يا حسين...
أشجع الابطال عجز عن بلوغ مجدك ..
حيدرعاشور
أؤمن بالإنسانِ، قد رأيت في عاشورائك ظهورا تتمزق وتتطاير كالشظايا تحت سياط جلد الذات، وروؤس شجتها السيوف فتخضبت بالدماء، وأرواحا عاشقة تثبُ وثبا...فآمنت
قد رأيت وقد آمنت، فخنق صمتي الداوي صوتي في عمق ضريحك، ها أنا أتكلم وسط الجموع وحيدا، اخسف الصدر بالضرب لأراك، ارفع يدي تحت قبتك لا تردها، افتح عيني في شباك جدثك، أنظرني.. حسبي ان تُقبلني، وحبيب يسجلني، حامل النور والالم والجزع والحلم، بيوم الدم، ودمك الطاهر يخضّب الثرى..
في هذا النهار حيث يبدأ التاريخ، حيث ترّن صمّاءَ حزنٌ، هكذا قرع القضاء وكتب القدر والعالم ليس العالم ، ليس الا انسان. لغة لا أحد يستعملها اليوم، ذكرك مع الزمن يزداد قوة انسانية، لم تظهر في الكون، فاشجع الابطال عجز عن بلوغ انسانيتك ومجدك..وتصريحات حكيمة في الجهل تحاول النيل من حكمتك الالهية، بغطاء متواضع من الشك، تخترق حدود السمع وتسلب الاجواء سكينتها، ولما تبلغ أعماق الانسان المؤمن، تفطم، تسكب، تنطفئ، لا يبقى منها الا فرغات سوداء تغطي وجه مخترعها، ويمضي نحوك مثلما أمضي في سكون مثل شعاع الضوء -اقسم أن العالم يبكي على نحرك في الطف- ولكن كيف اقناع العارفين... أنه ليس من الضروري معرفة أي شيء، وأن المصيبة مصيبة، وأن الدم دم، وما كتبه الله في اللوح العظيم لا يمكن إلا ان يكون، فكانت ثورة الدم، وكنت يا حسين سيدها. أيها القائد الإنسان، أيها الشهيد المخلد، لو تدعني أموت معك فأنال الثرى حيث انتظرك.