اختتم السادةُ الخدم في العتبة العبّاسية المقدّسة فعّالياتهم وأنشطتهم العزائيّة الخاصّة بإحياء الذكرى الأليمة (وفقاً للرواية الثانية)، لمصاب جدّتهم فاطمة الزهراء(عليها السلام) التي استمرّت لثلاثةأيام، وهذا عرفٌ عزائيّ اعتادوا على إقامته سنويّاً وعلى اختلاف الروايات.
مسؤولُ شعبة السادة الخدم السيّد هاشم الشامي بيّن لشبكة الكفيل قائلاً: "إنّ فعّاليتنا العزائية الخاصّة بإحياء هذه الذكرى الأليمة، تنضوي ضمن منهاج العتبة العبّاسية المقدّسة المعدّ لإحياء هذه الذكرى، وتضمّنت فقرات عديدة أهمّها:
- إقامة مجلسٍ عزائيّ عُقد لمدّة يومين في صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وقد اقتصر على حضور عددٍ محدّد من الزائرين، فضلاً عن العاملين في الشعبة وذلك لتداعيات وباء كورونا، وقد شمل هذا المجلس تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم تلاها السيد علي أمين ماميثة، وإلقاء محاضرةٍ دينيّة للشيخ علي موحان من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، تمحورت حول حديث الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله) بحقّ ابنته الزهراء(عليه السلام): (فاطمة بضعةٌ منّي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها)، وقد تطرّق الخطيبُ الى أمورٍ مسندة بآياتٍ قرآنيّة وأحاديث نبويّة وأُخَر لأئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، تدلّ على أنّ السيّدة الزهراء(عليها السلام) لها منزلةٌ عظيمة وكبيرة عند الله عزّ وجلّ، فقد ارتبط رضاه برضاها وغضبه جلّ وعلا بغضبها، فهي (سلام الله عليها) مرآةٌ لرضا الله، وهذا المقام لم يصل إليه أحد، موضّحاً كذلك أنّه لو تأمّلنا في هذا الحديث لوجدنا أنّ النبيّ الأكرم ربط بين رضا الزهراء ورضا الله، فأحدهما متوقّفٌ على الآخر ولربّما هي (صلوات الله عليها) الوحيدة بين الخلائق التي عُرفت بهذه الخصوصيّة، ولو أخذنا هذا الحديث وحده لتبيّن لنا أنّ الزهراء(عليها السلام) وجودٌ لا يُمكن أن يصل الى منتهى معناه إنسان.
- تقديم الشاي للزائرين القاصدين حرم الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام)، وهذه أيضاً فعّاليةٌ يتشرّف بإقامتها سنويّاً السادةُ الخدم، ونشاهد الزائرين يعكفون على تناول الشاي من هذه المائدة التي تقدّمها أيدي علويّة من جوار مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وهذه الفعّالية بالرغم من بساطتها إلّا أنّها تشهد إقبالاً كبيراً".
واختتم الشامي: "كذلك كان للسادة الخدم تواجدٌ متواصل داخل الصحن الشريف لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، للمساهمة في تنظيم سير المواكب والزائرين فضلاً عن أعمالهم التي يتشرّفون بتأديتها يوميّاً".