بقلم : السيد غيث شبر
المجتمعات كائنات حية شيء أتصوره دائما، ولعلنا عند البحث سنجد أن هذه الفكرة قديمة من زمن أفلاطون وتغيرت بمرور الزمن، مع أن معظم النظريات المنادية بذلك شبهت الدولة والشعب بذلك، لكني أرى أن المجتمع خارج الحدود الزمانية والمكانية هو كائن حي عمره أطول من أعمارنا.
ولعل نظرة عن كثب الى مجتمعنا الشيعي تجعلنا نقف باعتزاز تجاهه، فهو كرجل عمره ينيف عن أربعمائة من السنين وألفا، لا يفارقه الحزن والبكاء في كل عام، بل لعل دموعه غمرت الأرض، وهو يبكي لأجل ظلم أبيه الذي رفع راية العدل واغتالته يد الشر، فرجل المجتمع الشيعي كائن يبكي العدل منذ أكثر من قرن، ولعلك لن تجد نظيرا في هذه المخلوقات التي فطرها الباري عز وجل مثل هذا الكائن حزنا على العدل، فدموعه علامة الرأفة والحب والرحمة، وهو مع كل ذلك قوي لم يتخل عن هويته يوما ما، بل وأكثر من ذلك فصبره منقطع النظير فإنه ما زال منذ الف عام منتظرا الأمل!