شهد موكب العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية في طريق (النجف – كربلاء)، افتتاح مجمّع أمير المؤمنين (عليه السلام) العلمي الخدمي. وشهدت فعاليات الافتتاح حضور المتولّي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي، وعدد من أساتذة الحوزة العلمية، وشخصيات دينية وطلبة العلوم الدينية. ويتألّف المجمّع من خمسة طوابق، يضمّ مدرسة قمر بني هاشم (عليه السلام) الخاصّة بدراسة العلوم الدينية، وكذلك معهد الإمام المرتضى (عليه السلام) للخطابة الحسينية، وقاعات لإيواء الزائرين في الزيارات المليونية. واستُهلّت الفعاليات بكلمة المشرف على المجمّع السيد مكّي الصافي ألقاها بالنيابة السيد أحمد شرار، بيّن فيها أنّ المشروع يمثّل شعلة أمل ومصدر إشعاع علمي لخدمة الدين والمجتمع واستلهامًا من نهج أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الذين كانوا وما زالوا رموزًا للعلم والعمل، وأنّ رؤية المشروع ودلالته تنطلق من أن مجمّع أمير المؤمنين (عليه السلام) ومدرسة قمر بني هاشم الدينية لم يؤسّسا ليكونا مجرد أبنية أو مؤسسات بل ليكونا مركزين نابضين بالحياة يحملان رسالة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إمام العدالة والعلم والعمل ويستمدان من سيرته العطرة معاني العطاء المتجدد، فالمجمّع يجمع بين العلم والخدمة الحسينية والاجتماعية لذلك يهدف إلى تقديم خدمات تعليمية واجتماعية تخدم جميع شرائح المجتمع وحمله لاسم أمير المؤمنين ليكون شاهدًا على النهج الذي أسّس له الإمام في الجمع بين العلم والعمل لخدمة الإنسان. وأضاف، أمّا مدرسة قمر بني هاشم (عليه السلام) الدينية التي تختص بنشر علوم الشريعة الإسلامية المستقاة من مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) تهدف إلى تخريج نخبة من طلبة العلوم الدينية يتميزون بالعلم الراسخ والالتزام الأخلاقي والقدرة على مواجهة تحديات العصر وتستوحي اسمها من الوفاء والتضحية والبصيرة التي جسدها أبي الفضل العباس (عليه السلام) ليكون الطلبة على نهجه في خدمة الدين والتضحية، وأمّا معهد الإمام المرتضى (عليه السلام) للخطابة الحسينية فهو صرح يهدف إلى إعداد جيل من خطباء المنبر الحسيني يأخذون على عاتقهم مسؤولية إيصال رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) إذ تمتد مدّة الدراسة فيه لثلاث سنوات ويشرف على برنامج التدريس فيه السيد أحمد الحكيم ونخبة من الأساتذة المختصين في الخطابة الحسينية. وقال مدير مكتب المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، السيد أفضل الشامي: إنّه "تزامنًا مع ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، حضرنا اليوم في موكب العتبتين المقدستين الواقع بين كربلاء المقدسة والنجف الأشرف لافتتاح مجمّع أمير المؤمنين (عليه السلام) العلمي والخدمي". وأضاف "يمتد هذا الصرح على مساحة 1000 متر مربع، ويضمّ خمسة طوابق، خُصّصت ثلاثة منها لإيواء الزائرين، في حين سيُقدّم الطابقان الرابع والخامس، خدمات علمية وثقافية وتدريسية". وأوضح الشامي إلى أنّ "المجمّع يهدف إلى توفير بيئة متكاملة لخدمة الزائرين على مدار العام، إلى جانب دعمه للأنشطة العلمية والثقافية، ويأتي هذا المشروع ليُعزز الخدمات المقدمة في هذا الموقع الحيوي، ولا سيّما في زيارة الأربعين، إذ ينطلق منه مئات المبلغين لنشر التوعية الدينية بين صفوف الزائرين". وأشار إلى أنّ "المشروع برعاية سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظلّه)، وما كان ليتم لولا دعم العتبتين المقدستين ومجموعة من الخيرين".