بقلم : السيد ليث الموسوي
مما لاشك فيه أن الله تعالى قد سيّد الإنسان على الأرض،
له عقلا ميزه به عما سواه من مخلوقاته الأرضية،
وذلل له كل شيء ليصلح حاله ومعاشه..
وسمح له أن ينفذ من أقطار السماوات والأرض، فنفذ..
وبعد مرور مئات القرون، بدا واضحا الفارق الكبيربين صنفين من بني البشر، صنف يعيش حياة ذكية، والآخر يعيش ما يقابلها..
الأول يحترم العقول ويسعى لصناعتها وتنميتها..
والآخر لايهتم بالعقول، بل يعمل على التفريط بها!
الأول منتج..
والآخر مستهلك فقط!
الأول يدير مقاليد أموره كاملة..
والآخر تابع، مسلوب كامل الإرادة!
الأول في تقدم دائم..
والآخر إن لم يكن في تقهقر فهو في أحسن أحواله ثابت في مكانه!
ومن غير المهم معرفة من أي الصنفين نحن، فالأمر لا يغير من الواقع شيئا،
بل المهم هو إيجاد السبيل لنكون من الصنف الأول
فنعتقد أن العقول هي المورد الإنمائي الحقيقي للبلاد،
ومن المهم أن ننجح في المحافظة على مواردنا البشرية الثمينة، والعمل على تنميتها ووقف تدفق هجرتها..
فالعالم المتقدم بدأ يعمل على أن الثروات البشرية أغلى وأهم من الثروات الطبيعية في بلدانهم..
فعلينا -إذن- الإحاطة بالعقول وجذبها،
ولابد أن نهيئ لها الظروف المناسبة، ورفع شعورها بالاغتراب العلمي والفكري لتبدع ثم تنتج، ومن الضروري أن نستثمر عطائها، ونوظف إمكاناتها لإنماء غيرها كي نمتلك مقاليد أمورنا، ونستعيد إرادتنا..