطة المماليك سنة 1831م، سعت الدولة العثمانية إلى ترسيخ الحكم المركزي، من خلال الولاة الذين سعوا بحكم المصلحة؛ للتراضي مع المشايخ من ناحية، وسعوا إلى تخليص السكان من هؤلاء المشايخ.
حاولت الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر إقامة إدارة مركزية في نجد، التي كانت تمثل لواءً من أقضية تابعة لأيالة الحبش، أما الأقضية؛ فهي الدرعية وجبيلية والقطيف، وقسم من أراضي الأحساء، وتم دمج الحبش والحجاز وتشكيل أيالة النجد العرباني سنة 1866م، وبقي الحال هكذا إلى أن تولى مدحت باشا ولاية العراق، اذ أرسل حملة عسكرية بزعامة نافذ باشا، وأقيمت متصرفية نجد، وهذا أول وجود مركزي للدولة العثمانية في أرض نجد، وكذلك تم ضم كل من القطيف وقطر والهفوف إلى أيالة بندار، وبعد فصل ولاية البصرة عن بغداد وضم سنجق نجد لها، استخدمت الدولة العثمانية اسمي نجد والحجاز في شؤونها الإدارية، وأولت الدولة العثمانية اهتماماً كبيراً في القطعتين، وأظهرت الدولة العثمانية سيادتها عليهما.
ويتألف سنجق نجد من ثلاثة أقضية هي: العجير، والمبرز، والجفر، فضلاً عن ثلاث وخمسين قرية، وتضاف أحياناً الدرعية كقضاء رابع، وكذلك قضاء القطيف.
-----------------------------------

 زكريا كورشون، المصدر السابق، ص7.

 المصدر نفسه، ص 8.

 أمين الريحاني، تاريخ نجد الحديث وملحقاته، المطبعة العلمية، بيروت، 1998، ص25– 30.

 

ولا توجد في نجد أراضٍ يستوي سطحها مع سطح البحر، وهي تمتاز بوجود السلاسل الجبلية وبوعورة أراضيها، وتربط بنطاق واسع مع الصحراء، وتتألف من مجموعة من النواحي أهمها ناحية السليل، وناحية ثليث، ونجران، وحريمله، والمحمل، والسدير، والوشم، والقصيم، وحائل، والاحساء، والقطيف، والشعيب والرياض، واليمامة، وهذهِ النواحي تتألف من مجموعة القرى التي تنتشر على أراضي مختلفة، وهي في الغالب حول العيون والينابيع.
وتمتاز هذه المناطق بزراعة أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية، وبضمنها الحبوب والبساتين، وكذلك تربية بعض المواشي وبخاصة الإبل، التي تنتشر بإعداد كبيرة؛ لقابليتها على تحمل ظروف المنطقة الصحراوية، وتستخدم كوسائل نقل فيما بين القرى والنواحي.
ويختلف توزيع الكثافة السكانية من ناحية لأخرى؛ فتكتظ الدرعية مثلاً بكثافة سكانية عالية، وكذلك العيينة وحريمله، أما بقية النواحي؛ فتكون نسبة السكان فيها قليلة، وهذا يرتبط بالطبيعة الخاصة بالمنطقة، ومجتمع نجد هو مجتمع قبلي حسب الارتباط والتوجهات لصاحب النفوذ والقوة، فمن القبائل المشهورة فيها الدواسر، وتميم وبكر بن وائل، ويغلب على طبيعة السكان الغلظة والقساوة، وخاصة أن عمليات الغزو بين القبائل، هي الظاهرة السائدة في تلك الحقبة، والسبب يعود إلى ضعف دور الدولة العثمانية وسلطتها، التي لم تفرض الإدارة المركزية عليها.
أما التركيب الاجتماعي لسكان نجد؛ فقد تأثر السكان بقساوة الظروف الصعبة وكانت آثارها واضحة عليها، وينقسم سكان نجد إلى قسمين: البدو والحضر، أما الحضر؛ فيعيشون في المدن والقصبات المقامة حول منابع المياه في الواحات والأودية المحاطة بالأراضي الصحراوية، ويعملون بالزراعة والتجارة، وإن هؤلاء ينحدرون من أصول بدوية.
-------------------------------

 زكريا كورشون، المصدر السابق، ص 7

 حسن سليمان محمود، تاريخ المملكة العربية السعودية، مكتبة الأنجلو، القاهرة، 1960، ص104

 زكريا كورشون، المصدر السابق، ص 7

 المصدر نفسه، ص 8

 أمين الريحاني، المصدر السابق، ص 26

 

