إنّ كثيراً من الدول التي تعاني من ظاهرة عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي ينعكس ذلك على أدائها بشكل كامل لاسيما تقديم الخدمات الى ساكني الدولة ومن ضمن هذه الخدمات هو ملف توفير الطاقة الكهربائية الذي لا يزال توفيره بشكل عادل ومنصف بين المواطنين معلقا الى اشعار آخر ففي ظل التقدم التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم حاليا وفي ظل التأثيرات السلبية الكبيرة التي تحدث في كثير من دول العالم واستفحال ظاهر التغير المناخي والتي من اسبابها انتاج الطاقة لاسيما انتاج الطاقة الكهربائية من المصادر التي تنبعث منها الغازات التي تسهم في ازدياد ظاهرة الاحترار على مستوى العالم و يمكن التعبير عن هذه الطاقات انها التي تتولد من المصادر الطبيعية فهي لا تنفد وانها غير ناضبة فضلا عن انها متجددة كما انها تكون صديقة للبيئة بشكل كبير وتأثيراتها السلبية قليلة مقارنة بالطاقة المتولدة من الوقود الاحفوري لهذا فقد عمدت كثيرا من الدول على استخدام بدائل للطاقة الغير نظيفة وغير المتجددة والتي يكون ضررها اقل على البيئة وباتت مصادر الطاقة المتجددة تلقى اهتماما عالميا كبيرا وفي مقدمة هذا الاستخدامات هي استخدام الطاقة الشمسية لانتاج الطاقة الكهربائية اما فيما يخص العراق فلا توجد لديه سياسية ولا استراتيجية لاستخدام بدائل للطاقة المستخدمة حاليا والتي تعتمد بشكل اساسي الطاقة الهيدروكاربونية متمثلة بالنفط والغاز لكي تلبي احتياج الدولة من انتاج الكهرباء وتجدر الإشارة الا أن العراق بحكم موقعه الاستراتيجي العالمي فانه من بين دول العالم التي تمتلك ثروات كبيرة وهائلة من انواع الطاقات المتجددة لكنها للأسف غير مستغلة وغير مستثمرة لتلبية احتاج الدولة من انتاج الكهرباء فضلا عن ان العراق يعد واحد من اكثر الدول التي تحرق الغاز الطبيعي دون استثماره واعتماد الدولة على الغاز المستورد لتامين توليد الكهرباء مما يعرض انتاج الشبكة من الطاقة الى مزيدا من عدم الاستقرار في الطاقة التوليدية للمحطات التي تعمد الغاز المستورد وبالتالي انعكاس ذلك على نقص في تجهيز الطاقة الكهربائية لمواطني الدولة العراقية وتشير الكثير من الدراسات ان موقع العراق الفلكي والجغرافي مكنه لان تكون ارضه وسمائه خصبة لاستخدام الطاقة المتجددة لاسيما الطاقة الشمسية وان معظم اراضي العراق الغربية وتحديدا صحراء محافظة الانبار هي من افضل المواقع لأنشاء مشاريع لانتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية المتجددة فهذه الصحراء الكبيرة والواسعة فضلا عن ان العراق يتميز بارتفاع المعدل السنوي للإشعاع الشمسي اذ يرتفع عن3700 ساعة مشمسة سنويا فان هذه الميزات تساهم في امكانية اقامة العديد من مشاريع توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية فان اقامة هذه المشاريع من شأنها الحد من التلوث البيئي و اقامة مشاريع زراعية وصناعية متزامنة بالقرب من هذه المشاريع الاستراتيجية.