قلوب حرّى وعيون عبرى وهي تستذكر مصاب المسموم المقتول ظلماً وغدراً ، باب المراد الإمام محمد بن علي الجواد "عليه السلام"، وبهذه الفاجعة العظيمة التي بعثت الحزن والأسى والشجون في نفوس المؤمنين، شهدت مدينة الكاظمية المقدسة صباح اليوم السبت التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة 1442هـ مراسم إحياء ذكرى شهادة الإمام البر التقي محمد بن علي الجواد "عليه السلام"، حيث انطلقت الحشود المؤمنة المُوالية وبتقليد سنوي لتشييع نعشهِ الرمزي الطاهر الذي حُمل على أطراف اﻷصابع ليُعانق عنان السماء، وسط هتافات الولاء لصاحب الذكرى الأليمة معبّرين عن عظيم حزنهم ومواساتهم للنبي الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلم" وآل بيته الأطهار "عليهم السلام" بهذا المصاب الجلل، وكان في استقبال الجموع المعزّية خدام الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".
وانتهت مراسم التشييع في رحاب الصحن الكاظمي الشريف بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم عطر بها مسامع المعزّين القارئ الحاج همام عدنان، وقراءة رواية قصة استشهاد الإمام الجواد "عليه السلام" بمشاركة فضيلة الشيخ بشير الحسناوي، ليعتلي بعده المنبر خادم الإمامين الجوادين الرادود كرار الكاظمي لقراءة قصائد النعي والرثاء لصاحب المصيبة الكبرى شباب الأئمة الإمام محمد بن علي الجواد "عليه السلام".
واختتمت المراسم بزيارة الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، والدعاء للزائرين الكرام بالعودة إلى ديارهم سالمين وأن يرفع البلاء والوباء عن بلدنا العراق، وأن يرحم شهداءنا ويشافي مرضانا، وأن ينصر قواتنا الأمنية المشاركة بهذه المناسبة ويؤيدهم بالنصر المؤزر، والدعاء بتعجيل فرج مولانا الإمام صاحب العصر والزمان "عجل الله تعالى فرجه الشريف".