أما البدو؛ فهم قبائل عربية اعتادت على حياة الصحراء في حلِّها وترحالها، ويعمل أغلبهم في رعي الإبل والأغنام، وهم لا يعيشون تحت سقف أبداً، ويقضي أُناسها حياتهم تحت ظلال الخيام التي نسجوها من الشعر وينتقلون على ظهور إبلهم، ولا يقطعون صلاتهم بالمدن والقصبات القريبة منهم حتى يقضوا حاجاتهم الضرورية من المأكل والملبس، وبعد قضاء حاجاتهم يعودون الى الصحراء الواسعة التي طبعت حياتهم وسجاياهم، وتميزوا بكثرة الحركة والتنقل، وإن المنطقة التي يتنقلون فيها تسمى الضيرة، ومن خلالها تعرف بعض القبائل، ولا يقبل البدو زراعة أراضيهم الخصبة، ولا يقبلون بأن يزرعها أحد، ويتنقلون بماشيتهم حسب الموسم، ويغيرون أماكنهم بحسب سقوط الامطار، ويبدلون أماكنهم خلال العام عدة مرات، ويقطعون مسافات طويلة، ويحدث أحياناً صدام مع القبائل الاخرى أثناء الترحال؛ مما يؤدي بهم إلى تغيير مسارهم، ويغيرون أحياناً اتجاهاتهم؛ بسبب الظواهر الطبيعية كالجبال والمنحدرات.
وتتبع القوافل آثار الآبار والعيون، أو يدخلون ساحات وأماكن غيرهم بالقوة، وإذا تعرضوا لمواقف صعبة يقومون بالنهب والسلب للبساتين والمزارع الخاصة بالحضر في الواحات التي تعود لأناس لآخرين؛ ولهذا فرض سكان الحضر ضريبة على البدو عرفت (بالخوة) حتى يسلموا من غاراتهم، ويقتلون أحياناً من يطالبهم بالخوة، كما يتميز البدو بالمزاج الحاد.
وامتازوا بتعصبهم لمعتقداتهم، إلا أن تدينهم لم يكن يرتقى به، إذ ينطوي فهمهم للدين على المعتقدات القديمة، وإنهم لا يزالون يعيشون أيام الجاهلية، فهم يقدسون الشمس والقمر والنجوم، وهذه البداية الدينية هي التي يسرت للمذهب الوهابي أن ينتشر بسهولة بينهم، والعائلة هي الأقدس بين البدو وتضم الأخ والابن وأبناء الأخ وكل من ينهزم إليهم من القبائل الاخرى محتمياً بها، وتعد القبلية الرابط الاجتماعي في المجتمع البدوي، والقبيلة هي مجموعة من العوائل المرتبطة فيما بينها برباط القرابة والدم، ومن الصعب الفصل بين القرابة لاثنين مثل الأخوين، وكذلك تكون الحالة للشخص الذي يلتجئ للقبيلة، حيث يلقى نفس المعاملة؛ لذا يضطر الشخص إلى الولاء للقبيلة التي ضمته.
--------------------------

 حسين خلف الشيخ خزعل، تاريخ الجزيرة العربية، دار ومكتبة الهلال للطباعة والنشر، بيروت، 1968، ص 23

 زكريا كورشون، المصدر السابق، ص 8

 أيوب صبري، تاريخ الوهابيين، ترجمة مسعد بن سويلم الشامان، مطبعة قرق أنبار– دار ترجمان حققت، إسطنبول، 1296، ص10.

 

