• سَبِّحِ: السين والباء والحاء أصلان، أحدهما: جنس من العبادة، والآخر: جنس من السعي. فالأوّل: السبحة، وهي الصلاة، ويختصّ بذلك ما كان نفلاً غير فرض... ومن الباب التسبيح، وهو تنزيه الله جلّ ثناؤه من كلّ سوء. والتنزيه، التبعيد"
[1]. وجُعِل التسبيح في فعل الخير، كما جُعِل الإبعاد في الشّرّ، فقيل: أبعده اللَّه. وجُعِلَ التَّسْبِيحُ عامّاً في العبادات، قولاً كان، أم فعلاً، أم نيّة، قال تعالى: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ﴾
[2]، ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ﴾
[3]، ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾
[4]، ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾
[5]... والأشياء كلُّها تُسبّح له وتسجد، بعضها بالتّسخير وبعضها بالاختيار"
[6].
• قَدّرَ: "القاف والدال والراء أصل صحيح، يدلّ على مبلغ الشيء وكنهه ونهايته. فالقدر مبلغ كلّ شيء"
[7]. و"القَدْرُ والتَّقْدِيرُ: تبيين كمّيّة الشيء... وتَقْدِيرُ الله على وجهين:
أحدهما: بالحكم منه، أن يكون كذا أو لا يكون كذا، إمّا على سبيل الوجوب، وإمّا على سبيل الإمكان. وعلى ذلك قوله: ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾
[8]. والثاني: بإعطاء الْقُدْرَةِ عليه... وقوله: ﴿وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى﴾
[9]، أي: أعطى كلّ شيء ما فيه مصلحته، وهداه لما فيه خلاصه، إمّا بالتّسخير، وإمّا بالتّعليم، كما قال: ﴿أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾
[10]"
[11]. والثاني يرجع إلى الأوّل. فتدبَّر.
• غُثَاءً: "الغين والثاء أصل صحيح يدلّ على فساد في الشيء"
[12]. و"قوله تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء﴾
[13]، أي أهلكناهم، فذهبنا بهم، كما يذهب السيل الغثاء، والغثاء بالضم والمد: ما يجيء فوق السيل ممّا يحمل من الزبد والوسخ وغيره. قوله تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاء﴾، أي يابساً"
[14].
• أَحْوَى: "الحاء والواو وما بعده معتلّ أصل واحد، وهو الجمع"
[15]. و "قيل: الحوّة: شدّة الخضرة التي تميل إلى السواد، فقوله تعالى: ﴿غُثَاء أَحْوَى﴾، أي أسود ليس بشديد السواد"
[16].
• يَصْلَى: "الصاد واللام والحرف المعتلّ أصلان، أحدهما: النار وما أشبهها، من الحمى، والآخر: جنس من العبادة"
[17]. و"أصل الصَّلْي الإيقادُ بالنار، ويقال: صَلِيَ بالنار وبكذا، أي: بلي بها، واصْطَلَى بها، وصَلَيْتُ الشاةَ: شويتها، وهي مَصْلِيَّةٌ. قال تعالى: ﴿اصْلَوْهَا الْيَوْمَ﴾
[18]، وقال: ﴿يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى﴾
[19]، ﴿تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً﴾
[20]، ﴿وَيَصْلَى سَعِيرًا﴾
[21]، ﴿وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾
[22]"
[23].
• تَزَكَّى: "الزاء والكاف والحرف المعتلّ أصل، يدلّ على نماء وزيادة"
[24]. و"أصل الزَّكَاةِ: النّموّ الحاصل عن بركة الله تعالى، ويعتبر ذلك بالأمور الدّنيويّة والأخرويّة... وتَزْكِيَةُ الإنسان نفسه ضربان: أحدهما: بالفعل، وهو محمود وإليه قصد بقوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾
[25]، وقوله: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى﴾
[26]. والثاني: بالقول، كتزكية العدل غيره، وذلك مذموم أنْ يفعل الإنسان بنفسه، وقد نهى الله تعالى عنه، فقال: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ﴾
[27]، ونهيه عن ذلك، تأديب لقبح مدح الإنسان نفسه عقلاً وشرعاً"
[28].
[1] ابن فارس، أحمد: معجم مقاييس اللغة، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، لا.ط، لا.م، مكتبة الإعلامي الإسلامي، 1404هـ.ق، ج3، مادّة "سَبَحَ"، ص125.
[2]سورة الصافات، الآية 143.
[3] سورة البقرة، الآية 30.
[4] سورة غافر، الآية 55.
[5] سورة الإسراء، الآية 44.
[6] الأصفهاني، حسين (الراغب): مفردات ألفاظ القرآن، تحقيق: صفوان عدنان داوودي، ط2، قم المقدّسة، طليعة النور, مطبعة سليمانزاده، 1427هـ.ق، مادّة "سَبَحَ"، ص392-393.
[7] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج5، مادّة "قَدَرَ"، ص62.
[8] سورة الطلاق، الآية 3.
[9] سورة الأعلى، الآية 3.
[10] سورة طه، الآية 50.
[11] الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، مادّة "قَدَرَ"، ص658-659.
[12] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج4، مادّة "غَثّ"، ص379.
[13] سورة المؤمنون، الآية 41.
[14] الطريحي، فخر الدين: مجمع البحرين، ط2، طهران، نشر مرتضوي, مطبعة چاپخانهء طراوت، 1362هـ.ش، ج1، مادّة "غَثَا"، ص312.
[15] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج2، مادّة "حَوَى"، ص112.
[16] انظر: الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، مادّة "حَوَا"، ص139, الطريحي، مجمع البحرين، م.س، ج1، مادّة "حَوَا"، ص112.
[17] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج3، مادّة "صَلَى"، ص300.
[18] سورة يس، الآية 64.
[19] سورة الأعلى، الآية 12.
[20] سورة الغاشية، الآية 4.
[21] سورة الانشقاق، الآية 12.
[22] سورة النساء، الآية 10.
[23] الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، مادّة "صَلا"، ص490.
[24] ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، م.س، ج3، مادّة "زَكَى"، ص17.
[25] سورة الشمس، الآية 9.
[26] سورة الأعلى، الآية 14.
[27] سورة النجم، الآية 32.
[28] الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، م.س، مادّة "زَكَا"، ص380-381.