شهدت مدينة كربلاء المقدّسة مشاركةً واسعة للنساء في مسيرة دفن الأجساد الطاهرة، إحياءً لذكرى دفن الإمام الحسين وأهل بيته(عليهم السلام). وقال معاون رئيس قسم رعاية الصحن الشريف في العتبة العبّاسية المقدّسة السيد زين العابدين القريشي، إن "منتسبي العتبة العبّاسية المقدّسة والمتطوّعين حرصوا على إظهار احترامهم الكبير للنساء المشاركات في العزاء، من خلال إدارة ظهورهم لهنّ أثناء مسيرهنّ، إلى جانب توفير مساحة الصحن الشريف والحرم الطاهر والسراديب بشكلٍ كامل لهنَّ، لتسهيل مشاركتهنّ في مراسم العزاء". وأضاف، "يُجسّد احترام منتسبي العتبة العبّاسية للنساء خلال هذه المناسبة شهادةً حيّة على احترام الإسلام للمرأة، وتقدير دورها في المجتمع، وحرصه على صون كرامتها وحفظ عفّتها، ويسهم هذا التصرّف في حرص إدارة العتبة المقدّسة على تعزيز القيم التي يدعو إليها الإسلام".
وكانت قد انطلقت العشائر العراقية، تتقدّمها قبيلة بني أسد، بعد صلاة الظهرين في مسيرةٍ حاشدة صوب مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام)، لإحياء ذكرى دفن الأجساد الطاهرة للإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه(عليهم السلام). واعتاد أهالي كربلاء على استذكار هذه المناسبة وإحيائها كعرفٍ شعائريّ متوارث، بمشاركة قبائل المحافظة وعشائرها، بالإضافة إلى وفود عشائرية من محافظات أُخَر، حيث تتقدّمهم قبيلة بني أسد التي تشرّفت سنة 61هـ بمساعدة الإمام السجاد(عليه السلام) في دفن أجساد شهداء واقعة الطفّ، بحسب الروايات. وأعدّت العتبة العبّاسية خطّةً خاصة لإحياء مراسم دفن الأجساد الطاهرة، بمشاركة ملاكاتها وعددٍ من المتطوّعين، لتنظيم دخول مواكب العزاء من الرجال والنساء، والتي تتضمّن تخصيص الصحن الشريف في الصباح للنساء، إلى جانب الحرم الطاهر والسراديب، لتوفير مساحة مناسبة تليق بأعدادهنّ الكبيرة.