وتعد القبيلة رمز التوحيد السياسي بين البدو، ويحكم القبيلة العربية البدوية شيخ ينحدر من أحد عائلاتها العريقة، وأحياناً تظل عائلة الشيخ تحتل الصدارة بين تلك العوائل، ويستمد الشيخ قوته من أصالته وثروته، وتأتي قوتهِ من العادات والتقاليد الصارمة، ويكون هو صاحب الكلمة والرأي فيها، فهو المسؤول عن القرارات التي يتخذها، ويمتاز بحكم مطلق، ويخضع الجميع لحكمة دون معارضة، ومن يعارضه فعليه ترك القبيلة، ويكون الشيخ صارماً أمام الأعداء، وليناً أمام أفراد قبيلته، ويطلق عليه أحياناً لقب الأمير، ومن هنا جاءت تسمية أمراء مشايخ الخليج، وكذلك من صلاحياته تعيين شيخ على زعامة القبائل التابعة له.
وتمتاز قبائل البدو بالحذر واليقظة، إذ تنتشر بينهم ظاهرة السلب والنهب التي كانوا يسمونها بـ (الغزوة)، ويعدها بعضهم جزءاً من حياتهم اذ يمارسونها باستمرار، وتكون مصحوبة أحياناً بالقتل أو الأسر والسبي، وأحياناً تسلب القبائل الاخرى قطعانها وخيامها، أو نهب المحاصيل الزراعية وتدميرها، أو الإغارة على القوافل التي تمر بالأراضي التي يسيطرون عليها فيسلبونها متاعها وبخاصة قوافل الحج بما فيها قوافل الحجيج القادمة من الدولة العثمانية، وسعت الدولة العثمانية لتوفير الأمن في تلك الطرق، إذ عمدت إلى رصد تخصيصات مالية لهؤلاء عرفت باسم (تخصيصات العربات)، وبالرغم من ذلك فإنها لم تستطع القضاء على هذا السلوك، وفي الغالب يقوم شيخ القبيلة بقيادة الغزوات، فيقوم بسلب الأموال وليس الأرواح، وإن القبائل البدوية جميعها تكون عرضة لمثل هذه الغزوات؛ لذا يجب عليها أن تكون على أهبة الاستعداد لها، وأحياناً تكون على نطاق واسع وخاصة بعد دخول القبائل بتحالفات فيما بينها، وعادة تميل القبائل نحو القبيلة التي تكون أقوى ويكون لها النصر، ويقومون بنهب مال الآخر .
وعلى الرغم من أن القبيلة لم يكن لها جيش نظامي، ولكن رابط الدم هو الذي يجمع فيما بينهم، كما لا ينظر الشيوخ للدعاوى الناشبة بين البدو، وإنما يقومون بحلها وفقاً لتقاليد متوارثة بينهم وتعرف بينهم باسم (عرفة)، ولا نقض للأحكام، بل بالقطع والتطبيق، وأحياناً ينسحب من حيث الأساس على أهالي الواحات في الصحراء وأهالي المدن المقامة بجوار منابع المياه؛ ولأن الإدارات المركزية المجاورة لها ذات قوة مؤثرة، كان زعماء الحضر ينضوون في الإطار الذي تحدده تلك الإدارات المركزية.
--------------------------

 عباس العزاوي، عشائر العراق، ج1، قم، منشورات المكتبة الحيدرية، د. ت، ص358، كذلك: جاسم حسين الصكر، الدور السياسي لشيخ العشيرة في سنوات الانتداب البريطاني 1920-1932 دراسة تاريخية، الجامعة الحرة، كلية الآداب، 2008، صفحات متعددة

 أحمد بن زيني دحلان، فتنة الوهابية، (مكتبة الحقيقة، إستانبول، 2001)، ص90.

 

لم تلفت منطقة الجزيرة العربية أنظار العثمانيين إلا بعد حملات إبراهيم باشا (ابن محمد علي) على الوهابيين سنة 1818م، وقد زار المنطقة شخصيات أجنبية يتنقلون في مناطق مختلفة، وتحت هويات ومسميات مختلفتين، وكان من بين هؤلاء سفير نابليون (ديلسكار) الذي دخل نحو نجد ووصل إلى الدرعية في سنة 1811م، وكذلك ممثل شركة الهند الشرقية البريطانية (سادليبر) في عام 1819م، ثم وصل الرحالة (بالغراف)، وهو جاسوس إنكليزي تقمص شخصية طبيب، ثم زارها الإيطالي (غارماني) الذي يعمل لصالح شركة إنكليزية – فرنسية، وتنكر في عمله، إذ عرف عن هويته أنه كان تاجر خيول، ثم تعاقب على المنطقة رحالة أوربيون كثيرون، حصلوا جميعهم على موافقة الدولة العثمانية للدخول الى المنطقة، فكتبوا عنها، وبالغوا في وصف الحكم الذي يمارسه الحكام المحليون (شيوخ القبائل)، بل تحدثوا عن مناصب لم تكن موجودة في أي وقت بين الشيوخ المحليين من البدو، وكذلك شيوخ الحضر أنفسهم، مثل رئيس وزراء، وناظر المالية، وناظر الخارجية، ويبدو أن الاوربيين استخدموا مصطلحات موجودة عندهم .
ذكر الأوربيون أن الشيوخ كأنهم رؤساء دول أو ملوك، بل وجدوا فيهم السلطة الوحيدة التي لمسوها في صحراء وواحات لها أول وليس لها آخر، وطافوا أنحاء الصحراء مطمئنين بفضل حماية الشيوخ لهم. 
إن الحركة الوهابية هي الحركة الوحيدة التي أفادت من المناخ الجغرافي والاجتماعي والسياسي إبان النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وتحدت كل شيء جرت العادة عليه في نجد، وقلبت تاريخ المنطقة رأساً على عقب، ولفتت أنظار العالم كلهُ، ونجحت في الوقت نفسه بالاستمرار إلى القرن العشرين.
وتمتاز المنطقة بعدم وجود قوات نظامية أو ضبطية ماخلا طابوراً بسيطاً؛ لضبط الأمن، وعدد من الفرسان الخيالة، ولا يوجد أناس من جنسيات أجنبية في المنطقة إلا عدد من الإيرانيين القادمين بين حين وآخر من ميناء بندر بوشهر، ولا توجد قنصليات أجنبية إلا قنصلية إنكليزية في الاحساء تضم جواسيس إنكليز، والسكان جميعهم من المسلمين، ومعظمهم من المذهب السني وأقلية شيعية، وتوجد فيها منطقة للبريد تربط بين والي البصرة والأحساء ونجد والقطيف، ومن أشهر العشائر التي تقطن المنطقة عشيرة العجمان، والمرة، والدواسر، وبني خالد، والمطير .
----------------------------

