![](https://almerja.com/aliImg/large/1717659386-8045.png)
رُويَ عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) أنّه قال:
"...لا بُدَّ لصاحبِ هذا الأمرِ من غَيبةٍ حتّى يرجعَ عن هذا الأمرِ مَن كانَ يقولُ به، إنّما هي محنةٌ من اللهِ امتحنَ اللهُ تعالى بها خَلقَهُ".
إنَّ امتَحَانَ العِبَادِ مِنَ السُّنَنِ الإلهيّةِ الثابتةِ؛ لِكَي يستطيعَ العبادُ وَفي ضَوءِ إيمَانِهِم وَصبرِهِم وَتَسلِيمِهِم للهِ تَعَالى أن يَتَربَّوا وَيبلُغُوا الكَمَالَ وَتظهرَ مواهبُهُم الكامنةُ في وجودِهِم، فالذينَ لم يكن لهم رُسُوخٌ في الإيمانِ ينكشفُ باطنُهُم وَيكونونَ عُرضَةً للشَّكِّ والشُّبهاتِ، والذينَ ضربَ الإيمانُ بِجذورِهِ في أعماقِ قلوبِهِم يُصبِحُونَ أكثرَ نُضجَاً وَجَدَارَةً، وَينالُونَ الدرجاتِ العُليَا مِنَ الأجرِ وَالثَّوابِ.
وإنَّ امتحانَ النّاسِ بغَيبةِ الإمامِ (عجّلَ اللهُ فرجَهُ الشريف) مِن أصعبِ الامتحاناتِ الإلهيّةِ وذلكَ من جهتَينِ:
الأولى: مِن جهةِ أصلِ الغَيبةِ، فيبدأُ النّاسُ بالتشكيكِ، تارةً في نفسِ ولادةِ الإمامِ وأخرى في طُولِ عُمُرِهِ الشَّرِيفِ.
والثّانية: مِن جهةِ الضُّغُوطِ والظُّرُوفِ العَصِيبَةِ وَالحَوادثِ المُؤلِمَةِ التي تحدثُ في عصرِ الغَيبةِ والتي تؤثّرُ على النّاسِ لِدرجةٍ يُصبِحُ فيها حفظُ الإيمانِ والصُّمُودِ على الدِّينِ والاستِقَامَةِ فيها أمرَاً عَسِيرَاً.
وَلن يَبقَى حِينَهَا إلّا الخُلَّصُ الذينَ يحملُونَ إيماناً راسخاً ومعرفةً عميقةً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انظر: سيرة الأئمة (عليهم السلام) عرض وتحليل للحياة الاجتماعيّة والسياسيّة والعلميّة للأئمة المعصومين (عليهم السلام)، تأليف: مهدي البيشوائي، تعريب: حسين الواسطي، ص 595 ـ 596.