حيدرعاشور

سيدي، انه وقت النهوض، أنه وقت الظهور، كي تجتث من القلب بقع النفاق وتغسل الروح بطين كربلاء، وتعيد للمؤمنين هيبتهم، وتمزق شمسك الحرة الغيوم السوداء التي تحجب السماء، وسحابتك الخضراء تكون لنا عيدا توحد عُزلتنا، فتنتشي الروح، حين يضيق الافق، فلا سواك نورا في المدينة، وأنفاسك قناديل رحمة تمنح الصابرين أمل ..
ايها المنتظر، يا ساقي حياة الدنيا بالامل. فداء ظهورك النفس والروح وما نملك، وسنظل نرنو اليك يا محراب الدين، فقد عقدنا معك عهد الظهور مهما طال الانتظار، مُستحلفين عيون النجوم المضيئة الا تتركنا وأن تجعلنا من انصارك ومرديك.. إنا لولاك يا مهدينا لم نعرف الطريق المستقيم.. وعيوننا تغزل الضوء راية للظهور في شهر النور، ولا ضوء يضاهي وهج مدينته، ارواحنا طيور تجمعنا، وخارجنا الصبر يضحك مُخبئاً لنا، تحقيق حلم مدينة العدل الالهي، فنطوي الدموع على حديث اؤليانا "نصبر على ما نعلم، ويصبرون على ما لا يعلمون"
أَيُّهَا القائد الامام سيبتهج الكون ليلة ظهورك، بين ظهورك وكربلاء مسافةٌ ضوئيةٌ، تبلَّجتْ في نورها الرحمة والانسانية والدين القيم، والكرامات الالهية، وامَّحت الاجبابرة، وتباهوا المؤمنين بالاضْرحةِ المقدسة، لا يعرفون نورا غيرها، ينتظرون القوة الاكثر ضوءا هي قوة ظهورك ونيل شفاعتك يا أمل المؤمنين...وبيقين ظهورك كسرنا كل الشكوك التي تملأ الروح، وتباهَينا بعطر مولدك، ومن ضوءه اتخذنا وشمٌ ينسخُ في العُيونِ والعُقول، وأيدينا تحمل حزمةٌ من الادعيةِ مبتلةٍ بالدموع، كان هذا هو الدرس تعلمناهُ من تاريخ الطف الدامي، وباقي الطفوف توالت علينا، لم تخنْا بصيرتنا، تحدينا جبابرة الارض، وسنظل نتحدى حتى ننال هدية صبرنا وتتوجنا بتاج الشفاعة .