 على الوردي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، (دار الوراق، لندن، 2003)، ج1، ص194.

 محمد خليل هراس، الحركة الوهابية، دار الكتابة العربية، بيروت، 1991، ص20.

 المصدر نفسه، ص 21

 

إنكليز، والسكان جميعهم من المسلمين، ومعظمهم من المذهب السني وأقلية شيعية، وتوجد فيها منطقة للبريد تربط بين والي البصرة والأحساء ونجد والقطيف، ومن أشهر العشائر التي تقطن المنطقة عشيرة العجمان، والمرة، والدواسر، وبني خالد، والمطير .
أما في الجانب الديني؛ فلم تدخل بعض القبائل العربية في الدعوة الإسلامية،، ونشير هنا إلى حركات الردة التي ظهرت عقب انتقال الرسول محمد صلى الله عليه واله  إلى الرفيق الاعلى، وكذلك ازدادت الحالة سوءاً بالاهتمام بأمور الدين، وخاصة خلال عهدي الحكم الأموي والعباسي، اذ اتجه الخلفاء الامويون والعباسيون نحو أمور السياسة والمناصب، واهملوا تعاليم الدين الإسلامي وانصرفوا إلى الملذات والبذخ مما أدى إلى ظهور حركات مناوئة للحكام في مناطق مختلفة من الدولة العربية الإسلامية.
أما نجد؛ فكانت هي الأخرى قد سادت فيها الأفكار المتخلفة المظلمة، فكانت مرتعاً للخرافات، وأهملت تعاليم الدين الإسلامي، وتركوا أوامره جانباً، وحل محلها صور مشوهة للإسلام قائمة على أساس الجهل والفساد، حتى أثرت على مبدأ الوحدانية في قلوب الناس، وتغلب الباطل على الحق واقترب الناس من حافة الهاوية والضلال، ولم يبق لذكر الله أثر إلا على الأفواه، وأمسى الدين الإسلامي لديهم ذكرى بعيدة غامضة ولم يبق منه الا اسمه ومن القرآن إلا رسمه، وتناسوا أداء الزكاة، وتساهلوا في حج البيت الحرام، وأهملوا صيام شهر رمضان، وتقاعسوا عن إقامة الصلاة، وحلت محلها عقائد فاسدة تتنافى وأصولَ الدين الصحيحة، وصاروا يستغيثون بالجن، ويذبحون لها الأضاحي، ويجعلون لها الطعام في زوايا البيوت؛ ليشفي مرضاهم، ويتبركون بقبور الأموات ويقدسونها، وتفشى لديهم الاعتقاد في الأشجار والأحجار، وأخذوا يطلبون منه قضاء حاجاتهم ويتوسلون بها لدفع كروبهم، ورفع الأذى والضر عنهم، ويحلفون بقبر الله في أيمانهم، فكان في الجبيلة قبر لزيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب يتضرعون إليه؛ لتحسين حالهم وإجابة ملتمسهم، وكان في الدرعية كهف يقدسونه ويزعمون أنه كان ملجأ لبنت أحد الأمراء، التي فرت هاربة من تعذيب أحد الطغاة، وأرادت أن تتخذ أحد الجبال الصخرية مخبأ تحتمي به من ذلك الطاغية فأنشق أحد جبال الدرعية عن كهف فأوت اليه، وكان في الدرعية مقام لرجل أعمى يدعى (تاج)، كانت الناس تتضرع اليه؛ ليرفع عنهم السوء ويجلب لهم النفع، 

 

102